مقالات وآراء

سُعِرَ الدعاةُ و الوُّعَّاظُ والإعلاميون المدَّجُنون.. قيِّدُّوهُم!

* أُصِيب الدعاة و الوُّعَّاظ الكيزان و الإعلاميون المدَّجُنون بداء الكَلَبْ، و يقف عبدالحي يوسف على رأس من أصابهم داء الكَلَب أوْ السُعَار .. و جميعهم في كل مواقع الإعلام المسموعة و المرئية و المقروءة ينبحون منددين بالقليل الذي أنجزته الثورة، حتى الآن، خاصة إنجازها عدم تشويه الوثيقة الدستورية بما ينص على وضع الشريعة الإسلامية المزعومة على رأس مصادر التشريع في السودان الجديد..
* لكنهم، أجمعين، فرِحُون بما لم تنجزه حكومة الثورة حتى اللحظة من مهام مرسومة للسير قُدُماً نحو الهدف.. و يعملون جهدَ طاقاتهم الإعلامية و المالية المهولة للحيلولة دون تحقيق مطلوبات الثورة.. و يبذلون مكائدهم لتشتيت بوادر التحقيق متى بدأت تطل برأسها من بين ما سبق وضعه من عوائق نصبها المجلس العسكري المحلول، و ما ينصبه الكيزان و فلول المؤتمر الوطني من مطبات في جميع دروب الحياة..
* نجحوا كثيراً و فشلوا قليلاً، لكنهم سوف يفشلون كل الفشل متى زَأَرت الثورة زئيرها الكاسر و كشرت عن أنيابها المرعبة بما لا يدع مجالاً للشك في جديتها و ثوريتها، و هذان ما لم تظهره الحكومة حتى الآن؛ مع أن ذاك الزئير و تلك التكشيرة هما المطلوبان في هذه المرحلة العصيبة يا حكومة..

* أفادت صحيفة التيار أن الرئيس حمدوك غير راضٍ عن أداء بعض وزراء حكومته.. و أنه يتابع أداءهم في ما تبقى من المائتين يوماً المقررة، حسب الخطة الانتقالية، للتأكد من إنجاز كل وزيرٍ للمهام المطلوبة منه إنجازها خلال الفترة المتبقية من الأيام المرصودة..

* كلنا غير راضين عن أداء بعض الوزراء.. و نجد لهم الأعذار الكامنة في بعض (النصوص) القانونية التي كان من الأوجب أن تلغيها الثورة من ( قُولة تِييت)، لكن ماذا نفعل مع المجلس العسكري الذي شارك في الثورة، مُجْبَراً لا بطلاً، و ثبَّت الدولة العميقة في تلافيف دِماغ الثورة تحسباً لعواقب ما أوكتَّتْهُ يداه و ما نَفَخَهُ فُوْهُ..

* و مع ذلك، يظل بالإمكان تفعيل الوثيقة الدستورية دون تباطؤ؛ فالقانونيون يقولون أن في نصوصها الكثير من ما يمكن الرجوع إليه لتحقيق الكثير من الأهداف المرتجاة.. و ربما لم يفهم بعض الوزراء ما في الوثيقة الدستورية من مصادر تقوِّي إرادة الفعل الأكثر إيجابية في أدائهم اليومي..

* و أعتقد أن وزير الثقافة و الإعلام، و هو من نحترم للغاية، أحوَّجُ الوزراء إلى إلقاء نظرة ثاقبة في أداء وزارته!

* فالإعلام المدجن لا يزال يجرِّد الحقائق من مضامينها.. و يختلق حقائق بديلة لتغيير خطوط تفكير المخاطبين المستهدفين بالكلمات الملتوية و المواعظ المثقوبة.. و البكاء على إسلامهم الخالي من مقاصد الإسلام..

* و لايزال ضياء الدين بلال و أضرابه من المدجنين يسيطرون على الحوارات الساخنة في قنوات التلفزيونات مع غلاة الفلول من أمثال الجزولي، جنباً بجنب مع قيادات الثورة.. كما كانوا يفعلون طوال العهد البائد..

* و عبدالحي يوسف سقطت مصداقيته سقوطَ الخمسة مليون دولار، أمام الجماهير أثناء جلسات محاكمة البشير.. و لا تزال محطاته الإذاعية تعمل بهمة و نشاط تدميرِيَّين.. و لا أحد يسأله: ” من أين لك كل هذا؟”

* و معظم الصحف الورقية المملوكة للمتعاطفين مع النظام (المنحل) تباشر ضلالها الملفوف بورق السوليفان دون حسيب؛ و للمتعاطفين مع النظام وجودُّ طاغٍٍّ في الإذاعات القومية و الإقليمية، و في التلفزيونات القومية و الإقليمية كذلك.. دعك عن محطات إذاعات الإف إم الخاصة.. و قناة أم درمان المشكوك في مصادر تمويلها..

* و يحلم عبدالحي يوسف، كما يحلم جميع الفلول و الكيزان، بإعادة سلطة البشير ( سيرتَها الأولى) يومَ بزغت شمسُها في يوم ٣٠/٦/١٩٨٩، فعَمَّ الظلام البلاد.. و انهار إقتصاد السودان و انتفخت جيوب الفلول و الكيزان.. و انتعش اقتصادهم..

* من أين لك هذا يا عبدالحي يا يوسف؟

* و ها هو عبدالحي يوسف ينبري اليوم ليلقي بلائمة الانهيار الاقتصادي على الممسكين بمِقْوَد الحكومة الثورية.. زاعماً أنهم السبب في الوضع الاقتصادي الخانق كونهم كشفوا للعالم فظائع النظام (المنحل) من استرقاق و جرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية، ما أدَّى إلى الحصار و وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب..

* لا تستغربوا، فأمثال عبدالحي لا يدينون جماعتهم الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية، لكنهم مهيأون تماماً لإدانة من أبلغوا عن تلك الجرائم (Whistleblowers ).. و هذا عين ما يفعله دونالد ترامب، أكذب أمريكي في التاريخ، هذه الأيام من إدانة للمبلِّغ عن جرائمه.. و ما أشبه ترامب بالكيزان!

* لا تحتاروا في ما قال عبدالحي يوسف لأن إسلامهم ليس هو الإسلام الذي نعرفه.. بل هو إسلام (التحلل) إذا انكشف فساد أحدهم، و إن لم ينكشف “خلُّوها مستورة!”..

* و لا يزال عبدالحي يلعلع من منبره، بمنطقة جبرة، كلَّ يوم جمعة، يكَّفِّر المدير و يُزَنْدِّق الوزيرة و يشتُم رئيس الوزراء.. (و الجمل ماشي)!

* أيها الناس، أليس في الحكومة أسدٌّ يُسكِتُ نباح هؤلاء المصابين بداء الكَلَب.. و السادرين في الغي و الكلام غير المباح في المنابر و موجات الإف إم و قناة أم درمان الفضائية؟!

* إننا في انتظار المتبقي من المائتين يوماً يا حمدوك.. مع تمنياتنا للحكومة الانتقالية كلها بالنجاح الباهر و التَمَيُّز في الأداء الثوري..

عثمان محمد حسن

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..