تنصل البرهان من وعده بـ”هيكلة القوات المسلحة … فوقعت الكارثة

بكري الصائغ
مقدمة:
لو كان البرهان عنده الكاريزما القوية والثقة في نفسه وقدراته، يحفظ كلمته ووعوده ويتعهد بتنفيذ ما وعد بها الشعب ، وطبق علي نفسه المثل العربي المعروف “الرجل كلمة”…لما وصلت البلاد الي هذا الحال المزري الذي لم نشهد له مثيل من قبل…. ليته صمت، وما اكثر من وعوده الكثيرة التي تنصل منها ففقدته الهيبة والاحترام محليا وعالميا.
أعود بذاكرة القراء الي حدث وقع في يوم ٨/ مارس ٢٠٢١:
أعلن البرهان عن مشروع قومي لإعادة هيكلة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، في حين أعلن قائدها محمد حمدان حميدتي أن الجيش وقوات الدعم السريع وجهان لعملة واحدة . وقال البرهان في كلمة له خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من قوات الدعم السريع في الكلية الحربية، إنهم يسعون لإعادة صياغة هذه القوات وفق المتطلبات الحالية والمستقبلية وبما يتوافق مع المهام التي أنشئت من أجلها. وأضاف “نحن على أعتاب مرحلة جديدة بعد المرحلة الانتقالية، نتطلع لأن تكون لدينا قوات محترفة متخصصة تؤدي مهامها بالطريقة الوطنية وتخدم مصالح الوطن”. ولم يذكر البرهان تفاصيل إضافية حول خطة إعادة صياغة الجيش وقوات الدعم السريع. من جانبه، عرض نائب “حميدتي”، على القوى السياسية التوقيع على ميثاق شرف لحماية الديمقراطية في البلاد. وقال “حميدتي” إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وجهان لعملة واحدة، وإن من أكثر واجباتهما إلحاحا في هذه المرحلة هو حماية العملية الديمقراطية في البلاد وصولا لانتخابات حرة ونزيهة ينتخب الشعب فيها قياداته بإرادة حرة.
المصدر-” الجزيرة نت” –
حدث اخر هام وقع في الأحد ٢٦/ سبتمبر عام ٢٠٢١:
في هذا اليوم قال البرهان خلال افتتاح مستشفى عسكري جنوب الخرطوم “القوات المسلحة، سنعمل على هيكلتها”. وأضاف “لن نسمح بأي نشاط حزبي في القوات المسلحة”، متعهّدا على وجه الخصوص تطهيرها من الإخوان المسلمين. كما أكد حرص الجيش على إجراء انتخابات وتسليم السلطة بحلول نهاية الفترة الانتقالية. وقال “نحن كعسكريين نلتزم بالانتخابات في الموعد الذي اتفقنا عليه في نهاية الفترة الانتقالية”. وأضاف “وبعد الانتخابات ستختفي القوات المسلحة من المشهد السياسي”.
في هذا اليوم تعهّد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان العمل على “هيكلة” القوات المسلحة، في تصريحات تأتي بعد أيام من إعلان السلطات عن انقلاب فاشل. (هي محاولة انقلابية وقعت في ٢١/ سبتمبر ٢٠٢١ ضد المجلس التشريعي الانتقالي في السودان، وأعلن الجيش السوداني عن إحباطها. وبحسب تقارير إعلامية، اعتُقل ما لا يقل عن (٤٠) ضابطًا . وقال متحدث حكومي إن من بينهم فلول النظام السابق، في إشارة إلى مسؤولين سابقين في حكومة الرئيس عمر البشير، بالإضافة إلى ضباط من المدرعات ومنطقتي وادي سيدنا وأم درمان العسكريتين . قاد محاولة الانقلاب اللواء/ عبدالباقي بكراوي، المتهم بقيادة الانقلاب الفاشل، مع عدد من الضباط في سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني.
– المصدر- وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب.).
في يوم الثلاثاء القادم ٢٦/ سبتمبر الجاري، تمر الذكرى الثانية علي تعهد البرهان بـ”هيكلة القوات المسلحة”، من منا لا يعرف أن موضوع “الهيكلة” لم يأتي من فراغ او بحسب مزاج البرهان، وانما جاء بحسب نص واضح في قلب الاتفاق المبرم بين المكون العسكري والمدني الموقع في يوم ١٧/ أغسطس ٢٠١٩ والمعروف باسم (توقيع الاتفاق على الوثيقة الدستورية)- ، ونصت الوثيقة الدستورية في الفصل التاسع الخاص بالقوات النظامية على إسناد إصلاح القوات المسلحة للقوات المسلحة نفسها، على أن تتبع القائد العام للجيش والسلطة السياسية وفقا للقانون.
من طالع بدقة ما ورد بشأن “هيكلة القوات النظامية”، يجد ان البرهان بحكم انه القائد العام للقوات المسلحة هو من يقرر كيف؟!!، ومتى تتم الهيكلة؟!!، ورغم انه رئيس البلاد وصاحب الكلمة المسموعة وبيده كل زمام الامور السياسية والعسكرية … إلا انه (الله وحده يعلم لماذا) تنصل عن وعده الذي قطعه اما الشعب بـ”هيكلة القوات المسلحة”، ورفض حل قوات “الدعم السريع”، وتركها عن عمد تقوي نفسها وتأمن موقفها العسكري، وتجلب المعدات العسكرية والعتاد الحربي الثقيل من جهات اجنبية عديدة بدون رقابة او محاسبة!! ، حتي صارت “الدعم السريع ” كما نراها اليوم قوية لدرجة أنها احتلت العاصمة القومية… وقامت بنفي البرهان الي بورتسودان!!.. وحاصرت كباشي وياسر في بدرون القيادة العامة.
مرفقات مع المقال:
١-
مستشار البرهان:
الدعوة لهيكلة الجيش هدفها
ترك السودان بلا مخالب:
-المصدر- “الأناضول”-25.09.2021-
قال أبو هاجة: “الحديث عن تنظيم وهيكلة القوات المسلحة، القصد منه ترك السودان بلا جيش ولا مخالب، ليسهل تقسيمه وابتلاعه”. وتابع: “يخطئ التقدير والفهم، من يظن أن الحملة الممنهجة ضد القائد العام، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يمكن أن تتوقف عنده فقط، ولا تمتد إلى ضباطه وجنوده، إنها حملة مغرضة ضد الجيش وكرامة وعزة كل ضابط وجندي سوداني”. وأضاف أبوهاجة: “الذين يصرخون استنجادا بالأجنبي ذاكرتهم خربة، يريدون أن يصوروا للعالم زوراً أن العسكريين ضد التحول الديمقراطي والدولة المدنية، هؤلاء هدفهم وضع البلاد وجيشها في مواجهة المجتمع الدولي”.).-
٢-
الدعم السريع يرفض التنازل عن الجدول الزمني لدمجه في الجيش السوداني، قوات الدعم السريع تتمسك بفترة إدماجها في القوات المسلحة والمقررة بعشر سنوات وتبعيتها الى رئيس الدولة وفق ما جاء في الاتفاق الإطاري.
٣-
أسباب الخلافات بين البرهان
و”حميدتي” حول القوات المسلحة
السودان.. “الشرق” تشرح تفاصيل الخلاف بين البرهان وحميدتي.
المصدر- صحيفة “الشرق”- 08 مارس 2023- https://asharq.com/politics/47268/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%86/