مزيكا وبلوتيكا _ الخروج عن السلم

مزيكا وبلوتيكا
إبراهيم عبد الرازق
الخروج عن السلم!
_ احتفل السودانيون برأس السنة الميلادية، رغم عدم توفر مقومات للاحتفال، لكنهم اختلسوا بعض لحظات للفرح اخترقوا لها الجو المتوتر (بضع لحظات سراع)
_ لا أعتقد أن الناس في بلادي يهتمون برأس السنة أو ذيلها، بقدر ما هم بحاجة للتعبير وفك حالة (الحال الحرن) الذي لم يعلن عن قرب زوال حرنته (نمة فرح أسعد مشاعري وهدهدا)
_ اللافت أن الناس باتوا يعبرون عن مشاعرهم بصورة كبيرة من الانفعال، أزيد من ذي قبل، لا سيما في التفاعل مع الأغاني، صحيح السودانيون عرفوا أنهم يعيشون معاني الغناء والموسيقى، لكن مؤخراً زاد سقف هذه المعايشة بزيادة وتنوع صنوف المعاناة واستمراها.. (في الزمن المكندك والحزن الإضافي).
_ وأصبحت هناك حالة أقرب للعنف في التعامل مع الغناء من قبل المطربين والمستمعين، تنوعت مظاهرها في الوقوف والرقص الهستيري والهرولة أحياناً، والمشهد يتكرر في عواصم ومدن العالم (يا غنانا المشتهنو.. ياني موعود بي زمانك.. بي مواقيتو البرنو)
_ نعم ازدهر سوق الغناء بغثه وسمينه، الكل يهرب إلى الموسيقى، ففي كل عاصمة شخص ما يسبب للناس الحزن ويقمعهم ويحول بينهم وكل أسباب أدوات الفرح (ما خلا فينا سبب للبسمة والأفراح…) وعليه (ما فضل يا ناس.. غير أغنياتي….) أغنيات رائجة!
(الحزن القديم)، (الحزن النبيل)، (بخاف)، (بعد الصبر)
لحن الختام:
نحنا سافرنا وبعدنا…
ما عرفنا هواك بعدنا…
وما عرفناك من بعدنا…
وكل ملاقاتنا فتنة..
الفؤاد حنا ولفتنا…