هناك الفرق بين التجربة التركية والربيع العربي

من منا لم يشاهد أو يسمع عن ما جرى ليلة أمس لدرجة توقف نبط العالم بتركيا لمدة تزيد عن (4) ساعات جراء العملية الانقلابية الفاشلة والتي سطرت تاريخ جديد تكتب على مداد من نور على صفحات ذهبية في علوم السياسة ودروبها المنهجية .يجب أن تبدأ به الشعوب المتحضرة والتي تشتاق إلى الحرية والشفافية في طريقة حكمها وكيف كانت تلك اللحظات العصيبة بين الرفض والنفي والتأييد المطلق والمبطن والغير مبطن والموافق الدولية المتباينة من إمبراطور العام الجديد ومن خلفه الدول العالم المتقدم والتي تنشد الديمقراطية صباحا ومساءاً والتي تسبح في فلكه بجانب القطب الأخر المناوئ للنظرية للتحكم في مصير العالم وفشل التجربة الانقلابية ومدى تأثيرها على القرار الدولي والمحلي والإقليمي ما استصحبه من هزات سياسية للموافق الدولية وباختلاف إحجامها وثقالها تراوح ما بين( 3.5 إلى4.5) بمقياس رختر وعلى رأسهم ( أميركيا) .
في تقديري تجربة فريدة ومفيدة وفيها من العبر والدروس ما يمكن أن يدرس بأرقى الأكاديميات والمعاهد والجامعات الغربية والعربية والإقليمية وبفخر كبير. وأظن العربية سوف تغض النظر عنها لأنها تفتقر إلى الشفافية والديمقراطية بمعناها الكبير والشامل .أو تعليمات من العسكر والذين يحكموننا بالديمقراطية وتسلك السلطة بالطريقة التي هم يرغبونها وليس الشعب الذي يحكمونه والذي أتى بهم ألى سدة الحكم والرئاسة .
وقد جالت بخاطري مواقف كثيرة يصعب علي حصرها مماثلة وأني أكتب مع يقني بان هنالك من سينتقدونني هل هي نفس التجربة العربية أو ما يسمى سياسيا بالربيع العربي والجنين المشوه الذي خرج للعالم والمعاق خلقيا قبل اكتمال الفترة الطبيعية للولادة من رحم الشعب أو إسقاطه عبر تدخلات ومخططات دولية وهو( خديج) وما نتج عنه من جسم عسكري دموي لا علاقة له بالديمقراطية وما بفرق بين المعينين أكبر مما يجمع بينهم والبرهان الذي نشهده ونعيشه بصورة يومية ما يحدث أمامنا بمصر وخلافهما من البلدان التي تمر بهذا النفق والتي كثيرا ما سمعنا بها عبر البرلمانات المعينة والانتخابات المفبركة والأعضاء المعينين وحكومات الظل ..الخ أني أرى في تقديري الخاص شتان مابين ذلك الربيع وهذه التجربة الديمقراطية التركية الحديثة والتي أفحمت بصفعتها أفكار كافة فطاحله التاريخ والسياسة والاقتصاد واستقطبت نظريات كانت سائدة في عالمنا وعلى وجه الخصوص العربي ويتبين من خلالها المستوى الفكري والأيدلوجي والسياسي للأحزاب ووعي وثقافة الشعب التركي في اتخاذ قرارات تقرير مصيره عسكري علماني أو ديمقراطي إسلامي ولا يختلف اثنان أنهم متأثرين بجوارهم لأوربا بخيرها وشرها وما تحقق لهم من اكتسابهم لديمقراطية معاشه تمشي بينهم وها هم يجنون ثمارها بردا وسلاما عليهم عندما أحتكم إليهم الرئيس (اردغان) وحكومته مما يؤكد أن الحكومة التركية كانت على جزء كبير من الصواب إن لم يكون بكامله والبرهان صوت الشعب الذي غلب على صوت الدبابة والمدفع والبزة العسكرية ولا يخفى على ذو عقل مدى التأثير العلماني وما لعبه مصطفى (اتتورك ) في الشارع التركي والذي امتد لأزمان عديدة ولكن برهن الحزب الإسلامي المنفتح وليست مجرد شعارات نسمع عنها عبر الصحف وأجهزة الإعلام فقط أذا كان مرئي أو مسموع أو مقروء كما هو الحال ببلادنا العربية والإسلامية العربية والأسيوية والإفريقية منها. والدرس الذي نطوق إليه أن يستفاد من هذه التجربة الفريدة الفذة لبلادنا العربية والإسلامية والعمل على تطبيق النظرية التركية الشعبية بقيادة البلاد والشعوب بالفكر الديمقراطي الذي ينفع البلاد والعباد وليس بالعكس . صدق الشاعر أبو القاسم الشابي حين قال .
إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدر * ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر

والله من وراء القصد وهو المستعان
Email :[email protected]
عدلي خميس (الدمام )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..