عبارة ثابتة.. الوزير فى الخرطوم

القى موقع نهر النيل الجغرافى المتاخم لولاية الخرطوم بظلاله السالبة التى لا تخطئها عين ، رغم وجود ايجابيات محدودة ، لاتقارن بتلك السلبيات اذا ما اخذناها من ناحية الاستقرار التام فى كل شئ وخاصة فى الجانب الاقتصادى ، اذ تملك المصانع الكثير من الاراضى الزراعية التى اصبحت هدفا لعتاة النافذين يتسللون اليها بمفردهم او عبر نافذين من باب الاستثمار ولا استثمار فحرم المواطن من اخصب اراضيه التى ظل يتوارثها عبر مئات السنين لأجل عيون اصدقاء والاقارب الذين لم تطأ اقدامهم الولاية الا لاكمال اجراءات استلام الاوراق الخاصة بمشاريعهم الوهمية ، التى يعاد تدويرها مرة اخرى من مستثمر لآخر والمواطن ييتفرج.

تنتج جناين نهر النيل الفواكه من كل صنف تشتهيه الانفس لتصدر للخرطوم واسواقها المركزية ، لتشهد الولاية ندرة واضحة فى معظم الفواكه مما يزيد من اسعارها مقارنة بسعرها فى الاسواق المركزية ويكتفى المواطن بالترديد مع حمد الريح ( جمبك ومشتهيك ) ، فسعر دستة البرتقال مثلا فى سوق حاضرة الولاية هذه الايام اضعاف سعره فى السوق المركزي الخرطوم علما بان منطقة غرب الدامر والزيداب والكتياب اكبر منتج للبرتقال ربما على مستوى افريقيا ، ولكن حالها كإبل الرحيل.

توجد بنهر النيل معظم مصانع الاسمنت ومع ذلك يظل سعر الطن فى الولاية مساويا لسعره بالخرطوم ، اذ لايتمتع المواطن باى ميزة المنتج ، تجعل سعر الطن اقل بسعره فى الاسواق السودانية رغم انه يدفع ثمن ذلك امراضا وتلوثا بيئيا ناتج من مخلفات تلك المصانع التى تقضى على موارده من ارض وحجر.

فولاية بكل هذه الميزات والموارد تفتقد التخطيط السليم المستمر والمستقر الذي يقوم على راسه مسئولين اكفاء يقومون بواجبهم كما ينبغى بعيدا عن تفكير زاتى ، كما اسلفت ان قرب الولاية من المركز اغرى الكثير من السياسين وباتت مطمعا لتولى الحقايب فيها دون ان يحققوا عملا ملموسا ، فقبول التكليف بالعمل فى نهر النيل لايكلف كثير من الجهد ، والتعب طالما الخرطوم حيث المال والبنون ( فركة كعب ) ، ثلاثة ساعات او تقل ويكون المعتمد او الوزير او حتى الوالى نفسه متواجدا فى مكتبه ليوقع ويمرر ويقرر ويختتم ذلك بزيارة خطافية لاقرب موقع يخص وزارته او محليته تتبعه آله مكتبه الاعلامية لتصور ان متابع ومتواجد وقبل ان تصل التغطية وسائل الاعلام يكون هو على مشارف الجيلى فى طريق عودته ،،هذه هى نهر النيل دون مستحضرات تجميل ، بقاء اى مسئول فيها اسبوعا كاملا يعتبر ضربا من المستحيل والتحدى يشهد على ذلك ، واتمنى من كل المسئولين بلا استثناء ان يراجعوا انفسهم طوال تاريخ تواجدهم على راس الوزارات والمحليات ، كم صلاة جمعة متتالية صلوا فى الولاية.

فالحياة فى نهر النيل مشلولة ، اذ من النادر لاى مواطن ان يتعشم فى لقاء مسئول ليقضى له امرا منذ نهار الاربعاء حتى الاحد ان لم يكن حتى الاثنين لان الاجابة حينها ستكون واحدة محفوظة ومعروفة ..تقولها السكرتيرة بكل ارتياح وابتسامة عريضة كنشوة انتصار على المواطن … .الوزير فى الخرطوم.

– من اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..