في يوم المرأة.. فاطمه احمد ابراهيم فوق المهج وفي خلجات القلوب.

عبدالوهاب همت

لم يساور عبيد عبدالنور أدنى شك أن نساء السودان حري بنا أن نحتفي بهن وجباهنا مرفوعه ومعنوياتنا تناطح السحاب عندما قال
يا أم ضفاير قودي الرسن
واهتفي فليحيا الوطن
أصلو موتاً فوق الرقاب
كان رصاص أو كان بالحراب
البدور عند الله الثواب
اليضحي ويأخذ العقاب
يا الشباب الناهض صباح
ودع أهلك وأمشي الكفاح
قوي زندك وموت بارتياح
فوق ضريحك تبكي الملاح..
ولنساء بلادي جادت قريحة خليل فرح بعزة وعزة تمثل عزتنا وكرامتنا.
ولنساء بلادي صولات وجولات شعرا وغناء وبسالة ونضال مندي بنت سلطان النوبه عجبنا خاضت أشرس المعارك ضد قوات المستعمر البريطاني عندما حاول احتلال جبال النوبه .. مهيرة بت عبود تحرض المقاتلين للذود عن حياض الوطن… رابحه الكنانيه تركض الايام بلياليها لتبلغ قوات المهدي بقرب وصول القوات الغازيه ساعتئذ لم يطلبوا منها أن تركض في رفقة محرم كما يفعل الهولاكوييون الجدد… شغبه المرغومابيه عندما اختبأ ابنها حسين وزاغ من مواجهة الاعداءراحت توبخه شعرا ياحسين أنا ماني أمك ات ماك ولدي
بطنت كرشت غي البنات نافي ..
دقنك حمست جلدك خرش مافي
لاك مضروب بي حد السيف نكمد في
ولاك مضروب بي لسان الصيد نفصد في
وفي أوج التسلط الاستعماري استقبلت فوز في دارها ثوار ثورة1924 وأشرعت ابواب منزلها لخدمتهم حيث كانوا يعقدون اجتماعاتهم السريه وهي تعلم كم مكلف ذلك حال افتضاح أمره.
العزة محمد عبدالله رفيقة درب الشهيد علي عبداللطيف تحملت بجسارة كل الصعاب ووقفت الى جانب زوجها ورفاقه جنبا الى جنب وهي صفحه من تأريخ طويل. الفنانه الراحله حواء الطقطاقه انبرت في وجه المستعمر البريطاني وظلت تواجههم اينما حلوا بعزيمة قويه لاتعرف الخوف أو الوجل وصلت بها جرأتها ان سافرت الى القاهرة وعلى نفقتها الخاصه وتقدمت الوفد السوداني الذي كان يعد نفسه للسفر وفاجأتهم بوصوها قبلهم وقد تعرضت للسجن والتعذيب الذي أفضى الى فقدانها لاسنانها.. وتتواصل المسيرة والرايه خفاقه تستلمها الدكتورة العظيمه خالدة زاهر لاتكتفي بالجلوس جنبا الى جانب زملاءها من الطلاب في قاعة الدرس في كلية غردون التذكاريه كطالب للطب في منتصف اربعينيات القرن الماضي بل وتقود المظاهرات الطلابيه المطالبه بجلاء الاستعماروتتقدم أكثر في درب النضال لتكون اول سيدة تنال عضوية الحزب الشيوعي السوداني في تلك الفترة بل هي اول سيدة يتم اعتقالها ومحاكمتها مع آخريات من قبل سلطات المستعمر البريطاني.. وفي جانب اخر تتقدم مجموعه من النساء لتكوين أول لجنه تنفيذيه للاتحاد النسائي ضمت كل من خالدة زاهر وفاطمه طالب وثريا الدرديري ونفيسه المليك ونفيسه محمد الامين وسعاد الفاتح البدوي وبتول ادهم وثريا امبابي وسعاد عبدالرحمن وحاجه كاشف بدري وعزيزة مكي وخادم الله عثمان وفاطمه عبدالرحمن ومحاسن عبدالعال وخديجه مصطفى و المناضله الفذة فاطمه أحمد ابراهيم بالتعاون مع اخريات ليقدن الحركة النسائيه وقد استطاع الاتحاد النسائي أن يحقق للمرأة السودانيه مطالب ماكان لها ان تتأتي لولا نضالهن الباسل والشرس.. وفي مواجهة ديكتاتورية الراحل الفريق عبود قدمت الحركة النسائيه الشهيدة بخيته الحفيان.وأصيبت الدكتورة محاسن عبدالعال بجرح غائر.
وعقب نجاح ثورة اكتوبر 1964 استطاعت المناضله فاطمه احمد ابراهيم أن تنال رضاء ناخبيها عندما قدموها نائبا لدائرتهم.وبذلك الفوز استطاعت الاستاذة فاطمه احمد ابراهيم ان تسجل اسمها وبأحرف من نور كأول سيدة أفريقيه عربيه تصبح نائبه برلمانيه وكان صوتها مدويا داخل البرلمان عندما تصدت لقضايا النساء (ووفقا لروايتها قالت انني كسبت احترام اعدائي قبل اصدقائي وحلفائي داخل البرلمان).
وبفضل نضالات الاتحاد النسائي تحققت كل مكتسبات المرأة السودانيه التي نالتها ولازالت الحركة النسائيه السودانيه في السودان تواصل نضالها , ويكفي أن النساء الان يعملن جنبا الى جانب الرجال وبتساو كامل في الحقوق والواجبات.

وتقدم السودان على دول كثيرة مثل جمهورية مصر والتي لم يتم فيها تعيين امرأة كقاضي الا في العام 2003 بينما التحقت المرأة السودانيه في سلك القضاء في العام 1963 وقد نالت ذلك الشرف السيدة احسان فخري فلها التحيه والامنيات بدوام الصحه ومديد العمر, لان الدرب الذي سلكته شاق ووعر لكنها عبرته وافسحت المجال لاخريات دونما خوف او وجل.

والمرأة السودانيه نافحت كل الديكتاتوريه وصارعتها فصرعتها فخرجت من ثورة اكتوبر بمتمثيل برلماني ديمقراطي, وفي فترة اقل من عام في ظل النظام المايوي حققت نجاحات أخر. وبعد ذلك نازلت سلطة مايو في كل سوح النضال ونظمت مواكب اسر الشهداء والمعتقلين وسيل من المواجهات مع الامن المايوي. وهنا لابد من تسجيل اسماء نساء خالدات منهن المرحومه السيدة سارة الفاضل والمرحومه مريم محمود والاستاذة سعاد ابراهيم احمد والدة الشاعرمحجوب شريف وآمنه عبدالقادر والدة الاستاذ التيجاني حسن والمرحومه نعمه محمد عبدالكريم والدة آل الجزولي والمرحومه مريم السنهوري والدة د.محمد مراد وبتول السني والدة آل الرفاعي وكثيرات لايسع المجال لذكرهن فلهم جميعا المعذرة.

والان تناضل المرأة السودانيه وعبر تنظيماتها وتواجه شراسة النظام الانقاذي البغيض بالتظاهرات والاعتصامات وتتقدم الصفوف غير مباليه ولاهيابه بالنتائج. تناضل المرأة السودانيه في سبيل جرائم النظام التي تبيح الختان مثلا المادة التي كان قد تم الغاؤها لكنها عادت بأمر رئيس الجمهوريه وتناضل المرأة في سبيل انتزاع حقوقها في العمل ولابد من الانحناءة امام نضالات بائعات الشاي والكسرة. تناضل المرأة السودانيه ضد القوانين الجائرة التي تحرمها من حق اختيار ملبسها وزينتها. تناضل المرأة الان في معسكرات النزوح واللجؤ في دارفور وكردفان وجنوب النيل الازرق ونضالهن في سبيل الموت الجماعي المفروض عليهن حرقا وابادة.
. والحركة النسائيه سيرة عامرة وسجل حافل بنساء أقل مايمكن عمله عند سماع اسمائهن هو الانحناءة اجلالا لهن فاطمه طالب.. محاسن عبدالعال.. حواء محمد صالح.. حاجه كاشف.. ومحاسن عبدالعال وسكينه الجزولي نفيسه المليك..عائشه الفلاتيه.. مهله العباديه.. جداويه موسى.. فاطمه الحاج.. رائدات التم تم في كوستي أم بشائر وأم ضفائر.. فائزة عمسيب.. تحيه زروق..زروي اسكندريان. ومنيره رمضان. مرورا بالشهيدات التايه أبوعاقله وعفاف محمد ادم.. وعوضيه عجبنا.

وقبل أن أختم لابد لي من ازجي الاف التحايا والامنيات بدوام الصحه والعافيه لام السودانيات والسودانيين الاستاذة العظيمه فاطمة احمد ابراهيم والتي لولا جهودها وآخريات لما وصلت المرأة السودانيه الى مكانة متقدمه ولفاطمه انحناءة تستحقها والامنيات لها بالعمر المديد.

تعليق واحد

  1. لك التحية الاستاذ الفاضل هبد الوهاب همت

    وقد منحتنى درة بل ماسة ثميتة كنت ابحث عنها وهى قصيدة يا ام ضفاير قودى الرسن وقد كنت فى طفولتى اسمعها وارددها مع جدتى عمة والدتى وهى ام احدى المناضلات اللاتى ورد اسمها فى مقالك الثر الغنى ولا يسعنى الا ان احيى نضال المراءة السودانية واترحم على ارواح من رحلن واسال الله الصحة والعافية لمن يعشن معنا من بين نساء السودان السيدة الراحلة اسيا على النميرى وهى اول مرشدة سودانية المرشدات لمن لا يعرفهن هن الفرع النسوى للكشافة وكان ذلك عام 1928 وقد اوصت الليدى بادن باول بان تحضر مراسم دفنها ان توفت وفعلا قادت المرحومة اسيا على النميرى وفد السودان للعزاء وهى استاذة والدتى واستاذة نفيسة المليك وام سلمة سعيد ونفيسة احمد الامين الاستاذة اسيا كما اخبرتنا طالباتها كانت تصرف مرتبها على طالباتها اللاتى كانت تعرف ان ظروفهن من بين السودانيات اللاتى يستحقن الذكر امنا المرحومة زكية مكى عمر ازرق شقيقة عزيزة مكى وكانت اول رئيسة لجمعية المرشدات السودانية ومن مؤسسات الاتحاد النسائى ولها انشطة مختلفة وهى والدة بروف المعز عمر بخيت العوض وبروف امل عمر بخيت واخوانهما ومن السيدات القامة اللاتى لعبن دورا فى تاريخ السودان امنا العزيزة الراحلة المقيمة فى وجداننا الاستاذة ام سلمة سعيد عبد اللطيف ام اسامة وصلاح مكاوى خوجلى رئيسة جمعية المرشدات والتى فى عهدها تم انتزاع المكتب العربى للمرشدات وتحويله للسودان وقد فازت باصوات كل الدول العربية ما عدا دولتين ومن عظيمات نساء السودان ذوات التعليم العالى الحائزة على عضوية المكتب العالمى للمرشدات مدى الحياة السيدة المرحومة عواطف امين بدوى وايضا عزيزتنا من دربتنا على العمل الاجتماعى والطوعى السيدة سعاد لبيب عبدالله وهذه وضعت اسس راسخة فى التعامل الجميل بين المسيحيين والمسلمين وبين فتيات الجنوب وفتيات الشمال فى الزمن الجميل وهناك الكثيرات والعديد من نساء بلدى الجميلات كل واحدة فيهن لها غرسها فى مجالها والتحية لهن جميعا والرحمة لوالدتى واخواتها والتحية من على البعد للفضلى الغالية فاطمة احمد ابراهيم

  2. شكرا لك اخ همت والتحية للمرأة السودانية في كل موقع وهن يدافعن عن ابنائهن واخوانهن فهن محترمات وعفيفات وشريفات ونحن نفخر بهن وبكل رائدات المراة ومزيد من انتزاع الحقوق وسودان في حوجة للمراة لقيادة البلد في ظل فشل رجاله وتساميهم فوق الجراح ووقف الحرب التي تدفع النساء فاتورتها من دمائهن وخوفهم على ابنائهن فهل نطمع ان نرى انديرا او تاشر السودانية

  3. شكراً للاستاذ / عبدالوهاب همت وأود الإشارة إلى شخصية ورد ذكرها في خاتمة المقال ألا هي الشهيدة التاية يوسف أبوعاقلة التي سطرت اسمها بمداد من ذهب كاول أمرأة شهيدة في تاريخ السودان والحركة الطلابية وذلك في أواخر عام 1989م. فقد عرفت المرحومة عن كثب فهي ثائرة مصادمة لجماعات الهوس الديني ولها مواقف معروفة داخل أروقة كلية التربية جامعة الخرطوم وهي صديقة الدكتورة سهير علي شمو ويعرفها الدكتور علي شمو شخصياً وقد كان وقتها وزيراً انقاذياً في الثقافة والاعلام ولا أدري ماذا كانت ردة فعله عندما علم بمقتل الشهيدة داخل أروقة الجامعة برصاص النظام والاخوان ؟؟ .
    ألا رحم الله الشهيدة التاية يوسف أبوعاقلة واسكنها في فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقاً .وأخزى أؤلئك القتلة الفجره وأخذهم أخذ عزيز مقتدر ..إنه ولي ذلك وهو القادر على كل شيء .. بسم الله الرحمن الرحيم ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء).

  4. شكرًا جزيلا لك عزيزنا عبد الوهاب همت ، صاحب الضمير الصاحي ، الذي يكافح و يناضل دائماً و أبدا ، مستخدما اليراع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..