أخر كلماتهم قبل الاعدامات:عبدالخالق محجوب..الشفيع..جوزيف قرنق

١-
أولآ: عبدالخالق مـحجوب:
****************
أثناء محاكمة عبدالخالق محجوب في معسكر (الشجرة) يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١، قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الي المتهم :(ماذا قدمت لشعبك؟!!) ..أجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت)…
***- شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الأولى من محاكمته ، أنه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الاولي من محاكمته التي من ابسط مبادئ العدالة..
٢-
***- في هدوء شديد بلا اعلان مسبق او اهتمام من احد، وتجاهل تام من الاحزاب السياسية والمؤسسات الاعلامية والصحفية، جاءت الذكري الرابعة والاربعين علي انقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١ التي خلفت احداث مؤلمة ودامية ما زال السودان يعاني من اثارها حتي اليوم رغم مرور السنوات الطويلة، مرت ذكري انقلاب ١٩ يوليو كانه ماكان ذلك الانقلاب الذي فقدنا فيه خيرة الرجال من مدنيين وعسكر.
٣-
***- ان الذي يهمني اليوم ونحن نجتر ذكريات تلك الايام من يوليو ١٩٧١، تجديد ذكري مواقف عبدالخالق محجوب..الشفيع أحمد الشيخ.. جوزيف قرنق المحامي، اخر كلامهم قبل ان يفارقوا الدنيا وما فيها.
٤-
***- في صباح نفس يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١ تم إلقاء القبض على عبد الخالق محجوب في منطقة الهجرة بأمدرمان- تحديدآ في منزل عثمان حسين. وقد تم ذلك بواسطة أحد المواطنين، الذي ارشد عن عبد الخالق. وكان عبدالخالق قد تنقل على عدد من البيوت الأخرى حتى التجأ أخيرا إلى هذا المنزل الذي عثر عليه فيه عند الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 27 يوليو. وتم تحويله إلى مكاتب الأمن بالخرطوم تحت حراسة مشددة ، من ثم نقل فيما بعد إلى معسكر (المدرعات) بالشجرة .حيث تمت محاكمته ميدانيا برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية المقدم منير حمد آخرين من الضباط . قبل وصول عبد الخالق إلى المحكمة اقتيد إلى مكتب مجاور للقاعة حيث كان يجلس فيه النميري وبجواره خالد حسن عباس، وقد تحدثا إلي عبدالخالق بحديث فج وسخيف للغاية ملئ بالسباب والشتائم المقذعة، خصوصآ من النميري الذي كان في حالة سكر واضحة . ترفع عبد الخالق عن الرد عليهم ومجاراتهم في هذا السخف، ثم اقتادوه بعدها بعنف إلى قاعة المحكمة.
***- عندما أرادوا الذهاب بعبد الخالق من المعتقل إلى قاعة المحكمة رفض الذهاب معهم بهيئته تلك وخاصة إنه كان مرتديا جلبابا متسخآ وممزق ومرسل اللحية. طلب منهم أن يحضروا له ملابس نظيفة ويسمح له بالحمام ثم يذهب معهم بعدها إلى المحكمة بهيئة تليق به كقائد سياسي. وبعد أن تأكدوا من إصراره الشديد على ذلك تم إحضار حقيبة ملابسه.
***- سأل رئيس المحكمة : المتهم عبد الخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة؟!!
عبدالخالق محجوب : نعم . لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية . ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب . هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي . ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما . ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي.
***- قسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى وان لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية. رفعت الجلسة لمدة نصف ساعة…وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية… وبعد اقل من ثلاثة ساعات صدر الحكم بالاعدام وصادق النميري علي الحكم.
***- تم تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء 28 يوليو بسجن كوبر اي بعد يوم واحد من اعتقاله،. ذهب عبد الخالق إلى المشنقة مرفوع الرأس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي. أهدى ساعة يده إلى أحد العساكر كهدية منه. وطلب من مدير السجن الذي اشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية إلى أسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده . ولكن لم يتم توصل (الدبلة) أو الوصية المكتوبة، فقد صادرها احد ضباط جهاز الأمن -حسب شهادة إدارة سجن كوبر بعد ذلك-. وقد أفاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بأن عبد الخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وكان أنيق الثياب، لامع الحذاء ، متعطرا ، باسما كعريس ? هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها-.
***- حيا عبدالخالق محجوب الشناق الخير مرسال وهو يعتلي سلم المشنقة باسما ، وبذلك انطوت صفحة أحد أفذاذ المناضلين السودانيين وأبرز قيادات الحركة الوطنية السودانية. ويمكن الرجوع إلى شهادة الأستاذ محمد أحمد المحجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) الذي قال فيه :
( باغتيال عبد الخالق محجوب انطوت صفحة من التسامح والسماحة في الحياة السياسية السودانية )…تم حرق شريط تسجيل المحاكمة والصور بيد جعفر نميري شخصيا بعد أن استلمها من عمر الحاج موسى حسب طلبه وأفاد عمر الحاج موسى بذلك فيما بعد).
المصدر:(نقلا عن كتاب (دفاع أمام المحاكم العسكرية ? عبد الخالق محجوب ) صادر عن دار عزة للنشر والتوزيع ? الخرطوم ? 2001 – ) …
ثــانيآ: جـوزيف قرنق المحامي:
******************
كـان الـمحامي الشـيوعي جوزيف قـرنق معروف وقـتها بانـه الـمحامي الذي لا يـتقاضي اي مبالغ مالية جـزاء الاسـتشـارات القانونيـة او دفـاعـه امام المحاكم عـن الـمظلـومين . كان مـعروف عـنه انه لا يـخـفي انتماءه للـحـزب الشـيوعي وانه عـضـو عامل فعال فيـه . ولا يـخفـي ايضـآ عـداءه الشـديد لكـل صـور الـقهـر والظلـم اللتين كانتا طـابع حـكم الاحـزاب الـدينيـة،
***- عـنـد اعتقاله بعـد فشـل انقلاب هاشـم العـطا كـان كل النـاس عـلي يـقيـن تام ان جوزيف سـيخـرج من زنـزانات معـسكر ” الـشجرة ” بـريئـآ معـافـي لانـه لـم يكـن وقـت الانـقلاب مشـارك كما صورتها عنــه وسائل اعــلام النـميري، وان جـوزيـف-حـسـب تصريحات النـميري عنــه – سـفاح اسـتغل امـوال الـحـزب الشـيوعـي تـجنيـد مجموعة من الجنـوبييـن بهدف اثارة الاضـطرابات والقلاقل فـي الخرطوم حـال فـشـل انقـلاب هـاشـم الـعطا.
***- عـندما تـم اعـتقـاله قـال لافراد أســرته واصـدقاءه انه لن يـبقي طـويـلآ فـي الحـبس. هناك في المـعتقل الذي كان به هــاله ما شاهده من صـنوف الـتعذيـب والضـرب الـمبـرح عـلي الـمعتقلـيـن الـذيـن شاركوا في الانقلاب،ابــدي قـرنق وجـهة نظـره القـانونيـة فـي الـممارسـات الخـاليـة من آبسـط انـواع الـمعاملات الانســانية، وتجـاوزات الضـباط علانية فـي خـرق القوانيـن، فنال هو الاخر صنوف من الضرب المبرح ب(قاشات) الجنود.
***- مـاهـي الا ايـآم قليـلة من إعـتقـالــه الـتي وجد فيـها العذاب المؤلم،حـتي وجـد نفســـه فجأة في قاعة محكـمة عـسـكرية، اعـتقد جـوزيـف فـي بداية الامــر انهـا حـجرة لـراحة الضـباط ، فـلم يـكن فيـها ما يـوحـي علي الاطـلاق وانـها محـكمة ، فقـد خلـت الـقاعة من الـمقاعـد الا اربــعة فقط لاعـضـاء رئاسة الـمحكـمة العسكرية، ما كانت في القاعة حتي مقــعد صـغـيـر يجلس عليها المتهـم !!…اكـثـر ماضـايـق القـضـاة العـسكرييـن، ان قــرنق راح يـقـارعهـم الـحجـــه بالحجـج القـانونيـة.. يفـند بالأدلـة القاطعة عـدم قـانونيـة الـمحكمـة وبـطلان الادعـاءات ضـده.
***- اسـتمـرت محاكـمة جـوزيـف نحو 45 دقـيقـة صـدر بعـدها الـحكـم بالاعــدام شـنقآ في سـجن كــوبر. تم ارسال قرار المحكمة الي النميري فصادق عليها سريعآ بالموافقة ، وعندما علم جوزيف بالخبر، علا صوته متسائلآ في استغراب:( نميري ده جن ولا شنو؟!!)…
***- تـم ارسـال جــوزيـف قـرنق بعـدهاالـي سجن كـوبـر، فـي فـجـر يـوم الاربـعـاء 28 يـوليـو، تـم إيـقـاظـه بـواسـطة ضـابط كـبيـر واخبره ان تنفيذ الحكم سيكون بعد لحظات، بـكل بـراءه قـال جوزيف لـزمـلاءه في الـزنـزانةانه سـيعـود الـيهم قـريـبآ فقد كان واثقآ ان الحكم سيلغي ،لـكنه عـلـم انـها الـنهايـة عـندما اقـتادوه الـي غـرفة الـمشنقة. كـتب لاسـرتـه رســالة صـغـيـرة قـال فـيها: (ارجــو ان تعــتـبروني احـد الـركاب فـي طـائـرة تـحطمت).تــم دفــنـه في مكـان مجـهـول وقتـها، واكتشـف فيـما بعـد بـمقابـر بالخــرطوم بحـري.
ثــالثآ: الشفيع احمد الشيخ:
****************
مساء الاحد 25 / 7 خرج الشفيع احمد الشيخ من المكتبة في معسكر “الشجرة” حيث كانت تجري محاكمته ، فوجد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلي جالسين على التربيزة المخصصة للتحقيق في البرندة، وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى وقال له: (تصور ان شاهد الاتهام ضدي هو معاوية ابراهيم سورج ، وسمعت انه سيحضر شاهد اتهام ضدك)!!!…كانت شهادة معاوية كما ارادها نميري وزمرته تنصب على اثبات ان الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعي وبالتالي فانه يعرف التنظيم العسكري للحزب ومكان اخفاء اسلحة الحزب .
***- بعد قليل تم استدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة وحوالي الساعة العاشرة الا ربعا خرج من المحكمة وجلس على كرسي امام البرندة ، حضر ابو القاسم محمد ابراهيم وهو في حالة هياج وقف امام دكتور مصطفى وساله (اين مكان عبد الخالق، لاننا علمنا انه شوهد معك مساء الثلاثاء الماضي؟!!)… نفى الدكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق، هدده ابوالقاسم بقوله: (امامك عشرة دقائق لتخبرنا بمكانه)… ثم اتجه نحو جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال ، نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق ، هدده ابو القاسم بقوله امامك خمسة دقايق لتخبرنا بمكانه . ” تفاصيل ما حدث بعد ذلك بمقال الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم ” طيلة احاديثه مع الضباط كان يكرر ، نحن لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه ، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس ، واذا رحنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع الاف الناس.
***- انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين 26/7/ 1971 وساقوه الى سجن كوبر مساء ذلك اليوم وهناك اعدم شنقا.
***- تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم 26 يوليو 1971 وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:
(كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم . لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته. وفي تجريد الشفيع من “وسام النيلين” منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة. يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية. يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني)…
رابعآ:
***- اتوجه بكل ايآت الشكر الي العديد من المواقع الالكترونية التي اقتبست منعا كثير من المعلومات…ولا يبقي الا ان نسأل: هل حقآ هذا ماعندنا من معلومات عن الشهداء…ام هناك الكثير المثير الذي لم يظهر بعد؟!!..لماذا سكتوا رفقاءالسلاح القدامي الذين عاصروا هذه الاحداث عن كشف ما عندهم من اسرار ووثائق؟!!
***- اللهم نسألك ان تشملهم برحمتك وتضعهم في المكان المحمود الذي وعدت به الصديقين والشهداء…انك سميع مجيب الدعاء.
بكري الصائغ
[email][email protected][/email]




ربنا يرحم موتى المسلمين جميعا .. ولكن يا أخ بكري لم يفتح الله عليك بكلمة واحدة (ولو مجاملة) عن شهداء بيت الضيافة.. الذين قتلهم الضباط الشيوعيون وهم عزل من أي سلاح وأسرى محبوسون في صالة مغلقة! لماذا؟ شهداء بيت الضيافة لم تجر لهم أي محاكمة ولا حتى إيجازية أو عسكرية (أو إن شا الله بالكلام ساكت) .. أنفتح الباب ودخل عليهم الجماعة بالرشاشات ..(وكررررررر دوروا فيهم نيران) وبعض من نجوامن تلك المجزرة ما زالوا أحياء وأدلوا بإفاداتهم للإعلام وبعضها مسجل في اليوتيوب! هذه الحادثة أشعلت نيران الغضب والانتقام في النفوس ولا شك ! أذكر من الشهداء مصطفى أورتشي وكيلا وحمودي ومحمد حسن عباس وبقية المقتولين ظلما.. إذا كنت صاحب قلم .. فكن عادلا يا أخ الصايغ .. وإلا فليس لك أي حق في نقد الظلم ما دمت أنت ظالما فلا تنه عن شيئ وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم… سلامي
السيدة نعمات مالك تحكي قصة
اعتقال عبد الخالق ووساطة قرنق
*********************
المصدر:- موقع جريدة -“اليوم التالي”-
-10 نوفمبر 2014 –
———————–
تحكي نعمات:
***- لم أقابل عبدالخالق أبداً بعد اعتقاله، لكن كانت هناك صلة بيننا، ولأننا لنا الحق في طلب زيارة كلفت (جوزيف قرنق) الذي كان وزيراً في الحكومة آنذاك القيام بذلك، بحكم قربه من نميري، لكن نميري رفض طلبه رغم تقديمه عدة مرات، وفي يوم جاءني جوزيف يضحك وقال: (شفتي الحصل شنو، في ناس قالوا لي إن نميري كان يرفض طلبك لزيارة عبدالخالق بسببي).. وقال ليهم :( مرة عبدالخالق دي ما لقت واحد غير العب ده ترسلوا لي، ما في ناس كتار غيره)!! ، وأضاف جوزيف ضاحكاً (يعني انتِ اخترتي الزول الخطأ). وأردفت نعمات: (معقولة بس رئيس بلد ينظر للناس بهذا الشكل المرفوض اجتماعياً ووطنياً، وأشياء مثل هذه تؤجج نيران العنصرية والقبلية، وبهذه الطريقة سيتفكك السودان بسبب الأنانية وحب السلطة).. وأضافت: (لكن التاريخ لا يرحم).
تنفيذ الإعدام (التاريخ لا يرحم)
*******************
لم يكن إعدام عبدالخالق حدثاً محلياً عابراً ينتهي بانتهاء مراسم الدفن، بل كان فاجعة أدمت ملايين القلوب. قالت نعمات: (إنه كان يقف صامداً وثابتاً وقوياً أثناء تنفيذ الحكم في 28 يوليو 1971م، يرتدي ملابس نظيفة ومحترمة يحمل سجارته بيده، يريد أن يقول للناس إن الأمر لا يهمني، وعندما أرادوا اقتياده بملابسه التي كان يرتديها رفض، وقال لن أذهب معكم قبل أن تحضروا لي ملابس نظيفة من المنزل).. وأضاف: (وده عشانكم انتو يا غجر عشان ما يقولوا انتو ناس غجر ما محترمين)، وفعلاً أتت عربة وأخذت ملابسه، واعتبرتها رسالة يريد أن يعرف خلالها ماذا حدث لنا لأنني اعتقلت وكذا يريد الاطمئنان على حالنا وقد كان.
***- وهو يُقتاد إلى المشنقة كان يهتف، وهذه رسالة للشيوعين ثم خلع الساعة وأعطاها للعسكري الذي يقف بجانبه، وقال له (شيلها أصلو حيشيلوها الحرامية ديل)، ثم قال له: (اسمع يا زول حبلك ده قوي؟!!، أصلي أنا تقيل)، ثم هتف: (عاش نضال الشعب السوداني وعاش نضال الحزب الشيوعي).. ثم اعتلى المقصلة، الثبات على الموقف والشجاعة جزء منه.
مراسم الدفن:
*********
انتهت حياة عبد الخالق محجوب على حبل مشنقة سجن كوبر في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 28 يوليو 1971م، وقالت نعمات: (لم يسلمونا جثمان عبدالخالق، ولم يبلغونا حتى، ولو أن نميري يتحدث عن الدين فهذا ليس بدين، ولو أنه يتحدث عن الأخلاق فهذه بعيدة جداً عن الأخلاق، ولو أنه يتحدث عن السياسة، فإن ما حدث لا يمت للسياسة بصلة، الموضوع برمته خطأ فليس هناك مدني يحاكم محكمة عسكرية، فضلاً عن أن الشخص المحاكم يعطى فرصة للدفاع عن نفسه ويحق له مقابلة أسرته، لكننا لم نعلم وسمعنا الحكم من خلال الراديو، وما حدث تم بين يوم وليلة).
***- ومضت في حديثها قائلة: (صمدت ولم أنزل دمعة من عيني لدى سماعي الخبر خرجت الشارع أهتف، ثم بعد ذلك تفرغت لتربية أبنائي، فهذه هي المسؤولية التي تركها عبدالخالق وقبلتها، اجتهدت في تربيتهم في ظل الاعتقالات المنزلية التي تعرضت لها ورفدي من عملي، رغم ذلك اجتهدت في أن أنشئ أبناءً خالين من العقد ولا يتذوقون طعم المرارة بعد رحيل أبيهم، يختاروا طريقهم بأنفسهم وأن يتحملوا نتيجة اختياراتهم مهما كانت، والحمد لله أظن أنني نجحت في ذلك. وفعلاً هكذا كان رحمه الله).
thank you mr bakry
١-
قبل اعدام ألشفيع أحمد الشيخ:
السادات يتصل بنميري لاطلاق سراحة..فيرد النميري “قتلناة”.
****************
الـمصدر: مجــلة (الـوسـط) اللندنية-
العدد رقـم: 250 – بتـاريخ : 11 نوفـمبر 1996.
———————–
***- ألتيـجاني الطيـب، عضـو سكرتارية اللجنة المـركزية للـحزب الشـيوعي السـوداني اجـرت معـه مجلة (الـوسـط ) اللـندنية لقـاء مطول سـرد فيـها كل مايعـرف عن محاكمات معسكر “الشـجرة”، وعن تنفيذ احكام الاعدامات في بعض من زمــلاءه الشـيـوعييــن، ايضآ في تنفيذ اعدامات في حق ضباط فشلوا في تغيير نظام الحكم بالقوة. قــال ألتيـجاني الطيـب: (ان السادات حاول انقـاذ الشـفيـع لكـن نميـري أجـابة ” لقـد آعـدمناة “، وطبـعآ السـادات لـم يتـدخل اطلاقآ لـمصلحـة عبدالخالـق ومحاولة اطلاق سراحه، الرئيس السوفيتي وبقية رؤساء الـدول الاشــتراكيـة سعوا بكل الطرق في محاولات مع النميري ، ولكـن نمـيري لـم يقـبل)!!.
٢-
***- لقـد اثبتت الحـقائق فيما بعـد بخصوص مكـالـمة الرئيس السـادات مع نـميـري حول اطـلاق سـراح الشـفيـع، ان نـميـري -وقتها- قـد كذب عـلي السـادات وافاده ان الشـفيـع قد اعـــدم!!، وان النميري قد كذب ايضآ علي السادات ان مكالمته قد جاءت بعد تنفيذ الحكم بالاعدام!!،
***- فقــد افـاد بعض الـمقربيـن من نمـيري وقـتها وكانوا معه في معسكر “الشجرة” وقـت تلـقية مكالمة الـرئيـس الـمصـري، ان الشــفيع كان وقـتها حـيآ يـرزق (تحــت رحـمة ابـو القاسـم)، وان النمـيري بعد ان انهي مكالمته مع السادات ســخر بشدة من طلب الســادات!!.
٣-
***- هناك رواية تفيد، ان وزير خارجية مصر وقتها الدكتور محمد حسن الزيات قد كتب في مذكراته ونشرتها مجلة (الاهالى) المصرية فى الثمانينات، كتب بالحرف الواحد فيها:
(قال لى السادات ان السوفيت طلبوا منه التوسط لانقاذ الشفيع لكنى طلبت من نميرى ان يخلص عليه).
***- مذكرات الدكتور محمد حسن الزيات موجودة الان فى الاسواق.
الشكر كل الشكر لك بكري بتذكيرنا بهولاء النشامي ,,,فرسان قلما نجد لهم مثيل
عبدالخالق محجوب ,,, الشفيع احمد الشيخ ,,جوزيف قرنق ,,هاشم العطا ,,, فاروق حمدالله,,بابكر النور,,وعثمان حاج حسين ابو شيبه,,وذلك السامق الباسل كنخيل القرير ونوري ابن مروي عبدالمنعم الهاموش ومحمد احمد الريح والحردلو والذي قال فيه الشاعر ,,حار زلك يا حردلو من لهب الرفض ونيران التجديد وبقية العقد الفريد من شهداء 19 يوليو عليهم الرحمه وستبقي ذكراهم معنا ابدا,,
لعبت مخابرات مصر دور كبير في اجهاض حركة 19 يوليو والقاء القبض علي بابكر النور وحمدالله وارسلت مصر عملائها الي السودان حتي تتاكد من الاجهاض التام علي تلك الثوره بل وارسلت محمد الحسن احمد وغيره من القضاة العسكريين من السودانيين الذين ولدوا في مصر وتلوثت عقولهم بالولاء لمصر وتنفيذ كل ما تمليه عليهم ضد بلدنا وشعبنا,,,
كان محمد الحسن احمد يتحدث بلهجة مصريه فجه عند محكامته للشهيد عبدالخالق محجوب واعترض عبدالخالق علي رئاسته لتلك المحكمه وكان محمد الحسن يستعمل كل ما تعلمه في مصر من الفاظ جارحه وساخره ضد فارس الفرسان عبدالخالق,,,
رحم الله شهداء ثورة يوليو ونحن الدرب سائرون,,
رحلوا ولكنهم سطروا أسمائهم فى صفحات التاريخ بأحرف من ذهب …رحمة الله عليهم جميعا…
تركوا لنا العيش الذليل وغادروا
في عزةٍ ولهم بها إسهابُ
تلك الشبيبةُ والفخار يحوطهم
رفعوا لنا بعد الرغامِ جنابُ
إن أصبحوا فالخصمُ يرهبهم وإن
جنَّ المساء فكلهم أوّابُ
ألقوا إلى الدنيا تحية عابرٍ
ومضوا إلى درب الإباءِ غِضابُ
حواراتي معهم:
أهم وأخطر الإفادات..ماذا قالوا عن 19 يوليو؟!!
***************************
المصدر:- موقع -“سودانيل”- موقع “سودارس”-
حوارات: ضياء الدين بلال-
————————-
مقدمة:
*****
على الرغم من النكد الذي يواجهنا في مهنة الصحافة هذه، إلا أنها في النهاية تتيح لنا الفرصة للقاء الكثير من الشخصيات التي صنعت للبلاد تاريخها بفصوله السعيدة والحزينة. شخصياً كنت قد أجريت في أوقات سابقة حوارات صحفية مع ثلاثة من أبطال انقلاب هاشم العطا في التاسع عشر من يوليو 1971م؛ تلك الحادثة التي مضى عليها يوم السبت الماضي (43) عاماً، ولا تزال العديد من أسئلتها الجوهرية محفوظة في صدور رجال كثر، منهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر. الذين التقيتهم في حواراتي الصحفية، هم الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري، الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير السابق للحزب الشيوعي السوداني المتهم بالتورط في الانقلاب، إضافة إلى أحمد سليمان المحامي كشاهد رئيس على الأحداث. من الحوارات الثلاثة – التي ذهبها أصحابها لربهم – أجتزئ المقاطع الحوارية الخاصة بانقلاب 19 يوليو، وما تلاه من محاكمات تذكيراً بما جرى:
اولآ: الحوار مع جعفر النمـيري:
*****************
*المعروف عنك أنك تخلصت من كل حلفائك أفراداً أو تنظيمات؟ تخلصت من السيِّئين.
*تخلصت من كل أعضاء مجلس الثورة؟!.
لا.. أبداً.
*قل لي واحداً تم الاستغناء عنه.. من مثلاً؟ قتلت.. منذ البداية بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمدنا الله و -مقاطعة – *هل تسمي ما حدث استغناءً؟ *استغناء بالقتل؟ ماذا تقصد بالقتل؟ (نحن قتلناهم ولا حاكمناهم .. خلوا عندكم ضمير يا صحافيين.. لقد قدمناهم إلى محاكمة والمحكمة حكمت عليهم بالقتل).
*هل إذا عاد بك التاريخ ستقر تلك الإعدامات؟ أفتكر أي زول يقوم بعمل ضد قانون البلد يقدم إلى محاكمة، وهي التي تقضي في أمره بالإعدام أو غيره.
*أنت قمت بانقلاب ضد دستور وقانون البلد.. قمت به ضد حكم ديمقراطي منتخب؟ كنت أنتظر إذا قبضوا عليَّ أن يقدموني لمحاكمة.. فقد حوكمت عدة مرات.
*هل تعتذر عن أفعال أو أخطاء ارتكبتها في السنوات الست عشرة التي حكمت فيها؟
مايو لم تخطئ أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي.
* لقد أعدمت عدداً كبيراً من السياسيين السودانيين؟
هؤلاء ارتكبوا أخطاءً، وقدموا للمحاكمة، تقول لي إعدامك كأنو أنا قاتل..
هل أنا قاتل شلت سكين قتلت الناس.. أنا وقفت ضد ضرب عبد الخالق وقرنق بالرصاص لأن هذا شرف للعسكري.
*لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟
أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم.
*أنت كنت تراجع المحاكمات.. وتوصي بالإعدام؟
كنت أراجعها عبر مستشارين قانونيين.. هم الذين ينصحونني بالأحكام المناسبة.
*هل إعدامهم كان بنصيحة من المستشارين؟
طبعاً.. عن طريق المحكمة والمستشارين.. وهناك أنواع من المحاكم لا تحتاج لمستشارين.. وحتى رئيس الدولة لا يستطيع إيقافها.
*هل المواجهة التي تعرضت لها من قبل فاطمة أحمد إبراهيم زوجة الشفيع ونعمات مالك زوجة عبد الخالق.. هل تركت في نفسك أي أثر؟
أنا لا شفت فاطمة ولا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها، ولا نعمات مالك.. رأيتهما في الصور.
* هل لك حراسة خاصة؟
لي حراسة من الدولة مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها.
*ألا تخشى أعداءك؟
أنا ليس لي أعداء.. بالأمس القريب كنت أذكر في المولد في أوساط أعداد كبيرة جداً.
*قيل إنك حينما كنت تحاكم ضباط 19 يوليو كنت مخموراً، هل هذا صحيح؟
لقد كنت مقبوضاً في القصر كذا يوم.. خرجت من القصر إلى الشجرة لتنظيم القوات. طيب منو الخواجة الجاب لي الشراب.. ولا أرسلتو لي إنتو؟..
-سألني: هل تشرب؟-
قلت: لا.
لم يكن هنالك وقت للشراب.. هذه فرية وكذبة كبرى لا أساس لها من الصحة.
*بمناسبة العصا التي أمامك.. قيل إنك كنت تضرب بها وزراءك.. هل هذا صحيح؟
– ساخراً –
قال: أضربهم بالعصا أم باليد؟. كنت أحاسبهم على أخطائهم دون أن أحتاج لاستخدام العصا أو اليد.. هذه شائعات ليس أكثر.
*أريدك أن تتحدث عن بعض الشخصيات في سطور.
*المقدم بابكر النور.
شيوعي.
*عبد الخالق.
شيوعي.. رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا أعرفه جيداً.
*نقد.
صديق، وهو شيوعي.
*هل كان يمكن أن تعدمه إذا ألقي القبض عليه؟
هذا بحسب أحكام قضاة المحاكم التي عقدت وقتها.
*الصادق المهدي.
متهور ولا يعرف في السياسة شيئاً.
*الشفيع.
مابعرفو.
ثـانيآ: الحوار محمد إبراهيم نقد:
********************
نميري كان في حالة هياج ولو قبضوا علي لأعدموني!!
*كيف عايشت اللحظات الأخيرة لانقلاب 19 يوليو؟
في اليوم الثالث بعد انتهاء الموكب ذهبت إلى منزلنا في بحري «وطوال هذه المدة لم أذهب إلى بحري» وأخذت حماماً وغيرت ملابسي – ولم تكن زوجتي موجودة، وكان أخي الصغير معنا، لكنه لم يكن موجوداً أيضاً، ثم رجعت إلى الخرطوم وجلست في المكان الذي أعمل فيه لكي أرى ما يحدث، وفي هذه المدة بدأ ضرب المدفعية.
*وماذا عن خبر احتجاز بابكر النور وفاروق حمد الله؟
هذا عرفناه منذ الصباح الباكر.. منذ الموكب.
*طيب احكِ لنا تلك اللحظة؟
– *إذاعة لندن أذاعت أن ليبيا احتجزت بابكر النور وفاروق حمد الله، وأذكر أنني ذهبت لعبد الخالق في المنزل فقال لي إنه على علم بما حدث، فقلت له:
(الناس يعتقدون أنه لا بد أن نعمل خطوة سريعة). قال لي: أولاً نجتمع لعمل تقييم للموقف، لكن العمل يجب ألا يتوقف والجماهير يجب أن تستمر في الموكب ولا تنشغل بما حدث حتى نحل المسألة.
*هل أحسستم بالخطر؟
طبعاً.. هذا هجوم.. وهذا يعني أنه تمهيد لشيء فأحسسنا بالخطر وبدأت الأوضاع تتداعى، وأنا مكثت في الخرطوم إلى أن سمعت أن نميري قد هرب وأنه سيقوم بإذاعة بيان.
*أين كنت في ذلك الوقت؟
في داخل الخرطوم. وما إن رأيت نميري في التلفزيون، حتى أدركت تماماً أنه بدأ يمسك السلطة، فاستمررت ماكثاً في بيت معين منذ يوم «19» إلى يوم «23» وخرجت يوم «24» نهاراً على أساس أن عبد الخالق كان يوم «22» في أمدرمان، وأنا كنت أنتظره في المنزل بالخرطوم على أساس أن نتحرك لبيت آخر ولم يأتِ.. وأحسست أن صاحب المنزل تضايق من وجودي وكنت لا أريد أن يتحمل مسؤولية أنني معه، وهو نفسه مهدد، ويمكن أن يأتوا لاعتقاله في أي وقت، لأن نميري أمر بأن لا يخبئ أحد الشيوعيين. فخرجت وذهبت لمنزل آخر وخرجت صباحاً.
*مقاطعة: هل خرجت متخفياً؟
لا.. كنت ألبس جلابية وعمامة، لكن كان لا بد أن أخرج لأعرف أين عبد الخالق الذي كان من المفترض أن يعود من أمدرمان لمقابلة شخص معين يقوده إلى بيت معد له.
*انقطعت الصلات التنظيمية بينكم؟
جماعة نميري حاصروا الكباري وحاصروا كل مكان وكان هناك تفتيش وحظر التجول يبدأ الساعة السابعة فكانت الحركة صعبة وأصبحت القصة في كيفية وصولي إلى أم درمان للالتقاء بعبد الخالق. وفي الطريق إلى أم درمان التقاني شخص وقال لي: (قالوا إن عبد الخالق اعتقل). وبقي أمامي ألا أرجع إلى ذلك المنزل الذي كنت فيه وأصبحت أتجول في الخرطوم طوال النهار رغم كل التدابير الأمنية لإلقاء القبض علينا.
*ألم يقابلك أحد أو لم يعرفك أحد؟
ربما يكون البعض قد رأوني لكنهم «طنشوا». لكن في الآخر تذكرت أن لدينا زميلاً مسافراً وزوجته غير موجودة، وأنا أعرف كيف أفتح المنزل فذهبت وبقيت هنالك وخرجت في المساء.
*احكِ لنا شعورك في تلك اللحظات؟
هذا يحتاج إلى شعر.. -يضحك بشدة- كنت أحس بالخطر، لكن لم أكن مشلول التفكير، والمهم في الآخر خرجت من المنزل الذي كنت فيه وأنا أسير، حين تبقت دقائق على الساعة التاسعة وقت حظر التجول.
*كيف كان طعامك وشرابك في ذلك اليوم؟
المنزل الذي دخلت فيه كان به بقية طعام في الثلاجة، قليل من الجبنة والرغيف، لكن لم تكن هذه هي المشكلة، لكن عندما خرجت إلى الخرطوم (3) وأنا أسير، بدأ حظر التجول، وكان هناك شخص أعرفه يدخل عربته فناديته «يا فلان» وقلت له: «أنا فلان». فقال لي: «حبابك عشرة». فدخلت معه فقال لي: لسوء حظك أهلي من الجزيرة جاءوا بالداخل وهم يعرفونك. فقلت له: فقط أريد البقاء معكم حتى الساعة الخامسة صباحاً ومع نهاية حظر التجول سأخرج. وفعلاً خرجت مبكراً ومشيت إلى داخل الخرطوم ونقرت باب شخص. ودخلت ومكثت عنده يوماً. كنت حزيناً على إعدام هاشم والجماعة الآخرين. وفي المساء خرجت لأن بيت الرجل مفتوح وأصبح لا بد أن أذهب إلى أمدرمان، لأنه هناك لدي إمكانات أكثر للاختفاء، وكان لا بد أن أصل قبل حظر التجول إلى داخل أمدرمان.
*هل ركبت المواصلات بصورة عادية؟
وصلت إلى أمدرمان عن طريق تاكسي، لكن وقفت في مكان نادي البوليس القديم، وهي محطة غير حية، وكنت عندما يأتي أي تاكسي أنظر من الذي بداخله، وبعد التاكسي الأول والثاني. ركبت في التاكسي الثالث وكان فيه «رجل أصفر اللون» يرتدي عمامة وجلابية فركبت معه.
*هل كنت ترتدي عمامة وجلابية في ذلك الوقت؟
نعم.
*هل كانت العمامة والجلابية كافية لتغيير ملامحك؟
الناس كانوا قد تعودوا أن يروني إما أن أكون بلبسة أفريقية أو بلبسة وطنية.. فوصلت أمدرمان ومن بانت وأنا أسير أسمع الناس يقولون: (اعتقلوا فلان.. أعدموا فلان).
*ذهبت إلى ابن عمي فقال لي: إننا ننتظرك منذ أول يوم ولا نعرف أين أنت.
فقلت له: إنني سأمكث معك لمدة يوم. فقال لي: مرحب بيك البيت مفتوح.
-صمت لفترة-
* قطعت الصمت قائلاً: إذاً، أحسست أن الخرطوم ضيقة عليك؟
(والله يا خي نحس بيها واسعة جداً).
-يضحك- لكن المشكلة كيف تنتقل من مكان إلى آخر حتى تصل البيت المعين.. وهناك بيوت كثيرة مؤتمنة كنا نثق في ذلك تماماً.
*هل كان هناك خذلان؟
يعني..
أنا بالنسبة لي لم يحدث بشكل مباشر.
*هل حدث لبقية القيادات بالحزب؟
هناك أشخاص ذهب إليهم عبد الخالق فخافوا من ذلك فذهب وتركهم – حسب حديثه لشقيق خالد الكد – هو لم يكن يريد منهم أكثر من أن يجلس لحظة ليوصيهم لأشخاص وعندما أحس أنهم خافوا ذهب وتركهم.
*هل كان هناك سيناريو متوقع ومعد في حال فشل الانقلاب، كيف سيؤمن الحزب قيادته؟
أحد هذه السيناريوهات أن يعمل عبد الخالق من ذلك البيت الذي جهز له في الخرطوم، كان يفترض أن يذهب إليه، وهذا البيت يعرفه شخص واحد، وكان يعرفه هاشم كذلك. يذهب ويبقى هناك والناس يكونون على صلة مستمرة به. كان يفترض أن يعود عبد الخالق للخرطوم من أمدرمان، لكنه لم يعد.
*هل كانت هنالك خيانة في الكشف
عن المنزل الذي كان به عبد الخالق؟
هو عندما ذهب إلى أهله في أبو روف، وباتت تقترب منه أنفاس جماعة نميري، انتقل إلى منزل آخر. “الخيانة” جاءت من شخص يعرف البيت، لكنه ليس شيوعياً.. واسمه نشر قبل هذا، وهو ليس شيوعياً، لكنه خاف على أصحاب البيت وهم أهله (وهذه يمكن أن تجدها لدى عبد القادر الرفاعي وهو يعرف أصحاب البيت).
*هل كنت تشعر بأن نميري إذا ألقى القبض سيعدمك؟
كان سيفعل ذلك.. فقد كان في حالة هياج كاسح.
*ألن يراعي الصداقة القديمة؟
(افترض إنو راعى، هل البقية سيراعون ذلك).
*أستاذ نقد، ما هي أشهر الأكاذيب أو الروايات المختلقة أو الإشاعات المتعلقة بهذه الأحداث، وأنت لاحظتها ورصدتها من خلال متابعتك ومعايشتك للأحداث.. وما هو المثير بالنسبة لك؟
أن عبد الخالق كانت تنتظره عربة مصفحة لتهريبه إلى الحدود الشرقية.
*الناس كانوا يعتقدون أن أب شيبة كان أكثر شخصية غامضة في «19» يوليو، باعتبار أنه كان صديق نميري حتى آخر لحظة وسار معه في تنظيمه الجديد وغير ذلك؟
أب شيبة عضو في الحزب الشيوعي…(إكمال الإجابة من قبل الأستاذ نقد).
*لكنه ذهب مع النميري عندما قام بطرد الضباط الثلاثة؟
ليس وحده أغلب الضباط الشيوعيين ذهبوا معه.
*بأمر من الحزب؟
بقرارهم، وبالمناسبة هذه الأشياء الحزب لا يقرر فيها. هم قرروا ما رأوه مناسباً.
*إذاً، أب شيبة لم يكن «غواصة» بالنسبة لكم داخل تنظيم أحرار مايو التنظيم البديل لتنظيم الضباط الأحرار؟
لا.. ليس مسألة أنه كان «غواصة»، فهو لم يكن وحده في التنظيم الجديد، كل الضباط الشيوعيين الذين كانوا في تنظيم الضباط الأحرار وقفوا مع مايو وعندما انقلبت على شعاراتها انقلبوا عليها.
*هو حزب شيوعي سوداني؟
أنا كل يوم أفاجأ -يضحك- عزلة مايو – لأنه عندما أزاح خالد الذي كان قائداً عاماً، ومأمون وغيرهم لم يتحرك أحد *طوال هذه الفترة هل كان هناك تداعٍ عفوي بأن تتحرك؟ هل كان هناك مركز خارجي أو داخلي نسق لعملية استهدفت «19 يوليو» أم كان مجرد سوء حظ؟ أنا قلت لك إن هناك شيئيْن تقرأهما: «الأشياء الخاصة ب«5» أكتوبر الناس الذين تحركوا بالدبابات.
*أهم العبر.. الأخطاء المتعلقة ب19 يوليو؟
العبرة.. التفكير الانقلابي نحن كنا ضده سياسياً لكن عملياً وقعنا فيه.
-صمت-
ثم قال: (شوف.. نحن اشتركنا في انقلاب عبد الرحيم شنان ومحيي الدين في أول مارس وفي 4 مارس، واشتركنا في محاولة انقلاب أبو الدهب في مايو 1959م «وناسنا اتحاكموا» واشتركنا في انقلاب علي حامد وقدم محمد محجوب للمحاكمة. وهذه كلها اشتركنا فيها ولم ننكرها، ونحن كنا طرفاً في مايو وعندما حاولت مايو «اللخبطة» انقلبنا عليها لذلك قمنا بعمل تقييم ونحن الحزب الوحيد في هذه البلد الذي كتب كل شيء عن انقلاباته.
حبيبنا الفارس بكرى الصائغ
تلك الإعدامات كان الجع الأكبر ونحن فى مقتبل العمر الشاب ولم تزيدنا إلا ضراوة
وأمدتنا بحب ضافٍ للوطن .
حدثت الإعدامات والمطر الليلى منمل علينا فى الخرطوم ونحن نتخفى من مخفى إلى مخفى .
ثم نفضنا عنا الوجلة العابرة وسمقنا إلى فضاء النضال ثانية لنرد على الباغى كيده بتلك الشعارات والملصقات التى غطينا بها أكبر مساحة فى العاصمة المثلثة ؛ وفى كبريات المدن . حتى ,اننا قد علقناها أعلى كبر أمدرمان وبحرى فجن جنون المعتوه . هذه من أدبياتنا ؛ كتبتها فى نفس أيام الإعدامات ؛ ثم أضفت لها بعدها – وأخيرا ؛ ولا يزال يابكرى جرحنا نوسر بنا
شمروا عن أياديكم
شمِّروا عن أياديكم
حنتحزم
ونتلزم
وبالواضح نعاديكم
وتبقى الحرب بينا سجال
مادام ننحاز إلى العمال
وتبقى العبرة بالأعمال
وكل طريق وليه مجال
وإن الحزب كله رجال
كتيبة كتيبة تأتيكم
وساعة الجد
نقاتل عن حمانا نذود
لآخر حد
ولما الموت يجينا منو المد
نموت واقفين
بكل جلال / نموت واقفين
– وفى السودان
ومعروفين شيوعيين
بحد ترابه منتشرين
قسم ويمين : شيوعيين
ونطلع من بيوت الطين
عَقَبْ عمال وفلاحين
شيوعيين شيوعيين
وبى أبرولنا مفتخرين
وبى شاكوشنا والجزولين
ووكت الحَّارة
جد كعبين
وعند الحلوة
ناس طيبين
وحافضين للعلم والدين
وفى عيشتنا تب راضين
وبالنذر القليل قانعين
ولا بنسرق ولا شيتين
ولا إن جعنا نهابين
ولا بحلِمْنا فوق طايرين
ناس بسطاء زراعيين
وفى الجامعات شيوعيين
محل قبلت تلقانا
على نهج الكرام سايرين
وفى هدى الصراط ماسكين
وان مسانا أى وجار
بناخد التار ، وناخد التار
حناخد التار بتاع راشد
بتاع زولا وقف زنهار
عشان الطبقة بيجاهد
ولما خلاص معاده أزف
باسم الحزب كان يهتف
وفوق لمنصة الإعدام
ركز صنديد ووقف
وكان الحبل متعاطف
ويد جلاده كان ترجف
وباسم الحزب برضه هتف
وديك الفجر صاح صيحتين
وإتوقف
وعند التالتة قالوا حلف
وباسم الحزب برضه هتف
وريق مولانا قالوا نشف
حالته الفيها ما بتذكر
وتتوصف
يكرر فى الشهادة أَلِفْ
ويقش فى دموعه ألف وألف
وباسم الحزب برضه هتف
وقمر السما الفوق راسه
قالوا خسف
كان خجلان
يقولوا كشف
بدمع السيل
بكاه الليل
جمام وسرف
لكن بس بكل أسف
نبض الأمة إتوقف
* *
وحلّ على ضهور الخيل
فَتَىً راشد وشيه نبيل
بيسبقه من سراه صهيل
فتى فارساً مهاب بالحيل
وان وازنته يملا العين
فتى تَخْتَاهُ عِيبَة وشين
مجرتق بالعديل والزين
فَتَىً فى الحارَّة جمل الشيل
فتى فى دمه يجرى النيل
ونحن عليه موجوعين
ودمعا سال عليه ثخين
وكان فى حدق العيون سكين
وفوق الزملا وقعه تقيل
وشدوا على الجراح بالحيل
ولملموا من وشىَّ الأرض أحزانهم
توشحوا فى غبار الليل باشجانهم
وفى الغابات تدوى طبول
وفى العتمور وفى توتيل
وفى النسم الخفيف وبليل
وفى الشمس البتبكى أصيل
وفى الشعب البهدى السيل
ورثنا الحزن جيل عن جيل
لكن بس بكل أسف
نبض الأمة إتوقف
ونحن فى دربه ما نأسف
ونحن لحقه ما بنجحف
حناخد التار حناخد التار
بتاع جوزيف ،
بتاع طاجون
حناخد التار بتاع هاشم ،
وود النور
دماء حمدالله سايلة بحور
وود الريح المغوار
كشف سدره ووقف للنار
وقبر أب شيبة فى صحرا
بعيد مجهول وما بنزار
وأب أحمد
برىء فى كوبر إستشهد
لأنه تيمن الثورة
( لأنه تيقن الثورة )
وداير الطبقة تتوحد
وقبال حتى يتشهد
مات مغدور
و فى صدره
وسام السلم متوسد
شفيعنا الغالى يا أب أحمد
فينا غبينا ما بتبرد
حناخد التار
حناخد التار
حنفتح ألف مدفع نار
وما بوقف زحفنا التهديد
حنتقدم شهيد وشهيد
بيتبسم
نشيل الراية
إيد ورا إيد
وما نسلم
حنتعقب خطاويكم
نشوف كان مصر تحميكم
وكان ليبيا البتدفع
وبالإسترلينى تديكم
نشوف الفينا مين جبنا
لأنه الشعب قائدنا
يظل الحزب رائدنا
يظل تنظيمنا جبهة عريضة تسندنا
يظل عمالنا والطلبة
طلائع النصر عند الفجر فى الحلبة
ولينا المنعة والغلبة
خاتمة بعد كم وتلاتين سنة . . لابدّ منها
يموت الندل فى جحره
ولا عقَّبْ وَلَدْ خِلْفَة
يغيب الندل فى قبره
بسوء أعماله والتلفة
وعيب الندل فى سكره
وفى تبزيغته للسفة
وكان تمزيجه بالعرقى
يقرقع منه يتكفى
وكان يتباهى بى تيهو
يزيد القدلة فى مشيهو
ولما الندل طردوه
وعاش فى مصر فى المنفى
جات الندل فى كبره
مصايب دهر مختلفة
أُصيب بالعوجة فى لسانه
ومنها إيده مرتجفة
ينام وحفاضة فى طيـ . .
خراه وبوله فى اللفة
يشيلوا الندل فى قفة
* * *
ويطلع فى المدى راشد
ويطلع فى المدى راشد
وحوله الأمة ملتفة
كأنه البدر – جانا ضحىً
كأنه البدر جاااااانا ضحىً
وأشرق نوره فى الشرفة
أصرَّتْ تنزل النجمات
على السودان وتصطف
ودمدم فى هدير النيل
حُوار من نمولى لى حلفا
نشيد أغنية أممية
تعطر موكب الزفة
عريس المجد جانا ضحى
وكان قاصدنا – ما صدفة
بحق صرامة التأمين
كنا ندوره يتخفى
وحق صرامة التأمين
كان بندوره يتخفى
ويعبر بينا لج الموج
يسوقنا إلى زمن أوفى
ويبحر بينا للضفة
يسوقنا إلى زمن أوفى
* * *
شيوعيين شيوعيين
إلى ساح النضال دلفوا
شيوعيين شيوعيين
جاءوا الموت وما انصرفوا
شيوعيين شيوعيين
ساروا يسار وما انحرفوا
شيوعيين شيوعيين
على مد البصر وقفوا
ويا لرجولة الوقفة !
ويا لرجولة الوقفة !
تشكر يا أستاذنا هؤلاء الأفذاذ سطروا التاريخ بأحرف من نور عليهم رحمة الله جميعا وغفر لهم وجعلهم من الشهداء والصديقين …والله سيأخذ لهم حقهم يوم تشخص فيه الأبصار انه بصير بما يفعلون وهو القائل : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
استاذنا بكري الصائغ
كل عام وانتم بخير
انا في حاجة واحدة محيراني في حركة يوليو 1971 وهي انو كيف ناس كان ماسكيين البلد ثلاثة ايام ويفشلوا ؟؟؟الانتكاسة سببها شنو؟؟؟وتاني حاجة كانوا ماسكين جعفر نميري بذاتو البخليهم شنو ما يرشوهو ويرشوا الضباط بتاعين قصر الضيافة؟؟؟
ربنا يرحم موتى المسلمين جميعا .. ولكن يا أخ بكري لم يفتح الله عليك بكلمة واحدة (ولو مجاملة) عن شهداء بيت الضيافة.. الذين قتلهم الضباط الشيوعيون وهم عزل من أي سلاح وأسرى محبوسون في صالة مغلقة! لماذا؟ شهداء بيت الضيافة لم تجر لهم أي محاكمة ولا حتى إيجازية أو عسكرية (أو إن شا الله بالكلام ساكت) .. أنفتح الباب ودخل عليهم الجماعة بالرشاشات ..(وكررررررر دوروا فيهم نيران) وبعض من نجوامن تلك المجزرة ما زالوا أحياء وأدلوا بإفاداتهم للإعلام وبعضها مسجل في اليوتيوب! هذه الحادثة أشعلت نيران الغضب والانتقام في النفوس ولا شك ! أذكر من الشهداء مصطفى أورتشي وكيلا وحمودي ومحمد حسن عباس وبقية المقتولين ظلما.. إذا كنت صاحب قلم .. فكن عادلا يا أخ الصايغ .. وإلا فليس لك أي حق في نقد الظلم ما دمت أنت ظالما فلا تنه عن شيئ وتأت بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم… سلامي
السيدة نعمات مالك تحكي قصة
اعتقال عبد الخالق ووساطة قرنق
*********************
المصدر:- موقع جريدة -“اليوم التالي”-
-10 نوفمبر 2014 –
———————–
تحكي نعمات:
***- لم أقابل عبدالخالق أبداً بعد اعتقاله، لكن كانت هناك صلة بيننا، ولأننا لنا الحق في طلب زيارة كلفت (جوزيف قرنق) الذي كان وزيراً في الحكومة آنذاك القيام بذلك، بحكم قربه من نميري، لكن نميري رفض طلبه رغم تقديمه عدة مرات، وفي يوم جاءني جوزيف يضحك وقال: (شفتي الحصل شنو، في ناس قالوا لي إن نميري كان يرفض طلبك لزيارة عبدالخالق بسببي).. وقال ليهم :( مرة عبدالخالق دي ما لقت واحد غير العب ده ترسلوا لي، ما في ناس كتار غيره)!! ، وأضاف جوزيف ضاحكاً (يعني انتِ اخترتي الزول الخطأ). وأردفت نعمات: (معقولة بس رئيس بلد ينظر للناس بهذا الشكل المرفوض اجتماعياً ووطنياً، وأشياء مثل هذه تؤجج نيران العنصرية والقبلية، وبهذه الطريقة سيتفكك السودان بسبب الأنانية وحب السلطة).. وأضافت: (لكن التاريخ لا يرحم).
تنفيذ الإعدام (التاريخ لا يرحم)
*******************
لم يكن إعدام عبدالخالق حدثاً محلياً عابراً ينتهي بانتهاء مراسم الدفن، بل كان فاجعة أدمت ملايين القلوب. قالت نعمات: (إنه كان يقف صامداً وثابتاً وقوياً أثناء تنفيذ الحكم في 28 يوليو 1971م، يرتدي ملابس نظيفة ومحترمة يحمل سجارته بيده، يريد أن يقول للناس إن الأمر لا يهمني، وعندما أرادوا اقتياده بملابسه التي كان يرتديها رفض، وقال لن أذهب معكم قبل أن تحضروا لي ملابس نظيفة من المنزل).. وأضاف: (وده عشانكم انتو يا غجر عشان ما يقولوا انتو ناس غجر ما محترمين)، وفعلاً أتت عربة وأخذت ملابسه، واعتبرتها رسالة يريد أن يعرف خلالها ماذا حدث لنا لأنني اعتقلت وكذا يريد الاطمئنان على حالنا وقد كان.
***- وهو يُقتاد إلى المشنقة كان يهتف، وهذه رسالة للشيوعين ثم خلع الساعة وأعطاها للعسكري الذي يقف بجانبه، وقال له (شيلها أصلو حيشيلوها الحرامية ديل)، ثم قال له: (اسمع يا زول حبلك ده قوي؟!!، أصلي أنا تقيل)، ثم هتف: (عاش نضال الشعب السوداني وعاش نضال الحزب الشيوعي).. ثم اعتلى المقصلة، الثبات على الموقف والشجاعة جزء منه.
مراسم الدفن:
*********
انتهت حياة عبد الخالق محجوب على حبل مشنقة سجن كوبر في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 28 يوليو 1971م، وقالت نعمات: (لم يسلمونا جثمان عبدالخالق، ولم يبلغونا حتى، ولو أن نميري يتحدث عن الدين فهذا ليس بدين، ولو أنه يتحدث عن الأخلاق فهذه بعيدة جداً عن الأخلاق، ولو أنه يتحدث عن السياسة، فإن ما حدث لا يمت للسياسة بصلة، الموضوع برمته خطأ فليس هناك مدني يحاكم محكمة عسكرية، فضلاً عن أن الشخص المحاكم يعطى فرصة للدفاع عن نفسه ويحق له مقابلة أسرته، لكننا لم نعلم وسمعنا الحكم من خلال الراديو، وما حدث تم بين يوم وليلة).
***- ومضت في حديثها قائلة: (صمدت ولم أنزل دمعة من عيني لدى سماعي الخبر خرجت الشارع أهتف، ثم بعد ذلك تفرغت لتربية أبنائي، فهذه هي المسؤولية التي تركها عبدالخالق وقبلتها، اجتهدت في تربيتهم في ظل الاعتقالات المنزلية التي تعرضت لها ورفدي من عملي، رغم ذلك اجتهدت في أن أنشئ أبناءً خالين من العقد ولا يتذوقون طعم المرارة بعد رحيل أبيهم، يختاروا طريقهم بأنفسهم وأن يتحملوا نتيجة اختياراتهم مهما كانت، والحمد لله أظن أنني نجحت في ذلك. وفعلاً هكذا كان رحمه الله).
thank you mr bakry
١-
قبل اعدام ألشفيع أحمد الشيخ:
السادات يتصل بنميري لاطلاق سراحة..فيرد النميري “قتلناة”.
****************
الـمصدر: مجــلة (الـوسـط) اللندنية-
العدد رقـم: 250 – بتـاريخ : 11 نوفـمبر 1996.
———————–
***- ألتيـجاني الطيـب، عضـو سكرتارية اللجنة المـركزية للـحزب الشـيوعي السـوداني اجـرت معـه مجلة (الـوسـط ) اللـندنية لقـاء مطول سـرد فيـها كل مايعـرف عن محاكمات معسكر “الشـجرة”، وعن تنفيذ احكام الاعدامات في بعض من زمــلاءه الشـيـوعييــن، ايضآ في تنفيذ اعدامات في حق ضباط فشلوا في تغيير نظام الحكم بالقوة. قــال ألتيـجاني الطيـب: (ان السادات حاول انقـاذ الشـفيـع لكـن نميـري أجـابة ” لقـد آعـدمناة “، وطبـعآ السـادات لـم يتـدخل اطلاقآ لـمصلحـة عبدالخالـق ومحاولة اطلاق سراحه، الرئيس السوفيتي وبقية رؤساء الـدول الاشــتراكيـة سعوا بكل الطرق في محاولات مع النميري ، ولكـن نمـيري لـم يقـبل)!!.
٢-
***- لقـد اثبتت الحـقائق فيما بعـد بخصوص مكـالـمة الرئيس السـادات مع نـميـري حول اطـلاق سـراح الشـفيـع، ان نـميـري -وقتها- قـد كذب عـلي السـادات وافاده ان الشـفيـع قد اعـــدم!!، وان النميري قد كذب ايضآ علي السادات ان مكالمته قد جاءت بعد تنفيذ الحكم بالاعدام!!،
***- فقــد افـاد بعض الـمقربيـن من نمـيري وقـتها وكانوا معه في معسكر “الشجرة” وقـت تلـقية مكالمة الـرئيـس الـمصـري، ان الشــفيع كان وقـتها حـيآ يـرزق (تحــت رحـمة ابـو القاسـم)، وان النمـيري بعد ان انهي مكالمته مع السادات ســخر بشدة من طلب الســادات!!.
٣-
***- هناك رواية تفيد، ان وزير خارجية مصر وقتها الدكتور محمد حسن الزيات قد كتب في مذكراته ونشرتها مجلة (الاهالى) المصرية فى الثمانينات، كتب بالحرف الواحد فيها:
(قال لى السادات ان السوفيت طلبوا منه التوسط لانقاذ الشفيع لكنى طلبت من نميرى ان يخلص عليه).
***- مذكرات الدكتور محمد حسن الزيات موجودة الان فى الاسواق.
الشكر كل الشكر لك بكري بتذكيرنا بهولاء النشامي ,,,فرسان قلما نجد لهم مثيل
عبدالخالق محجوب ,,, الشفيع احمد الشيخ ,,جوزيف قرنق ,,هاشم العطا ,,, فاروق حمدالله,,بابكر النور,,وعثمان حاج حسين ابو شيبه,,وذلك السامق الباسل كنخيل القرير ونوري ابن مروي عبدالمنعم الهاموش ومحمد احمد الريح والحردلو والذي قال فيه الشاعر ,,حار زلك يا حردلو من لهب الرفض ونيران التجديد وبقية العقد الفريد من شهداء 19 يوليو عليهم الرحمه وستبقي ذكراهم معنا ابدا,,
لعبت مخابرات مصر دور كبير في اجهاض حركة 19 يوليو والقاء القبض علي بابكر النور وحمدالله وارسلت مصر عملائها الي السودان حتي تتاكد من الاجهاض التام علي تلك الثوره بل وارسلت محمد الحسن احمد وغيره من القضاة العسكريين من السودانيين الذين ولدوا في مصر وتلوثت عقولهم بالولاء لمصر وتنفيذ كل ما تمليه عليهم ضد بلدنا وشعبنا,,,
كان محمد الحسن احمد يتحدث بلهجة مصريه فجه عند محكامته للشهيد عبدالخالق محجوب واعترض عبدالخالق علي رئاسته لتلك المحكمه وكان محمد الحسن يستعمل كل ما تعلمه في مصر من الفاظ جارحه وساخره ضد فارس الفرسان عبدالخالق,,,
رحم الله شهداء ثورة يوليو ونحن الدرب سائرون,,
رحلوا ولكنهم سطروا أسمائهم فى صفحات التاريخ بأحرف من ذهب …رحمة الله عليهم جميعا…
تركوا لنا العيش الذليل وغادروا
في عزةٍ ولهم بها إسهابُ
تلك الشبيبةُ والفخار يحوطهم
رفعوا لنا بعد الرغامِ جنابُ
إن أصبحوا فالخصمُ يرهبهم وإن
جنَّ المساء فكلهم أوّابُ
ألقوا إلى الدنيا تحية عابرٍ
ومضوا إلى درب الإباءِ غِضابُ
حواراتي معهم:
أهم وأخطر الإفادات..ماذا قالوا عن 19 يوليو؟!!
***************************
المصدر:- موقع -“سودانيل”- موقع “سودارس”-
حوارات: ضياء الدين بلال-
————————-
مقدمة:
*****
على الرغم من النكد الذي يواجهنا في مهنة الصحافة هذه، إلا أنها في النهاية تتيح لنا الفرصة للقاء الكثير من الشخصيات التي صنعت للبلاد تاريخها بفصوله السعيدة والحزينة. شخصياً كنت قد أجريت في أوقات سابقة حوارات صحفية مع ثلاثة من أبطال انقلاب هاشم العطا في التاسع عشر من يوليو 1971م؛ تلك الحادثة التي مضى عليها يوم السبت الماضي (43) عاماً، ولا تزال العديد من أسئلتها الجوهرية محفوظة في صدور رجال كثر، منهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر. الذين التقيتهم في حواراتي الصحفية، هم الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري، الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير السابق للحزب الشيوعي السوداني المتهم بالتورط في الانقلاب، إضافة إلى أحمد سليمان المحامي كشاهد رئيس على الأحداث. من الحوارات الثلاثة – التي ذهبها أصحابها لربهم – أجتزئ المقاطع الحوارية الخاصة بانقلاب 19 يوليو، وما تلاه من محاكمات تذكيراً بما جرى:
اولآ: الحوار مع جعفر النمـيري:
*****************
*المعروف عنك أنك تخلصت من كل حلفائك أفراداً أو تنظيمات؟ تخلصت من السيِّئين.
*تخلصت من كل أعضاء مجلس الثورة؟!.
لا.. أبداً.
*قل لي واحداً تم الاستغناء عنه.. من مثلاً؟ قتلت.. منذ البداية بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمدنا الله و -مقاطعة – *هل تسمي ما حدث استغناءً؟ *استغناء بالقتل؟ ماذا تقصد بالقتل؟ (نحن قتلناهم ولا حاكمناهم .. خلوا عندكم ضمير يا صحافيين.. لقد قدمناهم إلى محاكمة والمحكمة حكمت عليهم بالقتل).
*هل إذا عاد بك التاريخ ستقر تلك الإعدامات؟ أفتكر أي زول يقوم بعمل ضد قانون البلد يقدم إلى محاكمة، وهي التي تقضي في أمره بالإعدام أو غيره.
*أنت قمت بانقلاب ضد دستور وقانون البلد.. قمت به ضد حكم ديمقراطي منتخب؟ كنت أنتظر إذا قبضوا عليَّ أن يقدموني لمحاكمة.. فقد حوكمت عدة مرات.
*هل تعتذر عن أفعال أو أخطاء ارتكبتها في السنوات الست عشرة التي حكمت فيها؟
مايو لم تخطئ أبداً.. فقد أخطأ الناس.. الذين تسابقوا لمقاعد الحكم وعلى رأسهم الترابي.
* لقد أعدمت عدداً كبيراً من السياسيين السودانيين؟
هؤلاء ارتكبوا أخطاءً، وقدموا للمحاكمة، تقول لي إعدامك كأنو أنا قاتل..
هل أنا قاتل شلت سكين قتلت الناس.. أنا وقفت ضد ضرب عبد الخالق وقرنق بالرصاص لأن هذا شرف للعسكري.
*لماذا أعدمتم الشفيع وهو لم يشارك في الانقلاب؟
أمشوا أسألوا ناس المحكمة التي حكمت بإعدامهم.
*أنت كنت تراجع المحاكمات.. وتوصي بالإعدام؟
كنت أراجعها عبر مستشارين قانونيين.. هم الذين ينصحونني بالأحكام المناسبة.
*هل إعدامهم كان بنصيحة من المستشارين؟
طبعاً.. عن طريق المحكمة والمستشارين.. وهناك أنواع من المحاكم لا تحتاج لمستشارين.. وحتى رئيس الدولة لا يستطيع إيقافها.
*هل المواجهة التي تعرضت لها من قبل فاطمة أحمد إبراهيم زوجة الشفيع ونعمات مالك زوجة عبد الخالق.. هل تركت في نفسك أي أثر؟
أنا لا شفت فاطمة ولا نعمات ولا أعرفهما.. فاطمة في حياتي لم أرها، ولا نعمات مالك.. رأيتهما في الصور.
* هل لك حراسة خاصة؟
لي حراسة من الدولة مش حراسة لكن متابعة.. ولقد رفضت ذلك عدة مرات ولكنهم أصروا عليها.
*ألا تخشى أعداءك؟
أنا ليس لي أعداء.. بالأمس القريب كنت أذكر في المولد في أوساط أعداد كبيرة جداً.
*قيل إنك حينما كنت تحاكم ضباط 19 يوليو كنت مخموراً، هل هذا صحيح؟
لقد كنت مقبوضاً في القصر كذا يوم.. خرجت من القصر إلى الشجرة لتنظيم القوات. طيب منو الخواجة الجاب لي الشراب.. ولا أرسلتو لي إنتو؟..
-سألني: هل تشرب؟-
قلت: لا.
لم يكن هنالك وقت للشراب.. هذه فرية وكذبة كبرى لا أساس لها من الصحة.
*بمناسبة العصا التي أمامك.. قيل إنك كنت تضرب بها وزراءك.. هل هذا صحيح؟
– ساخراً –
قال: أضربهم بالعصا أم باليد؟. كنت أحاسبهم على أخطائهم دون أن أحتاج لاستخدام العصا أو اليد.. هذه شائعات ليس أكثر.
*أريدك أن تتحدث عن بعض الشخصيات في سطور.
*المقدم بابكر النور.
شيوعي.
*عبد الخالق.
شيوعي.. رئيس الشيوعيين ولم يتعامل معي ولا أعرفه جيداً.
*نقد.
صديق، وهو شيوعي.
*هل كان يمكن أن تعدمه إذا ألقي القبض عليه؟
هذا بحسب أحكام قضاة المحاكم التي عقدت وقتها.
*الصادق المهدي.
متهور ولا يعرف في السياسة شيئاً.
*الشفيع.
مابعرفو.
ثـانيآ: الحوار محمد إبراهيم نقد:
********************
نميري كان في حالة هياج ولو قبضوا علي لأعدموني!!
*كيف عايشت اللحظات الأخيرة لانقلاب 19 يوليو؟
في اليوم الثالث بعد انتهاء الموكب ذهبت إلى منزلنا في بحري «وطوال هذه المدة لم أذهب إلى بحري» وأخذت حماماً وغيرت ملابسي – ولم تكن زوجتي موجودة، وكان أخي الصغير معنا، لكنه لم يكن موجوداً أيضاً، ثم رجعت إلى الخرطوم وجلست في المكان الذي أعمل فيه لكي أرى ما يحدث، وفي هذه المدة بدأ ضرب المدفعية.
*وماذا عن خبر احتجاز بابكر النور وفاروق حمد الله؟
هذا عرفناه منذ الصباح الباكر.. منذ الموكب.
*طيب احكِ لنا تلك اللحظة؟
– *إذاعة لندن أذاعت أن ليبيا احتجزت بابكر النور وفاروق حمد الله، وأذكر أنني ذهبت لعبد الخالق في المنزل فقال لي إنه على علم بما حدث، فقلت له:
(الناس يعتقدون أنه لا بد أن نعمل خطوة سريعة). قال لي: أولاً نجتمع لعمل تقييم للموقف، لكن العمل يجب ألا يتوقف والجماهير يجب أن تستمر في الموكب ولا تنشغل بما حدث حتى نحل المسألة.
*هل أحسستم بالخطر؟
طبعاً.. هذا هجوم.. وهذا يعني أنه تمهيد لشيء فأحسسنا بالخطر وبدأت الأوضاع تتداعى، وأنا مكثت في الخرطوم إلى أن سمعت أن نميري قد هرب وأنه سيقوم بإذاعة بيان.
*أين كنت في ذلك الوقت؟
في داخل الخرطوم. وما إن رأيت نميري في التلفزيون، حتى أدركت تماماً أنه بدأ يمسك السلطة، فاستمررت ماكثاً في بيت معين منذ يوم «19» إلى يوم «23» وخرجت يوم «24» نهاراً على أساس أن عبد الخالق كان يوم «22» في أمدرمان، وأنا كنت أنتظره في المنزل بالخرطوم على أساس أن نتحرك لبيت آخر ولم يأتِ.. وأحسست أن صاحب المنزل تضايق من وجودي وكنت لا أريد أن يتحمل مسؤولية أنني معه، وهو نفسه مهدد، ويمكن أن يأتوا لاعتقاله في أي وقت، لأن نميري أمر بأن لا يخبئ أحد الشيوعيين. فخرجت وذهبت لمنزل آخر وخرجت صباحاً.
*مقاطعة: هل خرجت متخفياً؟
لا.. كنت ألبس جلابية وعمامة، لكن كان لا بد أن أخرج لأعرف أين عبد الخالق الذي كان من المفترض أن يعود من أمدرمان لمقابلة شخص معين يقوده إلى بيت معد له.
*انقطعت الصلات التنظيمية بينكم؟
جماعة نميري حاصروا الكباري وحاصروا كل مكان وكان هناك تفتيش وحظر التجول يبدأ الساعة السابعة فكانت الحركة صعبة وأصبحت القصة في كيفية وصولي إلى أم درمان للالتقاء بعبد الخالق. وفي الطريق إلى أم درمان التقاني شخص وقال لي: (قالوا إن عبد الخالق اعتقل). وبقي أمامي ألا أرجع إلى ذلك المنزل الذي كنت فيه وأصبحت أتجول في الخرطوم طوال النهار رغم كل التدابير الأمنية لإلقاء القبض علينا.
*ألم يقابلك أحد أو لم يعرفك أحد؟
ربما يكون البعض قد رأوني لكنهم «طنشوا». لكن في الآخر تذكرت أن لدينا زميلاً مسافراً وزوجته غير موجودة، وأنا أعرف كيف أفتح المنزل فذهبت وبقيت هنالك وخرجت في المساء.
*احكِ لنا شعورك في تلك اللحظات؟
هذا يحتاج إلى شعر.. -يضحك بشدة- كنت أحس بالخطر، لكن لم أكن مشلول التفكير، والمهم في الآخر خرجت من المنزل الذي كنت فيه وأنا أسير، حين تبقت دقائق على الساعة التاسعة وقت حظر التجول.
*كيف كان طعامك وشرابك في ذلك اليوم؟
المنزل الذي دخلت فيه كان به بقية طعام في الثلاجة، قليل من الجبنة والرغيف، لكن لم تكن هذه هي المشكلة، لكن عندما خرجت إلى الخرطوم (3) وأنا أسير، بدأ حظر التجول، وكان هناك شخص أعرفه يدخل عربته فناديته «يا فلان» وقلت له: «أنا فلان». فقال لي: «حبابك عشرة». فدخلت معه فقال لي: لسوء حظك أهلي من الجزيرة جاءوا بالداخل وهم يعرفونك. فقلت له: فقط أريد البقاء معكم حتى الساعة الخامسة صباحاً ومع نهاية حظر التجول سأخرج. وفعلاً خرجت مبكراً ومشيت إلى داخل الخرطوم ونقرت باب شخص. ودخلت ومكثت عنده يوماً. كنت حزيناً على إعدام هاشم والجماعة الآخرين. وفي المساء خرجت لأن بيت الرجل مفتوح وأصبح لا بد أن أذهب إلى أمدرمان، لأنه هناك لدي إمكانات أكثر للاختفاء، وكان لا بد أن أصل قبل حظر التجول إلى داخل أمدرمان.
*هل ركبت المواصلات بصورة عادية؟
وصلت إلى أمدرمان عن طريق تاكسي، لكن وقفت في مكان نادي البوليس القديم، وهي محطة غير حية، وكنت عندما يأتي أي تاكسي أنظر من الذي بداخله، وبعد التاكسي الأول والثاني. ركبت في التاكسي الثالث وكان فيه «رجل أصفر اللون» يرتدي عمامة وجلابية فركبت معه.
*هل كنت ترتدي عمامة وجلابية في ذلك الوقت؟
نعم.
*هل كانت العمامة والجلابية كافية لتغيير ملامحك؟
الناس كانوا قد تعودوا أن يروني إما أن أكون بلبسة أفريقية أو بلبسة وطنية.. فوصلت أمدرمان ومن بانت وأنا أسير أسمع الناس يقولون: (اعتقلوا فلان.. أعدموا فلان).
*ذهبت إلى ابن عمي فقال لي: إننا ننتظرك منذ أول يوم ولا نعرف أين أنت.
فقلت له: إنني سأمكث معك لمدة يوم. فقال لي: مرحب بيك البيت مفتوح.
-صمت لفترة-
* قطعت الصمت قائلاً: إذاً، أحسست أن الخرطوم ضيقة عليك؟
(والله يا خي نحس بيها واسعة جداً).
-يضحك- لكن المشكلة كيف تنتقل من مكان إلى آخر حتى تصل البيت المعين.. وهناك بيوت كثيرة مؤتمنة كنا نثق في ذلك تماماً.
*هل كان هناك خذلان؟
يعني..
أنا بالنسبة لي لم يحدث بشكل مباشر.
*هل حدث لبقية القيادات بالحزب؟
هناك أشخاص ذهب إليهم عبد الخالق فخافوا من ذلك فذهب وتركهم – حسب حديثه لشقيق خالد الكد – هو لم يكن يريد منهم أكثر من أن يجلس لحظة ليوصيهم لأشخاص وعندما أحس أنهم خافوا ذهب وتركهم.
*هل كان هناك سيناريو متوقع ومعد في حال فشل الانقلاب، كيف سيؤمن الحزب قيادته؟
أحد هذه السيناريوهات أن يعمل عبد الخالق من ذلك البيت الذي جهز له في الخرطوم، كان يفترض أن يذهب إليه، وهذا البيت يعرفه شخص واحد، وكان يعرفه هاشم كذلك. يذهب ويبقى هناك والناس يكونون على صلة مستمرة به. كان يفترض أن يعود عبد الخالق للخرطوم من أمدرمان، لكنه لم يعد.
*هل كانت هنالك خيانة في الكشف
عن المنزل الذي كان به عبد الخالق؟
هو عندما ذهب إلى أهله في أبو روف، وباتت تقترب منه أنفاس جماعة نميري، انتقل إلى منزل آخر. “الخيانة” جاءت من شخص يعرف البيت، لكنه ليس شيوعياً.. واسمه نشر قبل هذا، وهو ليس شيوعياً، لكنه خاف على أصحاب البيت وهم أهله (وهذه يمكن أن تجدها لدى عبد القادر الرفاعي وهو يعرف أصحاب البيت).
*هل كنت تشعر بأن نميري إذا ألقى القبض سيعدمك؟
كان سيفعل ذلك.. فقد كان في حالة هياج كاسح.
*ألن يراعي الصداقة القديمة؟
(افترض إنو راعى، هل البقية سيراعون ذلك).
*أستاذ نقد، ما هي أشهر الأكاذيب أو الروايات المختلقة أو الإشاعات المتعلقة بهذه الأحداث، وأنت لاحظتها ورصدتها من خلال متابعتك ومعايشتك للأحداث.. وما هو المثير بالنسبة لك؟
أن عبد الخالق كانت تنتظره عربة مصفحة لتهريبه إلى الحدود الشرقية.
*الناس كانوا يعتقدون أن أب شيبة كان أكثر شخصية غامضة في «19» يوليو، باعتبار أنه كان صديق نميري حتى آخر لحظة وسار معه في تنظيمه الجديد وغير ذلك؟
أب شيبة عضو في الحزب الشيوعي…(إكمال الإجابة من قبل الأستاذ نقد).
*لكنه ذهب مع النميري عندما قام بطرد الضباط الثلاثة؟
ليس وحده أغلب الضباط الشيوعيين ذهبوا معه.
*بأمر من الحزب؟
بقرارهم، وبالمناسبة هذه الأشياء الحزب لا يقرر فيها. هم قرروا ما رأوه مناسباً.
*إذاً، أب شيبة لم يكن «غواصة» بالنسبة لكم داخل تنظيم أحرار مايو التنظيم البديل لتنظيم الضباط الأحرار؟
لا.. ليس مسألة أنه كان «غواصة»، فهو لم يكن وحده في التنظيم الجديد، كل الضباط الشيوعيين الذين كانوا في تنظيم الضباط الأحرار وقفوا مع مايو وعندما انقلبت على شعاراتها انقلبوا عليها.
*هو حزب شيوعي سوداني؟
أنا كل يوم أفاجأ -يضحك- عزلة مايو – لأنه عندما أزاح خالد الذي كان قائداً عاماً، ومأمون وغيرهم لم يتحرك أحد *طوال هذه الفترة هل كان هناك تداعٍ عفوي بأن تتحرك؟ هل كان هناك مركز خارجي أو داخلي نسق لعملية استهدفت «19 يوليو» أم كان مجرد سوء حظ؟ أنا قلت لك إن هناك شيئيْن تقرأهما: «الأشياء الخاصة ب«5» أكتوبر الناس الذين تحركوا بالدبابات.
*أهم العبر.. الأخطاء المتعلقة ب19 يوليو؟
العبرة.. التفكير الانقلابي نحن كنا ضده سياسياً لكن عملياً وقعنا فيه.
-صمت-
ثم قال: (شوف.. نحن اشتركنا في انقلاب عبد الرحيم شنان ومحيي الدين في أول مارس وفي 4 مارس، واشتركنا في محاولة انقلاب أبو الدهب في مايو 1959م «وناسنا اتحاكموا» واشتركنا في انقلاب علي حامد وقدم محمد محجوب للمحاكمة. وهذه كلها اشتركنا فيها ولم ننكرها، ونحن كنا طرفاً في مايو وعندما حاولت مايو «اللخبطة» انقلبنا عليها لذلك قمنا بعمل تقييم ونحن الحزب الوحيد في هذه البلد الذي كتب كل شيء عن انقلاباته.
حبيبنا الفارس بكرى الصائغ
تلك الإعدامات كان الجع الأكبر ونحن فى مقتبل العمر الشاب ولم تزيدنا إلا ضراوة
وأمدتنا بحب ضافٍ للوطن .
حدثت الإعدامات والمطر الليلى منمل علينا فى الخرطوم ونحن نتخفى من مخفى إلى مخفى .
ثم نفضنا عنا الوجلة العابرة وسمقنا إلى فضاء النضال ثانية لنرد على الباغى كيده بتلك الشعارات والملصقات التى غطينا بها أكبر مساحة فى العاصمة المثلثة ؛ وفى كبريات المدن . حتى ,اننا قد علقناها أعلى كبر أمدرمان وبحرى فجن جنون المعتوه . هذه من أدبياتنا ؛ كتبتها فى نفس أيام الإعدامات ؛ ثم أضفت لها بعدها – وأخيرا ؛ ولا يزال يابكرى جرحنا نوسر بنا
شمروا عن أياديكم
شمِّروا عن أياديكم
حنتحزم
ونتلزم
وبالواضح نعاديكم
وتبقى الحرب بينا سجال
مادام ننحاز إلى العمال
وتبقى العبرة بالأعمال
وكل طريق وليه مجال
وإن الحزب كله رجال
كتيبة كتيبة تأتيكم
وساعة الجد
نقاتل عن حمانا نذود
لآخر حد
ولما الموت يجينا منو المد
نموت واقفين
بكل جلال / نموت واقفين
– وفى السودان
ومعروفين شيوعيين
بحد ترابه منتشرين
قسم ويمين : شيوعيين
ونطلع من بيوت الطين
عَقَبْ عمال وفلاحين
شيوعيين شيوعيين
وبى أبرولنا مفتخرين
وبى شاكوشنا والجزولين
ووكت الحَّارة
جد كعبين
وعند الحلوة
ناس طيبين
وحافضين للعلم والدين
وفى عيشتنا تب راضين
وبالنذر القليل قانعين
ولا بنسرق ولا شيتين
ولا إن جعنا نهابين
ولا بحلِمْنا فوق طايرين
ناس بسطاء زراعيين
وفى الجامعات شيوعيين
محل قبلت تلقانا
على نهج الكرام سايرين
وفى هدى الصراط ماسكين
وان مسانا أى وجار
بناخد التار ، وناخد التار
حناخد التار بتاع راشد
بتاع زولا وقف زنهار
عشان الطبقة بيجاهد
ولما خلاص معاده أزف
باسم الحزب كان يهتف
وفوق لمنصة الإعدام
ركز صنديد ووقف
وكان الحبل متعاطف
ويد جلاده كان ترجف
وباسم الحزب برضه هتف
وديك الفجر صاح صيحتين
وإتوقف
وعند التالتة قالوا حلف
وباسم الحزب برضه هتف
وريق مولانا قالوا نشف
حالته الفيها ما بتذكر
وتتوصف
يكرر فى الشهادة أَلِفْ
ويقش فى دموعه ألف وألف
وباسم الحزب برضه هتف
وقمر السما الفوق راسه
قالوا خسف
كان خجلان
يقولوا كشف
بدمع السيل
بكاه الليل
جمام وسرف
لكن بس بكل أسف
نبض الأمة إتوقف
* *
وحلّ على ضهور الخيل
فَتَىً راشد وشيه نبيل
بيسبقه من سراه صهيل
فتى فارساً مهاب بالحيل
وان وازنته يملا العين
فتى تَخْتَاهُ عِيبَة وشين
مجرتق بالعديل والزين
فَتَىً فى الحارَّة جمل الشيل
فتى فى دمه يجرى النيل
ونحن عليه موجوعين
ودمعا سال عليه ثخين
وكان فى حدق العيون سكين
وفوق الزملا وقعه تقيل
وشدوا على الجراح بالحيل
ولملموا من وشىَّ الأرض أحزانهم
توشحوا فى غبار الليل باشجانهم
وفى الغابات تدوى طبول
وفى العتمور وفى توتيل
وفى النسم الخفيف وبليل
وفى الشمس البتبكى أصيل
وفى الشعب البهدى السيل
ورثنا الحزن جيل عن جيل
لكن بس بكل أسف
نبض الأمة إتوقف
ونحن فى دربه ما نأسف
ونحن لحقه ما بنجحف
حناخد التار حناخد التار
بتاع جوزيف ،
بتاع طاجون
حناخد التار بتاع هاشم ،
وود النور
دماء حمدالله سايلة بحور
وود الريح المغوار
كشف سدره ووقف للنار
وقبر أب شيبة فى صحرا
بعيد مجهول وما بنزار
وأب أحمد
برىء فى كوبر إستشهد
لأنه تيمن الثورة
( لأنه تيقن الثورة )
وداير الطبقة تتوحد
وقبال حتى يتشهد
مات مغدور
و فى صدره
وسام السلم متوسد
شفيعنا الغالى يا أب أحمد
فينا غبينا ما بتبرد
حناخد التار
حناخد التار
حنفتح ألف مدفع نار
وما بوقف زحفنا التهديد
حنتقدم شهيد وشهيد
بيتبسم
نشيل الراية
إيد ورا إيد
وما نسلم
حنتعقب خطاويكم
نشوف كان مصر تحميكم
وكان ليبيا البتدفع
وبالإسترلينى تديكم
نشوف الفينا مين جبنا
لأنه الشعب قائدنا
يظل الحزب رائدنا
يظل تنظيمنا جبهة عريضة تسندنا
يظل عمالنا والطلبة
طلائع النصر عند الفجر فى الحلبة
ولينا المنعة والغلبة
خاتمة بعد كم وتلاتين سنة . . لابدّ منها
يموت الندل فى جحره
ولا عقَّبْ وَلَدْ خِلْفَة
يغيب الندل فى قبره
بسوء أعماله والتلفة
وعيب الندل فى سكره
وفى تبزيغته للسفة
وكان تمزيجه بالعرقى
يقرقع منه يتكفى
وكان يتباهى بى تيهو
يزيد القدلة فى مشيهو
ولما الندل طردوه
وعاش فى مصر فى المنفى
جات الندل فى كبره
مصايب دهر مختلفة
أُصيب بالعوجة فى لسانه
ومنها إيده مرتجفة
ينام وحفاضة فى طيـ . .
خراه وبوله فى اللفة
يشيلوا الندل فى قفة
* * *
ويطلع فى المدى راشد
ويطلع فى المدى راشد
وحوله الأمة ملتفة
كأنه البدر – جانا ضحىً
كأنه البدر جاااااانا ضحىً
وأشرق نوره فى الشرفة
أصرَّتْ تنزل النجمات
على السودان وتصطف
ودمدم فى هدير النيل
حُوار من نمولى لى حلفا
نشيد أغنية أممية
تعطر موكب الزفة
عريس المجد جانا ضحى
وكان قاصدنا – ما صدفة
بحق صرامة التأمين
كنا ندوره يتخفى
وحق صرامة التأمين
كان بندوره يتخفى
ويعبر بينا لج الموج
يسوقنا إلى زمن أوفى
ويبحر بينا للضفة
يسوقنا إلى زمن أوفى
* * *
شيوعيين شيوعيين
إلى ساح النضال دلفوا
شيوعيين شيوعيين
جاءوا الموت وما انصرفوا
شيوعيين شيوعيين
ساروا يسار وما انحرفوا
شيوعيين شيوعيين
على مد البصر وقفوا
ويا لرجولة الوقفة !
ويا لرجولة الوقفة !
تشكر يا أستاذنا هؤلاء الأفذاذ سطروا التاريخ بأحرف من نور عليهم رحمة الله جميعا وغفر لهم وجعلهم من الشهداء والصديقين …والله سيأخذ لهم حقهم يوم تشخص فيه الأبصار انه بصير بما يفعلون وهو القائل : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
استاذنا بكري الصائغ
كل عام وانتم بخير
انا في حاجة واحدة محيراني في حركة يوليو 1971 وهي انو كيف ناس كان ماسكيين البلد ثلاثة ايام ويفشلوا ؟؟؟الانتكاسة سببها شنو؟؟؟وتاني حاجة كانوا ماسكين جعفر نميري بذاتو البخليهم شنو ما يرشوهو ويرشوا الضباط بتاعين قصر الضيافة؟؟؟
عبدالخالق في الصحافة العربية:
١-
إعدام القيادى الشيوعى السودانى عبدالخالق محجوب
*************************
المصدر:-جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة “المصرى اليوم”-
-٢٨/ ٧/ ٢٠١٠-
—————–
***- رثاه الشاعر المنفى مظفر النواب فى قصيدة يقول فى مقطع منها: «ولله جنود من عسل.. وعلى رأسك يا محجوب.. رأينا سلة خبز تأكل منه الطير.. وفى ساعات الصبح سيمثل اسمك فيك.. وضج الكون دما وعصافير خرساء.. مفقأة الأعين.. وارتفعت أدخنة الكيف الدولى» كما رثاه شعراء عرب آخرون، هذا هو عبدالخالق محجوب، القيادى البارز فى الحركة الشيوعية العربية والسودانية، والذى كان معروفا فى المحافل الشيوعية العالمية وله عدد من المؤلفات التى عرضت لإمكانية إيجاد صيغة سودانية للماركسية بدلا عن التطبيق الحرفى للتجربة السوفييتية أو الصينية ومحجوب مولود فى حى السيد المكى بمدينة أم درمان السودانية. إحدى مدن العاصمة السودانية المسماة بالمثلثة «الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان»، والعاصمة الوطنية لدولة المهدية، وأحد معاقل الحركة الوطنية والثقافية، وكان مولده فى ٢٣ سبتمبر عام ١٩٢٧.
***- رفض محجوب الانتماء للحزب الشيوعى السوفييتى، كما كان يرفض الربط بين مبدأ حرية العقيدة والإلحاد. عارض محجوب انقلاب جعفر نميرى فى ٢٥ مايو ١٩٦٩ لتعارضه مع مبدأ الديمقراطية الذى ظل يدعو إليه الحزب ولكن لم يستطع الحصول على موافقة أغلبية السكرتاريا المركزية للحزب لإدانة الانقلاب والذى حسب على الحزب الشيوعى السودانى المشاركة فيه نظرا لتعيين عدد من أعضاء الحزب فى الحكومة التى شكلها نظام ٢٥ مايو.
***- كما عارض انقلابا أبيض قاده هاشم العطا فى ١٩ يوليو ١٩٧١ الذى استولى على السلطة لمدة ثلاثة أيام قبل أن يقوم انقلاب مضاد دموى بتآمر مصرى- ليبى، اتهم الحزب الشيوعى السودانى بتدبير الانقلاب نظراً لاشتراك عدد من الضباط المنضمين للحزب الشيوعى فيه وعلى إثر ذلك تمت تصفية عدد كبير من قيادات الحزب الشيوعى.
***- ورفض الهرب من البلاد معللاً ذلك بأن رسالته الأساسية هى نشر الوعى بين صفوف الجماهير ومحاربة العسكرتاريا وإقامة الديمقراطية فى السودان واختبأ لمدة ٤ أيام قبل أن يسلم نفسه لوقف المجازر التى كانت ترتكب فى صفوف الشيوعيين السودانيين وفى محاكمة صورية له فى عهد النميرى حولها عبد الخالق إلى محاكمة للنظام فتم تحويلها لجلسة سرية. انتهت بالحكم عليه بالإعدام شنقا ونفذ الحكم فى سجن كوبر فى مثل هذا اليوم ٢٨ يوليو ١٩٧١، وشكل إعدامه صدمة كبيرة للحركة الماركسية العربية والسودانية.
٢-
من هو جوزيف قرنق (المحامي)؟!!
*********************
المصدر: – “ويكيبيديا” الموسوعة الحرة-
————————-
(أ)-
الدكتور جوزيف قرنق:
*************
جوزيف قرنق سياسي سوداني جنوبي ولد في قرية جنوبية في اطراف التونج قرب مدينة واو والتحق بكلية القانون بجامعة الخرطوم وتخرج منها وانضم حوالي العام 1955 إلى الحزب الشيوعى السودانى. كان نائبا عن الحزب الشيوعي في البرلمان 1965-1969، وعمل وزيرا لشئون الجنوب وأغتيل في يوليو 1971 ابان حكم الرئيس السوداني السابق جعفر نميري.
(ب)-
حياته:
******
نسبة لأنه قد ولد في مناطق بدائية فإنه لا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط ولكن يبدو أن جوزيف قد ولد في أواخر عشرينيات القرن العشرين وبداية ثلاثينياته وهو متقدم في الدراسة على السيد (أبيل ألير) القاضي سوداني شهير ووزير سابق. كان جوزيف قرنق أول طالب جنوبي يلتحق بكلية القانون ويتخرج منها.
(ج)-
الحزب الشيوعي السوداني:
****************
في عام 1954 قرر جوزيف الانفصال عن المجموعة السياسية الواقعة تحت نفوذ الزعيم بوث ديو، أحد مؤسسى “حزب الجنوب” الذي تحول فيما بعد إلى “الحزب الليبرالى”، وفى حوالي عام 1955م إنضم إلى الحزب الشيوعى السودانى، وانتخب في أول مؤتمر بعد ذلك عضواً في لجنته المركزية. بوث ديو، نفسه تخلى عن الحزب الذي شارك في تأسيسه وانضم بعد أحداث “توريت” إلى صفوف حزب الأمة.خلال حكم العسكر الأول 1958-1964 م أصدر جوزيف قرنق صحيفة سرية باسم (ادفانس) -نصيحة- تضمنت اراءه حول الحرب الأهلية السودانية الأولى والسبل إلى ايقافها.
(د)-
ثورة مايو 1969م:
***************
في 9/12/1965 تم -وبصورة غير دستورية- حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان مما أدى إلى دخول البلاد في أزمة دستورية استمرت لمدة طويلة بين شد وجذب اطراف النزاع -الحزب الشيوعي والقوى التقدمية من جهة، والاحزاب التقليدية وجبهة الميثاق الإسلامي من جهة أخرى. وتقدم رئيس القضاء باستقالته اعتراضا على حل الحزب الشيوعي.
***- بعد أن سيطرت القوى التقليدية على الحكم بصورة أقرب للدكتاتورية المدنية قام مجموعة من الضباط المنتمين للاحزاب التقدمية بانقلاب عسكري في 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري.
(هـ)-
اعدام جوزيف قرنق:
************
بعد عام من الثورة التي ساندها الحزب الشيوعي بكوادره ظهرت بوادر جفوة بين الحزب والثورة مما أدى إلى قيام انقلاب آخر بقيادة الضابط هاشم العطا في التاسع عشر من يوليو 1971.. كان جوزيف وقتها وزيرا في الحكومة ولا يوجد معلومات عن علمه المسبق بأمر الانقلاب وكان في طريقه إلى خور عمر (وادى ) في مهمة لا علاقة لها بالانقلاب الذي أحكم قبضته على مواقع الجيش الرئيسية. فأتصل به هاتفياً السيد إبراهيم جادالله، وكيل وزارته، ليخبره بما تم، وأن المحاضرة التي كان جوزيف بصدد تقديمها لكبار ضباط الجيش في قاعدة الطيران، صارت في ذمة التاريخ. ولم يقف جوزيف على حقيقة ماحدث إلا بعد أن التقى عدداً من رفاقه، وجرى تكليفه بوضع القوانين التي تقرر إصدارها. بعد ثلاثة ايام من عمر الانقلاب تمكن جعفر نميري من العودة للحكم مرة أخرى وتم اعتقال عدد كبير من المنسوبين للحزب الشيوعي السوداني وتم الزج بهم في السجون وقتلهم بصورة كانت كفيلة لردع كل من يفكر بمثل هذا العمل مرة أخرى ويذكر أنها قد انكرها كثير من القضاة والقانونيين. ومن ضمن هذه المذابح قدم جوزيف قرنق إلى حبل المشنقة.
(و)-
***- يعتبر الدكتور جوزيف قرنق أحد المدنيين الذي اعدموا في محاكم عسكرية في يوليو 1971 م، مثل عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وغيرهم.
(ز)-
كتابات عن جوزيف قرنق:
***************
كتب كثير من الادباء والشعراء عن شهداء يوليو 1971 م وكان لجوزيف قدرا كبيرا من تلك الكتابات ومنها ما قاله الشاعر السوداني محمد الواثق:
صديقي الُمثابر جوزيف قرنقْ
ترامى قُبَيلَ احتدامِ الشفق ْ إلى سجن كوبر حيثُ شُنِقْ
فيا ربِ هلْ
على روحهِ أقرأُ الفاتحة
فقد عدِمَ القبرَ والنائحة
وأُلحِدَ في التُربِ كيفَ اتفقْ
**
وكان إذا جاشَ مِواره
تدافعه روحه الثائرة
وصادمت الكونَ أفكاره
وكم أنبت الكونُ من زهرةٍ ناضِرة
فكنتُ إذا
تمادتْ به الفكرةُ الجانحة
أشيح إلى مكة القرية الصالحة
أعوذ نفسي بربِ الفلقْ
على أن جوزيف قرنقْ
كما شهدت دمعتي السافحة
جميل المحيا جميل الخُلُقْ
فياربِ هلْ
على روحهِ اقرأ الفاتحة
فقد عَدِمَ القبرَ والنائحة
وأُلحِدَ في التربِ كيف اتفقْ
19يـوليـو 1932: ميلاد الفنان الراحب محـمد وردي
********************************
١-
***- قبل خمسة ايام مضت – تحديدآ في ١٩ يوليو الحالي- مرت الذكري ال٨٣ علي ميلاد الفنان الراحل محمـد عثمان حسـن صـالح حسـن صـالـح وردي. رغـم الفقد الكبير ورحيله الموجع، فان محبيه لم ينسوه، فكانت هناك بعض الاحتفالات الخاصة احتفالآ بعيد ميلاده.
٢-
السيرة الذاتية:
*********
الاسـم بالكامل:
***- محمـد عثمان حسـن صـالح حسـن صـالـح وردي.
اسـم الشـهرة:
***- محـمد وردي.
تـاريـخ الـميلاد:
***- 19يــوليــو 1932.
مـكان الـميلاد:
***- الفنان محمد عثمان حسن وردي ولد في (صواردة)، إحدى قرى شمال السودان وهي من أكبر عموديّات منطقة السّكوت التي تكوّن مع منطقة المحس ووادي حلفا (محافظة حلفا) التابعة لولاية دنقلا. ذاق مرارة اليتم منذ نعومة أظافره، ونشأ مشبّعاً بالانتماء للآخرين، وتحمّل المسؤولية منذ بواكير الصبا، من منطقة (تكم) الساقية إلى مهاجر العلم في (شندي)، ومن شندي ركب قطر السودان عائداً إلى حلفا معلّماً في (كتاتيب) السكّوت والمحس ينشر في ربوعها المعرفة والحكمة. ولمّا كان الرجل ينتمي إلى من وصفهم د. مكي سيد أحمد بالتميز وامتلاك عقلية موسيقية جبارة بالفطرة في كتاب (موضوعان) لمكي سيد أحمد، فقد أكّد في أولى تجاربه في الغناء أنّه مشروع فنّان متميز، صوتاً وأداء وابتكاراً وخلقاً لكل جديد. برز نجمه في السّكوت وذاع صيته في وادي حلفا وحمل من أهل (دبيره) آلة العود وسافر إلى ام درمان ليقدم الغناء النوبي في الإذاعة السودانية حوالى 1957م ، وكما فعلها الخليل الشاعر من قبل، فقد استبقوه في الخرطوم بإصرار ليغني بالعربية لكل السودان.
اولاده وبنـاته :
***- صـباح،جـوليــا،محـمد،حـسـن،عبد الحـليم،مـظـفـر. عـبـدالوهاب.
مهــن ســابقـة:
***- عـمل وردي بالتدريـس ،وتـركها لحـبه وعشـقه للـفن.
الدراســات الاكـاديمـية:
***- درس السـنة الاولـي والثـانية بالمعهد العـالـي للـموسـيقي والـمسـرح بالسـودان، وتـركهـا لاسـباب سـياســيـة. تلقـي دراسـات علـي يد(مـايســتـرلـي)، الاسـتاذ الايـطالـي الـمعـروف.
***- سـطع نـجـم الفنان محـمـد وردي ودخـل اذاعـة امدرمان لاول مـرة في عـام 1957 ، وكانت أغنية ” الليلة ياسـمـراء ياسـمار الليل” هي اولي اغنياته.
***- يقـول الفنان الكبيـر الـموصـلي، في كتابة عـن وردي: (الـتحق الفنان وردي بالاذاعة عام 1957، وقد استعان في تلك الفترة بعض الـمشاهير الـملحنيـن مثل خليـل احـمد، الذي لحـن له (يـاطيـر ياطائـر)، وبرعـي محمد دفع اللـه، الذي قـام بتلـحين آغنيـة (الـوصـية). وقـد قيـل، إنه وحيـنما قـام وردي بمقـابلة الفنان ابراهـيم عـوض، الذي كان وقتها ابراهـيم ملك السـاحة الغنائـية، وفنان الشباب الاول، عن كيفيـة الوصـول للإذاعـة والغناء فيـها، نصـح ابراهـيم عـوض وردي، بان هذا الطريـق شـاق ووعــر، وعلـية الابتعاد عنه!
***- غـضب محمد وردي غضبآ شـديدآ من رد الفنان ابراهيم عـوض له وان طريق الفن شاق وعسـير وعليه ان يبحث عن اكل عيشه وبعيـدآ عن الفن ومحـنه. وقرر ان يواصل ماعزم عليه والدخول للساحة الفنية بكل قوة. اتصل وردي بالشاعر خليل احـمد في عام 1957 وكتب له كلمات اغنية ” ياطـير ياطائر”. قام وردي وبمـصاحبة اوكـستـرا الاذاعـة بتلحـين الأغنيـة ودخل بها للاسـتوديوها لتسـجـيلها ، ومن غرائـب الصـدف ومفارقات الدهـر ان هـذه الأغنية بثـت من الأذاعـة لاول مرة في يوم 19 يوليـو 1957 اي في نفس يـوم عـيـد ميلاد وردي الخامـس والعـشرين!!.انتشـرت الاغنية ووجـدت لها رواجـآ سـريعآ وقبولآ شـديدآ وسـط المواطنيين الذين لم يجـدوا صعـوبة في حـفظها لسهوله كلماتها. ابتعـد وردي نهائيآ في ذلك الوقت من تقليـد باقي عـمالقة الطرب السـوداني وقتها( احمد المصطفي، عثمان حـسـين، ابراهيـم الكاشف، ابراهيـم عـوض، سـيـدخليفة” وراح ويـخلق لنفسـه شـكلآ اخـر لمساره الفني وبعيـدآ من ترديـد اغاني المـطربين الاخـرييـن.
***- التقى وردي بالشـاعر اسماعيـل حسـن، وكانت مرحلة انطلاقة جديدة لوردي لكي يظهر جزءا كبيـرا من عبقريته اللحنية والغنائـية، فكانت الروائـع الآتية: (بعـد إيه، ذات الشـامة، وا اســفاي).
***- اخـتلف اسماعيـل حسـن مع وردي، وراح اسـماعيل ويقـول انه مثلما صـنع وردي، فانه ســوف يحطـمه ولن تقـوم لة قائمة مـرة أخـرى!!!،
ونشـر إسماعيـل حسـن حديثه في الصـحف اليـومية وقتها، فقـام وردي بالاتجـاة صـوب شــعراء آخرين، امثال: اسـحق الـحلنقي، التيـجاني سعـيد، عمر الطيـب الدوش وغـيرهم، ماخلـق تغيـيراً كبيـراً في ظـاهـرة الاغنيـة لدى وردي وفي مضامينها.
***- كان محمد وردي شخصية مثيرة للجدل، ويتميـز بذكاء حاد ويعرف متى يخـرج باغنيـة جديدة للناس، ومتى يرتاد مرافئ الصـمت والتأمل، ونجـده وعندما يخرج بعمل فني جديد، تصـحبه عـزة نفس شديـدة ممـزوجة بشـئ من الغرور حيـن يقول: (لا يوجد لي منافس، فأنا انافس نفسي)، وكان هذا الامـر يثـير حفيـظة الكثيرين من زملائه الفنانين، فيحاولون التجديد فـي أغانيهم. وتتواصل السيرة لمشوار وردي، سيرة فنان مجدد.
٣-
وردي والسـياسـة:
**********
لقـد كان لوردي صـولات وجـولات في الـمناشـط السـياسـية الـمتعـددة.
كتب الفنان الكـبيـر والموسـيقـار المـعروف،يـوسـف الـموصـلي، في كتابه الذي آلفـه عـن الـفنان محـمد وردي، وجـاء الكـتاب تحـت إسـم (آهـل الـمغني: محمـد وردي)، ان الفنان وردي قد حكـي له قصة تغيير اسم (حركة ١٧ نوفمبر الي ثورة ١٧ نوفمبر) ، وذلك من خـلال نشـيـده (افـرح وطـني هلل وكـبـر في يـوم الـحـرية).
***- تـعـرض وردي للأعـتقالات مرات كثيرة فـي زمان عـبود بسـبب مواقـفه السـياسـية المناهضة للعسكرواشـتراكه في الـمظاهـرات الـتي نظـمـهـا النـوبيـين ضـد الـترحـيل والـهـجرة من بلاد النـوبة. بعـد نجـاح ثـورة اكـتـوبـر ،غـني وردي: (اصـبح الـصبـح،ثـوار اكـتوبـر، اكتـوبر الاخـضـر، شـعـبك يابلادي واناشيد اخري).
٤-
*****
في 25 مـايو ١٩٦٩ وقع انقلاب الضباط الاحرار بقيادة البكباشي جعفر النميري، وغـني وردي وقتها نشيد:(فـي شـعـاراتنـا مايـو) ، وكان هناك ايضآ نشيد:(يـاحـارسـنا ويـافارسـنا، ليـنا زمـن بنفتش لـيك، جـيتـنا اللـيـلة كايـسـنا) بمشاركة مع الفـنان الكبيـر محـمد ميـرغـني…، وكان ذلك إسـهام واضـح من وردي وتضـامنه مـع اليـسـار الـسوداني.
***- عندما عـاد نـميري للـسلطة مـرة آخـري فـي22 يــوليــو وجه وزيــر الاعـلام وقتها عـمر الـحاج مـوسـي بعـدم بث آغانـي وردي في الاجـهـزة الاعـلامية، وعدم السـماح لـه بالغـناء فـي المـسـرح القـومي، راح جـهـاز الآمـن يحـاربـه بشـدة فـي اكــل عيـشـــه اليـومي، وـتعمـدوا فـي كل حفل عـرس يحـيه وردي، ان يفتعـلوا عراكات وهـمية تفشـــل اكـمال الـحفل للنهـاية. استمر هكذا الحال طوال خمسة اعوام.
٥-
—-
عندما وقع انقلاب هـاشـم العـطا وفشل بعد ثلاثة ايام من وقوعه، تم اعتقال وردي لفترة طويلة في سـجن كـوبر بسبب الاغنية سـخر فيها بشدة من النـميـري بعد انقلاب هاشم العطا، فقد قام وردي بتغيير كلمات النشيد السابق:(يـاحارسـنا ويـافـارسـنا، ليـنا زمـن بنفـتش ليـك)…فاصبحت:(يـاحارسـنا ويـافـارسـنا، ليـنا زمـن بنفـتش ليـك….جيـتنا راكـب هـنـتر وعـامل عـنتــر)!!
٦-
***- في عام ٢٠٠٧ قام محمد وردي باهداء داره جنوب الخرطوم للحزب الشيوعي ليكون الدار شعلة من النشاط المتقد.
٧-
**- كشف محمد وردي لجريجة «لأخبار اليوم» عن أسرار علاقته بـ(قرنق) وما دار بينهما قبل وفاته بأيام:
(أول لقاء بيننا تم بالغابة .. وكان بيننا اتصال منذ ميلاد الحركة…علاقتي به كانت علاقة أخوية متينة .. وعلاقة أسرية عميقة .. فهو يعرف أسرتي وأنا أعرف أسرته..وعلاقتي به ليست علاقة زعيم لفنان إنما علاقة حميمية بين صديقين..
٨-
***- توفي الراحل في يوم السبت 18 فبراير 2012 الساعة العاشرة والنصف مساء ودفن في مقابر فاروق بالخرطوم.
في رثاء الشفيع احمد الشيخ
——————-
١-
وا حلالي
********
في رثاء الشهيد الشفيع احمد الشيخ…
كلمات: شاعر الشعب محجوب شريف…
الحان: مصطفي سيد احمد…
ادأء كورال الحزب الشيوعي السوداني…
ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ..
ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
ﺃﺭﻳﺘﻮ ﺣﺎﻟﻚ ﻳﺎﺑﺎ ﺣﺎﻟﻰ
ﺃﻣﻮﺕ ﺷﻬﻴﺪ ﺟﺮﺣﻰ ﺑﻴﻼﻟﻰ
ﻭﺃﺧﻠﻖ ﺍﺳﻤﺎ ﻟﻌﻴﺎﻟﻲ
ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﻰ
ﻣﺎ ﺣﺼﺎﺩﻭ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻨﻰ
ﺭﺍﺿﻰ ﻋﻨﻮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﻟﺪﻯ
ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ، ﺃﻧﺎ
ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
ﺃﺣﻤﺪ..ﺃﺣﻤﺪ ﺗﻜﺒﺮ ﺗﺸﻴﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ
ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﺍﺳﻢ ﺃﺑﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺧﻂ ﺃﺑﻮﻙ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ
ﻛﻞ ﺻﻔﺤﺔ ﻭﺻﻔﺤﺔ ﺇﻛﻠﻴﻞ
ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ
ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻢ
ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺕ ﺣﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﻢ
ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺫﻡ
ﺃﺩﻭ ﺷﺒﺎﻝ ﺟﺮﻥ ﺍﻟﻨﻢ
ﻫﺰ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ
ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ
ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
ﻳﺎﺍﻟﻮﺭﺵ.. ﻳﺎﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ
ﻳﺎ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻧﺎﺭﺍ ﺑﺘﻘﻴﺪ
ﻳﺎﻟﻌﺮﻕ..ﻳﺎﻟﺰﻳﺖ..ﻳﺎﻟﺤﺪﻳﺪ
ﻳﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﺷﺪﻭ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ
ﺷﺎﻳﻔﻮ ﻗﺮﺏ
ﻭﺍﺣﻼﻟﻰ
٢-
مسدار النسيب …
***********
صلاح أحمد إبراهيم في رثاء الشفيع أحمد الشيخ
قَدَل أبو رِسْوَة للَمُوتْ الْكلَحْ بِتْضَرَّعْ
خَاتِى العَيْبَه، مَاخَاتْي العُيُونْ فى مَطْمَعْ
أبْ أحْمَد تَقِيِلْ وَقَتْ التَقِيِلْ بِتْسَرَّعْ
أبْ أحْمَدْ وَرَاكْ الحَقْ بَشُوفو مَشَلَّعْ
سموك الشفيع، بيك الحقوق تتشفع
ناصر الكادحين، كنت بتشيلنا وترفع
حقوقنا حاشاك لابتبيع لابتدفع
اتيتمنا بعدك ولعبوا بينا الشفع
فَارِسْ السَّاحه جَيَّابْ الحِقُوقْ للْنَاس
سَنَّادَ الضَّعِيْف وقْتَ الضَّعِيْف بِنْدَاس
يَاجَبَلَ الدَّهَبْ إنْتَ الوَضَعْتَ السَّاس
وما اتْزَعْزَعْتَ يُوم دَرَعوا الحَبِل فى الرَّاس
مَرَقْ بِى ثَبَاتْ قَاصَد إتْحَاد عُمْالو
أعْزَل دُونْ حَرَسْ غَيْر هَيْبَتو وأفْعَالو
عَارِفْ نَفْسو مَا مُجْرِم ومُرْتَاح بَالو
وَجَدْ المُجْرمِين السَّفَله فى اسْتَقْبَالو
كَضبَ القَالْ فى يُومْ رَفَعْ لو سِلاحْ
سِلاحوا المَبْدا والإيْمَانْ ودْربو كِفَاح
وَاضِح زىْ جَبِيْنو الضَّاوي فى البَيَّاح
وكَضابْ الْ بِقُول كتَلوُ وخَلاصْ ارْتَاح
جابو معاوية يشهد شوف معاوية وغدرو
طلع خنجرو وطعن الشفيع فى ضهرو
جازاهو الاله سحب الوزارة و وزرو
قاعد للابد والمولى رافض عذرو
قال ليهم سلام ماردو ليهو سلامو
قال ليهم كلام سدو الاضان لى كلامو
واحد قال سجن فك النميرى حزامو
قال سجن ايه كمان لابد من اعدامو
راح للشجرة تحت الضل لقى الحكام
سانين السلاح فى وشوشهم الاجرام
عربدو بالشفيع ناسين حساب قدام
ادوهو العطش واستعجلو الاعدام
٣-
الشاعر العراقي مظفر النواب –
في رثاء عبد الخالق محجوب
*************************
وسافرت الى الغابات
ظبى ذبح الان
وللنبع عصافير
نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
ملت….
فضج الكون عصافير ملونه
صعدت على سلم زقزقه
فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
غطانى السندس
أغمضت
وصدع من خرزه أمس
وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ
وتحريت مطارات العالم
لم أسمع غير الكذب
واقعى طفل فى عفن الشمس
تغوط فى دعه وتمسح كالجن
بآخر تصريح فى صحف الأمس
وللنبع المجرور الى الظل
وتسحبه الشمس ببطء
كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى
والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
يحمل رأس ثلاثه ثوريين
ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ
أين ستذهب يا قاتل
يا قنفذ
الناس عراه فى الشارع
الناس بنادق فى الشارع
الناس جحيم
اى الابواب فتحت
فهنالك نار
ولله جنود من عسل
وعلى رأسك يا ,,محجوب
رأينا سله خبز تأكل منه الطير
فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك
وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء
مفقأه الأعين
وارتفعت أدخنه الكيف الدولى
الهى اى مزاح تمزح هذا
ليسدل شئ فوق المسرح
فخلف كل ثائر يموت
ثائر جديد
٤-
عبدالخالق ختاي المزالق
***************
نظمها الراحل محجوب شريف شعرا عام 1972 في سجن “شالا”، ولحنها السر الناطق ,وفي نهاية 1972 تم تحويل بعض المعتلقين الي “كوبر” وجاءات معهم الاغنية وادخل وردي تعديلات بسيطة علي اللحن.
إسمو عبد الخالق
ختاي المزالق
أب قلبا حجر
إلا ما عليك يا أرض الوطن
يا أمه العزيزة
ختالك ركيزة
ديمة باقية ليك
في الحزب الشيوعي
طيري يا يمامة
وغني يا حمامة
بلغي اليتامى
الخائفين ظلاما
قولي عبد الخالق حي
بالسلامة
في الحزب الشيوعي
الفارس معلق
ولا الموت معلق
حيرنا البطل
طار بحبلو حلق
فج الموت وفات
خلا الموت معلق
في عيننا بات
وسط الناس نزل
بالحزب الشيوعي
الرجل الحبوب بكرى انقلاب19يوليو فيه امور كثيرة غير واضحه للاجيال الجديده هل تدخل عبد الناصر والقذافى بافشاله ثانيا احداث قصر الضيافف يقال ان هناك انقلاب بقيادة صلاح عبد العال مبروك وفوجى الجميع به فى الاذاعه وكان يستعد لالقاء خطاب وعندما شك فيه نميرى كلفه بمحاكمة صديقه بابكر النور حيث فشلت كل محاولات نميرى عندتشكيل محاكمه العشوائيه لاعدامه فوكلها لعبد العال فتم لنميرى ما اراد فحكم صلاح على بابكر النور بالاعدام
سلام يكفي انهم دمروا السودان كلوا