مقالات سياسية

19 ديسمبر 1989 أعدام مجدي:..طلب كوبآ من الشاي ورشفه..واعدم!!ا

19 ديسمبر 1989 أعدام مجدي:..طلب كوبآ من الشاي ورشفه..واعدم!!

بكري الصايغ
[email protected]

مـقدمة:
——-
***- بعد غد الأثنين 19 ديسمبر 1989، تمر الذكري الثانية والعشرين علي اعدام الطالب مجدي ،ابن رجل الأعمال المعروف محليآ وعالميآ المرحوم محجوب محمد، وافتح اليوم مجددآ وكعادتي كل عام وكلما حلت مناسبة اعدامه ملف اعدامه ونشر تفاصيلها حبآ في ان تبقي قصته الدامية دومآ في خاطرة الملايين، وتأكيدآ واصرارآ علي ان هذا الملف مازال مفتوحآ الي يوم القصاص والعقاب من القتلة السفلة الذين مااعدموه الا حبآ في سلب ونهب تركة الراحل محجوب،

***- وساقوم ببث تفاصيل الحادثة في سطور مرقمة بدآ من يوم وصل الراحل مجدي من لندن، الي لحظات العزاء التي منعت بالقوة العسكرية.

مـدخل (1):
———–
***- كان هناك مبلغاً من المال لم يتقاسمه ( الورثة ) من أبناء وبنات الرجل العاصمي، الميكنــيــكي ورجل الأعمال ( محجوب محمد أحمد ) ، لأنهم ليسوا في حاجة إليه الآن على أقل تقدير، ولا أحد يعرف مكان المفتاح الخاص بخزانة والدهم، إلى ما قبل اسبوع من الفاجعة التي ألمت بالأسرة، وقد كان معظم الذين شاركوا أيام العزاء عام 1987 م، من الأخوان والأخوات خارج البلاد، في مهاجرهم واماكن عملهم .. والحياة تسير سيرها الطبيعي .. والطبيعي جداً، لأنها لن تقف لموت أحد أو لحياته .. الشيء الوحيد الذي تغير وأثّر على البلاد برمتها، هو ان هناك حكماً ونظاماً جديدين وصلا إلى السلطة وحكم البلاد .. وانهم سمّوا أنفسهم ( ثورة الإنقاذ الوطني ) ، وأن هناك حظر للتجوال في تلك الأيام.

***- وطالت قائمة الممنوعات بالنسبة للمواطنين، وكثرت الإعتقالات السياسية والكيدية للمعارضين،وظهرت على شاشات التليفزيون الحكومي أشكال وأسماء من البشر لم يرها أو يسمع بها أحد من قبل، لدرجة انها لفتت انظار الكثيرين ومنهم كاتبنا العالمي ( الطيب صالح )ودعته لقولته الشهيرة ( من أين أتى هؤلاء الناس؟ ) ، كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ويتحدثون بلسانها، حتى كشفت الأيام، وعاديات الليالي، أنهم رجال ( حزب الجبهة الإسلامية القومية )!.. بزعامة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي .عسكريون من اتباعه، ومدنيون من اتباعه ايضاً، والكل يحمل السلاح، انطلقوا بعد 30 يونيو 1989 م في شوارع الخرطوم، وبين جسورها الثلاث، على النيل، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض،يحكمون قبضتهم على المدينة الوادعة، وأهلها الطيبين، ومرافقها الإستراتيجية.

***- وتمت السيطرة على قيادة الجيش، والإذاعة العامة والتليفزيون الحكومي، ً وشيئا ً فشيئا انتشرت كوادرهم كالسرطان على كل مدن السودان، بحيلة بسيطة صدقها الناس، وبكل أسف صدقها الجيش السوداني، وهي انهم فعلوا ذلك باسم ( قيادة القوات المسلحة ). لم يجدوا أي مقاومة ولذلك احكموا قبضتهم حتى على رقاب الناس، وتمت أكبر عملية طرد لمعظم موظفي الخدمة المدنية، والقوات النظامية، والمؤسسات العامة، وإحلال الكوادر الموالية لهم .. مكانهم .. كانت أكبر عملية طرد يشهدها الوطن بكل الذل والمهانة، والتجويع ..لذلك صار حتى الهواء ثقيلاً وصار من الصعب التنفس .تم ذلك في الأسابيع الأولى لإنقلاب 30 يونيو 1989 م، ووضحت الرؤيا تماماً، إنهم رجال ( الجبهة القومية الإسلامية ).. رجال الشيخ ( حسن الترابي ) ، هذه الشخصية المثيرة للجدل داخلياً، وخارجياً .. إنطلقوا كالوحوش التي فلتت من محابسها، بكل حرمان السنين، وهم يخططون للإستيلاء على السلطة، وها هي الآن بين ايديهم .. ترى ماذا هم فاعلون بها؟ سوى تصفية الحسابات، .. فعلاً ( من أين أتى هؤلاء القوم؟ !).

***- ( أدوات ) من أحياء فقيرة، وأسماء مغمورة، جمعها هذا الداهية السياسي، أدوات وقطع شطرنج، لتنفيذ مخطط حزبه، بعد كفره بالديمقراطية، وذهب هو مع المعتقلين السياسيين إلى سجن كوبر الشهير، في عملية تمويه، حتى إذا فشلت حركتهم يكون ( هو ) منها براء، حتى أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ ( محمد إبراهيم نقد ) قال له بعد عدة أيام من قيام الحركة وهم بالمعتقل : ( كفاية يا شيخ حسن .. لقد جاملتنا بما فيه الكفاية، شكر الله سعيك . اذهب وأخرج إلى ( اصحابك .. لأنهم في إنتظارك .!!). لو تتبعنا ما حدثً لاحقاً .. ما أكفانا هذا الكتاب .. وحتى لا ننصرف عن هدفنا في موضوع قضية مجدي محجوب محمد أحمد،وغيره من بعض المظاليم.

***- وكل الحقائق ً تقريبا معروفة ، حتى خلافاتهم حول السلطة، وإنشقاقهم الشهير رغم محاولات تجميل الوجه القبيح. قالوا انهم اتوا من أجل إقامة الدين، والعدل، وبدأوا في إصدار قوانين لا تعرف ديناً ولا عدلاً، حيث صرح العميد حقوقي ( أحمد محمود حسن ) ، المستشار القانوني ??لس قيادة الإنقلاب : ” ان القوانين الخاصة بمحاكم أمن الثورة هدفها تأمين الثورة من النواحي الإقتصادية (!) والنفسية والإجتماعية (!) ، لتحقيق الأرضية الصاحة للتنمية والإستقرار، والإستثمار والأمن الغذائي . وأن قضايا الأمن والإستقرار لا تتم إلاّ في ظل تشريعات حاسمة تنفذ وتطبق عبر محاكم عادلة وسريعة الإنجاز ..!! ؟ “.

***- وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري ( وقتها ) صلاح الدين محمد أحمد كرار، عضو مجلس الثورة، ورئيس اللجنة الإقتصادية : ” لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها “. كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها .

***- في اكتوبر 1989 م، صرح السيد ( جلال علي لطفي ) رئيس القضاء ( رئيس المحكمة الدستورية الآن )!: ” المطلوب من محاكم أمن الثورة، هو إجتثاث الفساد الذي استشرى في البلاد، ومعاقبة المجرمين والفاسدين، وكل من يهدد أمن البلاد، وإقتصادها “. وأشار إلى انه بحث مع القضاة بعض جوانب القانون فيما يختص بأحكام الإعدام، وعرضها على رئيس المحكمة العليا وفق قانون الإجراءات، وأن يطبق قانون الإجراءات الجنائية في وجود المتهم بالسجن، إلى أن يؤيد الحكم أو يُعدّل ..!

***- إنطلقت الكوادر المسعورة من عقالها، خاصة العقائديين منهم، الذين سيطروا على أجهزة
الأمن، والاستخبارات العسكرية، والشرطة، يبحثون عن الضحايا، ولا بأس عن الغنائم من أموال الناس، وممتلكاتهم . وبدأت المأساة الدامية . وكانت بيوت الأشباح جاهزة لاستقبال الضحايا . وُأعدّت مراكز الإعتقال في مباني جهاز الأمن ( للترحيب ) بالقادمين، وحتى بعض أقسام الشرطة كان لها دورها في ذلك . وغطى نشاط محاكم أمن الثورة العاصمة المثلثة ، وكان يمثل الإتهام الكوادر النشطة في هذا الجرم العقائدي، بإيحاء ودعم من السلطة القابضة على زمام الأمور في البلد . وأجتهدوا في الوصول إلى أماكن المال . وكأن الإقتصاد بالنسبة للدولة هو تفتيش جيوب المواطنين.

***- طالعتنا جريدة ( السودان الحديث ) ، في العدد 36 بتاريخ 1989/ 10 / 11 م، وفي صدر صفحاتها الأولى، بمانشتات حمراء على النحو التالي :-
? القبض على أخطر تاجر للعملة ، بالعاصمة القومية .
? ضبط مبالغ كبيرة من مختلف العملات بحوزة المتهم .
? المتهم يدير شبكة للإتجار في العملة، د اخلياً وخارجياً .
وفحوى الخبر : ألقت الجهات المعنية القبض على أكبر تجار العملة بالعاصمة القومية، ويدعى محمد حسن علي ، الشهير بالريس ، بالقرب من مكاتب جريدة السياسة، بشارع البلدية . وقال العقيد سيف الدين ميرغني ( رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية )!!! أنه قد وجد بحوزة المتهم 511 ريال سعودي، 140.200 الف جنيه مصري، ألف ليره لبنانية، مائة درهم أماراتي، 230 ريال قطري، 282 دولار أمريكي، خمسمائة دولار بشيك سياحي، والمتهم يعتبر من أخطر تجار العملة، ويدير أكبر شبكة للإتجار بالعملة د اخل ياً وخارجياً، وله عملاء بالداخل والخارج، وتم فتح عدة بلاغات ضده ? انتهى الخبر؟ !. المتهم ( معوّق ) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين … وبدأ المسلسل الدامي، وكرّت مسبحة الخوف والإرهاب، الذي جعل الجيوب ترتجف قبل القلوب أحياناً، خوفاً على ما تملك، والمبالغ هذه لا تسوى ً شيئا مما نهب في تلك الأيام المظلمة، وعلى مدى سنوات طويلة .. طويلة جد اً.. أزكمت رائحتها مساحة المليون ميل مربع.

مـدخل (2):
————
***- العيون تتلصص، والآذان تُرهف السمع، والتقارير تدبج وبسوء نية ضد الخصوم . والأيام تدور دورتها ببطء .. والهواء ثقيل على التنفس .. وهناك في حي الخرطوم (2) الراقي، والشهير بمنازلة الفخمة والأنيقة .. في أحد تلك المنازل كان ( مجدي ) وسط أسرته، يعمل معهم للمحافظة على ثروة أبيه، وإدارة املاكهم الواسعة، لا يهتم بما يدور حوله من أحداث، إلاّ ما يشغل بال وهم المواطن العادي من أخبار الحكام الجدد، وحكاياتهم وأصلهم وأصولهم، ومن انهم أتباع ( الجبهة الإسلامية القومية ). كل الخرطوم تتحدث، والسودان كله وكل دول الجوار، ومن أن ( المعارضة ) !! التي تسللت إلى الخارج نشرت أخبارهم على مستوى العالم .( مجدي ) ، هاد ئاً كعادته، و اثقاً من مستقبل أسرته، باراً بأهله، جاداً في عمله .. وفي حياته الشخصية .

***- وبدأت التعمية ، والتمويه مرة أخرى .. بدأت محكمة خاصة في محاكمة أحد كوادرهم النشطة حتى ( الآن ).. الدكتور مجذوب الخليفة أحمد )حاكم الأقليم الشمالي سابقاً، إبان حكومة الصادق المهدي، وحاكم الخرطوم في عهد الإنقاذ الوطني، ووزير الزراعة حالياً، ورئيس وفد المفاوضات في ابوجا بنيجيريا مع متمردي حركة دارفور )!. حوكم معه ثلاثة متهمين آخرين هم : عبدالقيوم إبراهيم ? مدير مكتب المتابعة للإقليم الشمالي بالخرطوم، وشريف سعيد صالح – مدير شركة الشمال، والدكتور حاج الطيب الطاهر – مفوض عام الإغاثة، بتهمة بيع لبن إغاثة في أكياس خُصص إبان كوارث السيول والفيضانات عام 1988 م لصالح الإقليم الشمالي بيّن المتحري في القضية ضلوع المتهمين الأربعة في عمليات البيع، كما قدّم المستندات اللازمة، وبيّن أن لجنة التحقيق استمعت إلى (17) شاهد قبل أن تقوم بفتح البلاغ.

مـدخل (3):
———–
***-تم الإفراج عن المتهمين الأول والثاني بضمانة مالية . وفي جلسة المحكمة بتاريخ 1989 / 10 / 12 م، والتي كان يرأسها العقيد أ . ح . ( محمد بشير سليمان ) ترقى بعد ذلك وأصبح قائداً للكلية الحربية، مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الناطق الرسمي بإسمها ) ( ورد اسمه في محاولات المؤتمر الشعبي ضد النظام .. تم إعفاؤه )… تمت أيامها تبرئة المتهمين الأربعة في قضية بيع لبن الإغاثة، وقالت المحكمة أن الأتهام فشل في إثبات التهم الموجهه للمتهمين ? رئيس لجنة التحقيق والإتهام ، كان المقدم شرطة ( النور كومي ) شغل بعدها منصب المحافظ بإحدى محافظات غرب السودان العديدة.

***- كانت مسرحية سيئة الإخراج بدرجة تحت الصفر لإخفاء الهوية، والقول أنهم طلاب عدل .. في تلك الأيام .. التي مازالت .. ؟ !! المضحك حتى البكاء .. والألم أنه في تلك الأيام ( مقارنة بما يحدث ونشاهد اليوم ) أنه تم إعفاء اللواء ( بكري المك موسى ) ، حاكم الإقليم الشرقي في منتصف أكتوبر 1989 م، لسوء التصرفات المالية، لأنه قام بعملية صيانة لمنزله ومكتبه ! وتم تعيين اللواء ( يوسف بشير سراج ) بعد إعادته للخدمة بدلاً منه،

مـدخل (4)-
———
***- بدأت المحاكم الخاصة في عمليات السلب والنهب المقنن لأموال الناس، وتجارتهم وكان محور نشاطها في العاصمة لثقلها المالي والتجاري، وحتى الذين حاولوا نقل تجارتهم خارج البلاد، ووصلوا بجزء من أموالهم إلى مطار الخرطوم، رصدتهم الأعين والتقارير وتم القبض عليهم ومصادرة أموالهم، وكانت القناعات تقول أن هذه الأموال لن تجد طريقها إلى بنك السودان ( البنك المركزي ) ، بل ستجد طريقها لسد رمق حرمان السنين، ولا خوف من الشعب طالما أن القبضة قوية .. ومحكمة .. ولا ضير من بعض المسرحيات اللاهية والعبثية ..!!

مـدخل (5):
———–
***- قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات ( الإنقلاب ) ، والشوارع خفيفة الحركة مساءاً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال . نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن.. مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما، .. الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء.

***- اكملا إجراءات التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية ( امبدة ) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية، ( لايهم ماذا بعد؟ ).. سال اللعاب، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام .. سرعان ما بدأت الإجراءات ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان ( دار حزب الأمة ).. تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً.

***- توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي ( معمر القذافي ) الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي . بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية، وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه . ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه .. بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط؟ ! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ .. والذي لا يعرف مكانه إلا الله .. والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية …

***- يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم .. ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده .. ولكن بطريقتهم .. أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام .. العدلية!!

مـدخل (6):
————
***- عود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989 م .. وبدايتها عصر في منزل المرحوم ( مجدي محجوب محمد أحمد ). في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة، ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته .. استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار .. لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى ( عزاء ) ، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع(21) ، على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس .. امتثل كعادته للأمر من والدته، وقام بإجراء الواجب نحوهن، وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء، وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم يضاً وحتى خروجه، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة ( الروليت ) القاتله التي يديرها النظام وأوكل امرها للعقيد ( صلاح الدين محمد أحمد كرار ) ، عضو مجلس الثورة و بعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه ..

***- قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً . عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد .سمع، وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي – طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية، وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم : “أنت مجدي محجوب؟ ..” فأجابه بهدوء رغم وقع المفاجأة والدهشة : ” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : ” نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم.

***- التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنك تاجر عملة . إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب – يجيدونه في مثل هذه المواقف ” ده شنو ده ؟ ” و أيضاً رغم سخافة السؤال وسائله .. أجاب بهدوء .. بأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل ( كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانية .. وهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام ).

***- تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراء أصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة.

***- عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة . تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم .. تقدم نحو ( مجدي ) وحتى قبل أن يسألوه ( قال ): أن وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح : ” أين المفتاح؟ “.. رد ( مجدي ):” المفتاح كان مفقودا ” وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا ” ، وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج .. وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء، إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على ( ظلام الظلم ).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة .. و ( مجدي ) وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام.أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة.

***- أشعل الشموع وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما ..أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج، وسارع هذا ( الأحدهم ). وأحضر علبة الزيت وصبّ ( مجدي ) قليلاً من الزيت على المفتاح .. وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد.

***- مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على ( مجدي ) ، أخرج
أور اقاً بها معاملات تجارية، نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً، وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة على المكان. بدأ أحد أفراد القوة في حصر لغنائم :-
———————————
(115) ألف دولار أمريكي .
(4) ألف ريال سعودي.
(2) ألف جنيه مصري.
(11) ألف بـُر أثيوبي.
(750)ألف جنيه سوداني.

***- أمر قائد القوة بإحضار (جوال ) ، وتم (حشر ) الأموال بداخله .. حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم ( مجدي ) كل من يد . كان القائد في الأمام، وإثنان آخران يسيران في الخلف .. القوة تحمل المال والسلاح، وأما مجدي لا يحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره .. إنطلقت السيارات إلى شارع (1) بحي العمارات . توقف الموكب ( الظافر ) أمام مركز الشرطة بذلك الشارع.

مـدخل (7):
———–
***- الساعة تقترب من التاسعة مساء و ( مجدي ) لم يحضر !؟ ليست هذه من عاداته ! ، وقلب الأم دليلها .. لابد أن هناك ً شيئاً!! ). همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل . ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم (.2)..( كان ) زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان . نزلت الأم مسرعة تجاههما .. ماذا هناك !؟ أين مجدي .. ؟ أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم، بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!.

***- وكانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعد أن أذاع التليفزيون خبر القبض على ( مجدي ) في نفس الليلة .. حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع (1) ، وإنها إجراءات بسيطة وستظهر براءته(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزءاً من لعبة الروليت القاتلة ).. ولكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق.

***- مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته. وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى سريعاً.. وبعد إجراءات التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير.

***-

مـدخل (8):
———-
***- والأم وقلبها، وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها ( مجدي ). لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف.

***- وفي نهاية نفس الأسبوع ..الخميس – الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989 م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم (2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن . نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي . تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم . وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة (مجدي ) بحديقة السيد علي الميرغني( وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية،).

***- أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن ( مجدي ).. وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً، وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها .. الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.

***-

مـدخل (9):
———-
***- وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية ( محاكم أمن الثورة ) ، لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة .. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة ! ؟ الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً .. وينقذون ( مجدي )..

***- يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة .. وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على (مجدي) ،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب، خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبار ( الحكم )! الجديد في بلادهم وسياسته، رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم .. وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينة ( القاهرة ) ، العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاء ( مجدي ) ، بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم .. وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة (عادل ) مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف .. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة ( بدون إبداء الأسباب ) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة .. أعداد مهولة.

***- إنتهز ( عادل ) الفرصة، وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام، للإستجمام والراحة قل يلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ( ممدوح ).. وفي ليلة القبض على ( مجدي ) ، والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي، أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار .. في نفس الليلة . تلقاها ( ممدوح ) بصمت وذهول .. سمعها منهم ( عادل ) بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن ..؟.

***- على الجانب الآخر من الخط كانت ( مديحة ) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ .. ولكن القلق صار ينهش في العقول . تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع ( عادل ) فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر ( مندور ) الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ( ممدوح ) بالقاهرة، لأنه كان رجل ( سوق وإقتصاد ).. قوي، ويخشى عليه من لعبة ( روليت ) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد ( العقيد(أ . ح .) صلاح الدين كرارومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية( العقيد (أ . ح .) سيف الدين ميرغني…

مـدخل (10)-
———–
***- في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1) ، بإمتداد لعمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً.أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة (عادل) العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة ( بالمعاش ) ، وأخرجوا لهما ( مجدي ) من زنزانته . قابل صديقه، وأخيه ( مندور ) رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراءات التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة !. طلب ( عادل ) من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله.سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة.

***- أثناء الزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً .. خاصة والدته، ولكن يبدو أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة ،.. كما يقولون . بعد عدة أيام، وإجراءات الشرطة تطمئنهم ،أن (مجدي) ليس هناك ما يؤخذ عليه، خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله، وفي خزانة المرحوم والده، وهي من ضمن ميراث العائلة..

مـدخل (11)-
————-
***- تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على ( مساعد طيار ) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية، وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها:
(222.175)ألف ريال سعودي
(94.925)ألف دولار أمريكي
(800)شيك سياحي
(3.400)ألف جنيه مصري.

***- حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي ( العقيد أ . ح .) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصادية، التابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة، أو يصرح ولو ً تليفزيونيا بذلك .. بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة .. وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين اً في شراك لعبة (الروليت) الإقتصادية .. السودانية !.. (الضحية) هذه المرة من السودانيين (الأقباط) ، والأموال تخص بعض أهله ، كما اثبتت التحقيقات، وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم، أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاء البلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت.

***- شعر أفراد الأسرة وصديقهم ( عادل ) بالقلق، بعد أن تم نقل ( مجدي ) بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار ( جرجس ) ، ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية، إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى.

***- أصبحت المقابلة بالنسبة ( لمجدي ) صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة، ولكن ( عادل ) وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصة..وبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه.

مـدخل (12):
————-
***- غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراً .. ستتم محاكمة ( مجدي ) ، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل !”. عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ، أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة
بالخرطوم (2) ، وإنصرف ساخراً . ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم .. لفظاعتها .. وغد المحكمة !!؟.
ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل . استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها .. حتى منتصف النهار، لم يحضر ( مجدي ) ، ولا اّّّّياً من حراسته . وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة (الجمعة) في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا .. الرائد ( وقتها ) إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة، وأصغر ألأعضاء سناً، وحداثه، .. وحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة.

***- حوالي العصر، وقف أمام البوابة الرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع ( لاندكروزر ) ، نزل منها الرائد ميرغني سليمان ، أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و (ملحوق ) للأمن ( نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية !؟ ) ، وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها ( مجدي ) ، ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود ، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس، أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس . انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة.

مـدخل (13):
————-
***- كانت والدة (مجدي) ، وإخوته .. و (عادل) بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس، رغم أن اليوم عطلة اسبوعية .. أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين .. خاصة نظرات بعض الجنود .. المباني داخل الحديقة مقسمة إلى عدة أجزاء . انعقدت محكمة (مجدي) في جزء منها، وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود) ، والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام: –
(37.350)ألف دولار أمريكي .. وألف ومئة دولار أخرى لوحدها.
محكمة (مجدي) أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم (1) ، و ( المريود ) المحكمة الخاصة رقم (2) ، ولكل قضاتها من العسكريين ، الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين.

***- (مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدته، وإخوته، والأهل وبعض المعارف .. برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة.

مـدخل (14):
————
***- قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة) ، والرائد (وقتها) حسن صالح بريمة بسلاح الطيران (حالياً عقيد أ . ح .) ، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين, دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة مهندس من القوات الجوية ( الأخير له قصة لاحقة، إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د . حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي ).

***- الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989 م، بدأت إجراءات المحكمة العسكرية الخاصة رقم (1):
والمتهم ( مجدي محجوب محمد أحمد ).. والتهمة .. الإتجار في العملة الأجنبية (رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن؟ !).

***- حُرم محامي ( مجدي ) ، الاستاذ ( عبدالحليم الطاهر ) من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير، والعقوبة المتوقعة أخطر -رغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة – ولكن محامي ( مجدي ) تم منعه، والمحاكمات السابقة هي :
(1)محاكمة المتهم والوزير السابق ( عثمان عمر )وكان وز ير اً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع؟ !!!
(2) محاكمة الدكتور ( مجذوب الخليفة أحمد ) وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات.

***- بدأت الإجراءات وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم . قال أحدهم ويدعى (حسن حمد) أن
المعلومات أفادت أن (مجدي) لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها) ، وقال آخر يدعى ( أزهري ) أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله؟ !.. لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة.

***- إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول : ( يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم .).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل .. بعد مناقشات بين المحامي والمتهم، (كصديق)! ؟، وشهود الإتهام .. والمحكمة .. أتضح أن ( مجدي ) لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ..! ومن داخل خزانة المرحوم والده !!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة ) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر (غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!

***- كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل . مرت
بطيئة كأنها دهر ، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس .. وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة .. وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم :-
” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة لأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة .. في الظلام، وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع ( عادل أحمد محمد الحاج )..
ذهول .. وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة؟ ! وأنهمرت الدموع .. دموع رجال غالية .. وأم .. بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي .. اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم، ..و( عادل ).. أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه..و (مجدي). المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع، وطالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له ..وأن يلزموا الصبر..ويفوضوأ أمرهم إلى الله.ي نفس التوقيت .. كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراءاتها، وحكمت على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ًشنقا حتى الموت؟.

مـدخل (15):
———-
***- خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة .. على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع .. دموع الطبيعة .. والنيل الأزرق .. هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث .. بصمته الرهيب .. والمحيّر . و ( مجدي ).. هذا الصامد .. في أحلك الظروف .. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاء
القبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية (جرجس ) ، نقل من مركز شرطة شارع (1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك ا ُجريت له تحقيقات من نوع فريد، ليلاً ونهار اً. لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أوالإستحمام . رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث أ ُدخل في قسم المعتقلين السياسيين . كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة ..

***- أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون ( موسى الماحي ) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج ) ، منهم : الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري، والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة، والمهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد ، والدكتور المرحوم خالد الكِّد ، والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر ، والقاضي عبد القادر محمد أحمد ، والدكتور سمعان تادرس ،والدكتور سعيد نصر الدين ، والمقدم (م) عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب !.. والقسم (ج) هذا .. به غرفتان فقط.

***- أتى ( مجدي ) بصحبة حرس من السجون .. إلى هذا القسم، يقوده (وكيل عريف) سجون
إسمه ( دومينكو ) . كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين : (من أنتم؟) ، وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك .. رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه .. وعرّفوه بأنفسهم، وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد (م) صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة، إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين .. أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم
بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم (ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف)..

***- أخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم (عادل) في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا .. ومساءا ًتمت المحاكمة في يوم (الجمعة ) ، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام .. ووضع في زنزانة أخرى مع المحكومين بهذا الحكم .. كان بها الدكتور (مأمون يوسف)أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير ) ، وأضيف لهما ( علي بشير المريود ) والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة (مجدي ) ، بالمحكمة الخاصة رقم (2) ، ومساعدالطيار (جرجس) ، والطالب (اركانجلو داقاو ) من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة (ماكريري ) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب .. ومتهم آخر يدعى (هانئ وليم شكور )تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها .. وتم دفع المبلغ .. وأطلق سراحه لاحقاً. وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم.

***- الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ (عبد الحليم الطاهر ) ، نيابة عن (مجدي).. تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء (وقتها ) والرئيس الحالي !! للمحكمةالدستورية القاضي (جلال علي لطفي )ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل .. حتى بعض السفراء الأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم (عبدالله السريّع ) سفير دولة الكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم .. لما امتاز به من حسن الخُلق، وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم.

***- ما زالت الأيام تمر ببطء .. والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة (مجدي). قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً .. أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية .. ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : ” اخوته .. هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده “. انتهت المقابلة وطُردن من المنزل .. حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف .. ولكن !.

***- مـدخل (16):
———-
***- حاولت (الأم ) عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداهاقابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوم يا .. نفّذت نصيحته .. أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس) ، الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر .. إلى أين لا تدري؟ ولا إجابة للهفتها على إبنها، .. ستة أيام .. كثيرة جد .. خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها ..أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف .. عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية .. ولكن لا شيئ !!

***- عضهم حاول .. وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ .. والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى .. وتتصل .. عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل .. وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة .. ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب .. انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به .. وبسرعة يضا إلى (منزله) بالقيادة العامةللقوات المسلحة .. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة .. سمح لها هي فقط بالدخول .. دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي
للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم .. والغبن .. والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع .. كانت زوجة الرئيس (الأولى) ? ( إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد -لاحقاً- إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودان )!..كانت زوجة ( الرئيس ) تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت قادمة منه مع زوجها ..

***- جاءت والدة (الرئيس) وجلست بالقرب منها .. أخبرتها الأم بقصتها، وانها والدة (مجدي).. أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد (الرئيس ) مستعد للخروج .. وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس .. وهي تخاطب إبنها (الرئيس)..! وقليلاً ً من الوقت عادت لتقول لها : أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود ! ؟ .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها .. ولم تستمع الأخرى إليها .. وهي تدعو الله ..دعاء حار من قلب أم .. بدأ فعلاً في الإحتراق .. وكانت حرم (الرئيس) كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن ( روعة ) إحتفال، ضباط القوات المسلحة، في ذلك اليوم.

***- الساعات تتراكض نحو النهاية ..و (الأم ) لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح ا?

تعليق واحد

  1. إنها مأساة أمة
    إنها مأساة شعب
    إنها مأسأة وطن
    إنها مأساة قيم ومثل وتراث وتقاليد وتاريخ
    إن الله لايمهل ولكنه يمهل

    وجاء في الحديث القدسي ما معناه:
    إني قد حرمت الظلم علي نفسي فلا تظالموا،
    وقد ورد دكر الظلم والظلمة ومصيرهم في حوالي أكثر من 150 آية في القرآن الكريم

    ولنا عظة وعبر في أن الله يقتص من الظلمة ولو بعد حين،
    تاريخ غابر ذكر آيات الجراد والقمل والضفادع والدم وإغراق فرعون وخسف الأرض وإهلاك قارون،
    وحديثا ما بين شاوشيسكو وصدام وشارلوس تيلر ومنقستو والآن أين القذافي وحسني مبارك وبن علي و بشار الأسد وعلي عبد الله صالح،
    هكذا سنة الله في أرضه وهكذا التبديل والتحويل
    رحم الله البطل الشهيد مجدي محجوب محمد احمد وأسكنه فسيح جنانه وأنزل شآبيب من الرحمة والمغفرة عليه

  2. اخي وحبيبي بكري شكراً لك على هذه المداخل ال 23 والتي احسست وأنا اقراها كأني أتجول واغوص في نفق مظلم او وكر لأحدى عصابات المافيا وكل مايمر أمامي أسم من اسماء هذه العصابة اضع عليه خطاً أحمر
    متعك الله بالصحة والعافية

  3. ن37سال الله القدير بان يقتص من كل من شارك في هذه الجريمة في الدنيا و الأخرة …و فعلا ..شهدنا مصرع بعض اللطغاة ..و حتما سنري مصرع البقية الباقية 000لانه حقاً علي الله نصرة المظلوم ولو بعد حين ( وسيري اللذين ظلمو أي منقلب ينقلبون ) …(و ما ربك بغافل عما يعمل الظالمون )…اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم 000اللهم اهلك الظالمين بالظالمين …أميييييييييييين.

  4. اللهم ارحم مجدى رحمة واسعة .. والهم آله ووالدته الصبر الجميل ولاحوله ولا قوة الا بالله
    الغصه والعبره تطعن فى الحلق .. الآن اصيبوا باللعنة واصبحوا يتخبطون والسبب افعالهم
    وظلمهم والظلم ظلمات .. حسبنا الله ونعم الوكيل

  5. لا اله الا الله الذى حرم الظلم و جعل للانفس حرمتها, باى عذر سوف يقابلون الله فى الانفس التى قتلت الم يسمعوا قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع سيدنا اسامة عندما قتل انسان فى المعركة بعد ان نطق الشهادة سأله الرسول ماذا سوف يقول فى كلمة لا اله الا الله .
    هل يكون ذلك سبب للقتل امتلاك الناس او التجارة, انها امانة وانها يوم القيامة خزى وندامة الا من ادأها بحق وسيدنا عمر بن الخطاب كان يبكى منها فهل عمر يقارن بعمر

  6. والله يا بكري لا انسي يوم اعدام مجدي أبدا. كنا وقتها نعمل في جامعة جوبا بالخرطوم وكان مركز الجامعة في الخرطوم 2 وهو قريب من شارع المطار وبيت ناس مجدي كان يقع في نفس الشارع وهو ليس ببعيد من مركز الجامعة . طبعا كنا قبلها متابعين بدقة لقضية مجدي ورغم اني سمعت خبر الحكم عليه بالاعدام ألا اني كنت حسب ظني بأن هذا الحكم لتخويف الناس فقط ولاحقا سوق يطلق سراحه او يبدل الحكم بالسجن او غرامة. عادة كنا نتجمع في نهاية اليوم الدراسي بمركز الجامعة بنمرة 2 لنركب الترحيل لام درمان. في ذلك اليوم لاحظنا جمعا غفيرا من الناس حول بيت مجدي واخبرنا الموظفون الذين كانوا في مركز الجامعة بأن مجدي اعدم وتم دفنه نهار اليوم وأن ابراهيم شمس الدين ومجموعته كانوا يراقبون عملية الدفن في المقابر ولم يسمحوا للناس بالتجمع حول المنطقة كما انهم كانوا يضايقون المعزين وأي شخص يأتي لبيت مجدي. طبعا لم لم اكن اعرف مجدي – الله يرحمه – لكن كنت اعرف انه ابن اخت السفير المشهور جمال محمد احمد . والله اظلمت الدنيا في وجهي ذلك اليوم . طبعا كل الكلام الذي ذكر عن ضلوع صلاح كرار في اغتيال مجدي كان صحيحا حيث كل الناس كانوا يتداولون ذلك.
    والله أكثر شيء حز في نفسي في هذا السرد هو موقف زوجة الرئيس وهي تحكي لرصيفتها عن حفل التخريج وهناك ام تجلس بنجبها وقلبها ينفطر من الحزن على ابنها . كان ممكن على الاقل تجاملها وتسعى لتخفيف الحكم طالما هي وصلت عندها . كذلك فان قمة الوقاحة ان يكون الرئيس موجودا وتقول امه بانه خرج. كان ممكن يقابلها ويخفف عنها ببعض العبارات حتى ولو كان كاذبا كما هي عادته. لكن في النهاية الله يمهل ولا يهمل.

    اللهم يا الله الذي لا يظلم عندك أحد كما دمروا السودان وعذبونا وشردونا وافقرونا وقتلوا مجدي وأهلنا في دارفور والجنوب والنيل الازرق وجنوب كردفان وكجبار وفي كل مكان في السودان اللهم ارنا فيهم يوما اسودا يار رب العالمين . اللهم لا تأخذهم الا بعد ان تشفي صدورنا ببهدلنهم وذلهم وعذابهم في الدنيا قبل الاخرة يارب العالمين.

  7. والله يا بكري لا انسي يوم اعدام مجدي أبدا. كنا وقتها نعمل في جامعة جوبا بالخرطوم وكان مركز الجامعة في الخرطوم 2 وهو قريب من شارع المطار وبيت ناس مجدي كان يقع في نفس الشارع وهو ليس ببعيد من مركز الجامعة . طبعا كنا قبلها متابعين بدقة لقضية مجدي ورغم اني سمعت خبر الحكم عليه بالاعدام ألا اني كنت حسب ظني بأن هذا الحكم لتخويف الناس فقط ولاحقا سوق يطلق سراحه او يبدل الحكم بالسجن او غرامة. عادة كنا نتجمع في نهاية اليوم الدراسي بمركز الجامعة بنمرة 2 لنركب الترحيل لام درمان. في ذلك اليوم لاحظنا جمعا غفيرا من الناس حول بيت مجدي واخبرنا الموظفون الذين كانوا في مركز الجامعة بأن مجدي اعدم وتم دفنه نهار اليوم وأن ابراهيم شمس الدين ومجموعته كانوا يراقبون عملية الدفن في المقابر ولم يسمحوا للناس بالتجمع حول المنطقة كما انهم كانوا يضايقون المعزين وأي شخص يأتي لبيت مجدي. طبعا لم لم اكن اعرف مجدي – الله يرحمه – لكن كنت اعرف انه ابن اخت السفير المشهور جمال محمد احمد . والله اظلمت الدنيا في وجهي ذلك اليوم . طبعا كل الكلام الذي ذكر عن ضلوع صلاح كرار في اغتيال مجدي كان صحيحا حيث كل الناس كانوا يتداولون ذلك.
    والله أكثر شيء حز في نفسي في هذا السرد هو موقف زوجة الرئيس وهي تحكي لرصيفتها عن حفل التخريج وهناك ام تجلس بنجبها وقلبها ينفطر من الحزن على ابنها . كان ممكن على الاقل تجاملها وتسعى لتخفيف الحكم طالما هي وصلت عندها . كذلك فان قمة الوقاحة ان يكون الرئيس موجودا وتقول امه بانه خرج. كان ممكن يقابلها ويخفف عنها ببعض العبارات حتى ولو كان كاذبا كما هي عادته. لكن في النهاية الله يمهل ولا يهمل.

    اللهم يا الله الذي لا يظلم عندك أحد كما دمروا السودان وعذبونا وشردونا وافقرونا وقتلوا مجدي وأهلنا في دارفور والجنوب والنيل الازرق وجنوب كردفان وكجبار وفي كل مكان في السودان اللهم ارنا فيهم يوما اسودا يار رب العالمين . اللهم لا تأخذهم الا بعد ان تشفي صدورنا ببهدلنهم وذلهم وعذابهم في الدنيا قبل الاخرة يارب العالمين.

  8. الله اكبر الله اكبر الحمد لله الذى استشهدا مظلوما وليس ظالما
    فليعلم الظلمون اى منقلب سينقلبون

    1. القاتل ابراهيم شمس الدين مات اشنع ميه وجمع رفاته فى كيس نايلون اسود
    2. القاتل مجذوب الخليفة تقطعة اوصاله وجمع فى برش مقدود
    3.القاتل الزبير الله اعلم كيف مات .فاسالوا الطيب سيخة الذى جن
    اما بقيت القتلة ففى الطريق اللهم لا شماته
    اللهم ارحمنا جميعا واغفر لنا

  9. كانت أشياء مؤسفة و لكنها متوقعة فى ثقافة الثورات و عدم نظام الحكم الرشيد, اتمنى ان نكون قد وصلنا الى النضج و لن نفكر فى ثورة مرة اخرى. لقد اكملنا شهور السنة فى تسمية ثوراتنا: مايو, يونيو, يوليو و هلمجرا. و لكن ما يحيرنى من الذى دل رجال الأمن عليه؟ لابد من شخص لصيق به و قد يكون بسبب الحسد و الغيرة و لكنه لم يحسبها جيداً ولم يظن انها سوف تفقده حياته و ماله. رحمة الله عليه.

  10. و لنفترض ان مجدى محجوب كان يتاجر بالعملة هل كان يستحق الشنق ولا كان يكون العقاب هو مصادرة الاموال و السجن مثلا؟؟؟!!! لكن تاكدوا من شىء واحد ما فيه شك بتاتا ان الله الذى حرم الظلم على نفسه و بالتالى على عباده يمهل ولا يهمل!!!!!!!!

  11. وانا اقر} هذه القصة الدامية اغرورقت عيناي بالدموع بالرغم من عدم معرفتي بهذا الفتي الخلوق الذي اههتم بميراث والده ليقوم بتوزيعه علي المستحقين في ذالك الميراث ومهما اتكر صلاح كرار بانه غير مسؤول عن اعدام ذلك الشاب الطموح الا انه المسؤول الاول وانا كنت شاهدا عند القبض عاي مساعد الطيار جرجس وبالمناسبة كان هذا الطيار في سنته الاخيره بطب جامعة الخرطوم وقال له صلاح كرار ياجرجس الثورة رايحه تضحي بيك يعني حكموا عليه بالاعدام مسبقا ???????لاحول ولا قوة الا بالله ليكم يوم ياظلمة يا كلاب الثورة قادمة نشوف رايحين تمشوا وين ؟ هذه المرة ليس هنالك اي شفقة او عاطفة فلقد وصلت الروح الحلقوم با ظلمة

  12. الأخ الكريم أستاذ بكرى:
    لا تعلم كم من الألم أثارته مقالتك هذه فى نفوس الآلاف و99% منهم لم ير المرحوم مجدى فى حياته فكيف بأمه المكلومة التى ولدته و أرضعته و ألبسته و ربته.
    لندعو الله جميعا أن يلهمها الصبر و يخفف عليها مصابها ولا أخالها إلا دموعها جارية للآن. وهو مصاب كل سودانى لأن الظلم لم يقف على المرحوم مجدى بل تواصل ليشمل كل من لا ينتمى لهذا التنظيم الإجرامى الذى فاق سوء الظن العريض بشروره الغبية.
    و لو كان من تسبب فى هذه المأساة أو كان مؤيدا لحدوثها يقرأ هذا المقال فأرجو له عذاب الضمير الأبدى و عذاب الآخرة وبئس المصير.

  13. رحم الله البطل الشهيد مجدى محجوب
    وأين يذهب الظالمون من جزاء الله وعقابه
    ولو طال بهم الدهر…وكيف لأمثال جلال على لطفى
    يطيب لهم المأكل والمنام وأقلامهم تقتل المظلومين
    اللهم بوأهم مقعدهم فى النار….آآآآآآآآآآآمين…
    أما فررعونهم أرنا فيه زلة ومهانة مثل القزافى…
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآميييييييييييييييييييييين.

  14. العم بكري الصايغ،، برغم أن قصة الشهيد مجدي في عمومها لا تقل شهرة عن روايات الأديب الطيب صالح طبعآ الا لمن ابى،، إلآ أن وقع التفاصيل كان له طعم خاص لا أود الخوض في مدى مرارته علي كقارئ فقط تكفيني تلك الساعات الثلاث التي قضيتها متسمرآ أمام مقالك بالقرب من مجدي و حبل المشنقة و تلك المسرحية الهزيلة بكامل فصولها التي لم ينسى كاتبها أستعمال جميع أدوات الجريمة وعلى شاكلة البدايات كانت النهايات فكان النطق بالحكم : يُبَرَّأُ خنجر القاتل وتشنق جثة المقتول ..‏!‏‏!‏

  15. و الله الظلم من شدة ما حار الواحد يحس إنو تحالف كاودا أو الشيطان الرجيم أو اسرائيل أو ابليس ذات نفسو لو جا و قطّع الناس ديل إربا إربا لن يشفي غليله … عالم قتلة واطية مجرمة كلاب …

  16. الأخوات والأخـوة الكرام،
    ———————-
    1- الدكتور سيد عبد القادر قنات،
    2- مـغبونة،
    3- مهموم بالســودان،
    4- الجـنرال،
    5- الصادق عبدالله،
    6- abdulgabbar Ahmed – عبدالقادر أحمد،
    7- السودانى الحر،
    8- ElMualim- المعلم،
    9- مدحت عروة،
    10- omer al- عمر،
    11- Shah، شـاه،
    12- ود الشيخ،
    13- [mohammed atabani- محمد عتباني.

    ´***- اتقدم لكم جميعآ بخالص شكري وعظيم امتناني علي زيارتكم ومشاركتكم الكريمة في هذا الموضوع المحبط، واشكر الأخوات والأخوة بادارة موقع جريدة (الراكوبة ) الموقريين علي بثها للموضوع الذي كنت واخشي ان يكون طوله سببآ في عدم بثه.

    ***- غدآ الأثنين 19 ديسمبر 2011، تتوجه العائلات والافراد واصدقاء الراحل مجدي للمقابر ليواصلوا ويزوروا قبر الراحل مجدي، وليؤكدوا من هذه الزيارة انهم مانسيوه، وانهم علي القسم القديم الذي اقسموه يوم دفنه قبل 22 عامآ مازلنا عليه، وسنواصل ملاحقة القتلة السفلة ولن يهدأ لنا بال الا بعد تقديمهم للعدالة والقصاص. واذا سيئ الذكر صلاح كرار ان القضية بالنسبة محسومة، فنذكره بقول الله تعالي ( ولكم في الحياة قصاص ياأولي الألباب) وان عملية الراحل مجدي لن ينساها الله تعالي فانه /يمهل ولايهمل/.

    ***- اما نحن فسنلاحقك ونطاردك ونرفع ايدينا للسماء ان ينتقم منك الله (الـمنتقم) شر انتقام، وان يحيل حياتك الي جحيم اسوأ مما فيه الان من صيت وسمعة سيئة، ومكروه وممقوت حتي من اقرب رفقاء سلاحك الذين تخلوا عنك وطرودك من مجلسهم العسكري، وبعدها طردت ايضآ شر طرده من وزارة الخارجية، وفشلت فشلآ ذريعآ في الانتخابات….

    ***- ان الله تعالي لم ينسي دعوات الأم (هانم) ،ولازوجة وأم الراحل جرجس،ولاأم الطالب اركانجلو.

    ***- انك حي ميت، وستبقي هكذا حتي يوم القصاص وهو قريب باذن الله الواحد الأحد.

  17. وصلتني رسالة مقدرة من الأخ الكريم ابوبكر م عبده، وسابثها كما وردت، وله مني اجمل ايآت الشكر والأمتنان.

    الأستاذ / بكري الصايغ
    المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ———————————
    أنا من المتابعين لمقالاتك وقد شددتني مواضع عدة ومن ضمنها هذا الموضوع الأليم الذي تأثرت له بشدة عند قراءتي له قبل سنوات بالرغم من أنني لا أعرف الشهيد ولا أهله ولكن هالني الظلم الذي وقع عليه وآلمني أن يظل مرتكبوا هذه الجرائم مطلوقي اليد يسرحون بلا عقاب من أمثال المأفون الفاشل صلاح كرار ……..

    قبل ثلاثة أيام يوم الخميس الماضي قرأت في الشبكة العنكوبتية قصة أخرى من مظالمهم ولكن هذه المرة أسوء لدرجة أنني أصبت بحالة نفسية سيئة وكرهت حياتي وحتى المدام حذرتي من قراءة هذه القصص في نهاية الأسبوع لكي لا أنكد عليهم بها ولكن القصة أثرت فيني القصة وعلى حياتي وهي قصة مأساة الشاب بدر الدين إدريس وما تعرض له من ظلم في معتقلات الإنقاذ ودمروا على أثرها حياته وحياة أسرته بشكل فظيع وكان معتقل مع الدكتور فاروق أستاذ العلوم بجامعة الخرطوم والذي عذبوه على يد تلميذه وزميلة في هيئة التدريس نافع المانافع … وهنالك العديد من القصص على قاعدة ما خفي أعظم وأنكى وأمر .

    لست أدري يا أستاذ بكري لماذا كل هذا الظلم ؟؟ أخشى أن تكون المخاوف التي تحدث عنها الفيلسوف الشهيد محمود محمد طه في أحد المرات قبل سنوات عن أنه لا زال هنالك عنف مهدية في السودان بمعنى العنف والتوحش وماقاله الشهيد عبد الخالق محجوب عن عنف البادية والهمجية والتوحش والقتل في الحركة السياسية في السودان صحيح .

    والأدهى والأمر تجد حتى الآن عامة الناس بل من المثقفين من يدافعون عن هؤلاء الطقمة الظالمة وللأسف الشعب غارق في جهلائه ومعاناته لا يدري إلى أي منحدر تتدهور إليه حياة الناس في السودان حتى الروائي الطيب صالح قال من أين أتى هؤلاء ؟ ثم عاد وفي آخر أيامه وأساء لموقفه هذا ودافع عن رئيسهم عندما أتهم من الجنائية الدولية عن مجازر دارفور؟ ….أشياء تطمًمم البطن ولا ينفع معها ليمون الجنينة……..

    ولكن ما يجعل النفس تهدأ إيمننا بأن هنالك حساب عند الله سبحانه وتعالى والدنيا زائلة فحقنا ربنا يأخذه منهم ومن كل ظالم يوم الحساب…………… تحياتي

  18. أستاذ بكرى

    روى شقى ومجنون: أن أهل الإنقاذ إذا سرق الشريف منهم ( ستروه ) وإذا إغتنى مواطن أعدموه.

    طيب قطبى المهدى ما كان عندو فى خزنة بيتو مبالغ ملونة…ليييه ما سالوهو؟؟

    يازوووووول….والله كان ولعت…بيغلبهم يطفوها

  19. الأخ الحبيـب،
    حمدين،

    تحياتي ومودتي، وشاكر ومقدر لك زيارتك وتعليقك الكريم.

    ***- في بادرة جميلة وملفتة، وسابقة نادرة، قامت جريدة (الصـحافة) اليوم الأحد 18 ديسمبر 2011 بنشر مقال عن اعدام الراحل مجدي، وجاء المقال تحت عنوان;(رحم الله مجدي وقاتل الله الدولار). وسابثه تمامآ كما ورد بالجريدة الموقرة.

    رحم الله مجدي وقاتل الله الدولار
    ****************************
    مجذوب عبدون.
    ———–
    ***- والانقاذ في بدايتها كانت شرسة – بخشونة مفرطة – في تثبيت حكمها «التمكين»، ولا غرابة في ذلك فهذا هو منهج الانظمة الشمولية، اذ انها رفعت شعار الدين من خلال المشروع الحضاري لذا كانت قراراتها واحكامها مغلقة بالدين بتفسيرات آحادية تتوافق مع مصلحة نظامها، مجانبة لرحابة وسعة مواعين الدين ومتوارية عن تحقيق مصالح العباد معاشا وحرية – رغم هامش الحرية الذي ظهر في السنوات الاخيرة وما هو الا عملية تجميلية للنظام وكل ذلك يأتي من اجل تثبيت حكمها وهو ما يراه غالب اهل السودان. لا ينكرن احد ان هنالك انجازات حدثت في عهد الانق?ذ ولكن هل ادت الى توفير الحياة الكريمة لغالب اهل السودان؟ لا احسب ذلك فواقع الحال يغني عن السؤال.

    ***- حدثان بينهما فارق زمني، حدثا في عهد الانقاذ، فالاول اعدام لمواطن وهو مجدي محجوب محمد أحمد – عليه رحمة الله – وكانت تهمته الاتجار بالعملة الصعبة، والتي وجدت بحوزته داخل منزله، اما الثاني فهو سرقة خزينة القيادي بالحزب الحاكم دكتور قطبي المهدي، واتهم سائقه الخاص، وقيمة المبلغ المسروق بالسوداني «003» مليون جنيه بالقديم، وكان يحتوي على مبالغ بالجنيه السوداني وعدة عملات اجنبية يتسيدها الدولار بالطبع الذي كان سببا في اعدام انسان، وكانت كما يلي:
    000،19 جنيه سوداني، 941،31 يورو، 761،62 دولار، 00،9 ريال سعودي، 000،2، 000،5 جنيه استرليني، 003،11 فرنك ، 546 ليرة لبنانية، 024 ليرة سورية، مما اثار انتباهي ودهشتي وجود الليرة اللبنانية والليرة السورية ضمن المعروضات! وهل الليرة السورية كان الحصول عليها قبل الثورة السورية او بعد قيامها؟

    ***- تعود تفاصيل الحدث الاول الى بدايات عهد الانقاذ فقد تم حكم الاعدام على مجدي بتهمة الاتجار بالعملة الصعبة، مما يضر بالاقتصاد الوطني حسب ما فسرته التهمة اي الامن الاقتصادي للبلاد. اما العملة فقد وجدت داخل منزله اذ لم يقبض عليه ?هو يتجر بها وبعدها بفترة قصيرة حلل التعامل في العملة الصعبة. لست فقيها او قانونيا ولكن الم تكن هنالك عقوبة اخرى غير الاعدام تردع المتلاعبين بالاقتصاد الوطني حسب ما جاء في حيثيات التهمة، حتى وان كان يتجر بها فهي من حر ماله وهو ملكية خاصة، مع ملاحظة ان لا ضيرالآن في تكديسها في الخزائن الخاصة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من شح في العملة الصعبة خاصة وان وزير المالية يخرج على الناس صارخا بان البلاد ليس فيها ما يكفي من العملات الصعبة عندما يجأر الناس بالشكوى من ضيق المعيشة، نترك الاجابة حول امكانية ايجاد عقوبة?اخرى غير الاعدام كما حدث في حالة مجدي – رحمة الله عليه – لعلمائنا الافاضل ليجتهدوا ويقارنوا عسى ولعل ان يستريحوا قليلا من فتاوى منع الرئيس من السفر، او تحريم المظاهرات السلمية.

    ***- يبدو ان مبررات الاعدام تتمثل في ان البلاد تمر بأزمات وان كل من يتجر بالعملة الصعبة – الدولار – يقف ضد مصلحة البلاد والعباد، ويعمل على تقويض شرعية النظام «المستمدة من الدين» هذا في الظاهر اما الباطن «المستخبي» فاخشى ما اخشاه ان يكون الترهيب بتقديم كبش فداء لكل من تسول له نفسه «بازعاج» النظام حتى يرعوي، وتستقيم مسيرة التمكين.

    ***- مما يثير الاستغراب ان الانقاذ قبل الاستيلاء على السلطة كانت تعمل على تقويض النظام الديمقراطي آنذاك، وذلك باخفاء السلع «الذرة وغيرها» باعتراف احد اعضاء مجلس قيادة الثورة – في تسجيل شريط فيديو اثناء المفاوضات الاولية مع الحركة الشعبية، حيث اتهم نظامه بانه جبهة اسلامية فكان رده «نحن لسنا جبهة اسلامية، الجبهة الاسلامية كانت تخفي السلع «العيش وغيره».

    *** – وبذلك ينتصر الشعب وتضعف الحكومة حتى يتهيأ الشعب للانقلاب، الم يكن في ذلك ضرر بالاقتصاد الوطني والبلاد والعباد. وشريط الفيديو متداول عبر الشبكة الالكترونية.

    ***- وبعد مرور سنوات تغير الحال واستخراج البترول، وما ادراك ما البترول وبدأ الانتعاش وصار الدولار يطير بين الناس تقبضه وتعتصره ايادي معينة، فاصبح متداولا في السوق دون شبهة او تهمة الاتجار به، ثم اثرت فئة معينة ومحددة غالبها من منسوبي الحزب والانتهازيين «اهل كل حكومة» ولا جدال ان ثراء هذه الفئة اضر بمصالح البلاد والعباد، وظهرت احتقانات داخل النسيج الاجتماعي، حيث ضاقت احوال الناس في معيشتها. واصبحت الخدمات الحيوية للمواطن من تعليم وصحة أم متردية او صعبة في الحصول عليها لعدم القدرة المالية وازدادت هذه الفئة ثراء ف?حشاً واصبح موضوع الفساد حديث الناس، والمراجع العام يخرج علينا كل عام بتقريره الذي يكشف بالارقام – رغم ابهامه بعدم تحديد الجهات ومن الذي استولى على الاموال – الفساد والتعدي على المال العام، وبعض مؤسسات الدولة ترفض وتتهرب من تقديم ميزانياتها، ان الناس لا حديث لها سوى موضوع الفساد والذي اصبح راتبا في السياحة الاجتماعية اليومية للناس، فالصحافة تكتب ونكتب احيانا مع بعض وثائق ولكن لا حياة لمن تنادي.

    ***- والرئيس يعد بتشكيل مفوضية لمحاربة الفساد الا انها لم تر النور – ولا احسبها آتية – وقبل اشهر والبلاد في قمة أزماتها تصدر رئاسة الجمهورية قرارا بمنح نواب المجلس الوطني منحة بالملايين لكل عضو بالمجلس!! واهل الحكم والحزب يرون ان «فقه السترة» هو الحل الامثل لمحاربة الفساد مع بعض توبيخ واستراحة محارب!!

    ***- وفي هذه الاجواء المذكورة آنفاً ظهر الحدث الثاني وهو سرقة اموال من خزينة القيادي بالحزب الحاكم فقد مر مرور الكرام الا من بعض تعليقات، حيث جاء في الاخبار ان سرقة تمت بمنزل قيادي بالحزب الحاكم اثناء سفره لاداء العمرة، وبعد التحري تم القبض على سائقه الخاص وآخرين، مبررا – سائقه الخاص – فعللته بعدم الاستجابة لطلبه بزيادة مرتبه البلغ 053 ألف جنيه «بالقديم»، في حين المبلغ المسروق يعادل «003» مليون «بالقديم»، لا ضير ان يتفاوت الناس في الاموال والثراء فهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء ولكن حين يصرح المسؤولون بان هناك ش?اً في العملة الصعبة – الدولار – وخزينة احدهم تحتوي على العملة الصعبة «الاجنبية» حتى ولو دولار واحد هنا يصبح الامر غير طبيعي! اليس هذا قال به المشروع الحضاري؟ الم يستخرج الصديق رضي الله عنه شق تمرة من فم طفله وهو غير مكلف لانه التقطها ببراءة الاطفال من بيت مال المسلمين» وهذه هي مفاهيم المشروع الحضاري التي يبتغيها الشعب.

    ***- يحق لنا ان نسأل كم هي المبالغ المودعة في الحسابات البنكية داخلياً وخارجياً الخاصة بالمسؤولين؟ ومن اين وباي الطرق كان اكتسابها والتكسب بها؟ ولماذا لا تودع هذه الاموال بالبنك حتى يستفيد الكل من تدويرها في دائرة الاقتصاد القومي مهما كان حجمها تقديرا لتقديم القدوة؟ ان الحكومة وحزبها ليسوا بذوي بال واهتمام في اصدار بيان في مثل هذا الحدث لكشف الحقائق. لانها منشغلة بتعيين ابناء السادة في القصر لكسب جماهير واتباع السادة، ولكن كان عليها وعلى حزبها فقط التلطف والمجاملة للشعب باي طريقة تراها، لان الامر جد مستفز.

    ***- من الخير للحكومة والحزب ان يبتعدوا في هذه الظروف التي تمر بها البلاد عن كل ما يستفز الشعب، وعلى الرئيس ان يلتفت للشعب الذي وقف معه كثيراً في شخصه، حتى لا تنهكه الحاجة وتضعف النفوس، فالفقر والعوز يضعف النفوس الا من رحم ربي.

    ***- سيدي الرئيس، اصدقك القول ان شعبية سيادتكم في نقصان متسارع بسبب سياسات حكومتكم، ولا تنسى انك المسؤول عن كل الشعب امام الله.
    اما الذي قام بالسرقة فلا تعاطف مع فعله فهو جريمة لا جدال فيها ولكن التعاطف للوضع الذي يعيشه، ودفع به لفعلته تلك، قد يقول قائل في ظل الظروف التي تعيشها البلاد يمكن ان تذهب الامور الى ابعد من السرقة، وحتى لا يفتح هذا الباب فان اغلاقه يكون بالعدالة وحكم القانون والشفافية – واعتصام المناصير ما زال مجتمعا – اذا رغب اهل الحكم للنزول لرغبة الشعب والتمسوا الجدية واخلصوا النوايا في الاصلاح، لا احسب ان الامور تسير في ذلك المنحى حالياً. اسأل الله ان يغفر لمن قام بهذه السرقة وان يتوب عنه وحمدا لله على استرداد اموالك -?السودانية والاجنبية كاملة او ناقصة – سيادة الدكتور قطبي المهدي، ولما كنت قياديا في حزبك والذي يحكم البلاد نسأل من أين لك هذا؟ وهو سؤال مشروع، بمفاهيم «المشروع الحضاري.
    ورحم الله مجدي، وقاتل الله الدولار.

  20. 1-
    ——
    الأخ الـحبيـب،
    محمد،

    تحياتي ومـودتي، ولك مني كل الشكر والأمتنان علي قدومك الميمون وتعليقك الكريم،

    ***- تعرف ياأخ محمد، وصلتني 9 رسائل ومكالمات من اخوات اعزاء يقيمون بدول الشتات، يسألون فيها الله تعالي وان يشمل الشهيد مجدي بواسع رحمته، ويصبر اهله واصدقاءه ويخفف عنهم مصابهم واوجاعهم الأليمة. من بين هذه المكالمات مكالمة يسأل فيها صاحبها جهاز الأمن الأقتصادي- التابع لجهاز أمن الدولة-، لماذا لايحقق الجهاز – وهو المسئول عن الثراء الحرام- من اين لصلاح كرار هذا الثراء والأبهة، وهو الذي كان لايتجاوز راتبه الشهري عام 1989 عن 500 جنيه?!!…لماذا لايحقق الجهاز في اختفاء الاموال التي صودرت من مجدي وبطرس واركانجلو واخرين واين ذهبت?!!

    ***- رسالة اخري يقول فيها صاحبها من السعودية، لو كنت مكان صلاح كرار، وفي الهجوم الضاري عليه وطوال 22 عامآ، والضربات المتلاحقة التي نزلت عليه، ولعنات الملايين عليه، ودعوات الارامل والامهات والاطفال اليتامي،لفضلت الانتحار علي هذه الحياة التعيسة المرة!!

    —————————-

    2
    —-
    الأخ الحبيـب،
    شقى ومجنون،

    تحياتي العطرة، وسررت بزيارتك المقدرة، وبالفعل ياأخ محمد كما قلت في تعليقك المقدر( أن أهل الإنقاذ إذا سرق الشريف منهم ( ستروه ) وإذا إغتنى مواطن أعدموه)، وتاكيدآ لكلامك ياأخ محمد، بالله من يتصور ان يقوم البشير بتعيين الفريق أول أول عبدالرحيم حسين وزيرآ للدفاع مرة أخري، وهو الشخصية العسكرية المكروهة بالداخل والخارج، ومطلوب مثوله امام محكمة الجنايات الدولية بتهم الأبادة والتصفيات الجسدية للأقليات العرقية?!!

    ***- من كان يتوقع ان يقوم البشير بتعيين القاتل الذي زهق نحو 170 روحآ بريئة بدم بارد وسفيرآ لنظامه بالقاهرة?!!

    ***- وايضآ، من كان يتوقع ويتصور ان يقوم بتعيين الوالي السابق لولاية كسلا، والذي نهب خزينة الولاية (وعدمها المليم الاحمر) وحولها لصالحه سفيرآ باثيوبيا?!!

    ***- فعلآ ياخي العزيز،(أهل الإنقاذ إذا سرق الشريف منهم ( ستروه )…او نصبوه سفيرآ بالخارج او تتم ترقيته الي منصب اعلي… وإذا إغتنى مواطن أعدموه!!

  21. الاستاذ، الأخ، الأب، العم، الصديق، الصحفي، الكاتب، المبدع، قائل ألحق، والمنتصر انشا الله الله وباذنه

    بما أني سوداني سمعتا وقريت عن المرحوم الشهيد مجدي كتير، في ونسات، في الحله وفي الجامعات، لي درجه أنه مجدي سمعت بيه حتي في غنى البنات

    أبداً ما وقفتا في الموضوع بي تعمق وحدث جد يستحق كلنا نقيف عنده

    الصباح وأنا ماشي علي الشغل في العادة بفتح الراكوبه من التلفون وبقرا في الطريق

    لكن اليوم بديت بي موضوعك دا

    وفي كلو بريك بقرا شويه

    أتشديت والشداني أكتر أنه أنا بقرا وعارف أنه الكلام ده قصه حقيقيه مرت فينا وابطاله ناس حقيقين زينا كلناكدة

    والخيانة في القصه حاكمين!!!

    وعارف أنه مهما إنت أبدعت في توصيل المشاعر بي الكلام ومهما أنا وأنتا حزنا وإتأسفنا ما حيكون ولا أي حاجة بي النسبه لي حزن وألم أهله وأصحابه وأمه

    بتمني ربنا يصبرهم ويهدينا ويوفقنا وينصرنا انشا الله

    والله العظيم بي قدر ما الزول حزين وبطنه طامة بي قدر ما أتمنيت أنه كلامك كان يكون أكتر وأكتر

    عشان صادق وحار وملان مشاعر وحزن

    عارفين يا شباب، حسيت أنه دي اللحظة المفروض انو أسيب فيها أي حاجة و أقدم فيها حاجة لي بلدي و لي جيلي و لي الجايين

    حريقة في أي حاجة

    نقوم أسي

    نمشي

    وفي نص البلد نقيف ونحرن

    والزارعنا غير الله يجي يقلعنا يا كيزان

    شنو يعني؟ حاموت؟

    ما هو اصلو ميت ميت! يعني بس معقول حاموت قبل يومي؟؟؟

    في كوز ولا أمنجي ولا جياشي حيقتلني قبل يومي؟ ما أظن

    أموت في ألحق وعشان بلدي ومكتوبه

    والله مستعد أموت عشان الراحو و الجايين

    هو أسي نحنا عايشين؟

  22. الأخ الـحبيـب،
    مـحمديـن،

    ***- تحية الود والأعزاز بزيارتك الكريـمة، واسـمح بان اهديك والقراء الكرام مقالة سبق وان بثت بموقع جريدة (الراكوبة) الموقر، بتاريخ بتاريخ 21-11-2011 ،وتحت عنوان:

    لو كان حيآ الأن: مجدي محجوب عمره 57 عامآ!!
    *****************************************
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-14277.htm

  23. رســالة إدرايــة غيـر قابلة للبث!!!
    **************************************

    رســالة إدرايــة للأخوات والأخوة الأعزاء بموقع جريدة (الراكوبة) الـموقر.

    1-
    ***- اتقدم لكم جميعآ، فردآ فردا، علي كل ماقدمتموه لي من مساعدات ملموسة ومقدرة ببث كل المقالات التي ارسلتها طوال السبعة اشهر الماضية، والتي بدأت فيها الكتابة بموقعكم الموقر،

    2-
    ***- اعرف سلفآ حجم وضخامة العمل اليومي الواقع علي عاتقكم، وماكنت اود ان ازيدها عبئآ فوق ماانتم عليه، ولكن لي رجاء حار ان تقوموا شكرين باضافة بعض المواضيع التي قمت بكتابتها وبثت بالموقر ولم تنزل بعد بمكتبتي ب(المكتـبة السودانية- مقالات)،

    3-
    ***- كل حيلتي وذخيرتي…وكل ماعندي في هذه الدنيا الفانية، مكتبة بموقعكم الموقر، وايضآ بموقع (سودانيز اون لاين)، ودونهما لاشيئ علي الأطلاق، لازوجة، ولااولاد، ولااب، ولاام، واخوات واخوةلم اراهم منذ 26 عامآ ( واللـه يجازي الكان السبب)!!. اريد ان اورث الأجيال الجديدة هاتين المكتبتين بصورة كاملة وموثقة،

    4-
    ***- امل في مساعداتكم، وان تدرج مقالات عام 2011، لنبدأ صفحة جديدة عام 2012 (السمستر الجديـد) بدون تخلف في مواد رسوب العام الحالي (بلغة ناس الجامعات)!!

    5-
    ***- اكرر لك شكري الجزيل امتناني، ووفقكم الله تعالي لما فيه الخير والسداد.

  24. عزيزنا بكرى … تحياتى

    لقد غبت عن عمودك المقروء لفترة بسبب العمل وجرى الحياة وكم إفتقدت كتاباتك القوية ، عدت ويال حظى ..!!! اول ما اقرأ هذا المقال عن إغتيال الانسان المهذب مجدى والذى لم اعرفه شخصياً ولكن عرفته من خلال صفاته التى إتفق عليها كل من يعرفه ، رحم الله مجدى

    هذا المقال قرأته من قبل عدة مرات ، وعلى الرغم من ان اهذه القصة تجعلنى مشدوهاً ومصاباً بحالة من الغم لعدة ايام ، إلا أننى لا استطيع ان امنع نفسى من قراءتها حيثما وجدتها

    اتفق مع كلام الاخ حمدين ، والله لو ان اسرائيل او الجن الاحمر دع عنك اوكامبو … يستطيعون تخليصنا من مصاصى الدماء هؤلاء ، والله الف مرحب بهم

  25. انفرط القلب كالمسبحه يا استاذ بكري
    لا حول ولا قوة الا بالله.
    يمهل ولا يهمل.
    و قريبا جداً انشاءالله.
    وكلنا إيمان بعدالة السماء.  

  26. الأخ الحبيـب،
    ،Kunta Kint

    تحياتي ومـودتي، وبالفعل افتقدك شديـد، وبركة جيت وشرفت الديار،

    ***- والله ياأخ كونتا، التلفونات من صباحة الرحمن ماتوقف عن الرنين من اخوات وأخوة يقيمون بعدة دول، وكلهم كتبوا باحاسيس صادقة يلعنون فيه اليوم الذي جاء بالانقاذ وحثالة الجنرالات والاسلامييـن. بعضهم كانت نبرات اصوتهم مبحوحة من الألم والوجع.

    ***- واقول لك بكل صدق وأمانة ياأخ كونتا، هناك مآسي كتيرة وقعت في زمن الأنقاذ الأسود، واغتيالات مريعة واغتصابات وتعذيب لعشرات الألآف من البشر، بل وهناك قصص دامية واكتر دموية من اغتيال الراحل مجدي بكثر. وهناك اعدامات كثيرة نعرفها طالت المئات من الأبرياء،

    ***- ولكن اعدام مجدي يختلف عن اعدامات الاخريين فقط من اجل السلب والنهب جهارآ نهارآ وبقوة السلطة التي منحت كرار وشمس الدين حق الاعدامات بدون قوانين ومصادرة الأموال بدون وجه حق!!

    ***- كل الذين قتلوا واعدموا في زمن الانقاذ وعددهم فاق ال2 مليون قتيل توجعنا شديـد اعداماتهم واغتيالاتهم، وكل يبقي قتيله ويترحم عليه،وانا هنا اهلي (المكتولين كمد) نبكي الراحل مجدي، وغدآ عندنا مع مقبرته لقاء، ولنجدد الحزن ونفتح الجراحات، ونشكو لله تعالي ظلم الانقاذ وجنرالته!!

  27. مـقالات وروابـط هامـة تناولت اعـدام الراحل مـجدي محجـوب
    *************************************

    1-
    ما بين مجدي محجوب وقطب المهدي ..قسمة ضيزى!!!
    http://www.halfaa.com/vb/showthread.php?p=67202

    2-
    بين قطبى والشهيد مجدى محجوب ورفاقه
    http://www.suleb.com/vb/showthread.php?t=8738

    3-
    حكم الاسلاميين من إعدام مجدي محجوب إلى إنهيارعمارة الرباط
    http://www.oocities.org/dussa_pk/hameed22.htm

    4-
    نطالب بمحاكمة قتلة مجدى وجرجس وشهداء رمضان! …
    http://sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/278-2009-11-01-16-24-43/18120-2010-08-26-13-02-35.html

    5-
    مجدى محجوب دا كتلتوا فى شنو وكت كرتى عندو سلة عملات فى البيت!
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1318851908

    6-
    الى الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد
    http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=4695&sid=9feb7f4090398ba52617ef4e18ed7c65

    7-
    تمثال للشهيد مجدى محجوب محمد احمد قائد ركب الشهداء فى عهد الإنقاذ
    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=182&msg=1185176015&rn=1

    8-
    لو كان حيآ الأن: مجدي محجوب عمره 57 عامآ!!
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-14277.htm

    9-
    عبــر الجســـر … إلى شـــرق النيــل
    http://www.alnilin.com/vb/showthread.php?t=39322

    10-
    مجدي محجوب 1954- 1989م–( توجـد صـورة للراحـل)
    http://www.hurriyatsudan.com/?p=18341

    11-
    شوف دا بالله : صلاح دولار في ابوني"في أيام إعدام مجدي محجوب أنا كنت برا السودان"
    http://www.alhasahisa.com/t8927-topic

    12-
    مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو
    http://www.kidin2.net/vb/showthread.php?t=4653

    13-
    رحم الله مجدي محجوب
    http://www.grea24.net/vb/showthread.php?t=5016

    14-
    اعدام مجدي محجوب يدفعني لأتساءل (يوجد فيديو )
    http://www.sudanforum.net/showthread.php?p=1702404

    15-
    العميد صلاح كرار يفضح انتخابات المؤتمر الوطني ويتبرأ من تهمة اغتياله مجدى محجوب الجزء الخامس
    http://www.alrakoba.net/videos.php?action=show&id=437

  28. مـقالات وروابـط هامـة تناولت اعـدام الراحل مـجدي محجـوب
    *************************************

    1-
    ما بين مجدي محجوب وقطب المهدي ..قسمة ضيزى!!!
    http://www.halfaa.com/vb/showthread.php?p=67202

    2-
    بين قطبى والشهيد مجدى محجوب ورفاقه
    http://www.suleb.com/vb/showthread.php?t=8738

    3-
    حكم الاسلاميين من إعدام مجدي محجوب إلى إنهيارعمارة الرباط
    http://www.oocities.org/dussa_pk/hameed22.htm

    4-
    نطالب بمحاكمة قتلة مجدى وجرجس وشهداء رمضان! …
    http://sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/278-2009-11-01-16-24-43/18120-2010-08-26-13-02-35.html

    5-
    مجدى محجوب دا كتلتوا فى شنو وكت كرتى عندو سلة عملات فى البيت!
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=350&msg=1318851908

    6-
    الى الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد
    http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=4695&sid=9feb7f4090398ba52617ef4e18ed7c65

    7-
    تمثال للشهيد مجدى محجوب محمد احمد قائد ركب الشهداء فى عهد الإنقاذ
    http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=182&msg=1185176015&rn=1

    8-
    لو كان حيآ الأن: مجدي محجوب عمره 57 عامآ!!
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-14277.htm

    9-
    عبــر الجســـر … إلى شـــرق النيــل
    http://www.alnilin.com/vb/showthread.php?t=39322

    10-
    مجدي محجوب 1954- 1989م–( توجـد صـورة للراحـل)
    http://www.hurriyatsudan.com/?p=18341

    11-
    شوف دا بالله : صلاح دولار في ابوني"في أيام إعدام مجدي محجوب أنا كنت برا السودان"
    http://www.alhasahisa.com/t8927-topic

    12-
    مجدي محجوب وجرجس بطرس واركانجلو اقاداو
    http://www.kidin2.net/vb/showthread.php?t=4653

    13-
    رحم الله مجدي محجوب
    http://www.grea24.net/vb/showthread.php?t=5016

    14-
    اعدام مجدي محجوب يدفعني لأتساءل (يوجد فيديو )
    http://www.sudanforum.net/showthread.php?p=1702404

    15-
    العميد صلاح كرار يفضح انتخابات المؤتمر الوطني ويتبرأ من تهمة اغتياله مجدى محجوب الجزء الخامس
    http://www.alrakoba.net/videos.php?action=show&id=437

  29. رحم الله مجدي محجوب انشاء الله و ندعوا الله ان يدخله فسيح جناته و ان يصبر اهله جميعا انشاء الله

    ملاحظة: لماذا يصر البعض على ادخال المهدية و ابن السيد الصادق المهدي (والذي ثبت ان انضمامه كمستشار هو تصرف فردي) في الموضوع….

    لقد نال حزب الامة و الانصار و بيت المهدي من هذا النظام من الاذى ما ناله الاخرين ايضا.. و اذكر مثلا انه في ذات الفترة التي حدث فيها ما حدث لمجدي كان السيد الصادق و معظم اعضاء وزارته ايضا معتقلون في السجون و غيرها…

    و يروى ايضا انه في حوالي نفس الفترة اي اول ايام النظام تم اعتقال المرحومة سارة الفاضل زوجة السيد الصادق المهدي و معها الاستاذة رشيدة عبد الكريم وزيرة الرعاية الاجتماعية ايام الديمقراطية … و طبعا كانتا معتقلتان سياسيتان و انه لم يدر المعتقلون اين يضعوهم فامر ابراهيم شمس الدين بوضعهم في سجن ام درمان للنساء و لكن بعض الذين اعتقلوهم قالوا لابراهيم شمس الدين ان هذه السجن فيه النساء اللواتي يتم اعتقالهن على اساس جرائم جنائية و ليست سياسية و ليس من اللائق و ضع المعتقلات السياسيات معهم.. و لكن ابراهيم شمس الدين اصر على و ضعهن مع السجينات في جرائم جنائية

  30. الأخ الـحبـوب،
    Nadir – نادر،

    تحياتي ومودتي، وتشرفت بحضورك الكريم.

    ***- تعرف ياأخ نادر، الواحد بستغرب لماذا توقفت الأعدامات بتهم المال وتمامآ بعد اعدامات مجدي وبطرس واركانجلو، ولم تشمل مثلآ علي الحاج، والذي اختلس 50 مليون دولار في نفس زمان اعدامات مجدي الأخرين?!!

    وهاك اصل الفيلم الهندي………
    1-
    —–
    ***- ترك الأنقاذ علي الحاج بلا محاكمة او تحقيقات او حتي مصادرة الأموال التي أخذها بدون حق (وهـمبتة) من مخصصات الأموال المرصودة لتشييد طريق (الأنقاذ الغربي) وبلغت قيمتها 50 مليون دولار مازالت بحوزته حتي الأن، ومااعتقلوه او سجونه لانه يعرف الكثير المثير الخطر عن عصابة (المجلس العسكري العالي لثورة الأنقاذ، وهددهم بكل قوة قلب بانه يكفوا عن مضايقته والا انه سيقوم بكشف الحقائق المثيرة والفضائح المالية والأخلاقية، وقال لهم احسن لكم (خلـوها مستورة)!!

    2-
    ***- من منا نحن السودانييون ولايعرف قصة غسيل الأموال بالبنوك الأسلامية التي قام بها الملياردير السعودي (المافيوزي) جمعة الجمعة وتحت حماية كاملة من عمر البشير. هذا الرجل المشبوه داخل بلده ملاحق قضائيآ من قبل محاكم بلده بتهم الغش وتبيض الأموال ومخالفة قوانين المال وتخريبه المتعمد للاقتصاد السعودي، هذا الأفاك يجد الحماية والأمن من نظام البشير الفاسد، وتقدم له كل المؤسسات الحكومية السند والدعم والمساعدات، لالشيئ الا لان شقيق البشير مشاركآ معه في بعض المشاريع الكبيرة المشبوهة!!

    ***- نتذكر قصصآ كثيرة ومؤلمة للغاية ونعيد اجترارها كلما حلت ذكري مناسبة اعدام الراحل مجدي…بل وحتي بدون هذه الذكري!!

  31. الأخ الـحبيـب،
    خستكه،

    تحياتي ياأخي الكريم، ومعقولة بس يكون لقبك (خستكة) وتكتب كلام جميل بالشكل ده?!..كلام صادق وأمين وصادر من اعماق قلبك الطيب النبيل،

    ***- فعلآ وزي ماانت قلت ( كلنا حنذوق الموت اجلآ او عاجلآ)، وموافقك 100% علي كلامك،…ولكن ان يأتي الموت بالطريقة التي اختاروها حفنة من السفلة للشهيد مجدي وبدون قصاص عادل، وبدون احترام لكلام الله تعالي الذي قال;( وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) "الأنعام:151"، فهنا لابد ان ندين القتلة ونكشفهم ونعريهم، ونكتب عن جرائمهم، ان نرفع للسماء ونسأل الله تعالي ان يعذب القتلة في دنياهم قبل اخرتهم ويقتص منهم، والا ينعموا بما سرقوا ونهبوا.

    ***- تري اي شعور ينتاب المجرميين الذي قتلوا مجدي وبطرس واركانجلو وهم يقرأون هذا الموضوع بمناسبة مرور 22 عامآ علي جريمتهم وسرقتهم لاموال الضحايا?…

    ***- وماشعور واحاسيس زوجات وامهات واطفال القتلة الأن بعد ان عرفوا اي جرم قاموا به هؤلاء المجرميين وقتلهم لطالب من اجل سرقة ونهب اموال ضـحاياهم?!!!!!

  32. استاذنا بكري الصائغ اديك العافية و اللغمة الدافئة حلال بلال طيبة

    يا خي نحن كلنا اخوانك و اصحابك و اصدقاءك و جيرانك و ابنائك و اهلك ، و انشاء الله يوم اسقاط الكيزان سوف يكون يوم زفافك و نفرح كلنا بك و معك

    مجدي مظلوم و اهله مظلومون و ربنا موجود يري و يسمع ، و الظلم يوم القيامة ظلمات ، الظلمة موجودون ، يكنزون الذهب و الفضة و الدولارات و كل العملات الصعبة ، و الفساد عم القري و الحضر ، و قاضي القضاة جلال علي لطفي موجود يري و يسمع و لا يحرك ساكنا ، و لكنه لا يعلم ان بين كل ثلاث قضاة قاضيان في النار و واحد في الجنة .

  33. يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا .
    والله كلمه ظلم زاتا شويه ..والله انا بستغرب ؟الناس دي بتصلي وبتصوم كيف ؟..الحمد لله اننا مؤمنين بعدل محكمه السماء وان الله يمهل ولا يهمل وانو في يوم الناس دي بتتحاسب فيهو علي اي صغيره او كبيره …..وانو مهما طال الزمن لكل ظالم نهايه ……..
    والله الزول زاتو ما عارف يقول شنو…………………
    حسبي الله ونعم الوكيل ……..

  34. اختـي الحبيـبة،
    اميمه،
    تحياتي ومودتي،

    وألف ألف شكر علي زيارتك المقدرة،وتعليقك الحزين الجميل. الليلة اخدت اجازة من الشغل وقلت لهم عندي عزاء. وناس المكتب طوالي عرفواانا حاعزي في منو، اصلي كل ماجاء يوم 19 ديسمبر بسمحوا لي بالاجازة، رحم الله قريبي مجدي، وبطرس، واركانجلو، والتاية، واتنين مليون شهيد، اللهم نسألك ان ترحمهم رحمه واسعة، وتصبرنا علي فراقهم، وتشمل اسر الضحايا بشأبيب رحمتك، وتشد من ازرهم وتقويهم.

    ***-اما عن سؤالك المقدر عن القتلة:
    (..والله انا بستغرب ؟الناس دي بتصلي وبتصوم كيف؟)،فديل اصلآ من يوم مااغتنوا حرامآ، لابصلوا ولابصوموا، ديل مشغولون بجمع المال الحرام،…ديل ناس (والهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر)!!، ديل ياأختي ماعارفيين في حاجة اسمها ( اذا زلزت الارض) ومفتكرين الحال دائم عليهم!!

    ***- القتلة السفلة ديل، مازالوا في غييهم، وماسمعوا لسه ب(الربيع العربي)، ولا شافوا صورة نهاية القذافي، وحسني مبارك في القفص!!

  35. اخوي الحبـوب،
    رحم الله مجدي محجوب،

    تحياتي ومودتي، وليرحم الله الراحل مجدي، وليرحمنا جميعآ انه سميع مجيب. وألف شكر علي قدومك الميمون.

    ***- اليوم 19 ديسمبر، يوم تم فيه اعدام مجدي قبل 22 عام، وكلما جاءت ذكري المناسبة وجاء يوم 19 ديسمبر، نقوم نحن النوبيون بصفة خاصة واصدقاء ومعارف أهل الراحل بزيارة مقبرته، ونقرأ الفاتحة علي روحه الطاهر ونجدد العزم علي مواصلة كشف القتلة السفلة الذين ينعمون الأن باموال ضحاياهم، وسكنوا القصور والفلل وكل طوبة فيها هي من اموال اليتامي والقصر والأرامل، كل قطعة ملابس علي اجسامهم النتة هي من الاموال المسلوبة، كل لقمة تدخل كروشهم ايضآ هي من الملايين المسروقة،

    ***- هناك بالمقبرة نقسم بان نواصل تعريهم، وان نعمل علي الا يبقوا في الحياة احرارآ بلا حساب او مساءلة، سنجرهم للقصاص العادل، سياتي باذن الله تعالي اليوم الذي سيقفون فيه داخل اقفاص المحاكم ونري كيف لون سحناتهم قد تغيرت، وزاغت عيونهم، واصطكت عظام ارجلهم من الخوف، وان كنت اتوقع وان يموتوا كما مات القذافي!!

    ***- اليوم 19 ديسمبر، يوم مات مجدي كالرجال، وهو اول سوداني يدخل التاريخ، فلم نسمع من قبل باعدام طالب بسبب امواله!!،

    ***- ولم نقرأ في كتب التاريخ العالمي، انه وقد جرت محاكمة لطالب، وصدر الحكم باعدامه لانه لم يقم بتسجيل مامعه من اموال لدي الجهات الرسمية!!

    ***- لم نسمع من قبل وان الذين قاموا بالغارة علي منزل المرحوم مجحوب قد تعرضوا للادانة بسبب سلوكياتهم القبيحة في معاملة أهل البيت، ولا سمعنا ايضآ اين ذهبت الاموال المصادرة، وسكتت "اللجنة الاقتصادية" التي كان يرأسها صلاح كرار عن ذكر كل الحقائق حول الاموال التي صودرت من مجدي واكنجلو وبطرس وعشرات الألآف من الاقباط الذين فقدوا شركاتهم وعقاراتهم، بل ايضآ كنيسة، بموجب قرارات صدرت من هذه اللجنة الاقتصادية!!

    *** "لن ترتاح ياسفاح"…نرددها اليوم في وجه البشير الذي وقع علي قرار الاعدام، وكم فرحنا وهللنا بالاتهامات التي طالته من قبل اوكامبو ومحكمته الجنائية، لقد اصبح اوكامبو /عفريتآ/ يقلق منام البشير،…. تمامآ كما يقلق اسم مجدي صلاح كرار ليل نهار!!

    ***- رحم الله الراحل مجدي، ومازلنا علي عهدنا الذي قطعناه امام جثمانك الطاهر وقبل ان يواري الثري: لن ننساك، وستظل دومآ في قلوب الملايين، ولن نتاعس في جر السفلة اولاد السفلة الي المحاكم، طال الزمان ام قصر….

  36. اخـوي الحـبوب،

    قـول النصيـحة،
    1-
    ——
    تحياتي بالكوم، وسعدت كتير بزيارتك وكلماتك الطيبة في حقي الضعيف، وعلي كلامك السمح بالحيل وقلت فيه;( ا خي نحن كلنا اخوانك و اصحابك و اصدقاءك و جيرانك و ابنائك و اهلك ، و انشاء الله يوم اسقاط الكيزان سوف يكون يوم زفافك و نفرح كلنا بك و معك).

    ***- شفت بالله كيف ناس ادارة (الراكوبة) الموقرين شالو حسي، وكشفوا لخلق الله حالتي واحوالي?!!..اقول ليهم: ده خطاب خاص واداري بيني وبينكم، يقوموا ينشروه للعلن، ومااتفرج يتفرج!!، رفعت ايدي للسماء ودعيت لهم الله تعالي يحول (راكبتهم) لقصر،والقي فيهااوضه ملك!!، اللهم انك سميع مجيب!!

    ***- نرجع لموضوعنا يا قـول النصيـحة، اليوم طالعت بموقع (الراكوبة) الموقر، خبر جاء تحت عنوان:
    ( الدولار يتجه ليبلغ سعره خمس ألف جنيه..غرفة المستوردين : لثلاثة ايام لم تصل باخرة لميناء بورتسودان .. البنك المركزي عاجز عن توفير الدولار للمسافرين والمرضى والطلاب الذين يدرسون فى الخارج..!!).

    ***- اها، الخبر ( الدولاري) ده، عنده علاقة بدعواتنا اليومية لله تعالي ويزلزل اركان الأنقاذ، ويفلسهم ويبدلهم، ويذلهم ذلة الكلاب. قال صلاح كرار (لولا الانقاذ لوصل سعر الدولار لسبعة جنيهات)!!، ولسه ياما تحت السواهي دواهي، وبكرة تسمع وفود (الشـحتة) طلعت تشحت من الامير فلان ومن الشيخ علان، والحكومة تبيع فيما تبقي من الوطن المقسوم!!،

    ***-والاغرب من كدة، مافي اي اخبار عن عائدات النفط ووين راحت?!!..مافي كلام عن عائدات الدهب، والصمغ العربي، والكركدي، والجبايات، والرسوم، والضرائب، وعادات بيع المواشي، ورسوم مرور انابيب النفط!!

    ***- لو الحكومة فلوس بجد، تصادر الاموال العند الناس الاغتنوا حرامآ علي حساب النهب والهمبتة، الحكومة تلم الفلوس العند ناس صلاح كرار وسفير السودان في اثيوبيا، الملايين العند اخوان البشير، المليارات العند المافيوزي السعودي جمعة الجمعة، وناس النافع، وتصادر كمان الاموال الفي البنوك الاسلامية،

    ***- الحكومة لازم تعمل لجنة زي لجنة صلاح كرار سنة 1989 وتلم الفلوس..ولكن مش من المساكيين والاقباط والطلاب زي ماعملت لجنة صلاح، لكن من اولاد الحرام النهبوا البلد نهب وماخلوا مليم حائم الا ودخل جيوبهم!!

    ***- الحكومة التونسية الجديدة قدرت ترجع مليارات الدولارات المنهوبة من الخارج، الحكومة المصرية صادرت اموال اسرة حسني مبارك، اولاد القذافي بقوا علي الحديدة بعد تجميد اموالهم بالخارج، ولو عملت الحكومة في الخرطوم بقانون المصادرة حتقدر تمشي حالها، ولو رفضت يبقي ماعلينا بارجاعها بعد الانتفاضة القريبة باذن الله.

    ***- اللهم نسألك ان ترد الحقوق لاهلها، انك سميع مجيـب.

    2-
    —–
    الدولار يتجه ليبلغ سعره خمس ألف جنيه..
    غرفة المستوردين : لثلاثة ايام لم تصل باخرة لميناء بورتسودان ..
    البنك المركزي عاجز عن توفير الدولار للمسافرين والمرضى والطلاب الذين يدرسون فى الخارج..!!
    **********************************
    المصــدر:
    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-37974.htm

  37. روبط جـديـدة لها علاقـــة بالموضـــوع
    ***********************************

    1-
    حين ما اعدم عمر البشير – مجدي محجوب محمد احمد
    http://forums.sudaneseonline.org/forum/viewtopic.PHP?f=1&t=8511&view=previous

    2-
    ما رأى هيئة علماء السودان فى إعدام الشهيد مجدى محجوب؟
    http://www.nubian-forum.com/vb/showthread.php?t=10715

    3-
    ين كانت هَيئة عُلماء السودان عِندما تم إعدام مجدي محجوب مُحمد أحمد والطيار بُطرُس
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1237736032

    4-
    المكاشفي الخضر الطاهر …. بخصوص اعدام مجدي محجوب ( توجد صورة للراحل مجـدي)
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=300&msg=1283736045

    5-
    إعدام ثلاث مواطنين سودانيين والأزمة المالية في بنوك السودان
    http://anwarkingg.blogspot.com/2008/11/sudan.html

    6-
    اعدام اول شهيد مدني في عهد الانقاذ … !!!!
    http://www.aburaqa.com/forum/showthread.php?t=2786

    7-
    بيان من الصادق المهدي رئيس حزب الأمة حول أحكام الإعدام
    http://www.brbrnet.net/vb/showthread.php?t=26616

    8-
    الله يمهل ولا يهمل
    http://arnata.com/vb/showthread.php?p=13498

    10-
    أموال رجال الانقاذ ؟؟؟ قطبي المهدي مثالا!!!
    http://www.manartabugroon.com/vb/archive/index.php/t-8697.html

    11-
    بواسطة الخال نور الدين منان من جزيرة كولب
    http://vb.altareekh.com/t53094/

    12-
    الـفـسـاد يـنـخـر بـيـت الرئـيـس الـبـشـيـر!
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=64&msg=1288331183&rn=1

    13-
    عمر البشير يدخل في حالة بكاء هستيري عند علمه بالفساد في دولته
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1300069123

    ***- عقب صلاة الجمعه بمسجد النور صرح سعادة/ المشير قائد ثورة الشريعه والبرنامج الحضاري عمر البشير انه لاول مرة يعلم ان هنالك فسدا في حكومته وتوعد الناس بالتحقيق لاجتثاث المفسدين وذكر ان مستشاريه كانوا دائماً يؤكدون له بعدم وجود أي مخالفات او إنتهاكات للمال العام، وبعدها اجهش في حالة بكاء هيستيري ….

    14-
    11.5 مليون جنيه شهريا و عربتين من الحكومة وبرضو الدخل لا يكفيه!!! فلنتعاطف مع شقيق الرئيس
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1300198095

    15-
    شقيق البشير يقول ان رصيده ( مافيهو جنيه واحد ) بينما يمتلك حصان بـ150 مليون جنيه ؟؟!!!!
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1300202765

    16-
    حتى أنت يا بروتس .. الطيب مصطفى يعترف بفساد السلطة وبرلمانها وقضائها
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1299526677

  38. في البدء نترحم يا أخي على مجدي رحم الله رحمة واسعة و عوضه الجنة ، و حقيقة لا يجوز أن يقتل الإنسان في ماله .. و إن إكتسبه عن طريق تجارة العملة ..

    ليس دفاعا عن هذه الكلاب الضالة المأفونة و المختلة عقليا و المحبة للقتل و التصفية ، فقط أشير إلي ملاحظتان على المقال :

    الأولى ..

    ( المتهم ( معوّق ) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين ..)
    و تذكر في فقرة أخرى أنه ممارس لرياضة ( التنس ) و يجري و يركض و يسير على قدميه !!!

    الثانية : و تقول فيها :

    ( وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى ( مجدي ) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة .. والحالكة السواد.)..

    و أسألك كما سألت نفسي :

    إذا كان مجدي شخصيا ( رحمه الله) لا يعرف شيئا عن محتويات الخزانة فكيف علمت إجهزة رقابة النظام بها ؟؟؟.
    و مع ذلك أكرر بأن قتله كان خطئا كبيرا …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..