مقالات وآراء سياسية

لعنة .. غردون..!ا

حديث المدينة

لعنة .. غردون..!!

عثمان ميرغني

بصراحة صرتُ أُصدق ما قاله لي رجل أعمال ? مستورد دواء- التقيته قبل عدة شهور.. وكان يشرح لي مشكلة عويصة رسمية تهدد نشاطه التجاري.. قال لي إنه اكتشف (السر).. سر السبب الذي يكبل هذه البلاد ويحرمها الخروج من نفق الشقاء.. السر هو في (لعنة غردون).. وقصة غردون باشا.. أن الإمام محمد أحمد المهدي لما حاصر الخرطوم عام 1885 .. وقبيل اقتحامه لها أوصى جنوده أن يأسروا الحاكم الانجليزي غردون باشا ولا يقتلوه.. لكن الوصية لم تُبلّغ لكل الجنود.. إذ كان المهدي يتحدث للفرق التي كانت تحاصر الخرطوم من جنوبها.. ولكن الفرقة التي كانت في الشرق (موقع نفق بري حاليًا) لم تسمع بتعليمات المهدي .. فاندفعت يوم الفتح نحو القصر وقتلت غردون وهو يقف على عتبات قصره المنيف.. وسقط غردون باشا في (سلالم) القصر مضرجًا في دمائه.. ومنذ ذلك الحين حلّت اللعنة.. لعنة غردون على الحكومة.. أي حكومة تحكم السودان.. على جميع المستويات.. وضرب الرجل مثلاً .. أن كثيرًا من معارفه كانوا (أولاد حلال) ينطبق عليهم المثل السوداني الشعبي (تختو في الجرح يطيب) .. لكن ما أن يتم تعيين أحدهم في وظيفة حكومية .. ويصبح مسؤولاً عن تصريف شؤون العباد.. حتى تحل عليه (لعنة غرودون) ويتحول إلى نمر كاسر.. يُجهز على المواطن بأفرس ما تيسر.. ثم ما أن تنتهي سنوات الخدمة حتى يعود إلى حالته الأولى.. مواطن حريري ولا أنعم.. تخرج منه الروح الشريرة ويصبح بشرًا سويًا .. يجلس في صيوانات الفرح أو الترح، ويحكي عن ظلم موظفي الحكومة وتعسّفهم في مواجهة المواطن. وهذه حقيقة.. بكل أسف.. حقيقة أن الموظف الحكومي في أي مرفق .. تعتريه دائمًا حاسة التفوق.. وأن سلطته بلا معنى إذا لم يظهرها في (المواطن)، وكلما تكبّد المواطن العناء قبل إنجاز مهمته في مرفق الدولة .. دلّ ذلك على رفعة الموظف وأهميته و(سطوته).. فالسلطة سطوة.. في خاطر الموظف العام.. قبل فترة زُرت مرفقًا خدميًا مهمته التعامل مع كبار السن.. رأيتُ رجلاً كبيرًا في السن يكاد يسقط من الضعف والرهق وهو يقف أمام موظفة شابة.. ظلّ الحوار بينهما لأكثر من ربع ساعة.. الرجل العجوز واقفًا والموظفة الشابة جالسة على الكرسي لا يطرف لها جفن.. وهي تصيح في وجهه بآخر نفس (يا حاج قلنا ليك ورقك دا ناقص.. يعني ناقص).. وكانت الورقة الناقصة هي شهادة إثبات أنه حيٌ يُرزق.. بعبارة أخرى.. إن وجع السلطة ليس في الأجهزة السياسية وحدها.. بل في روح الخدمة المدنية التي لا يفهم موظفوها أن مهمتهم خدمة .. (لا تخديم) المواطن..

التيار

تعليق واحد

  1. يا عثمان ميرغنى مثل هذه الموظفة اكيد من اسرة غير كريمة والا لما اهانت شيخا بعدين ماقلتوا دولة الاسلام الم تسمع هذه الموظفة بحديث المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه(ليس منا من لم يحترم كبيرنا ويوقر صغيرنا ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر)

  2. لعنة غردون أم لعنة الكيزان؟ الأسلوب الذي يتعامل به المسئولون الحكوميون مع المواطنين هو نفس تعامل الرؤساء الغربيين مع قضايا العرب وقضية فلسطين ،،، هذا الشبل من ذاك الاسد

  3. عثمان ميرغني.انت مشوش بامتيازمع الحكومة وضدها مع الجنائية وضدها مع الانتتخابان وضدها مع البشير مع علي عثمان مع الترابي مع اي حاجة …..وضدها .ليس لديك فكرة جوهرية تدافع عنها تاجر عاوز تبيع الجريدة باي تمن.حتي لو حق الفطور لطفل بات القوى بس احقاقا للحق اشطر من الباقر بتاع الخرطوم .تتحمل مع اخرين انك طبلت للنظام دا لمن امن وتقاطعت مصالحك اصبحت كراع في الطوف الغرقان وكراع في المركب ستلفظك حال غرق الطوف

  4. I promise you there is no CURSE! It is the GENES. Something is wrong with the Sudanese gene make-up! Why? How come? What are you talking about? I have no answer..Yet it is the genes(؟)

  5. انها لعنة شريرة مضرة يجاوز عمرها الاربعين عاما تسمى الانقلاب على الديمقراطية

  6. شكراً الأخ و د بشيري فقد عبرت عن كل ما أريد أوقوله و أغنيتني من عناء التعليق على المقال و صاحبه (الخاطف لونين).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..