مجموعة محدودة تتحكم في الاقتصاد!!

ماوراء الكلمات
(1)
أصبح افتتاح سجن أسهل من افتتاح ساحة رياضية برغم أن تكلفة بناء السجن تفوق تكلفة بناء الساحة الرياضية بأضعاف مضاعفة ومن السهل جداً أن تتحول الساحة الرياضية إلى سجن ولكن من الصعب جداً أن يتحول السجن إلى ساحة رياضية أو حتى سكن شعبي فالسجن نادر مايتم هدمه إلا لبناء سجن جديد يكون أحدث منه في وسائل القمع والتعذيب.
(2)
إذا كان البعض يفاخر بأنه ابن الحركة الإسلامية فعليك أن تفاخر بأنك ابن الحركة العريقة التليدة والتي تمتد جذورها في أعماق التاريخ أي أنك ابن الحركة الوطنية السودانية التي جاءت باستقلال السودان ومن جانب آخر أخشى أن يأتي يوماًً ما ويقف حزب المؤتمر الوطني في نص البلد ويهتف مفاخراً بمافعله بالبلاد والعباد من مصائب وكوارث ويقول لأمه الحركة الإسلامية يكفيك فخراً ونسباً أن تكوني أمي!! ويبدو لي أن المؤتمر لم يسمع بقولهم (خامل الذكر خير من صحاب الذكر الذميم)
(3)
ولما رأيت حملات التفتيش على الأفران وعلى أوزان الرغيف قد قلت أو خف (شنبرها)أو تلاشت نهائياً وكانت مجرد (فورة أندروس)فقمت بحمل بعض الأرغفة كـ (معروضات) ودخلت بهن إلى تلك الجهة المسؤولة عن الرغيف ووزنه ولما رآني المسؤول تغير لونه وامتعض وبانت شرايينه وأوردته وضاق صدره وكأنه رأى شيطاناً مريداً وقبل أن يسألني عن حالي وأحوالي وناس البيت عاملين شنو مع إرتفاع الأسعار ؟قال لي وبكل غلظة:مشكلتك شنو؟فقلت له طبعاً سعادتك (والله لولا هذا المنصب ماكان ليسمع بكلمة سعادتك وماكان يشمها قدحة لكن الظروف جبارة)سعادتك قلتوا إن وزن الرغيفة 70جراماً بواحد جنيه وهسع الرغيف القدامك دا وزنو أقل من الخمسين جراماً !ومن خلف عدسات نظارته قال لي يا اخي احمدوا الله أنكم لقيتوا الرغيف ولو كان وزنو ناقص مش احسن من العدم؟ ويا أخي احمدوا الله إنتو إحسن من سوريا واليمن وليبيا وأنا ألملم رغيفاتي وأهم بالخروج من مكتبه قلت له نعم كعب العدم ولكن نحن ليه مانكون أحسن من السعودية والأمارات وقطر؟
(4)
وبدلاً من أن يشغل السيد وزير المالية الفريق الدكتور محمد عثمان نفسه وحكومته بالبحث عن حلول ناجعة لمشاكلنا الاقتصادية شغل الناس والرأي العام بأن هناك مجموعة محدودة(لم يسمها)من (تنبالة التجار)يتحكمون في رفع أسعار السلع وإحتكارها دون مبرر إقتصادى ونحن نسأل ماهو المبرر الذي يجعل تلك المجموعة المحدودة تتحكم في مصير شعب ومصير دولة؟وهل (ماسكين عليكم ذلة) تخشون من عاقبة أن يعرفها الناس؟وبدلاً من أن يضيع سعادة الفريق الركابي المزيد من الوقت ويزعم أن جهات تعوق تقدم الاقتصاد فلماذا لا يقدم الوزير أفكاراً اقتصادية مبتكرة أي ما يسمونه في كرة القدم التسديد من خارج الصندوق ومن خارج منطقة الجزاء أي أفكار جديدة غير الحلول التقليدية من زيادة الضرائب والجبايات والرسوم ورفع الدعم ولما كنا قد جربنا حكومة المؤتمر الوطني، فقد رأينا فيها ثلاثة أصناف من الوزراء وزراء يخطبون مساءً وظهراً وعصراً ومساءً وليلاً ووزراء يحفرون لبعضهم البعض ووزراء يبررون ويعللون وهم الأكثرية فالتبرير صار أرخص السلع التي تباع لعامة الناس!!
(5)
شاهت الوجوه وشاخت الأفكار ولم يعد هناك جديد يطرح أو قديم يعاد ولو يزل المؤتمر الوطني يدور في ذات الدائرة التي مركزها الفشل ونص قطرها التبرير والنصف الآخر التشبث بكركر السلطة ولكن ساعة اكتمال الثورة تأتي من عمق اليأس والاحباط واللهم فك أسر وحظر دكتور زهير السراج والأستاذ عثمان شبونه وعجل لهما بالنصر وبالفرج وردهما سالمين غانمين إلى القراء والمحبين وأدعوا لباقي أخوانكم المعتقلين بعاجل الحرية والعتق من السجن والسجان وهم الآن يحاسبون ومايحاسبون في كبيرة ولا جريرة ولا جريمة، غير أنهم خرجوا يطالبون بعيشة آدمية كريمة.
الجريدة
مقال جميل ومنسق ومعبر
نسأل الله الخلاص منهم واخذ حقوقنا منهم في الدنيا والآخرة
مقال جميل ومنسق ومعبر
نسأل الله الخلاص منهم واخذ حقوقنا منهم في الدنيا والآخرة