الألم في مواضع الكلم..!!

العبارة أعلاه تمثل عنواناً لكتاب أنوى لو امتد بي العمر.. أن أجمع فيه تصريحات ومقولات.. وأقاويل (هناك فرق بين مقولات وأقاويل.. لكن تلك قصة أخرى).. عبارات وكلمات خرجت من افواه اصحابها.. وعجزوا أن يرجعوها أو يتراجعوا عنها.. وهي في المقابل شكلت تاريخهم.. صنفت مواقعهم حين تمايزت الصفوف.. ورُفعت الأقلام وجفت الصحف.. ربما (الله يدي العمر والعافية) أتبعه بكتاب آخر بعنوان (التكوير والتدوير في فقه التبرير) إذ أن الشخصيات التي جرى الحديث عنها عالية.. تحتاج دائماً لمن يبرر حديثها أو مقولتها.. والتبرير محتاج تدوير.. والتدوير محتاج تكوير.. والمفتاح عند النجار.. وكدا يعني.
في خضم الاحداث.. والشارع محتقن.. والأيام تأتي بكل جديد.. خرج علينا السيد الفاتح عز الدين شاهراً سيفه يهدد بقطع الرؤوس لكل متظاهر خرج احتجاجاً على سوء الأوضاع وضيق الحال.. السيد الفاتح عز الدين فات الكبار والقدرو.. عندما هدد وتوعد.. وأرغى وأزبد.. معطياً فترة زمنية قصيرة (أسبوع بس) هذا وقد كنا في حيرة من أمرنا.. ذلك أن سؤال واحد يتردد في أذهاننا (هو دا نائب معانا دا؟؟) أليس من المفترض أن يكون نائباً عن الشعب؟ ولا في خلط في المهام؟ نود نحن الشعب أن نرسل رسالة للسيد النائب أنه ليس في أي موضع تنفيذي وليس موظفاً في وزارة ذات صلة بالأمن أو الدفاع.. هذا ما يعنينا كمواطنين.. أما فكرة أنه المسؤول عن قطاع الفكر والثقافة في الحزب الحاكم.. هذا شأن حزبي خاص لا علاقة لنا به.. وإن كنا من باب المناصحة نقول لهم: (شوفوا زول تاني.. ذلك أن الشتارة في الحديث غير مستحبة في منصب كهذا).. لكن ما علينا.. المهم إنه منصبه الحزبي لا يخول له الحديث علناً عن الأوضاع الامنية أو الشؤون الداخلية للبلاد.. انتهينا.
الطريف أن السيد الفاتح هو نفسه الذي صرح قبل سنوات أنهم لن يسمحوا بدفن المعارضين في أرض السودان؟؟ يبدو أن صديقنا أتته إشارة من جهة ما.. أنه قد امتلك أرض السودان لذلك هدد وتوعد الذين يهتفون منادين بفجر جديد.. لكن المتأمل في تبعات تصريح السيد الفاتح الأخير.. هو التفسير الذي خرج به بعد أن قال كلمته وتناقلتها الأسافير.. ذلك أنه لم يكن يقصد الشعب السوداني.. بل كان يقصد المخربين.. والمندسين!! يبدو أنه نسي أنه لم يكن ينطق باللغة المروية.. أو الهيروغليفية.. فقد تحدث الرجل باللغة العربية وهي لغة أغلب سكان البلاد.. وهو أيضا لم يستخدم مفردات غريبة أو متقعرة.. لم يلجأ للجناس والطباق أو أي نوع من أنواع البلاغة من شاكلة (أطلق الجزء وأراد الكل).. وناس التورية والاستعارة المكنية وهلم جرا.. فما الذي يجعلنا نخرج حديثه عن صياغه ونفهمه على غير ما أراده؟؟
هذا وقبل أن تهدأ الأسافير جراء تهديداته.. خرج الرجل علينا مبشراً بقرب انتهاء أزمة السيولة مصرحاً بأن الماكينات ستطبع النقود (رب رب رب ) وأنه لن تكون هناك أزمة كاش بعد الآن.. ليت الذين يبررون له أقواله.. ويسوقون له الأعذار.. ليتهم يشرحون له (الحاصل) حتى لا يدخلهم في نوبات إحراج كهذه.. يعني المشكلة كانت طباعة وحبر؟!! طيب (ما كانش حد غلب).. رجاء.. أحكوا له عن قصص الطباعة على المكشوف.. انعدام الغطاء الذهبي والتضخم والحصار الاقتصادي.. والحاجات دي.. حتى لا نفاجأ غداً بتصريح آخر من نفس الفصيلة وذات العينة.. أما من ناحيتنا نحن جماهير الشعب السوداني.. فهي رسالة واحدة لسعادة النائب.. (انطق جميلاً.. أو تجمل بالسكوت).
الجريدة