حول جدلية نص الكأس المملؤ والفارغ في غياب الكأس ذاتوو.

بسم الله الرحمن الرحيم

حول جدلية نص الكأس المملؤ والفارغ في غياب الكأس ذاتوو.

هيثم شهلي
[email protected]

مشكلة منهج ..أم مشكلة تطيبق فقط ؟
القرآن ثم السنة الموافقة والمبينة لــه فقط.

حول جدلية نص الكأس المملؤ والفارغ في غياب الكأس ذاتوو.

وقفت اليوم وأنا أقرأ مقالة الكاتب مصطفى البطل والذي لا يألوا جهدا في بيـان مراده (بكيبوريهو) ممعناً في التركيز على المتشابهات والمشتبهات بوعي نوبي “نجيض” فقط.
فقد تناول البطل في بعض ما بينه ذلك الأمر الذي شغل بالي مراراً حول كيفية تشغيل أو تحديد طريقة العمل بالنص (الحديث النبوي) كموجه ومحدد لحياة المؤمنين به كذلك.
فقد حملت مقالة البطل معلومة مفادها أن بعض حواريي الترابي قد علا شأنهم دون بعض أخوانهم ممن يستحقون بايعاز من شيخهم والذي يوظف (النص) بما يجعله خادما لطموحاته ممسكا بكل الخيوط في لعبة السياسة ، وذلك وفقا لتحليل البطل للواقعة التي تبحثها مقالته المشار اليها آنفاً.
أقول أن ما ورد بمقالة البطل تلك قد جدد التفاكير بواقعنا المعاش وقفز السؤال الكبير أن لم تفشل الدولة المسلمة (الاسلامية) بكل صيغها كما رأيت (أنــا)؟
هل المشكلة فعلا ? كما يرددون- في التطبيق فقط؟ أم أن الأمريتعلق بالنهج الذي يتبناه (الكيزان بمختلف صورهم) نفسه؟
ولو أخذنا كمثال تلك الحالة المعاصرة والتي أشار إليها البطل لربما قلنا أنها تحتمل الوجهين (نهجا وتطبيقا) وقد يعزي بعض البعض منا ومنهم الأمر إلى (الفهم فقط) لنص مــا.
أعتقد أن الفرضية الخطأ بالمنهج نفسه في موضوع فهمنا للسنة النبوية كمصدر أساسي للتشريع بجانب القرآن .. وتأمل أخي في مقولة (القرآن والسنة) أليس الأوفق أن تكون (القرآن ثم السنة) مع استصحاب توضيح ضروري لـ (السنة) كبيان فقط للقرآن وليس مصدرثان (مكمل) للتشريع والفهم ومن ثم العمل ، ونتفق أنه لا (يكمل) إلا (الناقص) .. “مش كدة”؟
كتب ومراجع الصحاح لا ريب بها لو فهمنا “بالجد” ما أراد أصحابها بها بكل ذلك الجهد الكبير المبذول في جمع وترتيب (الأحاديث) وفق معايير محددة تعني بالصحة النسبية للأسانيد كأولوية ، وبالتالي تجد في صحيحي (البخاري ومسلم) مثلا بعض الأحاديث الواردة بهما على شروطهما والمتون نفسها لا تتوافق أحيانا مع بعضها ولا مع المصدر (القرآن).
وفي تقديري جاءت الطامة الكبرى عندما افترض بعض المعنيين بشروحات الأحاديث أن (الصحة) المقصودة هي مطلقة ، وليست صحة شروط ومعايير فقط تخص الجامعين للأحاديث بل وتركز بشكل أساسي على جانب السند أكثر من المتن نفسه ، ومن هنا وقعت نكسة فهم وما تلاها لاحقا من تجميد (مفخخ) للفكر نفسه وتلفح كثير من الفقهاء بملاءة لا تتجدد.
ولما تفرق الفقه عن الحياة عند محطة (الشراح) تلك .. وذهب كل فريق بما استحوذ عليه ، اصبحت العلمانية هي البديل الأوضح والأقرب للتطبيق بدلا عن محاولات (نافقة) لجمع خطين متوازيين غير متساويين يسبق أحدهما قرينه بأكثر من ألف عام وبينهما (شروحات) إلزامية حتى الآن.
لو تابع كاتب مثل البطل مسيرة (توظيفات) النصوص – كما أشار لوجودها بمقالته تلك- بكل تجلياتها السياسية فقط ، لعلمنا ربما أين توقف بنا الخـط الثاني في مسيرة تاريخ الفقه الاسلامي منذ كان التشريع قابلا للتطبيق كمنهج للحكم والسياسة بدون (توظيف).
في رأيي يجب إعادة النظر في (السنة) بأكملها بدءا من معناها وما هيتها ودورها ومعايير وجودها نفسها ، ومن ثم وضعها حيث يجب أن تكون كـ (بيــان) للقرآن فقط عندما توافقه.
إن الدين أكبر من أن ندعه (للمشايخ) “بس”.

نشرت بموقع شبكة مراغة بتاريخ 28/4/2011م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..