مقالات سياسية

صوّت و(تبوّل)!

عبد المنعم سليمان

الأسطورة القديمة تحكي عن (صندوق باندورا) .. وهو وكما تقول الميثولوجيا الإغريقية صندق يحمل في داخله كل شرور الأرض وآثامها ، من : قتل ، سرقة ، كذب ، فقر ، جوع ، مرض ، جشع..الخ ..

وفي القصة الأسطورية ان (باندورا) كانت أول امرأة على وجه الأرض .. خلقها (زيوس) زعيم الآلهة في غاية البهاء .. حيث أخذت من (أفروديت) الجمال ، ومن (أثينا) الأناقة ، ومن (هرمز) اله النطق حلو الحديث .. أهداها (زيوس) صندق بمناسبة زواجها وأمرها ألا تفتحه مطلقاً ومهما كانت الظروف .. ولكنها وبدافع الطمع أو الفضول قامت بفتح الصندوق فأنطلقت منه كل الشرور التي عمت البشرية ، ومن هذه القصة جاءت العبارة الشهيرة : ( فتح صندوق باندورا) .. في إشارة إلى أي فعل يقوم به الإنسان فيأتي بعواقب وخيمة عليه وعلى أسرته وأهله وبلاده ..

ان ما يسمى بالإنتخابات التي تجري اليوم في بلادنا تفوق حدود الأسطورة لتصل إلى المهزلة والعار .. وان الإشتراك فيها بأي شكل من الأشكال بمثابة الإشتراك في جريمة .. جريمة يرتكبها المرء مُختاراً ضد نفسه وأسرته وأهله ووطنه .. وهي خيانة دنيئة تتجاوز كل مقاييس الخيانة .. كما ان الإشتراك في فتح (صندوق البشير) هو فتح جديد لـ (صندوق باندورا) .. لن ينجو أحد من عاقبة فتحه .. ولن يستطيع أحد السيطرة على شياطينه ووحوشه وشروره ..

أرسل لي هذا الصباح أحد الأصدقاء صورة أخذها من مركز إقتراع بائس بأحد أحياء العاصمة .. وتُظهر الصورة أحد المواطنين وهو يدلي بصوته …. وبقدر ما أحزنني منظر ذلك الرجل المسكين الذي يشارك دون أن يدري في جريمة ضد نفسه ووطنه .. فان المنظر أضحكني ايضاً .. لأن الحجرة التي وضع عليها ذلك الصندوق تناسب تماماً القذارة الماثلة .. وأصدقكم القول انني ظللت أدقق وأبحث في الكلمات المكتوبة على جدار الحجرة عن عبارة (ممنوع البول) .. تلك العبارة التي نجدها دائماً في مثل هذه الأماكن البائسة .. ولا أعرف هل إكتفى ذلك الرجل برمي صوته أم ألحقه بـ (بوله) ? أنظر الصورة المرفقة !

ان التاريخ سيذكر هذه الانتخابات بانها الأولى التي يعرف المرشح والناخب وحتى المراقب هوية الفائز بها قبل ان تبدأ ! كما انها أول انتخابات تقام من أجل رد الإعتبار لشخص معزول ومُطارد خارجياً .. وليس من أجل التداول السلمي للسلطة وإرساء قواعد الديمقراطية.. ولا أعرف حقيقة لماذا كل هذه الخسائر التي تفوق الـ (800) مليار جنيه ؟ وما الحكمة في إقامة هذه التمثيلية السخيفة ؟ فالرجل ظل يطأ بحذائه على قلوبنا كما رؤوسنا لأكثر من (25) عاماً دون أن يحتاج لصندوق أو ناخب أو مراقب .. ولا أعرف ما ستضيفه هذه الإنتخابات إلى الرجل سوى المزيد من العار والإتساخ والقذارة .

في نهاية قصة (باندورا) الأسطورية .. انها عندما فتحت الصندوق وخرجت منه الآلهة الشيطانية .. أسرعت (باندورا) لإغلاق الصندوق الذي خرجت منه كل قيًم الشر .. بينما بقيت بداخله قيمة واحدة ظلت متمسكة بقعر الصندوق .. الا وهي (الأمل) .. ونحن من سيخرج (الأمل) من (صندوق الشرور).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا أخي إنت زول كتاب خلاس وفاهم شديد..
    ما تحرمنا من كتاباتك…
    ربنا يغتيك ويحفظك يا منعم..

  2. يا الله عليك وعلي قلمك … تصدق من امس بفتش في العناوين لي حاجه
    كاتبها بمناسبة المهزلة دي ..

  3. المتاسلمين عايزين كل الخلق تتحني لهم خوفا ورهبه حتي في هذه الصوره لقد تعمدوا ان يكون صندوق الانتخابات قصيرا حتي يضطر كل ناخب ان يمنح صوته وهو منحني غصبا عنه. 84 مليون دولار ويضعوا مثل هذا الصندوق الذي لا يساوي 10 ج انظر الي الناخب وهو منحني للادلاء بصوته الذي لا قيمة له

  4. و الله ما قلت الا الحقيقة…. المشاركة في المهزلة دي عار للاسرة و الاهل
    ضربت لي اخوي قبل شوية قال لي و الله بيحنسو فينا من الصباح و يحاولو يغرونا بي كروت الاتصال برضو مافي زول هبب ليهم

    شكرا جزيلا لمقالك الجميل

  5. صراحة المركز الانتخابي في غاية البؤس
    حاجة محزنة جدا جدا .. عبارة عن زريبة
    ال 800 مليار دي كان يطلعوا منهم جزء بسيط يضربوا بيهو الفصول بوهية ..
    لو جاء مصور من قناة اجنبية يكون منظرنا مقبول شوية .. وبعد الانتخابات تكون المدرسة بقت سمحة ..
    ولا كان تخلوا التصويت في المدارس الصانوهم ناس طارق الامين ..
    حرام عليكم
    الصورة دي اكبر دليل على فشل الانقاذ

    لك التحية يا عبدالمنعم

  6. صندوق ودودة سوف يفتح على مااعتقد بعد الانتخابات برعاية مالك الجن الاحمر بله الغائب .. لتعيشون
    الويل وسهر الليل ان لم تثوروا .. ماذا تنتظرون .. الشعب اتبرمج يا عبدالمنعم !!

  7. يا استاذ عبد المنعم والله لمحت هذه الصورة او مثلها قبل كدا وأقسم بالله العظيم وكتابه الكريم افتكرت إن في واحد طالع من الحمام أو داخل الحمام

  8. صراحة المركز الانتخابي في غاية البؤس
    حاجة محزنة جدا جدا .. عبارة عن زريبة
    ال 800 مليار دي كان يطلعوا منهم جزء بسيط يضربوا بيهو الفصول بوهية ..
    لو جاء مصور من قناة اجنبية يكون منظرنا مقبول شوية .. وبعد الانتخابات تكون المدرسة بقت سمحة ..
    ولا كان تخلوا التصويت في المدارس الصانوهم ناس طارق الامين ..
    حرام عليكم
    الصورة دي اكبر دليل على فشل الانقاذ

    لك التحية يا عبدالمنعم

  9. صندوق ودودة سوف يفتح على مااعتقد بعد الانتخابات برعاية مالك الجن الاحمر بله الغائب .. لتعيشون
    الويل وسهر الليل ان لم تثوروا .. ماذا تنتظرون .. الشعب اتبرمج يا عبدالمنعم !!

  10. يا استاذ عبد المنعم والله لمحت هذه الصورة او مثلها قبل كدا وأقسم بالله العظيم وكتابه الكريم افتكرت إن في واحد طالع من الحمام أو داخل الحمام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..