تعلموا من تونس

كثير من الدول في العالم العربي والإفريقي ظلت ترزح تحت وطأة المشكلات السياسية حتى أفقدت شعوبها الأمل في الاستقرار والتقدم وبدأت تتململ بحثاً عن الخلاص، ساسة تلك البلدان وقادتها عجزوا عن إيجاد مخرج يكفي شعوبهم شر الانزلاق فيما هو أسوأ رغم فرص الإصلاح التي ظل يمنحها لهم القدر دائماً، غياب الإرادة السياسية والرغبة في التغيير وعمى البصر والبصيرة لدى حكومات تلك الدول أدى إلى مزيد من المشكلات والتعقيدات وكثير منها انزلق في العنف وضاعت أحلام تلك الشعوب في حياة تسودها العدالة والاستقرار.
الساسة ليسوا وحدهم من ضلوا كذلك منظمات المجتمع المدني التي خلقت لتراقب الحكومات وتوجهها وتضغط عليها لتصلح، فهي إما أنها لم تعد موجودة، أو ضعف دورها للدرجة أنها لم تعد قادرة على العمل، أو أن الحكومات سيطرت عليها وأصبحت جزءاً منها كما هو حال السودان الذي اختلط فيه الحابل بالنابل فأصبح عاجزًا عن الخروج من مشكلاته الوطنية وخلافاته السياسية رغم المصير المظلم الذي يواجهه.
تونس تميزت وتفوقت علينا وعلى دول كثيرة وعرفت كيف تخرج بنفسها من مأزق كان سيحولها إلى جحيم بفضل منظمات المجتمع المدني.
لقد منحت جائزة نوبل للسلام للعام 2015لأربع من منظمات المجتمع المدني التونسية لإسهامها في بناء الديمقراطية في تونس وهي: الاتحاد العام للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والهيئة الوطنية للمحامين، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهي كلها منظمات عريقة تأسست في أربعينات وخمسينات القرن الماضي عدا الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تأسست عام 1977، اجتمع هذا الرباعي عقب اغتيال السياسي اليساري محمد البراهمي وقد كانت تونس مهددة بانزلاق في دوامة من العنف كانت ستعصف بالتجربة الديمقراطية واستقرار تونس.
تشكل الرباعي برئاسة اتحاد الشغل ودعا جميع الأطراف للدخول في حوار وطني شامل لتهدئة المناخ السياسي وقد نجح الرباعي في رعاية الحوار السياسي بين قطبيْ حكومة الترويكا التي استقالت فيما بعد والمعارضة ممثلة في جبهة الإنقاذ حيث تم تشكيل حكومة تكنوقراط وتمكنوا من إيجاد نموذج توافقي في إدارة الشأن العام أصبح يُعرف عربيًا بـالاستثناء التونسي، مما جنب البلاد نتائج كارثية وقعت فيها بعض بلدان الربيع العربي.
تونس نجحت بعزم ورغبة وأمانة الساسة حكومة ومعارضة، لم يتعذروا بنظرية المؤامرة ولم يغلبوا المصلحة الشخصية على مصلحة شعب تونس، ولم يتشبثوا بالحكم و يبرروا له، ولم يتاجروا بالدين، كذلك ما ساعد تونس على ذلك الخروج الآمن هو أن المؤسسات السياسية ظلت متماسكة وقوية لم تحدث فيها الانشقاقات والانقسامات والسيولة التي أصابت المؤسسات السياسية في السودان، حيث بلغت الأحزاب وحدها مائة هذا غير الحركات المسلحة نتيجة سياسة الحكومة لإضعاف الآخرين التي اتبعتها منذ زمن، وها هي اليوم تجني حصاد ما زرعته يديها، تريد خروجًا آمنًا ولم تستعد له.
ليت حكومة المؤتمر الوطني تتعلم وتتعظ وتستفيد من التجارب والدروس التي يقدمها لها العالم مجانًا، وليت منظمات المجتمع المدني السوداني تفوق لنفسها لترى ماذا تقدم رصيفاتها لشعوبها في العالم، وتقف ألف مرة على التجربة العظيمة التي قدمتها منظمات تونس فقد تحرك فيها ساكنًا وتفعل شيئًا يعيد إليها كرامتها المسلوبة، حاولوا التفوق على أنفسكم مرة واحدة ليسجلها لكم التاريخ في سجلكم الأسود، وتعلموا من تونس فحالها كان مثلنا، فالدرس يستحق الحفظ والتطبيق.
التيار
في شتاء العام الماضى حضرت لقاء حافلا للشيخ راشد الغنوشى في برلين بمناسبة فوزه بجائزة إبن رشد للفكر الحر.
كان اللقاء محضورا من جمع غفير من الناس ، مفكرون وسياسيون وأكادميون من كل لون وجنس.
تحدث الرجل عن تجربتهم في الحكم وكيف أنهم إرتضوا بحكم الشعب عندما إختار غيرهم لقيادة تونس.
أذكر من كلماته أنه قال عندما تنتهى مدتى في الحكم أريد أن أذهب إلى بيتى، لا إلى السجن.
أكاديمي ألمانى مرموق قال أنه لو كان في قيادة الإخوان المسلمين في مصر شخص مثل الغنوشي لكان الحال غير الحال.
مقارنة بسيطة بين تجربة الإسلاميين مع الحكم في مصر وتونس ، مع بعض الفوارق، تضع الكثير من النقاط على الحروف.
في السودان ، ليتنا نتعلم من التجربتين، لعل الله يصلح حالنا وحال بلادنا وما ذلك بعلى الله بعزيز،،،
يمكن ان يتم ذلك يا اختنا العزيزة اذا تنحي الثالوث الجاسم علي صدور الشعب السوداني عن السياسة وكل رجالات اكتوبر كما يزعمون لان الجيل الحالي اي جيل ما بعد اكتوبر بعقد من الزمان يستطع ان يمحو كل اثار الدمار الذي سببه ذاك الجيل ولكن يموت الجمل والجمال
نجحت تونس لان الاسلاميين لم يكونوا على سدة الحكم……
في شتاء العام الماضى حضرت لقاء حافلا للشيخ راشد الغنوشى في برلين بمناسبة فوزه بجائزة إبن رشد للفكر الحر.
كان اللقاء محضورا من جمع غفير من الناس ، مفكرون وسياسيون وأكادميون من كل لون وجنس.
تحدث الرجل عن تجربتهم في الحكم وكيف أنهم إرتضوا بحكم الشعب عندما إختار غيرهم لقيادة تونس.
أذكر من كلماته أنه قال عندما تنتهى مدتى في الحكم أريد أن أذهب إلى بيتى، لا إلى السجن.
أكاديمي ألمانى مرموق قال أنه لو كان في قيادة الإخوان المسلمين في مصر شخص مثل الغنوشي لكان الحال غير الحال.
مقارنة بسيطة بين تجربة الإسلاميين مع الحكم في مصر وتونس ، مع بعض الفوارق، تضع الكثير من النقاط على الحروف.
في السودان ، ليتنا نتعلم من التجربتين، لعل الله يصلح حالنا وحال بلادنا وما ذلك بعلى الله بعزيز،،،
يمكن ان يتم ذلك يا اختنا العزيزة اذا تنحي الثالوث الجاسم علي صدور الشعب السوداني عن السياسة وكل رجالات اكتوبر كما يزعمون لان الجيل الحالي اي جيل ما بعد اكتوبر بعقد من الزمان يستطع ان يمحو كل اثار الدمار الذي سببه ذاك الجيل ولكن يموت الجمل والجمال
نجحت تونس لان الاسلاميين لم يكونوا على سدة الحكم……