الثروة الضائعة

الثروة الضائعة
أحمد المصطفى إبراهيم
[email][email protected][/email]
أكرر الثروة وغير مسموح بتبديل أو تغيير أي حرف أو زحزحته من مكانه.
تتصادم سيارة أمجاد وركشة في الخرطوم يسمى هذا حدثاً وتتسابق الصحف على نشره.
أي سياسي يخترف بأي كلام يصبح خبراً في الخرطوم تتناقله الصحف ويشغل المجالس.
يُعوَّم الجنيه ويقول العارفون بالاقتصادية لا استقرار الا بزيادة الإنتاج.
انتاج ماذا، التجارب الفاشلة؟
من يظن أن السودان هو الخرطوم واهم رغم أنها تستهلك كل الموزانة وترمي بالفتات للأقاليم واصبحت مستودعاً او مخبأً لكل الفاقد السياسي.
ما أجبرني على هذه العبارات اعلاه ولا أقول المقدمة أنني ارثي لكم الطريقة التي يدار بها الاقتصاد القومي الكلي ولكني اليوم أمام نقطة واحدة وجوهرية واجبرني على طرقها ما رأيته بأم عيني وهو حديث كل الواطين على جمر الزراعة وخصوصًا في مشروع الجزيرة.
كم مرة سمعتم المسؤولين يقولون إن مكان القطن صار شاغراً في الصادرات ومنذ زمن؟ كم مرة سمعتم ان نقص زيوت الطعام كان من اسبابه خروج القطن من الزراعة وكان يرفد السوق بكمية كبيرة من احتياجاته من زيت الطعام وأعلاف الماشية.
لن «اشمشر» واعود للسبب والمتسبب وكيف كان يدار القطن وكيف ارتفعت تكلفته وصار غير مجد للمزارع وانخفضت المساحة المزروعة من «400» ألف فدان الى «29» الف فدان وكررنا ذلك كثيراً.
اليوم القطن «مكتول محاص» ويبدو ان هذه آخر سنة يزرع فيها مزارع الجزيرة القطن. إدارة المشروع ليس لها علاقة بالقطن اللهم الا تحصيل رسوم الخدمات والري التي قدمتها للقطن. شركة الاقطان التي منّت المزارعين الأماني وعقدها الذي قلنا فيه ما قلنا وكل تلك السلبيات وبعد ذلك سخر الله لها من المغفلين من زرع القطن ممنيًا النفس بمال وفير وسعر يفوق الألف جنيه للقنطار. وحاولت الشركة ان تفي بما وعدت به ولكنها وقفت في منتصف الطريق لم تصرف سلفيات اللقيط ولم تسلم الناس سعر قطنهم على تواضعه الى يوم الناس هذا السعر المعروض «550» جنيهًا نصف الحلم.
وكل هذا مؤلم ولكن المؤلم أكثر أن آلاف الجوالات إن لم نقل مئات الآلاف من جوالات القطن مازالت في العراء لم ترحل للمحالج. والمزارع المسكين منذ أن يستلم إيصال الاستلام يكون القطن قد خرج من ذمته والباقي هو دور آخرين.
هذا القطن الذي في العراء حتى الآن، فقد الكثير من مواصفاته التي تميزه، من رطوبة جراء الشمس المحرقة وتعرض للأتربة وستكون الكارثة كبيرة إذا «صبت» عليه مطرة.
بالله ما الخبر إن لم يكن عدم ترحيل القطن للمحالج حتى الآن هو الخبر.
شركة الأقطان يبدو انها في وادٍ والواقع في وادٍ آخر. المزارعون انتهى دورهم بتسليم القطن للمحطات، اين المرحلون؟ وأين الواقفون على ذلك؟ لا اريد ان اتهم جهات ولا اصفها بأنها أصابها الغثيان مما وجدت عليه الشركة. فلتكن هذه سنة القطن الأخيرة ولكن أدركوا هذه الثروة القومية.
أكرموا وداعه.
اخى احمد المصطفى
فى احدى الدوريات الشهرية العالمية كتب خبير زراعى ( لو زرع مشروع الجزيرة بالطريقة العلمية الصحيحه سنه واحده فقط تكفى الوطن العربى ولمدة سنتين كاملتين )
ولكن يا ترى ما هى الطريقه الصحيحه ؟ ومن الذى يطبقها؟ وما هى كيفية تطبيقها ؟ واين شعار ناكل مما نزرع .. واين النهضة الزراعية التى نسمع بها فى كل اركان التلفاز ودور النشر ولا نشاهدها على واقع الارض ؟
لن يتعافى الوطن الا اذا سلكنا مسلك الجد فى تهئية الارض لتقوم بدورها فى الانتاج .. وتهئية من يفلح الارض بالتحفيز وازالة الجبايات ودعم المدخلات الزراعية .. نحتاج الى ثورة زراعية وعلى اسس علمية وبرامج وخطط وان تضع لها الميزانية الكافية والجدولة الجادة ..
( الفائض السياسى ) اتجه شرقا وتجول فى ماكتب وزارة الخارجية لتراها مكدسة بالفائض السياسى المعين على ( بند العطالة ) كل من لفظته وزارة او مؤسسةاو شركة تم تعينه على بند العطالة بوزارة الخارجية ..على حساب الزراعة والقطن
فكل من ضاقت به سبل العيش اتجه الى ( بند العطالة ) وانتهج السياسة.. اسهل السبل لكسب العيش الرخيص .. فكم فيك يا وطن من سياسى .. لا يعرف ماذا تعنى سياسة ..
اللهم ارحم حكومة عبود التى قالت ( احكموا علينا باعمالنا ) واللهم ارحم المحامى احمد خير الذى قال ( اريد من السفارات ان تكون كالبقالة ) وهذه مقولة لا يفهمها الى من ادرك معنى الدبلوماسية ..