المقالات والآراء

حمدًا لله على السلامة !ا

تراســـيم..

حمدًا لله على السلامة !!

عبد الباقي الظافر

كانت بغداد تئن تحت وطأة الحصار الدولى .. ولم يكتف خصومها بسياسة التجويع ..لجأوا إلى الحرب النفسية.. أشاعوا أن رجل بغداد القوي يصارع مرضًا عصيبًا .. لم يذهب الرئيس صدام إلى طبيب مقتدر ليُحرر شهادة بخلوِّه من الأمراض .. بل نزل إلى الفرات وقطع النهر سباحة .. فى صباح اليوم التالي نشرت صحف بغداد صور الزعيم العراقي بملابس البحر .. وماتت الإشاعة في نهرها . صحف الخرطوم احتفت بمُعدّل زائد بعودة الرئيس البشير من قمّة الساحل والصحراء التي شهدتها تشاد.. وجعلت الخبر (منشيت) عريضًا .. وكأن عقلها الباطن كان يتوقع شيئًا آخر .. والحفاوة الزائدة ذاتها ارتسمت على وجوه مستقبلي الرئيس بمطار الخرطوم . الخرطوم أرادت برحلة الرئيس إلى إنجمينا التأكيد على أن الحدود التي رسمتها المحكمة الجنائية بين دول الخير والشر .. ليست إلاّ وهمًا يعشعش في رأس مُدّعيها .. وقد نجحت في هذا الأمر إلى حد كبير.. إلاّ أن حسابًا هادئًا لرحلة الذهاب والإياب يفرز سؤالاً موضوعيًا .. هل كانت رحلة الرئيس البشير إلى إنجمينا آمنة جدّا وهامش المخاطرة فيها يقترب من الصفر؟ .. لا أعتقد ذلك في العاصمة الافريقية المحروسة بالقوات الفرنسية .. بل إن إنجمينا تلقت أكثر من رسالة تطلب من حكومة الرئيس دبي الإجهاز على الضيف الكبير.. وبدلاً عن أن تحصد الدبلوماسية السودانية ثمار الاختراق .. وجدت نفسها تصد هجماتٍ أخرى .. فيضطر وزير الخارجية السوداني الأستاذ علي كرتي إلى انتقاد موقف الاتحاد الأوروبي المتحامل على السودان .. ويهاجم المستشار غازي صلاح الدين الإدارة الأمريكية التي ناشدت تشاد جهرًا للتعاون مع المحكمة الجنائية .. بمعنى أن الدبلوماسية السودانية أعدت مسرحًا للمواجهة .. وقالت للعالم: هيت لك . وذات العدسات التي تابعت الرئيس السوداني في غدوه ورواحه ..كانت تُسلّط ضوءَها على مقعد السودان الشاغر في قمّة الاتحاد الافريقي المنعقدة في كمبالا . المطلوب من متخذي القرار في السودان أن يُسقطوا اقدار المحكمة الجنائية من تفكيرهم .. لأن الذي يريده السيد أوكامبو احتلال الخيال السياسي لحكومة السودان .. وجر الدبلوماسية السودانية إلى حرب استنزاف .. حصاد مثل هذه المواجهة يضع موظفًا دوليًا في مقام رئيس دولة .. فتصبح كل حركة لرئيس السودان يصاحبها تركيز ضوء كثيف على موظف يعشق الأضواء التى تُسهل له الكثير من مهامه . الذي ينشده أوكامبو .. أن تكون عودة الرئيس البشير إلى الخرطوم مناسبة رسمية جدًا .. للأسف هذا الهدف تحققه له الدبلوماسية السودانية دون أن يدفع أي مقابل.

التيار

تعليق واحد

  1. لأن الذي يريده السيد أوكامبو احتلال الخيال السياسي لحكومة السودان .. وجر الدبلوماسية السودانية إلى حرب استنزاف
    ———

    يعني اوكامبو لا يسعى لتحقيق عدالة في نظرك؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..