هل قامت في السودان !!! القيامة ؟؟؟

(بيان)
أيها السادة, لم يبق اختيار
سقط المُهرُ من الإعياء ,
وانحلت سيور العربة
ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة
صدرنا يلمسه السيف
وفي الظهر الجدار
(أمل دنقل)
ما من طريق , غير الثورة , فمن يقم بها؟ , إنه شعبنا الذي صبر, واحتمل, وتحمل الإنقاذ , ولابد من نقطة بداية , وطريق جديد , الأوطان يبنيها بنوها , فأين , ومتى , وكيف ؟, ذلك ما يختمر في دواخلهم , ولابد من صباحٍ قريب , وفجرٍ صادقٍ .
حطت مصيبة الإخوان المتأسلمين , في رأس شعبنا في العام 1989م , عبر جناحها العسكري , وبتحريض ودعم صحفهم آنذاك , صحيفة ألوان , والراية الناطقة باسم الجبهة الإسلامية القومية , وعدد كبير من صحافة كانت تمول من الخارج , وهزت استقرار البلاد , وعملت على إحباط المواطن وزراعة الفتن ما ظهر منها وما بطن , وكان لهم ما خططوا له , ولسنا هنا بصدد تحميل ذلك لأي جهة كانت , عن قناعة أن الجميع ساهم في الممارسة السالبة حينها, مما هيأ الأجواء للانقضاض على الديمقراطية, حتى تجرأ , رجل في قامة الشريف ( زين العابدين الهندي ) وهو يحمل ألقاب ومسميات كثيرة , نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي , القطب الثاني في الحكومة الديمقراطية , وزيراً للخارجية , نائباً لرئيس الوزراء السيد / الصادق المهدي حينها تجرأ , وهو بكل هذه المناصب الرفيعة وصل به الحال , أن قال ( لو كلب شال الديمقراطية ما في زولا يقول ليهو جر ), هكذا انطلت ألاعيب كثيرة للجبهة الإسلامية القومية , على الجميع وفق آلتها الإعلامية التي عاثت في سماحة الديمقراطية , أبشع أنواع الفساد والتنكيل الشخصي , برئيس الوزراء في شخصه , والتقطت قضايا بحساب اليوم تعتبر تلك ثانوية بل لا تذكر , اتخذت من قضايا مثل قضية أميرة الحكيم , اتخذتها صحافة الجبهة الإسلامية فزاعة ومنصة لتخويف الناس من الانفلات الأمني وغيرها مما نسجوا بوعي وتدبير ماكر , حتى هيأت الأجواء لانقلابها , وساعدها أمثال الهندي وعدد غير يسير من السياسيين خالي الذهن .
جاء صباح الثلاثين من يونيو 1989م , جمعة كالحة السواد , حملت بيان العميد ركن / عمر حسن احمد البشير قائلاً فيما جاء من نص بيان الانقلاب (لقد عايشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة ومؤسسات دستورية فاشلة وإرادة المواطنين قد تم تزييفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحاً لآخر قرارات السادة ومشهداً للصراعات والفوضى الحزبية وحتى مجلس رأس الدولة لم يكن إلا مسخاً مشوهاً أما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في السياسات والتقلب في المواقف حتى فقد مصداقيته.) … دون أي تعليق على , ما جاء في هذه الفقرة من البيان الأول .
ولن اعلق على الفقرة , التي تليها:
(إن الشعب مسنوداً بانحياز قواته المسلحة قد أسس ديمقراطية بنضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية، ولكن العبث السياسي قد أفشل التجربة الديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارة النعرات العنصرية والقبلية حتى حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب من مأساة وطنية وإنسانية.)
ولن أعلق على الفقرة الثالثة أيضا :
(لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية فازدادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها، مما جعل كثيراً من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد أدى هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الإنتاج وبعد أن كنا نطمح أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام وعم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق السوداء مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام.)
ولن أعلق على الفقرة الرابعة أيضا :
(قد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدى إلى انهيار الخدمة المدنية وقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سبباً في انهيار المواصلات والسياسات القومية وإفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجئوا إلى تكوين الميليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية.)
ولن أعلق على الفقرة الخامسة :
(أيها المواطنون:
لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد كل الشعوب والدول الصديقة لكن اليوم أصبح في عزلة تامة، والعلاقات مع الدول العربية أضحت مجالاً للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل أصدقائها على الساحة الإفريقية وقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع أغلبها وتركت الجو لحركة التمرد تتحرك فيه بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقاً استراتيجياً لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أنها أصبحت تتطلع إلى احتلال وضع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية، وهكذا انتهت علاقات السودان من العزلة مع العرب والتوتر مع إفريقيا إزاء الدولة الأخرى.)
تركت لأبناء شعبنا التعليق , ولي سؤال واحد فقط ؟ كيف هو الوضع الآن ؟ وما هو دورنا ؟ وكيف تقيم التعليم والحياة السودانية, وما هو تقيم الإنسان السوداني في محيطه الأفريقي والعربي ؟ هل بلادنا تتقدم ؟؟ لماذا ومتى وكيف ؟؟؟ نتدخل لرفعة بلادنا والذود عنها ؟؟؟
اعتقد إننا نعيش أسوأ مرحلة يمكن أن يعيشها السودان ؟ وضع اقتصادي مريع , فقر مدقع , الموت اقرب من الحياة
استسلام تام , وربما أسوأ مما أتصور . متى ينهض السودان ؟ هل ذلك هو الطريق لنهاية البلاد , وتشريد سكنها بين الشعوب ؟ هل من مخرج .
اعتقد الطريق لذلك هو أن نعي , أن الحياة فيها ما يعاش, والشعوب تنهض بعزيمة شبابها, وأهلها , ومثقفيها , دول كثيرة نهضت من العدم ؟ متى تنهض بلادنا ؟

……………………………………………………………حجر.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..