صفا … انتباه … كمال كرار

في يناير 2014 وبعد 3 شهور من انتفاضة سبتمبر المجيدة التي هزمت النظام واجهزته القمعية في أيامها الثلاثة الاولي .. وكادت ان تنعطف الي ثورة تقتلع طغمة يونيو من جذورها .. خرجت السلطة بمسرحية الحوار الوطني .. وما بين مؤيد له ومعارض .. وورش سفر ومؤتمرات خارجية .. وحكومات اجنبية متواطئة مع النظام .. ولجنة اتحاد افريقي أخذت عمولتها مقدما .. ضاع وقت كثير كان يمكنه ان يعيد رص صفوف الحركة الجماهيرية .. ويستعدل ميزان القوة لصالحها .. وينهي السلطة الغاشمة بالضربة القاضية الفنية ..
واستفاد النظام من الوقت المهدر .. في لملمة اطرافه .. وسد الثغرات في جهازه القمعي .. فرأينا كيف عدلت القوانين كيما تصير المليشيات المسلحة قوة معترف بها تتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة .. وكيف عادت المياه الي مجاريها بين جناحي الجبهة الاسلامية .. وكيف تغيّرت بوصلة السياسة الخارحية الي الجزيرة العربية بدلا عن ايران وكوريا الشمالية .. وكيف وكيف ..
وحالما التقط النظام أنفاسه رأينا كيف اغتيل الطلاب المعارضين .. وكيف امتلأت المعتقلات .. وكيف صدرت احكام الاعدام .. وكيف عُطِّلت الصحف .. وكيف صّودِرت الحريات العامة .. وكيف وكيف..
ثم رأينا كيف يتسارع انهيار الاقتصاد بعد دعاية رفع العقوبات الامريكية .. فانهار الجنيه .. وتصاعد الغلاء والتضخم .. وانكشف الفساد الحكومي واندلعت المعارك الجماهيرية رفضا للسدود وبيع الاراضي ..ونهض تحالف المزارعين في وجه نظام الراسمالية الطفيلية .. واشتد الحراك السياسي المعارض ..
ورأينا رعب النظام وهو لا يستطيع ان يفرض زيادات جديدة في المواد البترولية او القمح خوف الانتفاضة الشعبية .. وهو لا يدري كيفية تمويل موازنة الامن والقمع ..القادمة .. ويخشي ماهو آت ..
وتخرج في هذا الوقت بالذات التصريحات بتعديل الدستور كيما تصير الرئاسة أبدية .. (واين هو الدستور).. والدعوة للمشاركة في انتخابات 2020 .. وهاهو الفخ مجددا ينصب كيما يدور الحديث عن المشاركة او عدم المشاركة .. والمفوضية والقانون والمراقبة .. فيكسب النظام الوقت .. والمناورة .. لينقل الجماهير الي مربع الاحباط والترقب مجددا ..
والذين وضعوا هذا السيناريو الجديد يضحكون الان وهم يرون الاسافير تمتلئ بالجدل والجدل المضاد بين المعارضين .. حول ديكور انقاذي يسمى انتخابات .. يأتي بعد 28 شهرا .. من الان ..
من يراهن ان الشعب المناضل سيقلب الطاولة علي الذين ينتظرون صناديق اقتراع 2020؟ من يراهن ان الشعب منتصر على نظام الحرامية والمرتزقة من اجل تحرير الوطن من براثن الديكتاتورية والتبعية؟ من يراهن؟ انا اراهن .. ومعي الملايين .. هيا للعمل .. الوقت الآن ليس للكلام .. صفا انتباه يا أيها الشعب الهمام ..

[email][email protected][/email]