مقالات سياسية

وحدة السودان يعضدها التنوع سندا لاخصما.

أسامة ضي النعيم محمد

التنوع ركن شديد في وحدة السودان استثمره الانجليز لحكم البلاد خلال ستة وخمسين عاما بعدد من الموظفين الانجليز لا يتجاوز عدهم الالفين موظف انجليزي علي أعلى تقدير، المدارس الداخلية في مدن السودان المختلفة من المراحل الاولية والوسطي بدأوا فيها صهر قبائل السودان وجعلوها منصات للتعارف بين القبائل لا للتشاحن والعراك ، في ليالي السمر والجمعيات الادبية كان التلاميذ يعرضون تراث القبائل من دوبيت ورقص ومحاكاة للعادات ، في المرحلة الثانوية عمد الحكم الانجليزي الي انشاء مدارس قومية في حنتوب ووادي سيدنا وخورطقت ومعاهد في بخت الرضا والدلنج وشندي ، الهدف من تلك المنارات ليس تعليم الدروس فقط بل تعريف قادة مستقبل السودان من مختلف أقاليمه ببعضهم البعض.

لا أذيع سرا أن قلت أن بعض قادة من أحزاب شيوعية كانت لهم علاقات عمل جيدة مع زعامات في حزب الامة ، وزير من حزب الامة في ستينيات القرن الماضي دافع بشدة عن وكيل وزارته الذي ينتمي للحزب الشيوعي ووقف الوزير ضد أعضاء حزب الامة الذين طالبوا ذلك الوزير بإقالة وكيل الوزارة وكان له ما أراد وقال قولته المشهورة ( بس خلوا لي شيوعيي ده )، الي يومنا هذا هناك علاقات زمالة من أيام الطلب في داخليات المدارس الثانوية وجامعة الخرطوم بين شخصيات وطنية أثرت وتؤثر كثيرا في الاختيار للوظائف العامة بغض النظر عن الاختلاف الحزبي بل تعلو عليها .
التنوع بين قبائل السودان وأقاليمه المختلفة وجد الاستثمار الجيد في نجاح مؤسسات وصروح مثل القوات المسلحة السودانية و السكة حديد ومشروع الجزيرة ، مجال العمل في محطات السكة حديد وورشها بين عمال وموظفين من مختلف قبائل السودان ساهم في تحقيق علاقات مصاهرة وزيجات بين تلك الاسر . مشروع الجزيرة مثلت قماشته المتنوعة أفضل انسجام بين أقاليم السودان ، خيرة التعلمجية في القوات المسلحة كانوا من أبناء الجنوب سابقا وجبال النوبة وجلهم مسيحيون.

الصوت النشاز الذي يطالب بتقسيم السودان الي دويلات تنقصه الحكمة وإغفال حركة التأريخ الحديث ، ها هي أوروبا المتعددة الاثنيات واللغات سعت ولأكثر من خمسين عاما حتي حققت الوحدة الاوربية بين دولها ، في السودان يسعي البعض وبعد أكثر من مائة عام الي نقض السودان الموحد وتوزيعه الي دويلات متناحرة ، تجربة انفصال جمهورية جنوب السودان لها مرارات ولكنها ستعود في علاقاتها أكثر قوة وتلك حركة التأريخ التي أسست لرحلة الشتاء والصيف وهي بين الشعوب لا تنقطع وتتعدد أشكالها ، زمالات العمل والدراسة بين أبناء شمال السودان ودولة جنوب السودان يستدعون النداء القديم ( منقو قل لا عاش من يفصلنا ) ، حركة التجارة وتبادل المنافع ستفرض عودة الوحدة بين دولة السودان وجمهورية جنوب السودان ولكنها وحدة جاذبة لتحقيق أهداف مشتركة لا وحدة جاذبة كما بشر بها علي عثمان طه هدفت الي قسمة السودان الكبير بين الجبهة الاسلامية والحركة الشعبية وضاع المواطن هنا وهناك بين دولتين فاشلتين.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
[email protected]

تعليق واحد

  1. ي سلام اجمل حاجة في الدنيا دي التنوع بكل اشكالها التنوع البيئي والتنوع الثقافي والتنوع الديني التنوع البشري وتنوع التضاريس والتنوع المناخي كل هذه الاشياء تجدها في السودان اما دعاة الانفصال والكراهية اغلبهم اصحاب الجنسية الخضراء وكلهم يعيشون في المدن او من ابناء الجيل الثالث من المهاجرين والمهجنين ما بين دولتهم الام والسودان . اما السوداني الاصيل الذي لديه ارض وقبيلة او اطيان او حواكير لا يدعو للانفصال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..