مقالات سياسية

الإصلاح العسكري الأمني والدمج والإستيعاب

فيصل بسمة 

تكاثر الحديث عن الإصلاح الأمني/ العسكري ودمج قوات الدعم السريع (مليشيات الجَنجَوِيد) ومليشيات الحركات المتمردة المسلحة في القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى ، وقد عقدت اللقآءات والندوات والورش ودار نقاشٌ وجدلٌ ولغطٌ عظيمٌ وظهرت أرآء وأوراقٌ وإجتهاداتٌ…
حاشية (١) :
ولما هتف شباب الثورة :
العسكر للثكنات والجِنجَوِيد للحل…
جآءهم الرد السريع من الفريق البرهان قآئد القوات المسلحة والفريق حميدتي صاحب/قآئد قوات الدعم السريع :
الدعم السريع جزء من القوات المسلحة ، وتعمل تحت إمرة القوات المسلحة…
مع ذكر أرقام مواد القانون/الدستور التي توضح ذلك ، ثم تغير الحال وجآء شذرٌ في رفقة مذرٍ وإبليس وأصبحت قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) كيان مسلح منفصل ويجب دمجه في القوات المسلحة السودانية والنظامية الأخرى وفي أسرع وقت!!!…
سؤال :
أين كانت القوات المسلحة وقادتها والبرهان عندما تم تكوين مليشيات الجنجويد وإلحاقها قانونياً/ دستورياً برئاسة الجمهورية؟ ، ثم تسميتها من بعد ذلك (قوات الدعم السريع) أو (المخزون الإستراتيجي) كما ذكر المخلوع عمر حسن البشير في حديثه المشهور والمنشور الذي أسبغ فيه على قآئدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) لقب (حمايتي) مع ترفيعه إلى رتبة الفريق؟!!!…
ثم إنتفضت الشعوب السودانية ضد نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) وخُلِعَ البشير و (دَقَسَ) الثوار وجآءت اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و(قحت) وفُصِّلَت محادثات/ محاصصات جوبا وسطع نجم صاحب/ قآئد قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) وتم خلق صنمي إتفاقية سلام جوبا والوثيقة الدستورية وصعدت/سطعت نجوم قادة (أمرآء حروب) الحركات المتمردة المسلحة و(قبضوا الجو) السياسي والإعلامي…
ولم يتم دمج أو إستيعاب القوات المتمردة المسلحة في القوات النظامية ، وطفق رئيس وزرآء الفترة الإنتقالية يروي الأحاديث الفطيرة/المَسِيخَة/المملة عن الأضوآء والأنفاق والعبور والشراكة الذكية/الأنموذج/المَسخَرَة بين العسكر والمدنيين ، وبان ضعف وعوار الحكومة الإنتقالية وكثر الحديث عن الإقصآء وأربعة طويلة ، ثم حدث إعتصام/إنقلاب القصر (الموز) ، ثم أفل نجم حكومة الإنتقال ولجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وقُبِرَت جميع قراراتها ، وتقوت الفلول والأرزقية والطفيلية السياسية وأمرآء الحروب من قادة المليشيات المتمردة والسواقط الحزبية والفواقد التربوية والمجتمعية…
ثم بعد فترة سطعت نجوم فولكر ورهطه ، ونشط رجال مخابرات السفارات وعملآء الدول والمنظمات ، واجتمعت اللجان ، وتكونت الأليات من ذات الأعداد ، ثم بعد حين تمخضت الخرطوم والسفارات وولدت الوثيقة الدستورية والإتفاق الإطاري اللذان تم رفضهما من قبل جماعات إعتصام القصر (الموز) والسواقط الحزبية وأمرآء الحروب قبل وبعد إجتماعهم في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي مع المخابرات المصرية وتهديدهم وإعلانهم بأن المساس بصنمي إتفاقية سلام جوبا والوثيقة الدستورية يعني تسجير نيران الحروب الأهلية التي سوف يطال سعيرها هذه المرة تجمعات الجَلَّابَة النيلية والعاصمة الخرطوم!!!…
الجهات التي تمتلك السلاح في بلاد السودان متعددة و (خشم بيوت) ، وهي خليط من القوات النظامية والمليشيات الحكومية والأهلية/القبلية التي يراد إصلاحها والمليشيات المتمردة المسلحة التي يراد دمجها/إستيعابها في القوات النظامية وإشراك عناصرها في: العملية السياسية وإقتسام السلطة والثروة وإدارة الدولة السودانية على مستوى المركز والأقاليم…
الجهات الممتلكة للسلاح هي:
١- القوات الحكومية النظامية:
أ- القوات المسلحة السودانية (الجيش) وتوابعها من مليشيات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الحكومية مثل الدفاع الشعبي وكتآئب الظل
ب- قوات الشرطة وتوابعها من الأمن المركزي وخلافه
ت- جهازي الأمن والعمليات
٢- قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد)
٣- مليشيات وحركات الأقاليم والقبآئل المتمردة المسلحة
حاشية:
هذا الحصر لا يشمل القوات المتمردة/التحررية المسلحة تحت إمرة : عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور وحركات متمردة مسلحة أخرى ما أنزل الله بها من سلطان ما فتأت (تتمازج) وتتوالد وأخرى ما زالت قابعة في ظلمات رحم الغيب لكنها لا محالة قادمة…
تختلف مكونات هذه القوات/المليشيات الممتلكة للسلاح بإختلاف الجهات التي أنشأتها ، وليس هنالك ما يجمع بينها سوي إمتلاك السلاح وممارسة القتل وأعمال العنف المصاحبة  هذا إلى جانب طموحات/أطماع قيادات القوات والمليشيات في السلطة والثروة…
١- القوات النظامية الحكومية:
وعمادها القوات المسلحة السودانية (الجيش) التي يفترض/يعتقد أنها قوات إحترافية تمتلك نظم وأطر وعقيدة قتالية ، وطوال تاريخها كانت القوات المسلحة السودانية والغة و بصورة عظيمة في أمور السياسة وإدارة الدولة وذلك منذ أن نالت البلاد الإستقلال من المستعمر (الإحتلال) البريطاني وإلى وقتنا الحالي…
وقد قام أفراد ينتمون إلى القوات المسلحة السودانية بأكثر من إثنتي عشر محاولة إنقلابية نيابة عن جهات حزبية وخارجية ، وقد أصابت ثلاث منها النجاح مما أتاح للقوات المسلحة السودانية أن تحكم بلاد السودان لأكثر من ستة وخمسين (٥٦) سنة من عمر الإستقلال البالغ سبعة وستون (٦٧) عاماً نجحت من خلالها في أن تجعل من السودان أنموذج مثالي للدولة الفاشلة…
التاريخ الإقتصادي للقوات المسلحة يشهد أنها قد ولجت إلى السوق ودهاليز الإقتصاد القومي منذ عهد الطاغية جعفر محمد النميري ، وأنها قد تَمَرَّسَت/تَمَترَسَت فيه حتى صارت لها خبرات إقتصادية تراكمية غطت قطاعات: البنوك والصرافات والبورصة وأسواق العملات والسوق الموازي (الأسود سابقاً) والمقاولات والإنشآءات والري والزراعة والمسالخ والإستيراد والتصدير وتجارة : التبغ والقمح واللحوم والأحذية والفحم…
وقد كانت القوات المسلحة السودانية ، ومهما إختلفت الأرآء حولها ، تمثل/تجسد تنوع جميع الشعوب السودانية حتى أتى إنقلاب الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) حيث أصبح الإنضمام إلى سلك الضباط والرتب الفنية والمهنية فيها حكراً على السودانيين المنتمين إلى فكر وتوجهات جماعة/تنظيم الإخوان المسلمين (الكيزان) ، أما على مستوى الجنود فقد كانت القوات المسلحة السودانية تمثل جميع القبآئل السودانية والجهات الإقليمية وذلك على خلفيات التجنيد الجغرافي ، وبحسبان أن مقار القيادات والأفرع والفرق والألوية قد تم توزيعها على جميع أقاليم السودان…
الترتيب الوظيفي الحالي للقوات المسلحة السودانية يوضح بجلآء أن جميع طبقات الضباط من الرتب الصغيرة إلى الرتب القيادية العليا تنتمي عقآئدياً لفكر جماعة الأخوان المسلمين (الكيزان) الضآل إلا من رحم الله وكتب له السلامة أما قاعدة الجنود فتمثل كل التناقضات العرقية والجهوية السودانية…
وهذا الترتيب/التصنيف/الوصف ينطبق أيضاً على قوات الدفاع الشعبي الحكومية وكتآئب الظل وجهازي الأمن والعمليات وأغلب قوات الشرطة والأمن المركزي وتوابعهما ، فأغلب/جميع هذه القوات قد تم إعادة تأسيسها خلال فترة حكم الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) على أساس البيعة والولآء للجماعة وفكرها المتطرف…
٢- قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد):
أصل هذه القوات المليشيات الأهلية/القبلية التي تعود أصولها إلى جماعات تدعي الإنتمآء إلى الأعراق الأعرابية في إقليم دارفور ودولة تشاد ودول أخرى في غرب أفريقيا ، وكانت بداية تلك المليشيات في ممارسة نشاطات : النهب المسلح وقطع الطريق والإغارة على التجمعات السكانية في إقليم دارفور ودولة تشاد والدول المجاورة ، ومع مرور الوقت وتطور وتعقد الأحداث السياسية والعسكرية في إقليم دارفور وليبيا وبعض من دول غرب أفريقيا تطورت وتغيرت مهام تلك المليشيات بحيث أدعت أنها تمثل وتحمي مصالح قبآئلها ضد العدآئيات من قبل الحركات المتمردة المسلحة مما جعلها تصبح مقربة وحليفة عسكرية/سياسية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) والقوات المسلحة السودانية والمليشيات الحكومية التي أجهدها كثيراً قتال القوات المتمردة المتعددة في عدة جبهات ممتدة ودوماً متكاثرة ومتمددة…
وقد نمت مليشيات الجنجويد وتمددت وتطورت مهامها وأضيفت إليها لاحقاً قطاعات من القوات المسلحة والشرطة وجهازي الأمن والعمليات وتغيرت مسمياتها وأهدافها ، وفي نهاية المطاف أسبغت قيادات النظام/الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الرعاية والإهتمام على مليشيات الجنجويد وأضافت إليها الصفة القانونية/الدستورية وأتبعتها لرئاسة الجمهورية تحت مسمى (قوات الدعم السريع) ، ولكن الملاحظ أن تلك القوات/المليشيات وعلى الرغم من التحورات الكثيرة التي طرأت عليها إلا أنها قد نجحت في الحفاظ على تركيبتها و نسيجها العآئلي/القبلي/الجهوية وولآءها الشخصي لقآئدها وأسرته…
وكانت الطفرة الكبرى في نمو قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) الإقتصادي والسياسي بسبب إنغماسها في الإرتزاق الإقليمي في اليمن ودول الجوار تحت رعاية الدولة ، وإنشغالها بعمليات التعدين في الذهب وأشيآء أخرى ، وكذلك ما تحصلت عليه من دعم وسند وتمويل دولي من الإتحاد الأوروبي والدول الغربية تحت مظلة مشروع محاربة الهجرة الغير شرعية والإتجار بالبشر ، نشاطات قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) في تصدير الذهب والجنود المرتزقة أكدت/أثبتت المقولة التاريخية (السودان بلاد الذهب والعبيد)…
القوة العسكرية والنشاطات السياسية والإقتصادية والأرصدة المالية الهآئلة لقوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) زادت من شهية مؤسسيها من قبيلة الرزيقات إلى المزيد من السلطة والجاه ، وأدت في نهاية المطاف إلى نشوب صراعات داخلية بين قياداتها المنتمية إلى بطن المحاميد إنتهت بتصدر وتسيد عآئلة دقلو وإزاحة مؤسس المليشيات (مجلس الصحوة) موسى هلال وسجنه وتقديمه للمحاكمة بتهم : التمرد على النظام الدستوري والإشتراك في مهاجمة قوات حكومية وإزدرآء السلطة وإرتكاب جرآئم القتل العمد والتسبب في الأذى الجسيم…
وقد بلغت قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) ذروة القوة العسكرية عندما أصبحت القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى تعاني من الضعف بسبب تمدد رقعة الحروب الأهلية وأمدها إلى جانب سياسات الإقصآء والتمكين التي مارستها الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، والتي أدت إلى حرمان القوات المسلحة من التنوع وتوظيف الكفآءات السودانية…
هذا الضعف البآئن الذي أصاب القوات المسلحة والدولة السودانية هو ما دفع قآئد قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى إرتجال (حديث البَلِف) المشهور الذي أظهر فيه القوة وأعلن التمرد والتحدي الصريح للمركز:
(ذي ما قلت ليكم البلد دي بَلِفَهَا عندنا … نحن أسياد الربط و الحل … ما في ود مَرَة بِفِك لسانو فوقنا … مش قاعدين في الضُّل ونِحنَا فَازعِين الحَرَايَّة … نقول أقبضوا الصادق يقبضوا الصادق … فكوا الصادق يفكوا الصادق…
زول ما بِكَاتِل ما عندو رأي … أي واحد يعمل مَجمَجَه يَاهِدِي النقعة … والذخيرة تَوَرِي وَشَهَا…
نِحنَا الحكومة … ويوم الحكومة تَسَوِي ليها جيش بعد داك تكلمنا…
أرموا قِدَام بس…
ومع تزايد ضعف القوات المسلحة والدولة السودانية إزدادت شهية الفريق حميدتي للسلطة ولإمتلاك المزيد من (البُلُوفَة) السياسية والإقتصادية والدينية والإجتماعية حيث إمتد نفوذ قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) ليغطي أطياف من النشاطات ممتدة من التعدين والأراضي وتجارة اللحوم إلى الطرق الصوفية والأندية الرياضية والفنية والثقافية حتى أصبح حميدتي سوبرمان الساحة السياسية السودانية…
حاشية (٢) :
على الراغبين من المراقبين والباحثين المهتمين بتاريخ وتطور مليشيات الجنجويد إلى قوات الدعم السريع ونشاطاتها وطريقة تعاملها مع ضباط وأفراد القوات النظامية والمواطنين السودانيين عموماً في جميع أقاليم السودان وخصوصاً في إقليمي دارفور وكردفان والعاصمة المثلثة وميدان القيادة العامة الرجوع إلى التسجيلات الموثقة لنشاطات تلك المليشيات/القوات المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية وأسافير الشبكة العنكبوتية…
٣- مليشيات وحركات الأقاليم والقبآئل المتمردة المسلحة:
أنشأت هذه الجماعات أفرادٌ من النخب المنتمية إلى أعراق وأقاليم : دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة بدعاوى الإنعتاق والتحرر من التهميش والظلم والتفرقة والتمييز الذي مارسه المركز (الجَلَّابِي) ضد الجماعات الغير أعرابية في تلك المناطق والبحث عن العدل والمساواة في الحكم و إقتسام الثروات ، وقد إرتأت/ظنت/إعتقدت تلك النخب أن التمرد المسلح هو الطريق الأمثل/الأسرع لنيل/نزع الحقوق…
وقد تبنت النخب المتمردة نظريات وأفكار غطت جميع ألوان الطيف السياسي والعقآئدي ونظريات الحكم من لدن ماركس ولينين و فيدل كاسترو وأرنستو تشي جيفارا وجوليوس نايريري ونلسون مانديلا إلى عند حسن البنا ومحمد بن عبدالوهاب وجماعات الإسلام السياسي (الكيزان) والسلفي (الوهابية) وما بين هذا وذاك ، وعلى الرغم من الخلفيات الفكرية/النظرية/العقآئدية المتباينة إلا أن التجنيد لكل تلك المليشيات والحشد قد تم على النسق العرقي/العنصري/القبلي/الجهوي ، وما على المراقب والمهتم إلا مراجعة التوثيقات لأحاديث قادة وأفراد المليشيات المتمردة المختلفة في الوسآئط الإجتماعية وأسافير الشبكة العنكبوتية والإستزادة من الخطاب الجهوي العنصري الدسم…
أما مسألة تسليح وتمويل الحركات المتمردة فالشاهد هو أنه قد تكفلت به جهات ودوآئر أجنبية عديدة في الإقليم وحول العالم ، وكما الحال مع قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) فقد مارست بعض/كثير من الحركات المتمردة المسلحة الإرتزاق إلى جانب النهب المسلح وقطع الطريق والإغارة على التجمعات السكانية بغرض الحصول على التمويل والرواتب وإمدادات السلاح والغذآء والكسآء…
سؤال ليس في إنتظار إجابة:
هل يمكن إئتمان قوات كهذه: جيش وشرطة وأمن وعمليات ومليشيات حكومية وكتآئب ظل ودعم سريع (جنجويد) ومليشيات متمردة على أمن وأرواح وممتلكات المواطنين في الدولة السودانية المدنية (الأرض و العرض)؟…
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب إصطحاب مقاطع من تنويرات/شحن قادة قوات الدعم السريع (مليشيات الجنجويد) وكذلك مليشيات التمرد المسلحة للجنود وأحاديث إستباحة/إمتلاك/تدمير عمارات الخرطوم ، أحد تلك التسجيلات توثق نصآئح أحد قادة التمرد لجنوده بأن لا يدمروا العمارات لأنها سوف تصبح ملكاً وسكناً لهم ، بينما أشار قآئد آخر إلى أن عمارات الخرطوم سوف تصبح/تضحى/تمسي سكناً للكدايس!!! ، هذا عدا أحاديث حمامات الجوكوزي التي سوف تعقب فتح مدينة أم درمان!!!…
الخلاصة :
يبدوا أنه من السذاجة والصعوبة بمكان التفكير في إصلاح مثل هذا الهَردَبِيس العسكري/الأمني/السياسي/الإقتصادي/الإجتماعي المشبع بالأسلحة و التطرف العقآئدي والأفكار العنصرية/الجهوية التي تدعو إلى إقصآء/إبادة الآخر عن طريق الحوارات والورش والإعلانات التي أركانها الأرزقية والطفيلية السياسية وأمرآء الحروب والسواقط الحزبية والفواقد التربوية والمجتمعية ، فلا جدوى من مثل تلك النشاطات ولا منفعة ترتجي من مثل أولئك اللاعبين/العابثين الذين لا يمثلون الثورة ولا تطلعات الشعوب السودانية ، الذين لا هَمَّ لهم أو شاغل سوى إشباع رغباتهم/طموحاتهم/أطماعهم الذاتية في السلطة و الثروة…
إن إختصار الطريق والقبول بالدنيئة وإنفاذ إصلاح الهَردَبِيس العسكري/الأمني/السياسي/الإقتصادي/الإجتماعي على عجالة على طريقة ورش قاعة الصداقة وفي وجود/سيطرة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) وتوابعها والجماعات أعلاه لعب/عبث سياسي سوف يقود البلاد لا محالة إلى الإنفجار والإنفلات الأمني والمواجهات العسكرية…
الحل :
بداية الحل في دولة القانون والمؤسسات التي تزيل جميع الخلايا السرطانية التي خلقتها/خلفتها الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) في جميع قطاعات الدولة السودانية بعد عقودٍ من حكمٍ جبروتي أقصى الخصوم السياسيين ومكن الموالين ودعم الفساد والإفساد ، فالحل وكما ذكر الثوار :
في البل…
العسكر للثكنات…
والجنجويد ينحل…
وفي بعث وإعادة الحياة لشعار الثورة الخالد :
أي كوز…
ندوسو دوس…
ولابد أن يشمل الحل (رمي البايظ) من : عسكر اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) وأذنابهم وجميع المرتزقة من مليشيات التمرد والطفيلية السياسية وأمرآء الحروب والسواقط الحزبية والفواقد التربوية والمجتمعية الوالغة حالياً في العمل السياسي…
والحل يكمن أيضاً في عملية إعادة بنآء جميع مؤسسات الدولة السودانية بما فيها القوات النظامية حتى توفر الأمن وتحمي أرض الوطن وأرواح المواطنين وممتلكاتهم مما يقود إلى الإستقرار والتنمية والبنآء…
أما ركيزة وأساس وعصب الإصلاح فهو الإنسان السوداني الذي لا بد من (فَرمَتَتَه) وإعادة برمجته على نظام حب الوطن والإجتهاد في العمل والبنآء ، ولن تكون (فَرمَتَةٌ) أو برمجةٌ دون المرور على جميع شُعَب وفصول الثورة السودانية بغرض التربية والتعليم وتحصيل الدروس ومن ثم التأهيل والتخرج…
ومعلوم أن في الثورة شدة ورهق ، وأنها تتطلب الكثير من الوقت والإصرار والصمود والصبر على المكاره…
والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد.

تعليق واحد

  1. أها ده الحل…

    ما وريتنا يطبقوه كيف ومنو ومتين؟

    توصيف المشكلة وتحليلها و وضع حلول لها سااااااهل والبر عوام.

    خليك في جذريتك دي لما تنجزر ولم تنجز شيئا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..