أخبار السودان

هل حميدتي وراء بقاء السودان في قائمة دول الارهاب؟!!   

بكري الصائغ

١-هناك بعض القضايا السياسية الهامة المتعلقة بالعلاقات السودنية – الامريكية التي يجب ان تناقش وتطرح بمنتهي الصراحة والوضوح الكامل بلا لف او دوران او تعتيم، اولي هذه القضايا المعقدة ما بين الدولتين قضية بقاء اسم السودان في قائمة (الدول الراعية للارهاب)، -(أدرجت الولايات المتحدة السودان على القائمة عام  ١٩٩٣عندما قدمت ملاذا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وحين كان زعيمها عمر البشيريتبنى الإسلام المتشدد، وبعد أن قامت القاعدة بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام ١٩٩٨)- ، وبعدها ظلت واشنطن في كل عام تجدد بقاء السودان في اللائحة السوداء.

٢- وبالامس القريب الخميس ٣١/ اكتوبر الماضي جدد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي حالة الطوارئ للأمن القومي الخاصة بالسودان، مستشهدا بالأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس بوش عام ٢٠٠٧ بفرض عقوبات على الأفراد الذين يؤججون الصراع في دارفور، وعزا الرئيس الأمريكي القرار “للإجراءات والسياسات التي تنتهجها الحكومة السودانية، والتي لا تزال تُشكِّل تهديداً استثنائياً وغير عادي للأمن القومي، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.

٣- وبتجديد هذا القرار الامريكي يبقي اسم السودان عام اخر في القائمة السوداء حتي نوفمبر عام ٢٠٢٠ مثله مثل سوريا، وايران، وكوريا الشمالية، طوال (٢٦) عام مافارق اسم السودان القائمة بسبب اصرار امريكا علي الخرطوم تنفيذها للخروج من القائمة والا يبقي فيها الي ابد الأبدين.

٤- حزمة الشروط الامريكية علي الخرطوم كانت واضحة كالشمس لا لبس فيها ولا غموض ، وعندما سافر وزير الخارجية السوداني السابق الدرديري محمد أحمد الي واشنطن عام ٢٠١٨ لبدء الجولة الثانية من الحوار بين البلدين لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قامت حكومة واشنطن عبر مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الامريكية بتسليم الوزيرالدرديري قائمة بالشروط الواجب علي السودان تنفيذها ان رغب بالفعل رفع اسم السودان من القائمة السودان، تسلم الدرديري القائمة الامريكية ورجع بها الي الخرطوم.

٥- ماهي حزمة الشروط الامريكية الضرورية  لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب؟!!
(أ)-  وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع في السودان.
(ب)-  تحسين المساعدات الإنسانية والوصول إلى جميع مناطق السودان.
(ج)- الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة في معالجة الصراعات الإقليمية ومهددات الإرهاب.
(د)-تحسين سجل البلاد على صعيد حقوق الانسان.
(هـ)- أن تقوم السلطات السودانية بالمزيد من الاصلاحات.
(و)- كان هناك شرط امريكي قاسي، ان يقطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، وبالفعل أعلن السودان أكثر من مرة قطع علاقته مع كوريا الشمالية بحسب رغبة امريكا ، لكن واشنطن ما تزال تطالب السودان بإعطاء ضمانة كافية بقطع علاقاته بشكل كامل مع بيونغ يانغ، ووقف أي علاقات تجارية له معها، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مسؤول الذي لم تكشف عن اسمه قوله: «لا تعاملات بعد الآن، نقطة على السطر، أعطونا الدليل أنكم أوقفتم ذلك فعلياً، هذا ما يجب أن يقوموا به».

٦-
(أ)- من الشروط الامريكية ايضآ:
لا يتم رفع العقوبات الأمريكية إلا بعد إيفاء عدد من الاشتراطات المتعلقة بضمان الحرية الدينية، ومن بينها تعديل قوانين النظام العام والأحوال الشخصية والقانون الجنائى بما يجعلها تتوافق مع المادة (27) من الدستور والتزامات السودان الدولية وإلغاء المادة (126) المتعلقة بالردة.
(ب)- تقرير امريكي صادر من: «اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية»:
(تعتبر السودان ثاني الدول العربية المذكورة في التقرير الدولي للحريات الدينية؛ حيث إنها صُنفت كدولة تشكل قلقًا خاصًا أيضًا، مثل المملكة العربية السعودية، وهو ما يعني أنها من أكثر الدول انتهاكًا للحريات الدينية. وقد ذكر التقرير أنه لا تزال أوضاع الحريات الدينية في السودان على نفس القدر من السوء الذي كانت عليه في عام 2017؛ فلا تزال الحكومة السودانية – بقيادة الرئيس عمر حسن البشير – تفرض تفسيرها للشريعة الإسلامية، وتطبق الحدود على المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.).

٧- يبقي السؤال مطروحآ بشدة حول اسباب بقاء اسم السودان عام اخر في قائمة الدول الراعية للارهاب؟!!، ولماذا اصر ترامب علي هذا البقاء حتي نوفمبر ٢٠٢٠؟!!
(أ)-  هل يعود السبب الي ان السودان لم يلتزم بالشروط الاساسية التي وعد بتنفيذها ومن بينها الشرط الهام المتعلق بوقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع في السودان، بعد ان لاحظت حكومة واشنطن ان قوات “الدعم السريع” التابعة للسلطة الرسمية في الخرطوم تمارس الاغتيالات، والاغتصابات،وحرق القري، وخطف المواطنين ومصادرة ممتلكاتهم والمواشي، وجرائم اخري كثيرة تمت تحت بصر وسمع المسؤولين في النظام السابق والحالي، دون ان تكون هناك مساءلة او تحقيقات لمرتكبي هذه الجرائم؟!!
(ب)- هل قوات “الدعم السريع” هي التي ابقت اسم السودان في القائمة السوداء بتصرفاتها الخارجة عن القانون؟!!
(ج)-  هل مجزرة (القيادة العامة) التي قامت بها قوات “الدعم السريع” في يوم ٣/ يونيو الماضي، وطالت ارواح كثيرة، كانت وراء اصرار ترامب علي تمديد بقاء السودان في اللائحة الامريكية للعام السادس والعشرين؟!!
(د)- هل سكوت المجلس السيادي، والحكومة الانتقالية علي سوء تصرفات   وسلوكيات قوات “الدعم السريع” السبب في التمدد عام اخر في القائمة السوداء؟!!

٨- هل العلاقة بين حميدتي وخليفة حفتر هي التي قصمت ظهر السودان؟!!
(في يوم ٤/اغسطس ٢٠١٩، قال موقع “ميدل إيست آي” الإخباري البريطاني إن نحو ألف من أفراد قوات الدعم السريع السودانية التي يقودها محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري، حطوا الرحال الأسبوع الماضي في شرق ليبيا للقتال إلى جانب قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. وكشف التقرير أن أعداد مقاتلي الدعم السريع قد ترتفع إلى أربعة آلاف فرد في الأشهر القليلة المقبلة، وأن مستندات خاصة بدولة الإمارات التي تدعم حفتر أظهرت صدور تعليمات بنقل المقاتلين السودانيين إلى ليبيا عبر دولة إريتريا المجاورة. ووفقا لوثائق ممهورة بتوقيع حميدتي نيابة عن المجلس العسكري في مايو/أيار الماضي، ونُشرت في الولايات المتحدة، فإن نقل تلك القوات لدعم قوات حفتر كان مقترحا ضمن صفقة بقيمة ستة ملايين دولار أميركي بين المجلس العسكري السوداني وشركة ديكنز آند مادسون التابعة لعميل الاستخبارات الإسرائيلي السابق آري بن مناشي والتي لها تاريخ بتعاملات سابقة في ليبيا.وتنص تلك الصفقة على أن تسعى شركة ديكنز آند مادسون للحصول على تمويل للمجلس العسكري الانتقالي في السودان من “القيادة العسكرية لشرق ليبيا”، نظير تقديمه المساعدة العسكرية لقوات حفتر.).

٩- جاء في المثل المعروف (لا دخان بلا نار)، وهذا المثل ينطبق علي حال السودان اليوم، وان بقاء اسمه في قائمة (الدول الراعية للارهاب) للعام السادس والعشرين لم ياتي من فراغ او مكايدة للسودان، فقد اثبتت الحقائق والوقائع ان هناك جهات وشخصيات في السودان ساهمت وتساهم بشدة في ان يبقي السودان في صدارة القائمة!!

بكري الصائغ
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. أميركا والتغيير في السودان… أميركا فصلت ثوب تريد وتفرض على السودان ارتداءه بعد أن أدركت ان السودان بقوة وارادت مواطنه ان يحدث تغييرا قد يتعارض مع مصالحه وارباك مخططاته أزاء الدوله اامحوريه التي من شأنها ان تصبح دوله محوريه وقوه أقليميه مأثره لهذا السبب تابعت أميركا عن كثب مايحدث في السودان فحاءت بشروطها بلا حياء بدلا من بعث الأمل في الاشاره برفع اسم السودان من القائمه السوداء. فجاءت متعذره بملفات باليه في العهد البائد لتصبغها على السودان الحديث كما افتعلت بفتح ملفات أخرى ترى أن السودان يمارس صوره ارهابيه حينما ذكرت علاقة الدعم السريع بحفتر مع العلم ان الولايات المتحدة الأمريكية ممثله في رئيسها ترامب اتصل بالسيسي بخصوص حفتر حينما شن هجوم على طرابلس وساله هل هذا الرجل صالحا فأجابه السيسي ان اي شخص يحارب التطرف والإرهاب يعتبر صالحا من هذه المكالمه قفل ترامب سماعته واتصل مباشر بخليفه حفتر في مكالمه هاتفيه خلال الساعتين وحينها تعاملت أميركا مع ملف ليبيا منحازه لخليفه حفتر وجاءت وعلقت التهم بالدعم السريع في مساندة حفتر ونلاحظ الملفات الأخرى هي ملفات متعلقه بحرية الاديان وهذا امر لم يكن ذو اهميه في ملف السودان كونه في قائمة الإرهاب كما وجهت التهم بالدعم السريع في ارتكابه مجازر يعثر على السودان من رفع اسمه من قائمة الإرهاب مع العلم ان الدعم السريع بقيادته فتح صفحة التغيير مع الجبهات المسلحه بكل فصائلها وكان الطرفين أبدو حسن النوايا في نزع فتيل الحرب والخلافات وبالفعل عاد بالأمس القريب اهم قادة الجبهات المسلحه لأرض الوطن وامريكا تعلم بذلك ان بوادر التغيير في السودان قد حدثت بالفعل لهذا السبب الآخر أصبحت أميركا تشترط اسباب واهيه لكي تبقى السودان في التصنيف الإرهابي ولكن على صناع القرار ان يفتكو من عقدة الخوف من أميركا وينأووا عنها بعيدا الغريب في الأمر أمريكا ذهبت لكوريا الشماليه في عقر دارها ترتعش وتريد الحوار معها وتأتي وتشترط على السودان وقف التعامل مع كوريا الشمالية.. نحن دوله لم نكن تحت الوصايه الامريكيه ونتمنى من قادة السودان في الجانب العسكري و المدني ان يقفلو التعامل علنا مع أميركا حتى تقدر هيبة بلدنا ونحن في غنى عن أميركا بمواردنا البكر والأرض السخيه فأميركا ولي عهدها ولم تكن القوي العالميه حتى نرتدي ثوبها التي تريد منا ارتداءه. الحمري

  2. لهذه الاسباب ابقت واشنطن السودان
    في قائمة “الدول الراعية للارهاب”
    احداث عنف واغتيالات نشرت بصحيفة
    “الراكوبة” اليوم الاحد /٣-نوفمبر ٢٠١٩:
    ١-
    حركة عبد الواحد تعلن إلحاق
    خسائر كبيرة بقوات الحكومة
    (أعلنت القيادة العامة لقوات جيش تحرير السودان صد هجوم شنته أمس قوات الحكومة على مناطق ويرا وصابون الفقر التي تقع ضمن سيطرة الحركة، وكشفت عن خسائر كبيرة في قوات الحكومة وصلت لـ36 قتيلا و 134 جريحاً.ويقود هذه المليشيات كل من عابدين موسي عيسي موسي والياس محمد حسين يوسف وصلاح الدين شمس الديب والشرتاي علي أبكر عيسي والذي تم منحه رتبة رائد بمليشيات الدعم السريع وإدريس دربنجاء”.).

  3. أميركا فصلت ثوب تريد من السودان الحديث ان ترتديه شريطة أحداث تغيير في نزع السودان من القائمه السوداء هذا الأمر أصبح جليا وشروط تحملها أميركا لكل دبلوماسي سوداني زارها أو مبعوث مكلف من من طرفها.. فنراها تارة تأتي بملفات الماضي وتارة أخرى تلفق ملفات في قضايا واهيه مابعد الثوره.. فمثلا تأتي بملفات في عهد النظام البائد من قضايا تصفيه عرقيه وقتل وأغتصاب كان الأجدر بها تعلقها في النظام السابق وأشارت بوضوح للدعم السريع في هذا الشأن كجزء من الجيش السوداني ويتحمل السودان المسؤوليه وهي عن علم ومتابعه عن كثب تدرك ان نجاح الثورة السودانيه لم يكتب له النجاح الا بمساندة الدعم السريع. أيضا أشارت أميركا بتلميح صريح ان قوات الدعم السريع ساندت المشير خليفه حفتر في هجومه على طرابلس عندما ارسلت عدد من افرادها الي ليبيا مع العلم ان رئيس أميركا ترامب حينما هاجم خليفه حفتر طرابلس اتصل بالسيسي وسأله سؤال واحد قال له هل حفتر رجل صالح وأجابه السيسي ان اي رجل يحارب الإرهاب فهو رجل صالح حينها قفل ترامب سماعة تلفونه واتصل في مكالمه لاتقل عن الساعتين مع حفتر على ضوء هذه المكالمه قرر ترامب التعامل مع حفتر رغم وجود تيار في مجلس النواب الأمريكي ان حفتر يحارب في ليبيا ويحمل الجنسيه الأميركية من شأنه أن يصبغ صبغة الإرهاب على أميركا طالما لها العلم بذلك ولم توقفه عن هجوم طرابلس وتاتي وتشترط على السودان هذا السبب في عدم رفعه من القائمه السوداء.. كذلك أشارت الي علاقة السودان بكوريا الشماليه كأحد الأسباب التي ابقت السودان من الدول الراعيه للأرهاب مع العلم ان أميركا ذهبت لكوريا الشماليه في عقر دارها وارادت معها فتح العلاقات وتمزيق الملفات التي تعيق العلاقات معها في أكثر من مناسبه كما أشارت أميركا ان الدعم السريع أحدث قتل وقضايا انسانيه وعي ترى وتتابع ان الدعم السريع كقياده جلس مع الجبهات المسلحه داخل وخارج السودان وكانت وجهات النظر بين الطرفين في رضا تام مماا أدى لتوقيع اتفاق على اثره جاء قادة هذه الجبهات الي أرض الوطن لأنهم ادركو الأمان ويمكنهم المساهمه في السودان والتغيير هذا الشأن لم يرضى طموح أميركا كما أشارت ان السودان لم تكن به حرية الاديان في حين ان السودان يوجد به المسلم والمسيحي بحقوق متساويه وتوجد الكنيسه بجانب الجامع.. على كل حال أميركا لنا بالمرصاد شأنا ام أبينا ونحن نرتعش ونذهب إليها وتقولو لهم ماذا تريدون.. نتمنى من القاده الجانب العسكري وكذلك المدني ان ينأووا عن أميركا وتقطع معها العلاقات الدبلوماسيه تماما أميركا ليست هي التي تبعث الأرزاق ولا هي التي تمحو الدول من الخارطه العالميه أمريكا ياأخوتي لم تعد البوليس العالمي ولم تكن القوي العالميه نحن نتابع كذلك عن كثب كما هم يتابعون… أدركت تماما ان السودان فعلا خطي خطوه نحو التغيير من شأنه أن يصنع دوله محوريه لم ترضى طموح أميركا في مساعيها الاقليميه لهذا الأمر سوف تقف حجر عثرة أمام السودان لنزع اسمه من القائمه الارهابيه مهما قدمنا من تنازلات وهنالك بدائل في العلاقات خلاف أميركا ان شأنا ان نصنع علاقات فنقول لأصحاب القرار في الشأن السوداني ان لا ترتعشو من أميركا فنحن اقوي من ذلك هذا ان أردنا التغيير وامريكا لن تستطع فرض الرداء التي تريدنا ان نرتديه… ااحمزي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..