حكاية البلطجي والفاشل

بشفافية

حكاية البلطجي والفاشل

حيدر المكاشفي

كان من الممكن أن نرد على السيناريو الثالث الذي طرحه مسؤول التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار، وهو يحصي توقعات حزبه لما سيؤول إليه حال الجنوب أمام قيادات الحزب بولاية نهر النيل، بالقول: إن الحال «من بعضو» ولن ينجو سعد إذا هلك سعيد، فإذا ما آلت الاحوال في الجنوب إلى دولة فاشلة وممزقة ومتصارعة وغير مستقرة، فإن نفس الحال التعيس يتهدد الشمال أيضا، و«الحساب ولد»، وفي هذه الحالة سيكون الناتج دولتين فاشلتين وليست واحدة، ولكن لأن هذا المصير الأسود لا يرجوه عاقل وراشد محب لوطنه، يبقى الأهم لحزب الاخ ماجد، ان يعلي مصالح البلد ويغلبها على المصلحة الحزبية الضيقة بالعمل المسؤول والعقلاني والمتجرد ليتجاوز الشمال والجنوب معا تداعيات هذا السيناريو المقيت، وما نشهده الآن للأسف لا يبشر بخير بل ينذر ويبرق ويرعد ويهدد بدولتين فاشلتين، اما اذا كان الاخ سوار وقيادات حزبه يظنون انهم الاقوى والأبقى، فلهم ما ظنوا، ولكن نرجوهم فقط ان يقرأوا معنا حكاية البلطجي والتعيس..
تقول الحكاية: إن بلطجيا مرعبا يخشاه الجميع دخل ذات مرة احد المقاهي فوقف كل من كان بالمقهى خوفا منه إلا شاب كان يجلس وهو شارد الذهن ينظر الى كوب الشاي الذي امامه فاتجه اليه البلطجي واخذ كوب الشاي من امامه وشربه دفعة واحدة، ثم ألقى الكوب فارغا، وقال للشاب: إدفع انت ثمن الشاي، وعلى اثر ذلك انخرط الشاب في نوبة بكاء مرير. فنهره البلطجي قائلا «بتبكي عشان خمسين قرش وعامل لي فيها راجل ما عايز تقيف». وبصوت مرتجف يخالطه النشيج والنحيب رد الشاب: انا ما ببكي عشان الشاي، عشان ما عندي بخت في الدنيا دي كل ما ألقى شغلانة افشل فيها ويطردني صاحب الشغل. اشتغلت قهوجي وقعت كبابي الشاي والطلبات على الزباين، اشتغلت مكوجي حرقت هدوم الزباين، اشتغلت محاسب في شركة طلعت شركة نصب والبوليس قفلها، سافرت السعودية طلع العقد مضروب ورجعت ترحيل، رحت العراق حصل الغزو وراحت فلوسي ورجعت ماشي، بصراحة انا انسان فاشل في كل حاجة اعملها. قال البلطجي وقد بدا متحسرا على حال الشاب «دا انت فاشل فعلا». واصل الشاب مرثيته وقال: الشهر اللي فات لقيت شغلانة جديدة ولكن لحظي التعيس صحيت متأخر في اول يوم شغل ووصلت متأخر، فطردني صاحب الشغل لاستهتاري بمواعيد العمل فخرجت من الشركة فاكتشفت ان حرامي سرق عربية جارنا الاستلفتها منو عشان ألحق الشغل في مواعيدو، فاتهمني جارنا بسرقة العربية وقبضوا علي واتسجنت «6» شهور ولسه خارج امس من السجن، واصل الشاب، بعد ان اخرج زفرة حرى: حتى الانتحار فشلت فيه.. وهنا تداخل البلطجي مندهشا ودي كيف دي كمان؟ قال الشاب: مشيت اقرب بقالة واشتريت منها اقوى سم قاتل وجبت القهوة دي وطلبت شاي وختيت فيهو السم عشان اشربه واموت واخلص من حياتي فجيت انت وشربت الشاي بتاعي اللي فيهو السم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. انت رجل حكيم ومن اوتئ الحكمة فقد اوتئ خيرا كثيرا .. لك الود يامكاشفى
    ناس سوار دخلو البلد فى …… وزة

  2. موضوع جميل ..بس ملاحظة على تسلسل الاحداث لاحظ :"الشهر اللي فات لقيت شغلانة ..الخ" و"….اتسجنت (6) شهور ولسة خارج امس من السجن " هناك فرق خمسة اشهر !!!!

  3. كان يقول قبل سبعة شهور لقيت شغل ..لكن الشاب مافاشل وما تعيس لأنو لقي دولة من البلطجي وفيها بترول كمان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..