أربعة مصدات وأمل..!ا

د. الشفيع خضر سعيد

من يعجز عن علاج قضايا الحرب والفقر والبطالة والغلاء والفاقد التربوي وتفشي المخدرات?، يسهل عليه أن يختصر قلق الشباب المشروع على مستقبل البلاد في ظل وضعها القاتم الراهن إلى مجرد بالونة ينفخها الآخرون!

إحدى مصدات رياح الربيع العربي في خطاب الإنقاذ هي أن الربيع العربي جاء بالإسلاميين في مصر وتونس، في حين أنهم، أي الإسلاميين يحكون السودان منذ 1989، وبالتالي السودان، لا يحتاج، ولن يشهد ربيعا مماثلا. بل والإنقاذ تبشر، صباح مساء، بأنها ستستقوى بعلاقات الجوار الإسلامي الجديد، خاصة إذا إكتملت الحلقة بليبيا، حسب التوقعات، التي خابت، ولو إلى حين. ولكن، لم يكن صعبا على الشعب الرد بأن من يثور في وجه الظلم لا يمكن أن يدعم ظالما، وإن من ناضل من أجل تثبيت شرعية الشارع من الصعب أن يناصر شرعية البندقية. ومن زاوية أخرى، نرى في تحليل طرح الإنقاذ أعلاه، سعيها الدؤوب، وبطرق مختلفة، لإستثمار الدور الخارجي في تثبيت أركان نظامها. تلك الطرق التي تشمل تقديم التنازلات والتسهيلات للدول الكبرى مثل الصين وروسيا وأمريكا، العلاقات البراغماتية مع إيران وقطر وتركيا?.الخ. المشكلة إن بعضا من هذا الفهم، أي الإرتهان للدور الخارجي والتهويل من قدراته وإمكانياته آخذ في التسرب إلى قطاعات واسعة في الشارع الثائر، فأصبحت البلاد وكأنها في إنتظار الخلاص من ذوي السلطات الخارقة في المجتمع الدولي. لكن، الواقع يقول أن هذا المجتمع الدولي، وهم في موقع الوسطاء الدائمين بالنسبة للصراعات السودانية، لا يتحرك بحيوية الأجاويد من الأهل والأصدقاء، إذ أنه مشغول بأعباء أخرى كثيرة وما يحدث في السودان أصبح لا يشكل مسألة طارئة، أو خبرا عاجلا (Breaking News) على شاشة التلفاز! وإلا كيف نفسر حالة المخاض الطويلة التي تعاني منها البلاد في إطار مسلسل السلام والعدوان. أيضا، خطورة هذا الفهم تأتي من كونه يكرس لقبول فكرة متلازمة التدخل الخارجي، أو التأثير الدولي، على القرار السياسي الداخلي. والواضح، إن الحكومة هي التي تروج لهذا الفهم، لأنها تتعامل مع صوت الشعب بآذان صماء ولا ترضخ لمطالبه إلا بضغوط إو إغراءات دولية.

ثاني المصدات هي الترويج إلى أن الحراك في الشارع وفي مناطق الحرب الأهلية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، هو حراك محدود ومعزول. هنا نطرح سؤالا: هل المظاهرات التي أطاحت بمبارك كان فيها 80 مليون مصري؟. هذا لا يعني أننا من أنصار الحراك الفئوي الإنقلابي التوجه، ولا من إنصار تبني وتكرار سيناريو تجربة التوباماروس، ثوار المدن، في أورغواي! وللفائدة العامة، نذكر بأن حركة ?توباماروس?، اشتهرت في ستينات ومطلع سبعينات القرن المنصرم بنشاطها الثوري العنيف في مدن أورغواي ضد السلطة الحاكمة أنذاك وسدنتها من الفاسدين وناهبي ثروات البلاد، حيث كانت تنظم عمليات فدائية يتم من خلالها الإستيلاء على الأموال والمواد العينية من هولاء ليعاد توزيعها على الفقراء والمشردين والمستغلين. وفي فترة لاحقة تخلى التوباماروس عن تاكتيكاتهم السابقة، وتبنوا خط العمل السياسي السلمي تحت مسمى حركة المشاركة الشعبية، ليكتسحوا الانتخابات التشريعية والرئاسية ضمن تحالف الجبهة العريضة الذي يضم الشيوعيين ومجموعات اليسار المختلفة. وحاليا يرأس البلاد خوسيه موهيكا، أحد قادة التوباماروس، والذي أمضى 15 عاماً في سجون الدكتاتورية وقضى قسماً منها في بئر ماء قديم.!!! وبالعودة إلى واقعنا في السودان، نقول نحن مع أوسع حراك جماهيري لتحقيق التغيير، وضد الشروط التعجيزية التي يصر عليها البعض لقياس مدى فاعلية وفائدة الحراك الجماهيري. فالحقيقة البسيطة تكشف أن أي حراك إحتجاجي جماهيري كفيل بتراجع الحكومات عن قراراتها، أو على الأقل شروعها في التفاهم مع الجماهير حول هذه القرارات، إذا كانت فعلا هي حكومات مسؤولة، لكن الأهم من ذلك هو، أي هذا الحراك، بمثابة الشرارة المستمرة في مسيرة الفعل الجماهيري التراكمي. والملاحظ أن أصحاب المصلحة في هذا الترويج يضعون العراقيل أمام الوصول للجماهير، ويسارعوا بإحماد نيرانها المضرمة في الشوارع. والمتابع للحراك من أجل التغيير سيلاحظ تنوعه، حيث يمتد من اليمين إلى اليسار، ومن داخل النظام وخارجه. وهذا الأمر، يكشف في المقام الأول إستفحال الأزمة السودانية، ووصولها إلى قمتها بحيث إستدعت كل هذا الحراك والمبادرات والمفاوضات?الخ.

أما ثالث مصدات الإنقاذ في وجه رياح التغيير، فهي خلق الفتنة بين الشباب والأحزاب، عبر إستعارة سجالات ما بعد إنتصار الثورة المصرية حول من الذي أشعل شرارتها الأولى ومن هو صانعها ومن ركب في محطتها الأخيرة. والهدف من هذه المصدة الفتنة إحباط الحراك الشبابي في مهده، وإفراغه من محتواه، وإنكار تفاعل الشباب الحي مع الواقع، وتحويله، في النهاية، إلى مجرد أداة في أيدي الأحزاب السياسية. إنها مجرد محاولة للبلبلة، فمن البديهيات إن الشباب هم محركي الثورات ومشعلي شرارتها، وتاريخ الحركة الطلابية يشهد بذلك. أما الجديد هذه المرة، فهو تنظيم الشباب لأنفسهم في تكوينات مستقلة عن الأحزاب، وقطعا هذا الجديد سيرفد المشهد السياسي في السودان بتغير نوعي. وبالطبع نحن ندرك إحتمالات، وربما حتمية، نشوء صراعات متعددة في إطار السياسي الكبير بين المكونات المختلفة، ولكن ليس على طريقة من الأول ومن الثاني، بل حول القضايا الساخنة المتعلقة بمستقبل البلاد. فيما عدا ذلك يكون الحديث عن هذا الصراع محاولة فاشلة تستند على مغالطات أكل عليها الدهر وشرب. من ضمن هذه المغالطات الإشارة العجيبة بأن هنالك أحزاب بعينها وجهات أجنبية تدفع الشباب للتظاهر. وهي إشارة تقوم على نفي دور الشباب كمحرك أساسي للشارع، وتحوله أيضا، إلى مجرد لعبة في أيدي الآخرين. وياترى، كيف سيجيب هولاء على السؤال حول تحرك شباب الحركة الإسلامية الغاضب والمعترض على سياسات وأداء حزب المؤتمر الوطني الحاكم. عموما نقول، إن من يعجز عن علاج قضايا الحرب والفقر والبطالة والغلاء والفاقد التربوي وتفشي المخدرات?، يسهل عليه أن يختصر قلق الشباب المشروع على مستقبل البلاد في ظل وضعها القاتم الراهن إلى مجرد بالونة ينفخها الآخرون!

رابع مثبطات الربيع السوداني، كما تطرحها الإنقاذ، هي التحذير من وجود خلايا نائمة تخطط لتنفيذ إغتيالات سياسية واسعة في البلاد. لكن تناول هذا الموضوع بالطريقة التي طرح بها في الإعلام، جعل البعض يستنتج أن هذا الحديث هو محاولة أخرى تستهدف التخويف والترهيب والتهديد، أو ربما التضليل وتهيئة المناخ لتنفيذ مخطط ما! وإلا فما هي بقية ما عندهم؟ من هم المستهدفون؟ يا ترى من المعارضة أم من النظام؟ وما هي التدابير التي إتخذتها السلطات لتوفير الحماية لهم؟.

أي مرحلة من مراحل التطور الإنساني، لها خطوطها الحمراء. والمفترض أن كل مرحلة جديدة تأتي بخطوط حمراء أكثر دقة وصرامة من سابقاتها، مثلا في قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والسيادة الوطنية. ومن الواضح إننا في السودان نشهد فترة نكوص تسببت فيها سياسات الإنقاذ، وخلالها تراجعت خطوطنا الحمراء. فمثلا، بينما ظل إنفصال جزء من البلاد خطا أحمرا منذ الإستقلال، فإنه أصبح ممكنا الحدوث تحت حكم الإنقاذ، بل ويمكن تكراره، وكأنه صار تاكتيكا لمواصلة الكنكشة على السلطة. قتل النفس كانت خطا أحمرا، لكنها الآن ممكنة الحدوث وبدون مساءلة الجاني?، وهكذا يمكننا الإستطراد في التفاصيل لنكتشف حوجتنا الماسة في إعادة رسم الخطوط الحمراء، لنعيد السابقات إلى موقعها ونزيد عليها.

الحرب الأهلية في البلاد تعتبر شكلا من إشكال الثورة على الوضع القائم?، الحراك الشبابي في الشارع درجة من درجات الثورة..، مهددات السيادة الوطنية?، حقوق الإنسان?، الفساد وصل حدا لا يمكن السكوت عليه?، الغلاء وضنك العيش?، إندغام الحزب والدولة?.، البلاد ونحن ننحدر سريعا إلى قاع الهاوية?الخ. والمخرج هو: الرحيل أولا، ثم بسط الديمقراطية، حتى يتفق الجميع على المشروع الوطني لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة.

الميدان

تعليق واحد

  1. البشير اصبح يلهث كالكلب المسعور فقد تفاجأ بزوال الانظمة الديكتتاورية التى تجاوزه فقد التفت غرباى ووجد ان طاغية ليبيا وملك افريقيا قد زال مهلك الى غير رجعة والتفت شمالا ووجد طاغية مصر زال وفى طريقه الى الهلاك والتفت جنوبا ورأى دولة جنوب السودان تصدع بالغناء وتثور وتحتفل باستغلالها من براثنه الهالكة واصبح وحيدا فى الساحة وعلم ان الدور جاء عليه فانفعل واسبح يرتعد ويرجف ويرقى ويزبد امام الناس ويصيح بملء شدقيه أنه سوف يحكم بالشريهة مائة المائة !!!!!؟؟ ونسى كيف كان يحكم طيلة هذه الثلاث وعشرون سنة الفائته !!! تبا لك ايها الخاسىء خسئت وخسىء نافع وجميع بطانتك الفاسدة الناس تتكلم عن الغلاء ولقمة العيش التى حرمتها منها وانت تتكلم عن الشريعة !!!!! شوف غيرها فقد فاتك القطار وتعداك الزمن لقد فقدت الصلاحية ايها الفاسد وانتظر نهايتك السوداء من ايادى هؤلاء الثوار الذين تصفهم بالشماسة وشذاذا الافاق سوف ترى عجبا الا تعلم ان هؤلاء الثوار الان جاهزين بعصيهم وعيدانهم وسوء الخاتمة ليس ببعيد عليك فانتظر ايها المغرور .

  2. دكتور الشفيع دائما قراءاتك للواقع في صميم مصتصحبا معهاالحلول .

    من الان أضمن صوتي للحزب الشيوعي في الديمقراطية القادمة قريبا بأذن الله.

  3. لن تنفع كل هذه المصدات في صد هذه الثورة
    لقد خرجت الثورة بواسطة الشباب وهم وقودها وهم من يقفون خلفها ويضمنون استمراريتها
    الاحزاب قامت بعمل االمسودة وبداءت في النزول للشوارع مع الشباب جنباً الي جنب

    والهدف هو الخلاص من النظام وسوف يكون

    نعم الحراك الشبابي سوف يكون اضافة للسياسة السودانية

    وقد ان الاون لتكوين مجلس لقيادة هذه الثورة يضم الاحزاب ويكون شباب الثورة هم حجر الزاوية فيه

  4. تحت هذا الرابط و على هذه الصحيفة كتبنابتاريخ 14/3/2012م بعنوان محفزات وكوابح الربيع العربي في السودان
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-18608.htm

    خلوها مستورة
    طارق عبد الهادي
    [email protected]
    محفزات و كوابح الربيع العربي في السودان

    كثر الحديث عن تأخر الربيع العربي في السودان عن أقرانه من الدول المجاورة و يمكن ان نلخص ان هناك ثلاث عوامل تدفع بالربيع العربي في السودان و عاملين يكبحان و يمنعان انطلاقته ويجعلان من بعض الدعوات للثورة والربيع بدون أي تأثير او بتأثير مماثل لذلك الذي ينتابك عند رؤية زهريات و شجيرات الزينة المصنوعة من البلاستيك لا يحرك فيك أي إحساس او شعور بالتفاعل ، فأما الثلاث عوامل التي يمكن ان تدفع باتجاه الربيع في السودان ، أولها هو هذا الفساد المقيم وثورة الجياع التي ستنتج منه مع تردي الأوضاع الاقتصادية ، العامل الثاني هو ان المؤتمر الوطني هو عدو نفسه فهو لا يحمل أعضائه و دستورييه بالتضحية بمخصصاتهم مما اوجد نقمة لا يدركونها ، العامل الثالث وهو الأهم هو أن تعلن قوى الربيع و الثورة إنها ليست اقصائية وستسمح للمؤتمر الوطني نفسه او الحركة الإسلامية بالمشاركة وان بمسمى آخر بعد التغيير ، إذ من شأن هذا أن يحد من معارضة التغيير داخل المؤتمر الوطني نفسه او داخل الإسلاميين عموما فتيار الإصلاحيين سيميل للاستجابة للتغير الديمقراطي على أمل أن يتمكن في فترة الديمقراطية من إجراء جراحاته وإصلاحاته على الحزب الشيء الذي عجزوا عنه والحزب في قمة السلطة منفردا! وهناك أهل الولاء الهش وفئران السفينة داخل الحزب و من جمعتهم المصالح وأيا كانت نسبتهم فهؤلاء سيقفزون من السفينة عند أول مطب بحري وسيجد أصحاب التيار العنيد أنفسهم لوحدهم مما سيرجح منطق القبول بالتغيير لديهم وأنا هنا استغرب من هجوم الأخ د ابراهيم الكرسني على بروف الطيب زين العابدين وعلى الإسلاميين عموما يا أخي هذا الاستقصاء يولد عدم الاستقرار و ينبغي ان لا يحجر على أي تيار ان أردنا ديمقراطية حقيقية و ناضجة والناس هي التي ستختار الأصلح من كل التيارات و لم الهجوم ففي السياسة الذي يلتقي معك على 40% من ما تطرحه هو شريك والذي يلتقي معك على 60% أو أكثر هو حليف ومن الجيد أن يمارس السودانيون السياسة بدون مصطلح أحب أو اكره وبدون تصنيفات وأحكام مسبقة وعلى الناس تقبل بعضها البعض بمختلف الأيدلوجيات… حزب المؤتمر الوطني لم يكن مثاليا لشعب عظيم كالشعب السوداني وهو ليس قويا ، هو قوي لان معارضته ضعيفة و هذا لم يكن في صالحه ، هو قوي بضعف هذه المعارضة وليس هناك من يلتقط الحبل على الأقل حتى الآن.
    وأما العوامل التي تثبط إنزيم الربيع العربي من العمل في السودان وتحول بينه وبين أن يتحول مفعوله إلى ثورة ، أولها هو ممارسة العنف من قبل المعارضة وهو شيء ضد طبيعة الشعب السوداني المسالم بطبعه ومزاجه و هنا ننبه الإخوة في الحركات المسلحة الجهوية التي هي جزء من المعارضة و متحالفة معها وفي الأفق مبادرة من الداخل في طور التشكيل من أشخاص وطنيين و مشهود لهم هي مبادرة د الطيب زين العابدين ستنطلق وعليهم تلقف الحبل ثم أمامهم تجربة المناصير فليتمعنوا فيها جيدا لماذا وجدت قضيتهم كل هذا التعاطف لأنها سلمية ومحقة وعادلة ، إذن عليهم ان يجربوا العمل السلمي و سيتعاطف معهم الناس ، وهم كسائر أقاليم السودان لديهم مطالب تنموية محقة ، في اكتو بر وابريل لم تكن الجهويات تحمل السلاح ولم تكن البلد بهذه المخاطر والتفسخ الاجتماعي على أشده لذلك ومع ان هذه الحركات لديها مطالب تنموية مستحقة يدعمها الجميع بلا شك و لكن التغيير كما في تونس من عشرة مليون مواطن هم عدد سكانها خرج مليون مواطن هم عشر السكان في كل أنحاء البلاد في تونس العاصمة شمالا وفي سيدي بو زيد جنوبا وليس في إقليم واحد فقط وفي مصر بلد الثمانين مليون نسمة خرج ثمانية مليون في يوم واحد هي جمعة الغضب 28 يناير خرجوا في السويس و القاهرة وأسوان والإسكندرية وقياسا على ذلك في السودان ذي الثلاثين مليون نسمه اقله ان يخرج ثلاثة ملايين بعد ان يقتنعوا بالبديل وتتضح الرؤية في بربر و عطبرة والخرطوم ومدني و الفاشر و بور تسودان أي يقتنع الجميع وليس حركات مسلحة متعددة و منقسمة على نفسها وترفع شعار تحرير السودان وهو شعار مريب في حد ذاته ، ثم تطلب من الناس ان ينضموا لها فحاسة فن البقاء ستمنع الناس من المخاطرة من إبدال نظام مستقر وآمن أيا يكن رأيهم فيه ببديل يأتي بالعنف وعناصره قد تكون غير منضبطة ، فقرنق بحربه الشعواء من أهدى الإنقاذ البقاء في العشرية الأولى وخطأ المعارضة الشمالية كان هو الارتباط بقرنق غير المنتخب بل كان يتوجب عليهم الصبر الجميل بالداخل و مقارعة الإنقاذ ولكنهم ظنوا أن قرنق سيوصلهم للسلطة سريعا فأحبوا العاجلة (حتى لا تبرد الفتة هنا فقط الاستثناء!) ، فركلهم في نيفاشا ، ودلف داخل القاعة يجني المكاسب لمشروعه وكان هو مع الوطني كل منهما يخادع الآخر ويتقبل هذا الخداع الى حين تأتي الفرصة لأي منهما لينقض على الآخر و يطبق مشروعه المرسوم ، أسلمة الجنوب او مشروع السودان الجديد و كلا المشروعين لا يجدان القبول شمالا او جنوبا ، اقل شيء في نيفاشا كان يجب أن يمثل الحزبان الكبيران الأمة والاتحادي بأوزان محترمة كأحزاب شمالية صاحبة شرعية سابقة لتباشر بنفسها التغيير الحقيقي في حدود الممكن ثم بعدها تجرى انتخابات حقيقية ولكنهم حصلوا نبق الهبوب من قرنق ، ووضح لهم الرهاب و السراب ، إذن ابريل لم تحدث مع أي ارتباط خارجي مسلح أو غيره وهو ما لم يدركه الإمام الصادق المهدي ومولانا الميرغني وكلاهما لم يتعلما من التجربة الفاشلة في أل 1976م وما سمي بالمرتزقة حينها فالعمل المسلح الزاحف لا يمكن أن يزيل نظام مركزي إذ أن الناس ستسأل أولا عن من يمول وأهداف من يدعم مثل هذه العمل الطائش ولن تدعمه ولكنهم أهل البوربون لا يتعلمون شيئا والمزاج الشعبي الآن يتلفت للبحث عن بديل مقنع و تخلى عن نظرية (من الأفضل الاحتفاظ بالسيئ أو نصف الحسن المتاح الآن إذ أن من سيأتي أسوا وأشوم) ، إذن المعارضة بأحزابها الرئيسة لا تعلن إدانتها للعنف المسلح بصورة واضحة مما يجعلها تبدو كطرف غير مسئول في رأي الشعب فهي لا تقوم بنبذ وإدانة العنف المسلح كوسيلة للتغيير. العامل الثاني هو اوكامبو هذا إذ سيدفع من يستهدفهم ليستميتوا فمن الذي سيرضى بتسليم رقبته وإعطاء الحبل لغريمه ودونكم كل هذه الجرائم في ليبيا 50 ألف قتيل و عشرة آلاف في سوريا والآلاف في اليمن صاحبنا هذا لا يرى إلا السودان!، الحل هو ان تقوم محاكمات سودانية لجميع الأطراف بقضاء مستقل ينال فيها المتهم كل حقوقه من دفاع و خلافه بعد برنامج للحقيقة والمصارحة والمصالحة و التراضي الوطني حينها يمكن للسودانيين ان يعفو عن بعضهم البعض مرات عديدة في تاريخنا انطبق علينا بيت الشعر ( إذا احتر بت يوما فسالت دماؤها… تذكرت القربى ففاضت دموعها ) ، وإنها آخر الحروب فقد جربنا كل الأيدلوجيات و فشلت جميعا لذلك لا احد سيزايد على احد بعد الآن ، و علينا تقبل بعضنا البعض ، ومع ذلك يمكن للربيع السوداني ان يتحقق بأحد طريقين اثنين ، الأول هو أن يستشعر الحزب الحاكم بضغط حقيقي تجعله يعجل بإصلاحات حقيقية وعميقة وأثرها يرى بالعين في معاش الناس خلال فترة انتقالية قصيرة تديرها حكومة انتقالية تعقبها انتخابات نزيهة يكون للناس حق تعديل الوضع في التركيبة الديمقراطية او الإتيان بأغلبية جديدة تفرض نفسها ، هذا يفترض أن يكون هو الربيع السوداني المتميز إن اهتدى قادة هذه البلاد لذلك في الحكومة خاصة ، الربيع حينها سيكون ناتجا من خبرة تراكمية من شعب لديه تجارب سابقة وليس مجرد شعب مستجد على نسمات الحرية والديمقراطية مثل جيراننا بالشمال في مصر والخيار الثاني هو الربيع الثوري والتغيير.

  5. ياثوار اكنوبر ياصناع المجد هتف الشعب من اعماق التطهير واجب وطني التطهير واجب وطني
    نرجو من كل الاخوة والاخوات نقف صفا واحد من اجل التغيير وإلا سوف يضيع وطننا امام اعيننا الحذر يا شباب ياثوار اكنوبر ياصناع المجد هتف الشعب من اعماق التطهير واجب وطني التطهير واجب وطني

  6. كلمات اغنية نسمة العز

    نسمة العز ياسماحة
    طوفي بالخير في سياحة
    زوري الشقي المالاقي راحة
    ورشي الفرح في كل ساحة
    ****************
    جففي…….جففي….جففي…. العرق المعطن توب جبين بلد الغلابة
    وطلي ياشمس السعادة في ديار شاخة حزن واتكسحت من طول عذابة
    ***************
    قابعة……قابعة….قابعة….. في مدن الأسى وأصلو الفرح مادق بابها
    بعيونك فرحيها من جمالك جمليها خليها ترجع لشبابها
    *************
    في معاناة الهجير كوني للكادح مظلة
    صبريهو وقولي ليهو في كفاحك يعينك الله
    ابقي في صحراهو واحة خلي الربيع يديهو طلة
    بددي الهم والأسية واسعدي الناس الشقية
    وعنهم زيلي المزلة
    ************
    فرحة عيونك وزعيها حارة حارة وحلة حلة
    ضمخي الناس بالفضيلة وجرتقي الداير العديلة
    خلي قدح الخير معلى…. خلي قدح الخير معلى
    مأ انتي لم تطل عيونك بلسم علاج لكل علة

  7. الاخ الشفيع
    ليست هنالك خلايا نائمة ولا يحزنون والشعب السوداني يتحرك بعفويته المعهودة لانه ضاق به الحال وصبر وسئم ومل . اما عن الاغتيالات السياسية وغير السياسية فالاخوان هم وحدهم الذين يمارسونها في السودان والشعب السوداني يعف عنها ولكنه متقدم الى مواجهة هولاء الخونة الاراذل الكذابين ولا نامت اعين الجبناء هاشم ابورنات

  8. هذا حديث خارج الصياغ الدولي للسودان كل هذه المصائب لتغيب المواطن السوداني عن ما سوف يأتي في قادم الايام اتمام عملية تفتيت وحدة السودان ..

  9. الشعب السوداني لايمكن لشخص أن يعيد بنائه بمواصفاته الخاصة، مثل الكيزان يريدونه مثلهم ولكن هيهات فالشعب السوداني منذ الأزل مكون من جينات صعب تفككها فى دواخله طرق صوفية وعلمانية وقبطية ووثنية وعندما حاول الدفتردار أن يقضى عليه بحملة من أقاصى البلاد الى ادناها لم يستطع ذلك ، وقامت للمارد السوداني العملاق قائمة مرة اخرى وبعزم ترهاقا ونضال المهدى وعبداللطيف والأزهري حقق إستقلاله فى العام56 .
    وجاء نميري وحكم وسقط وسوف تزول وتذهب الإنقاذ ولو كره الأسلاميون. وكما قال دكتور حيدر ابراهيم علي سرق الأسلاميون المستقبل وقاموا بتأميم الشعب.

  10. البشكير وابو العفيين واللمبي يحلوم الحلى بله من الثوار من كل فج عميق فانهم ياتون من الشرق او الغرب فانهم ياتون

  11. ثورة حتى النصر ثورة حتى النصر خلاص غيبوبة وانتهت وخرج الشعب الى الشارع لرد الكرامة ومحاسبة الندامى الشباب في الميدان ضد اللمبى والبشكير وابو العفيين زززززززززوقوهم سوووووووووا العزاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..