البيع المخفض ومرضى الكلى..

منصات .. حرة

البيع المخفض ومرضى الكلى..

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email protected]

قد يستغرب القارئ ويتساءل ماهى العلاقة بين البيع المخفض ومرضى الكلى ..وبدورى أعيد السؤال للقارئ ..ماهى العلاقة بين الحكومة والمواطن ..فى نظرى أن هذا السؤال بمثابة إجابة شافية لتساؤل القارئ العزيز ..فعندما أصدرت سلطات ولاية الخرطوم المبجلة فرمان بداية عملية البيع المخفض لحل قصة الغلاء الذى سببه الأساسى التجار ..وليس ببعيد تلك الحملة التى قامت بها مايعرف بحماية المستهلك التى ظهرت فجاة ودون مقدمات كظاهرة جديدة على مجتمعنا وصوروا لنا وكأن المواطن هو هم الحكومة الأول وشنوا هجوماً شرساً ضد الجزاريين وأصحاب المواشى والتجار.. ولكن بعد حين إتضح أن كل هذا كان فى صالح تلك الصادرات من اللحوم التى جلبت للحكومة عملات حرة لتفك زنقتها وإتضح أيضا أن ذلك الغلاء لم يكن سببه التجار فالحكومة هى التى تسببت فى إرتفاع اسعار اللحوم بسبب تلك الصادرات ..وقبل أن نعيد تلك المواجع القديمة ونتباكى على الفات ..والفات ما مات .. لى سؤال هنا لتلك الجهة التى تدعى إنها لحماية المستهلك وهذا المستهلك فى ظنى هو المواطن ..أين هذه الحماية اليوم من إرتفاع الدولار الفلكى الذى يتسبب كل يوم فى زيادة أسعار كل شئ ..وكل شئ طبعاً هى تلك المواد المستوردة ..والمستوردة تعنى كل شئ يتناولة المواطن أى تلك المواد الغذائية المنقذة للحياة ..فكل ما يتناوله المواطن هو مستورد من مرقة الدجاج وحتى القمح الذى يتحول لدقيق ..يعنى بدون رتوش المواطن السودانى يعيش على المستورد ..يعنى مافى إنتاج محلى ..وحتى لا ننحرف عن موضوعنا الأساسى وهو البيع المخفض ومرضى الكلى ..فكل مايباع اليوم فى تلك المراكز هى سلع مستوردة ..لن يستطيع أصحاب تلك المراكز الصمود كثيراً فهم فعلياً يبيعون اليوم السلع بنفس أسعار السوق ..وكما تقول تلك الأغنية ( عمليتك ماظريفة وحركتك جبانة ) ..نقول لحكومة ولاية الخرطوم حركتك جبانة جداً جداً ..فتلك المحلات التجارية التى تحاول محاربتها بمراكز البيع المخفض هى التى تغذى المحليات بالأموال من رسوم الترخيص والنفايات والعرض الخارجى والضرائب والزكاة ..أليس من الجبن طعن هؤلاء التجار من الظهر ..ولكن نقول ظهر الحق ..فمراكز البيع المخفض اليوم ثبت فشلها ..فهم يبيعون السلع اليوم بنفس أسعار السوق ..والمواطن لم يتفاعل فى الأساس مع هذه البدعة ..وكان يشترى كل مستلزماته من المحلات الأصلية ..فلتمت حكومة الولاية بغيظها ..ولكن ما يغيظنا أكثر أن الدولة اليوم فشلت حتى فى توفير أبسط مقومات الحياة للمرضى ..فهؤلاء المرضى هم مواطنيين من واجب الدولة أن توفر لهم كل الإحتياجات ..والمحير أن المريض يدفع تكلفة علاجه ومع هذا لايجد العناية الكافية ..فمرضى الكلى ومرضى السرطان على الدولة أن تتحمل كل تكاليف علاجهم بالمجان ..ولكن مايحدث اليوم فى هذه البلاد يخجلنا حقاً ..ويؤلمنا.. فكيف يموت المرضى لعدم توفر الأكسجين ..وعدم توفر أمصال السرطانات وعدم توفر مواد غسيل الكلى ..وفى نفس الوقت نسمع تصريحات المراجع العام عن تجنيب مليارات الجنيهات وتجاوزات مالية كانت ستكفى لعلاج كل الشعب ليس فقط من السرطان ..ونقص الأكسجين ..والفشل الكلوى ..بل كانت ستساهم فى رفع المعاناة عن كاهل المواطن المغلوب ..ولكن طالما هناك قاسم مشترك أكبريعرف بالفساد فستظل العلاقة جدلية بين المواطن والحكومة والبيع المخفض ومرضى الكلى ..وربما حتى الهلال والمريخ ..
مع ودى ..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..