شالوا وداد و جابوا أماني.. زي ما سقطت، تسقط تاني!

عثمان محمد حسن
* شاهدنا اليوم مسرحية الحبيس و الرئيس في نسخة جديدة سيئة الإخراج
* فبالأمس، و في تتابع مريب، أصدرت قيادات الدعم السريع و جهاز الأمن القومي و الشرطة بيانات بالوقوف إلى جانب الشعب.. و لم يسبق لتلك القيادات أن مالت إلى جانب الشعب يوماً، ما أحسسني بأن وراء الأكمة ما وراؤها..
* لم تطل ريبتي في أن هناك مؤامرة يتم تدبيرها بواسطة قيادات الأجهزة الثلاثة.. إذ إنقلبوا اليوم على البشير إنقلابا دراماتيكيا لا يقنع أحدا..
* إعتقلوا عدداً كبيراً من متنفذي نظام البشير.. لكنهم وضعوا البشير في الإقامة الجبرية.. مع أنه (رأس الهوس) المطلوب إعتقاله اعتقالا مشدداً.. و ما لبثوا أن قال بيانهم أن البشير معتقلا..
* و رغم بعض الغلظة البادية في بيان ابنعوف، إلا أن الشعور الجمعي السوداني اشتم رائحة مؤامرة إقليمية ما لحماية نظام البشير بشكل ما..
*و في الاعتقاد العام أن إنقلاب إبن عوف على البشير مثل إنقلاب القادوس على القلة.. و هو إنقلاب الأشد سوءا على الأسوأ بتدبير من جهات سيئة.. و لا خير في الاثنين و لا في الجهات الأخرى..
* و على ابنعوف و البشير ينطبق المثل القائل: (هذا شهاب و ذاك مزراط.. و شهاب الدين أظرط من أخيه).. و البشير هو مزراط أما ابنعوف، فهو الأزرط من البشير..
* فالبشير لا يكترث بالجماهير.. و لا يخاطبهم من القلب.. بيان ابنعوف اليوم لم يخاطب أشواق الثوار و قياداتهم في قوى الحرية والتغيير.. بل خاطب أشواق الكيزان و الدول الإقليمية و الدولية التي أباح لها البشير إستغلال خيرات البلاد مقابل حفنة من الريالات و الدراهم و الليرات و اليوانات و الروبلات.. و الخ..
* و سوف يفعل ابنعوف ما هو أزرط مما فعل البشير إن تركناه يسرح في البلد كما يشاء تدفعه دكتاتورية غليظة بكماء..
* و الدليل على تغليظ (مزراطية) الديكتاتور ابنعوف تحديد فترة إنتقالية مدتها عامين يتم خلالهما تشريع دستور من قبل المجلس العسكري وفق ما يشاء..
* و رغم اعتراف البيان بأن نظام البشير ظل يعتمد على الحلول الأمنية دون غيرها.. إلا أن أبنعوف طلب من المواطنين أن يساعدوا المجلس العسكري على بعض الإجراءات الأمنية المشددة..
*و هو هنا يطلب منا أن نحني رؤوسنا متى شاء أن يصادر حرياتنا بإجراءات أمنية مشددة أكثر بمراحل عما كان الحال عليه أيام البشير..
* أدركت جماهير شعب السودان ما حدث في الخفاء و ما يحدث فعكف يهتف “ما بنبدل كوز بي كوز!”..
* و كان الحق مع جماهير الشعب الحاشدة أمام حوش الإذاعة و التلفزيون و المسرح حين هتفت: ” ما دارينك.. ما دارينك!” و ذلك عقب خروج ابنعوف من الحوش.. و اعتلى بعضهم ظهر سيارة ابنعوف مرددا عبارة: “ما بنبدل كوز بي كوز!”..
* إن جماهير الشعب السوداني أكثر وعيا من أن تبتلع الطعم الذي ألقاه المجلس العسكري له بمسرحية تنحية البشير و طغمته الفاسدة..
* و المؤلم حقا أن يتحدث ابنعوف عن جرائم و فساد نظام المخلوع دون أن يتحدث عن تقديم المجرمين الفاسدين للمحاكمات..
* و الأشد إيلاما أن المعتقلين من رموز النظام تم (اعتقالهم) في فلل أقرب إلى فنادق ٥ نجوم.. و كأنهم في فترة نقاهة و ترفيه..
* و ربما سار ابنعوف على درب محمد بن سلمان الذي اعتقل المليارديرات السعوديين المعتقلين في فندق ريتز لإبتزازهم ماليا، و لن يقوم ابنعوف بابتزاز حرامية نظام البشير إلا لمصلحته هو على أي حال..!
* و الشعب السوداني الحريف يهتف في الشوارع الآن:” شالوا وداد و جابوا أماني.. زي ما سقطت، تسقط تاني!”
* لازم تسقط تاني.. لازم!