مقالات سياسية

غندور طبيب الاسنان الذي يود خلع الحكومة الانتقالية!!

١-

من مهازل ما يجري هذه الايام في سودان اليوم، انه ما مر يوم منذ ابريل الماضي ٢٠١٩ بعد الانتهاء الفعلي من النظام الفاسد السابق الا وكان هناك خبرعن البروفيسور/ إبراهيم غندور، الذي تصدر زعامة بقايا حزب المؤتمر الوطني المنحل، وتصدرت بعض اخباره صدارة الصفحات الاولي في بعض الصحف المحلية، وتم نشر الكثير من تصريحاته المليئة بال(تحنيس) والرجاءات للسلطة الجديدة الحاكمة ان يرحموا -بحسب وجهه نظره- “عزيز قوم ذل”!! وهو حزب المؤتمر الوطني المنحل، والا يضغطوا علي من كانوا في السابق اصحاب “شنة ورنة”، وكانوا قياديين ملء السمع والبصر و”ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”.

٢-

ما مر يوم منذ يوم الخميس ١١/ ابريل الماضي ٢٠١٩، الا اتحفنا غندور بموجة من التصريحات المتناقضة، تارة كانت تصريحات من نوع “يا اخونا باصروها”!!، وتارة اخري كانت تصريحات مليئة بالتهديدات (الفشنك)!!، وكان اخرها ذلك التصريح الذي صدر منه قبل قليل اليوم (٢٩/نوفمبر ٢٠١٩) وجاء فيه وهو يخاطب قوى الحرية والتغيير “لا تشغلوا الناس عن قضاياهم بتصفية أحقادكم الشخصية وأمنياتكم الحزبية، ومهما فعلتم فستظلون كما أنتم أحزابا صغيرة وصغيرة جدا سرقت ثورة شعب عظيم”.

٣-

هناك اربعة ملاحظات فاتت علي غندور والملقب ب”دون كيشوت” المؤتمر الوطني وهو يقود (جنازة) حزبه القديم، ان ما يقوم بها من نشاط ضد الوضع السائد الان في البلاد، يشبه تمامآ نشاط حزب الأمة عام ١٩٦٤ بعد سقوط نظام الفريق/ابراهيم عبود وتشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة سر الختم خليفة، هذه الحكومة الجديدة وقتها وجدت مضايقات ومكائد لا تحصي من قبل حزب الامة برئاسة محمد أحمد المحجوب، وحزب الشعب الديمقراطي بزعامة السيد علي الميرغني ومعة راعي الحزب الشيخ/علي عبدالرحمن ، وكان هدف الحزبين اسقاط حكومة سر الختم خليفة وتشكيل اخري بديلة ليس فيها وزراء من “جبهة الهيئات”!!

٤-

ما اشبه الليلة ببارحة عام ١٩٦٤، وما اشبه نشاط غندور اليوم بنفس نشاط وملامح الاحزاب الرجعية التي سعت الي اسقاط الحكومة الانتقالية بعد سقوط حكم عبود!!، غندور هو صورة طبق من قادة حزب الامة في ذلك الوقت، الفرق الوحيد ان لا احد من كل الذين الذين حاولوا اسقاط حكومة سرالختم كان فيهم بروفيسور او طبيب اسنان!!

٥-

الملاحظة الثانية التي فاتت علي بروفيسورغندور، انه سبق واكد من قبل ان عضوية حزب المؤتمر الوطني قد بلغت (١٠) مليون عضو!!، ومن يتلفت في كل الاتجاهات يجد ان غندور هو الوحيد النشط في معارضة الوضع القائم، ولا وجود لااي اثار تدل علي ان هناك (١٠٠) شخص معه !!

٦-

الملاحظة الثالثة الهامة التي يحاول غندور تجاهلها، انه الان بلا هوية حزبية معترف بها في الدولة، ولا يسمح له ان يقول ويدعي انه الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني المنحل!!، ولا عنده دار او منزل ينطلق منه، فكل دور الحزب المحل آلت للدولة!!، ولا عنده قاعدة شعبية!!، وهو الان بلا صحيفة، ولا عنده “جهاد الكتروني”!!

٧-

واخيرآ، فاتت علي غندور ملاحظة هامة، ان لا احد في مجلس السيادة، او في الحكومة الانتقالية، او في قوى “الحرية والتغيير”، يهتم بتصريحاته وبتهديداته حتي وان تعدت حدود القانون، لانها مبادرات تدخل تحت مسميات: (فش غبينة)، وتنفيس عن غضب مكتوم داخل صدره من جراء ما لحق به هو ومن كانوا معه في الحزب الحاكم السابق من اجراءات لم يتوقعها اوصلت بعضهم لسجن كوبر، وبعضهم فلوا وهربوا من البلاد، واخرين شبه مطاردين طال الزمان او قصر سيكون مكانهم سجن كوبر!!

٨-

ليت البروفيسور إبراهيم غندور يهتم بمستقبله ويترك السياسة ويتفرغ لطب الاسنان والتدريس في جامعة الخرطوم خصوصآ وان عمره اليوم (٦٧) عامآ…وانتهز هذه الفرصة لاتقدم له باجمل التهاني بمناسبة عيد ميلاده الذي سيكون بعد اسبوع من الان – اي في يوم الجمعة ٦/ ديسمبر القادم ٢٠١٩-.

بكري الصائغ
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..