مقالات وآراء سياسية

أول الغيث.. قرار !ا

حديث المدينة

أول الغيث.. قرار !!

عثمان ميرغني

في صمت مثير مرر مجلس الأمن قراره رقم (2003) والذي مدد تفويض القوات الهجين في دارفور إلى عام آخر.. وليست المشكلة في التجديد.. لأنه تلقائي ومنطقي ما ظلت بعض الفصائل الدارفورية خارج العملية السلمية.. لكن المثير للدهشة هو الفقرة رقم (17) في القرار والتي تنص (يلاحظ أن النزاع الذي يقع في أي منطقة من السودان يؤثر على المناطق الأخرى في البلد وعلى المنطقة الأوسع نطاقاً؛ ويحث على التنسيق الوثيق فيما بين بعثات الأمم المتحدة في المنطقة، بما في ذلك العملية المختلطة، وقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ويطلب إلى الأمين العام أن يكفل فعالية التعاون فيما بين البعثات؛).. انتهى هذه الفقرة في القرار خطيرة للغاية.. لأنها تعني عملياً تمديد صلاحيات وتفويض قوات (اليوناميد) إلى خارج دارفور.. وهي صلاحيات قائمة وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يخول لها استخدام القوة لحماية المدنيين.. المدنيون في دارفور، وفي جنوب كردفان.. وهنا في الخرطوم نفسها. ورغم أن القرار لم يشر صراحة إلى الوضع في جنوب كردفان إلاّ أن (روح) القرار تربط بصورة وثيقة بين الوضع في دارفور وجنوب كردفان.. ومن هنا تأتي المصيبة الجديدة في مسلسل مصائب السودان الدولية. دخول جنوب كردفان إلى دائرة قرارت مجلس الأمن.. يعني وضع الرجل اليمني في بوابة العبور نحو تدويل الوضع في جنوب كردفان.. ويعني علمياً أن الأوضاع في جنوب كردفان تخرج عن نطاق السيطرة المحلية وتصنع فصلاً أممياً جديداً في السودان يطيل عمر الوجود الأممي العسكري في السودان. وهذا ما ظللنا نحذر منه منذ أن أطلقت أول رصاصة في جنوب كردفان.. فقلنا إن مشوار دارفور الطويل في مسلسل التدويل بدأ بخطوة واحدة.. رصاصة واحدة.. وأن ذات المشوار ينتظر جنوب كردفان إن لم ننتبه.. وها نحن نواجه بداية المشوار وبأسرع مما توقعنا. إعلان رفض المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني لقرار مجلس الأمن رقم (2003) لا يحل المشكلة ولا يلغي القرار.. وسبق أن جربنا رفض القرارت الأممية بما فيها القرار الشهير بنشر القوات الأممية في دارفور. وأقسمنا بالله ثلاثاً ألاّ نسمح له بأن يصبح واقعاً لكن (مرت الأيام.. كالخيال أحلام) ووجدنا القوات الدولية بتعديل طفيف في المسمى (الهجين).. مرة أخرى يتكرر السيناريو.. وكأن العبر لا تجدي.. ألم يئن الأوان لننظر في استراتيجية شاملة لإحلال الاستقرار في البلاد بعيداً عن قرارات مجلس الأمن.. ألم يحن الأوان لنعيد النظر في فلسفة الحكم التي لا تخرج من نكبة إلا إلى أخرى.. ألم يحن الوقت لتغيير منهج التفكير السياسي الذي أدمن الوقوع في حبال الفخاخ الدولية..

التيار

تعليق واحد

  1. الحـل واضح وموجـود وهو تـشكـيل حكـومة قـوميـة تضم كل المعارضة وعـندها يمكن لهذه الحكومة ان تلغى كل القرارت الأمـمـية بالسياسة الجديدة التى سوف تتبعها فى تسـيـير دفة الحكم الذى سوف يصـب فى مصلحة الجميع وهو ما سوف يخلق اجماعا لكل اطياف الشعب السودانى .

  2. (ألم يئن الأوان لننظر في استراتيجية شاملة لإحلال الاستقرار في البلاد بعيداً عن قرارات مجلس الأمن.. ألم يحن الأوان لنعيد النظر في فلسفة الحكم التي لا تخرج من نكبة إلا إلى أخرى.. ألم يحن الوقت لتغيير منهج التفكير السياسي الذي أدمن الوقوع في حبال الفخاخ الدولية.)
    انتهى الاقتباس

    الحل في غاية البساطة. ان تتنحى الشلة العنصرية الحاكمة البلاد و تفتح المجال لكل ابناء السودان للمشاركة دون قبلية او جهوية. والا فلن تجدوا حتى مثلث حمدي لتحكموه.

    منذ الاستقلال تحكم ابناء شريط النيل في مصالح البلاد و هيمنوا على الاعلام و الامن و الاقتصادو الاحزاب و السلطة حتى لجان القبول و المعاينات فا هي نتائج المكاوشة.

    يجب عليكم الاعتراف بحق الاخرين في المشاركة في كل شيء و ليس مجرد كمبارس او كتبة او عساكر مقهورين.

  3. من الاخر حتى لو سقط نظام الانقاذ فإن فخاخ الحبال الدولية لن ينتهي وتوجد مليون حيلة أخرى لتنفيذ المخطط هل تذكر عزيزي عثمان سقوط نميري وكيف أن الحرب في الجنوب لم تتوقف بل نعت جون قرنق حكومة سوار الذهب بمايو 2 ، نجن كثير ما نعتبر أن المواقف الدولية هي رده فعل لما يحدث داخل البلد تنتهي بمجرد انتها المسببات ، والصحيح إنهم يتحركون ليصنعوا الحقايق ثم يتحركوا مرة أخرى ليصنعوا رده الفعل ، ونظل نحن في العتب لو فعلنا كذا بدلا عن كذا

  4. يا اسستاذ ما وريتنا رايك في منهج تفكير شيخك علي بن عثمان بن محمد طه في موضوع السيف …… ولا شايف الموضوع ما بستحق ؟؟؟ برضو قول لينا عشان نسجل موقفك …..

  5. ياعثمان مير غنى …اليسمع كلامك عن التدويل ومااليه يعتقد ان فى الامر جديد….ماهى القوات الدولية والقرارات الدولية تسرح وتمرح فى السودان منذ عشرات السنين ؟؟؟ فى ظل الوضع الراهن ينبغى تشجيع اى خطوة من شانها الضغط على هذه الحكومة…..

  6. الكشك الكشك يا عسمان
    ما تحاول تستغفلنا وتنسينا وتلهينا عن المناداة بحقوق الراجل الما انتحر

  7. سؤال برئ
    قرارات مجلس الامن عند اعدادها تتحرك الدولة المعنية بالقرار وتطلع على مسودته وتمارس ضغوطها مع اصدقائها اما لاسقاط القرار او تعديله خاصة اذا كان لها شريك اقتصادي داخل مجلس الامن.
    السؤال البرئ..!
    هل تفاجأت بعثة السودان ووزارة خارجيته بالقرار كما نعيش المفاجآت في السودان؟
    هل ناقشت الخارجية مع الخارجية الصينية خيارات التصدي للقرار بصيغته هذه قبل التصويت عليه؟
    اتصور اجابة الخارجية الصينية تكون..
    يطرشنا ما سمعنا بمعارضتكم للقرار قبل التصويت!!!!
    كنتو وين يا ناس تركمنستان والطيارة الرايحة ؟
    لابد أن المندوب كان رايح عن القاعة قبل اصدار القرار
    هنيئا فقد وفر لنا فرصة ممارسة العنتريات ولحس كوع مجلس الامن جملة وقطاعي لمن يريد تنفيذ قرار التمديد… الا كوع الصين العظيم

  8. يا عثمان افندى …………..

    اراك تبدى المشورة و النصح لجماعتك المستبدين ديل كعادتك بعد ما الفاس يقع فى الراس كما يقولون !!! ما خلاص القرار الاممى صدر و تجدد امر بقاء القوات الدوليه كمان سنه بل توسع القرار ليشمل اى منطقة فيه توترات تتدخل القوات الامميه لا احم ولا دستور لحماية الناس مش بس جنوب كردفان بل اى مكان فى ما تبقى من السودان!!!!

    بالله عليك اى عار و اى خزى و فضيحة للدولة الكرتونية هذا ؟؟؟؟
    بالله عليك ممكن مهما غيّرت الحكومة الانقاذية دى من منهج تفكيرها السياسى على نحو مقترحك سيتبدل الوضع و الامر؟؟؟
    بالله عليك ماذا تقول عن دولة و نظام به حزب آمر و ناهى و كل منسوبيه سياسيون لا يشق لهم غبار ؟!!ودبلوماسيون على اعلى مستوى من المفهومية فى شئون السوق و ألف مستشار و كذا خبير وطنى بتاع لغات ووزير ماليه ما شاء الله بيعالج اولادو فى امريكا و يأكل الشعب الكسره !!! و والى ضخم صاحبك ود الخدر…. الما بنظلم عندو احد……. و….. الما رجع للزول الما انتحر…… كشكو…. و…….اولادو ……الطشو……. و وراهم مجلس للصحافه مراقب التعبير بدقة على راسه واحد على شمو و صلحو !!!!! و مجلس عامر بما يسمى العلماء المسلمين من الفاضيين ( زى الترزيه بعد العيد ) و ديل كووولهم و السياسه ……فشنك..

  9. يا أخ عثمان ميرغني أنت من الصحفيين الاسلاميين الذين كانوا يدافعون عن ديكتاتورية حكم هؤلاء وهذا ليس من شيم أصحاب الأقلام الحرة، فالصحفي الحر يجب أن يكون مع الحق مهما كان موقفه الايدولوجي لأن الحق لا لون له. على كل حال التاريخ محفوظ وكل واحد سينال ماكسب. بخصوص القوات الأممية فهذا موضوع آخر، قديما قال شارون أن السودان أكبر من أن يكون دولة موحدة ، يجب أن يكون خمس دويلات وسنعمل على تفكيكه، فكيف ذلك واسرائيل بعيدة عن السودان ولا تعتبره دولة مواجهة ولا يملك قوة نووية. كيف يمكن لاسرائيل أن تفكك السودان. هنا بيت القصيد. جاءت حكومة الانقاذ لتنقذ الحلم الاسرائيلي من الفشل، واستطاعت من خلاله فصل الجنوب، وتتكاتف معه الآن لفصل دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وقد تستمرئ التفكيك فتنال من الشرق أيضا، ولن نسمع من الانقاذيين سوى الحلف بالطلاقات ولحس الأكواع وقطع الرقاب بالسيف ليس على القوات الاممية ولا الحركات المسلحة انما على الشعب الأعزل ضامري البطون والمغلوبين على أمرهم، وتأكد لا يوجد في الحكومة راشد يعي خطورة الموقف، فانهم في حالة سكر سلطوي لا يرون الا ما يرى كبيرهم الذي علمهم السحر ، فقد قال الله عز وجل فيهم " واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" ولا يقبلون الانتقادات والنصح لأنهم يوحى اليهم ولا يأتيهم الباطل من بين أيدهم ولا من خلفهم بل ويهددون كل من تسول له نفسه التعدي عليهم بقطع الرأس. " واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد". البشير ما عنده غير حل واحد يطيح بهؤلاء المدنيين النفعيين وتكوين حكومة تسيير جامعة ثم الدعوة لمؤتمر دستوري شامل لوضع دستور دائم يشارك فيه كل أهل السودان، وبعد ذلك الدعوة لانتخابات برلمانية حرة بعد فترة انتقالية متفق عليها وفق الدستور. يعني بالعربي كده الدستور أولا . وبعد كده الحشاش يملأ شبكته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..