القيادي بالاتحادي الأصل تاج السر الميرغني:نحن لم نشارك وشبابنا في المعتقلات أما القابعون في الوزارات فهؤلاء أبلغ وصف لهم هو (البدون)

دستور الحزب لا يسمح بمشاركة أنظمة انقلابية
المؤتمر الوطني شوَّه صورة الإسلام وأساء له ولا مستقبل للسودان في ظل الإنقاذ.
الاتحاديون غير مشاركين أما من تتعالى أصواتهم عند (الزنقات) فهؤلاء حلفاء سفينة الإنقاذ
(البدون) هؤلاء خرجوا من الحزب ولم ينضموا للحزب الحاكم

أعدته: سلمى عبدالله

يعد القيادي بالاتحادي الأصل  الشريف تاج السر الميرغني من الفئة المناوئة لمشاركة الحزب ما جعله على خلاف مع قيادة الحزب ?الميرغني وأبنائه? رغم أنه من البيت الميرغني الحاكم والمتزعِّم لقيادة الحزب وطريقة الختمية، لكنه لم صمت كغيره من القيادات رغم أن الأمر جاء عبر قيادات الحزب ثمة مواقف تقفز بتاج السر إلى صف المعارضة، إلا أنه يعود ويتمسَّك بعباءة الختمية. حاولنا عبر هذا اللقاء الوقوف على بعض تلك المواقف.. والى التفاصيل:

موقفكم من ارتفاع الأسعار وأنتم مشاركين في الحكومة وتتحمَّلون مسؤولية ذلك مع المؤتمر الوطني،  هل لديك حلاً سيما وأن ذلك محسوب عليكم باعتباركم أكبر حزب مشارك؟
أولاً، الحزب غير مشارك وشبابنا في المعتقلات وإذا كنت تقصدين من يقبعون في الوزارات فهؤلاء أبلغ وصف لهم هو (البدون) خرجوا من الحزب ولم ينضموا للحزب الحاكم، والحل هو زوال النظام .

موضوع الانتخابات القادمة ألا ترى أنه من الأفضل إجراء تغيير سلمي بدلاً عن الانتخابات حتى لا يفرض عليهم أشخاصاً عبر صناديق الاقتراع وإتاحة الفرص للخبرات؟
لم تجر انتخابات حقيقية منذ الديمقراطية الثالثة، التغيير السلمي هو مطلب الشعب، لكن النظام لا يريد ذلك ، لقد خرج الشعب في سبتمبر 2013 ليعبِّر سلمياً عن رفضه للزيادات فحدث ما حدث وخرج مطلع هذا العام و كان مصيره الاعتقال وطلب شهادة سير وسلوك، الحل في تكوين حكومة انتقالية ومحاسبة المفسدين دون استثناء ومحاكمة كل من قتل و أجرم.
هناك من يقول إن غياب مولانا أضعف الحزب؟
بالعكس الحزب تم بناء مؤسساته بديمقراطية حقيقية بعيداً عن التعيين والتكليف الذي جلب ضعاف النفوس والمتسلقين.

المؤتمر الوطني يتبنى المشروع الإسلامي هناك من يرى أنكم أولى بذلك منه تمتلكون الأرض والجمهور  (الختمية والاتحاديين)؟
المؤتمر الوطني شوَّه صورة الإسلام وأساء له، ففي عهده فقدنا التسامح و ظهر الفساد بأشكاله وظهرت المحسوبية المقيتة، هذا بالإضافة إلى ظاهرة الإلحاد التي كنا لا نعرفها. بالنسبة للختمية فلا صلة لها بالسياسة وهذا الربط مستحدث أشبه بالتمكين الذي خرَّبت به الإنقاذ الخدمة المدنية. السودان به تعددية لا يمكن أن تفرض رأيك على الكل، هذا بالإضافة إلى أن الشريعة الإسلامية مصدر من مصادر التشريع في القانون السوداني.

حسب تقديرك هل السودان يحتاج لمائة حزب يديرون شؤونه؟
هذا انعكاس للشمولية وتدخل الحزب الحاكم في شؤون الأحزاب وشراء الذمم، لذلك نجد كل (نفرين تلاتة) عملوا حزباً واستعان بهم الحزب الحاكم كديكور، غالبية الشعب السوداني تنقسم بين الاتحادي والأمة وستختفي أحزاب المشاركة مثل (حزب البهجة) بعد زوال هذا النظام.

موقفكم حول العلاقات مع مصر غامض؟
موقفنا واضح?نحن من بنينا الحزب وتولينا قيادته، ورؤيتنا للعلاقة مع مصر وغيرها هي احترام السيادة الوطنية والعلاقات المتبادلة بما يعود بالنفع على السودان.
حسب قراءتك للراهن السياسي إلى أين يتجه السودان وماهو مستقبل العلاقات الخارجية بعد المشاركة في عاصفة الحزم؟
يتجه لهاوية ودمار، لأن النظام فقد عقله وأصبح يخشى الابتعاد عن الكرسي خوفاً من الحساب.

ماهو مستقبل العلاقات الخارجية السودانية  ؟
لا مستقبل للسودان في ظل الإنقاذ.

ماهي أسباب الأزمة الاقتصادية برأيك وهل هناك ضرورة لارتباط السودان بالدولار وهل يوجد بديل؟
مشكلة السودان الفساد، سنوياً ينشر التجاوزات ولا يحاسب عليها أحد وهذا أن دل على شيء فيدل على فساد مؤسسي، إذا لم تتم معالجته فلا جدوى من التفكير في أي إصلاح، البدائل موجودة لكن إلا بزوال هذا النظام الفاسد.

كحزب مشارك لماذا لا تسألون المؤتمر عن عائد الصادرات من بترول وذهب؟
نحن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ضد النظام، نحن من سنحاسب النظام وأعوانه، يُسأل المشاركون، وبدأ من سرقة اسم الحزب وتلويثه، حتى في مشاركتهم مقسَّمين لمجموعات وهذا يحدث عندما تكون المشاركة لمصلحة خاصة.

ماهو سر الخلاف بينكم وبين السيد الحسن ؟ ألا تخشى من تفرُّق بيت الميرغني بسبب السلطة؟
لا يوجد خلاف شخصي، ولكن الخلاف مبدئي وفي كلمة الحق لا أخشى شيئاً، أرى نفسي على حق و متبع الحق، وأتحمَّل كامل المسؤولية أمام الله قبل البشر.

هناك سؤال من الجماهير إلى متى تدير أسرة الميرغني الحزب من الخارج ؟ ماهو سر غياب الميرغني وبقاؤه بالخارج؟
الحزب تديره مؤسسات منتخبة و ترأسه هيئة رئاسية كل يقوم بواجبه على أكمل وجه، هذا بالإضافة إلى أن الحزب لا يوجد به من أسرة الميرغني سواي، وحتى عملية البناء تم أغلبها وأنا بالخارج، وهذا يؤكد بأن الحزب لن يعيقه غياب شخص، وأيضاً لن يضعف عملي وأنا في الخارج، وبقاء الميرغني بالخارج لعامل السن والصحة.
الكل يعلم أن المؤسسة الموجودة تم حلها بواسطة رئيس الحزب قبل سبع سنوات، وكوَّن لجنة للانتخابات بقيادة محمد فائق بما يعني حسب الاتحاديين عدم شرعية حتى رئيس الحزب نفسه؟
الهيئة الرئاسية كوَّنها مؤتمر الحزب عام 2015م.

كثير من الاتحاديين ينادون بفض الشراكة مع المؤتمر الوطني هل أنت مع هذا المقترح؟
الاتحاديون غير مشاركين، أما من تتعالى أصواتهم عند (الزنقات) فهؤلاء حلفاء سفينة الإنقاذ.

إذاً أنت تعتبر الأصل غير مشارك؟
الأصل غير مشارك، لأن دستوره لا يسمح بمشاركة أنظمة انقلابية، هذا بالإضافة إلى أن أول مؤتمر للحزب عقدناه في ضاحية أم دوم عام 2015م.

هناك من يرى أن حل خلافات   الاتحادي تكمن في نزعه لثوب الختمية والتوجه للعمل السياسي ماتعلقيك؟
إرجاع الأمور لطبيعتها له أثر إيجابي، فالطريقة لم تكن في يوم من الأيام لها صلة بالسياسة، لكن أحب أن أضيف أيضاً عدم عقد المؤتمر العام .

هناك من يرى أن أبناء الميرغني ربما فشلوا سياسياً لأنهم بعدين عن أجواء الحزب والعمل العام  ماتقييمك؟
فشلوا لعدم خوضهم التجربة، هذا بالإضافة إلى عزلتهم عن المجتمع و عدم احتكاكهم بالمواطن.

موقفك من مجموعة لندن التي يتزعمها ميرغني بركات وطه علي البشير وماهو السر في عدم مقابلتهم للميرغني الأب؟
هم ديل لسه موجودين؟ نحن بعد عقدنا للمؤتمر الثاني للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لم نعد نفكِّر في هؤلاء، الآن نحن قطعنا شوطاً كبيراً في الوحدة الاتحادية وهي همنا الأول، لقد تجاوزنا من تجاوزهم الزمن وحقيقة يمتاز عليهم الحزب الحاكم بالمواجهة (في الباطل) أما هؤلاء فلا يمتلكوا ذرة من الشجاعة لدرجة عدم تمكنهم من اتخاذ موقف  .

أين الختمية وماهو موقفهم مما يدور بالحزب باعتبارهم الكتلة الأكبر؟
الختمية أصلاً لا صلة لها بالسياسة و بيعتها مركزية للإمام الختم، رضوان الله عليهم، فلا شيخ لها سواه وكل من دونه خلفاء، بمعنى أن ما يجري الآن من توجيه للبيعة ما هو إلا تدليس، هذا بالإضافة إلى أن ليس في قاموس الطريقة (المرشد العام) فهذه أتت حديثاً تأسياً بالإخوان المسلمين. للختم، رضوان الله عليه، رسالة واضحة نهى فيها تولي المناصب وهذا يؤكد بُعد الطريقة عن السياسة فإن انتمى فرد منها لأي حزب فهو يمثِّل نفسه.

التيار.