مقالات سياسية

من أجل الصحافة التى بين آلية الغسيل وموس الرقابة .. !!

من أجل الصحافة التى بين آلية الغسيل وموس الرقابة .. !!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

فكما أتفقنا من قبل، ان الحرية والحقيقة هما من المثل العليا اللتين من دونهما لا يمكن الإكتشاف والإرتقاء والإبداع والإزدهار. فهما مكملان لبعضهما. فبدون الحرية لا يمكن الوصول إلى الحقيقة ومن دون الحقيقة لا يمكن الوصول للمعنى الحقيقى والفهم الطبيعى للأشياء ومعرفتهما معرفة مجردة حقيقية. وعندما تتدرج الحقيقة من علم اليقين ثم رؤيتها عين اليقين ثم معايشتها حق اليقين فهى لحظة تطابق الحرية أو الأقوال الحرة مع الأفعال الحقيقية.

فالسلطة أو الحكومة ترفع الحرية مجرد شعار للإستهلاك، ففعليا هى تقوم بتحجيم الحريات وإغتيال الفكر بمصادرة الصحف وإعتقال الصحفيين وبعدم نشر أى رأى آخر مخالف لإخفاء الحقيقة. وذلك لكى تنفرد بالسلطة وتطبيع المجتمع على ما تراه هى وتطبيق رأى الديكتاتور الحاكم. ولكن الحقيقة هذا ما يضر بمستقبل المجتمع والشعب والوطن بأكمله. فهذا طمس لكل معالم الحقيقة بعدم الشفافية والنزاهة ولذلك سيبدو كل شئ فى صحافتها مزيفا، وستفقد السلطة الرابعة مكانتها.

غياب الصحافة الحرة ترويج مباشر للفساد الفكرى الذى لا يتقبل أى رأى آخر ضده، ولا يقبل بالنقد ولا التغيير ولا التجديد. ((ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)) [البقرة:251] صدق الله العظيم.
والآفة هؤلاء الأرزقية والطبالين من المثقفين والمتعلمين من الفاسدة ضمائرهم قبل عقولهم و الذين سيجدهم الحاكم يقفون فى طابور إستعداد طالما أن رقبتهم عليها جرس وليس عليها حبل و كتابتهم خارج ظل السيف. فستعمل ماكينتهم الكبيرة الهائلة بكل طاقتها القذرة وكفائتها الوضيعة والأموال المسروقة لنظافة الغسيل الوسخ للسلطة وتنقيته من كل الشوائب ومن ثم تعمل على نشره ليبدوا نظيفا يسر الناظرين. وفى بعض الأحيان تسحر أعين الناس ليخيل لهم من سحرهم أنها سلطة تسعى فى رفعة الوطن والشعب. والسحر والخداع والكذب والتزييف والغش من بعض الزينة التى يسوقونها للشعب، وهى أن السلطة نظيفة ومخالفتها خيانة وإبداء أى رأى آخر خلافها جريمة وقول الحقيقة كذب وخداع ضدها ونشر الفضيلة باطل وتنوير الناس ظلام وتوعيتهم زندقة والنقاش بدعة وتنبيههم كفر وإرشادهم ضلال لأن حاكمهم خليفة للإله أو ظله على الأرض؛ فماضيهم عظمة وحاضرهم تحفة ومستقبلهم مضمون معه فكيف خلافه. فالفرعون لا يسير ربى كما خلقتنى ولكن لديه ملابس، فإما أن ينشرها أو تنشر كل الملابس خارجية وداخلية لنتبين كمية القذارة الموجودة بها!. ولكن بالتأكيد هذا اليسير من عمل هذه الآلة.

ومع كل يوم يتقدم العالم نحو مزيد من الحريات والإنفتاح تتقدم طغمتنا الحاكمة فى التضييق على الحريات العامة بسجن الأقلام وحرمانها من الكتابة وحجبته الرقابة ومنع من النشر. فقد زادت هذه الظاهرة فى الآونة الأخيرة بسبب تراكم الحقيقة المخفية التى تغلى وتفور وتحاول أن تطفو على السطح. وستظهر يوما ما من دون غطاء فحينئذ فبصر الشعب يومئذ حديد.

وتسائلت أين دورنا كمجتمع وقراء من هذا؟. فهولاء الشرفاء يقفون بأقلامهم كل يوم ليبصروننا بالحقيقة ويتعرضون لكثير من المتاعب. فهذا دورنا لكى نقيف معهم الآن. ولو بإضراب ومقاومة وإحتجاج لمواجهة هذه الآلة والقابلة التى تسعى لطهارة الصحافة والمجتمع وإنشاء دولة رسالية وهى تخفى حقيقة عدم طهرها. نحتاج لتفعيل دور السلطة الخامسة أى المواقع الإلكترونية والقناة الفضائية لتكوين منصة جديدة لحين تحرير السلطة الرابعة. نحتاج لرد القليل من الجميل الذى قدموه ويقدموه لنا كل يوم. فما جزاء الإحسان إلا الإحسان. فالتحية لهم جميعا ونحن معكم وإن مع العسر يسرا… وحتما سيجئ الحق ويزهق الباطل فإن الباطل كان زهوقا…

تعليق واحد

  1. الله يسمع منك اخ سيف الحق. ندعو الله ان تخرج قناة سوداني الي النور قريبا وربنا يوفق الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..