مقالات سياسية

ملهاة دارفور التفاوضية

د. علي حمد ابراهيم

ما زال المسلسل الدارفورى التفاوضى يواصل ارسال العجائب المسلية للمشاهدين . هذا هو الوفد الحكومي ينسحب من المفاوضات تنفيذا لتهديدات الرئيس بأنه سيسحب الوفد المفاوض في الدوحة في يوم الخميس اذا لم يتم التوصل الى اتفاق . في بيان انسحابه ترك الوفد الباب مواربا للعودة متى وجد ثغرة يلج فيها مجددا الى حياض الدوحة الكريمة المضيافة التى ارهقها السودانيون بما لا مزيد عليه من الرهق .

ولكن الطريف ان بيان الوفد الحكومي عزىّ عدم التقدم فى الاتفاوض الى سببين هما (1 ) قصر التفاوض على الحركات المسلحة الدارفورية واهمال القوى السياسية الحية الاخرى فى المجتمع المدني الدارفوري !

اما السبب الثاني فهو تعدد وكثرة الحركات المسلحة وعدم قدرتها على التوحد ! و لا يملك المرء الا ان يخشى على مرارته من أن تنفقع او تنفجر من استخفاف الخطاب الحكومي بعقول أهل السودان الذى يتصورها عقولا فاقدة للذاكرة او غبيانة بلغة حبوباتنا الدارجة السهلة المعبرة .

فجميع أهل السودان يعلمون من هم الذين غيبوا القوى السياسية الحية فى المجتمع المدني وجعلوها تجلس متفرجة خارج الاطار فى الوقت الذى تحمل فيه الحكومة اوراقها وتحوم بها على كل منتدى دولي او اقليمي تستجديه ان يجد لها حلولا لمشكلة برلين الدارفورية التى صنعتها بيدها وليس بايدى عمرو .. وفي هذا المسعى الحلزوني غيّبت الحكومة أهل السودان عموم ، بما فيهم القوة السياسية المدنية الحية التى تذكرتها الحكومة اليوم واخذت تتباكى على غيابها عن محفل التفاوض .

أخيرا يا رمسيس وقد ارهقت نبي الله موسى باللف والدورات حتى جاءك الموج من جانب فآمنت بالذى جاء به موسى فى الزمن الضائع الذى لا تقبل فيه اعمال . أليست القوة السياسية المدنية الحية التى سبب غيابها عن مفاوضات الدوحة فشل تلك المفاوضات فى ان تتقدم فى الاتجاه الصحيح بحسب بيان الوفدى الحكومى المنسحب ، أليست هى نفسها التى كانت الحكومة تصفها بأنها قوى عاجزة وفاقدة للبصر والبصيرة وأن عليها أن تلحس كوعها اذا ارادت ان يكون لها رأى فى مصائر وطنها .!

أذن ماذا جد ّ حتى اصبح غياب هذه القوى السياسية الحية مؤثرا سلبيا على مفاوضات الدوحة .. هل هى صحوة رمسبيس الأول من غفوة البطر والكبر والعزة بالأثم التى دامت واستدامت على مدى عقدين من الزمن الكسول .. ثم حديث الوفد الحكومى عن تعدد الحركات المسلحة وتفرقها ! يا خوفى على قلبى المريض من هذا الكلام الذى يستفز حتى اشجار البلوط التى لا تعلق بها الاوساخ السابلة مثل بقية الشجر المغبون . من فرق هذه الحركات المسلحة الدارفورية ومزقها شذر مزر غير الحكومة عن طريق نثر ذهب المعز فبل سيفه وصولجانه ، اعتماذا لسياسة وفلسفة ميكيافلى الداهية القديم .

لقد كانت فى دارفور حركتان فأعملت فيهما الحكومة ما اعملته فى احزاب الأمة والاتحادى والاخوان المسلمين وانصار السنة حتى اذا قضت من تشتيتهم وطرا ، وارادت اعادة تجميعهم وجدت ان الفتق قد اتسع على الراتق بفعل النقد الدولارى البترولى الذى سنرتاح من افاعيله فينا قريبا بعد ان يأخذه أهله الحقيقيون ويذهبوا فى امان الله عوضنا الله فيهم خيرا .

الحكومة ووفدها المفاوض ووسطاؤها الكثيرون كثرة الرمل والحصى يحصدون الشوك الذى ذرعه عرابهم الماكر ذات يوم فى طريق الشعب الحنون فادمى منه الأرجل القاصدة والايدى .

لذى يزرع الشوك لا يجنى العنب . . لقد فشلت مفاوضات الدوحة لأان الحكومة تريد أن تأكل كيكة المفاوضات وتحتفظ بها فى نفس الوقت . فى نوع غير مسبوق من الشطارات السياسية الجديد التى وفدت علينا مع انبثاق فجر حكومة الانقاذ التى استلمت منا وطنا بحجم قارة ، فاذا بنا نتهئ لا ستلام بضع وطن كبضاعة مزجاة من حاكم منبت فى الفارغة والمقدودة ، متحزم حتى شدقيه يهاتر حتى الربيح السيار حتى اذا اصبح صبح التاس وجد نفسه فى فلاة سياسية بقيعة لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى .

غدا يجئ عيد لقوم آخرين ويذهب عيد من قوم آخرين ويبقى فى االبريبة الحزن الأخاذ!

[email protected]

تعليق واحد

  1. قال الإمام علي:{ فاعقد بيدك و أحفظ ما أقوله لك
    إذا أمات الناس الصلاة
    و أضاعوا الأمانات
    و كان الحكم ضعفا
    و الظلم فخرا
    و أمرائهم فجرة
    و وزرائهم خونة
    و أعوانهم ظلمة
    وقرائهم فسقة
    و ظهر الجور
    و فشا الزنا
    و ظهر الربا
    و قطعت الأرحام
    و اتخذت القينات
    و شربت الخمور
    و نقضت العهود
    و ضيعت العتمات
    و توانى الناس في صلاة الجماعات
    و زخرفوا المساجد
    و طولوا المنابر
    و حلو المصاحف
    و أخذوا الرشا
    و أكلوا الربا
    و استعملوا السفهاء
    و استخفوا بالدماء
    و باعوا الدين بالدنيا
    و اتجرت المرأة مع زوجها حرصا على الدنيا
    و ركب النساء على المياسر (السيارات)
    و تشبهن بالرجال (الجنس الرابع)
    و تشبه الرجال بالنساء (الجنس الثالث)
    و كان السلام بينهم على المعرفة
    و شهد شاهد من غير أن يستشهد (الزور)
    و حلف من قبل أن يستحلف
    و لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب
    و كانت قلوبهم أمر من الصبر
    و ألسنتهم أحلى من العسل
    و سرائرهم أنتن من الجيف
    و ألتمس الفقه لغير الدين
    و أنكر المعروف
    و عرف المنكر
    إذا حصل هذا فالنجاة النجاة, و الوحى الوحى والثبات الثبات}

    علامات ظهور المسيح الدجال;( ;( ;(

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..