لا للشمولية التي تحتقر الإنسان

فخر الدين آدم موسى ? مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي
لا للشمولية التي تحتقر الإنسان
الحرية للدكتورة مريم الصادق وجميع معتقلي الرأي والضمير

قال مولانا آدم احمد يوسف الأمين العام لهيئة شئون الانصار بالإنابة أن دكتورة مريم الصادق المهدي عملت من أجل ان تعود الحياة إلى طبيعتها لأولئك الذين يحلمون بالاستقرار والتنمية والحياة الكريمة . و أن الذين أعتقلوها لم يعتقلوها لجرم أقترفته لا لأثم أرتكبته وأن النظام الشمولي لا يحتمل الرأي الأخر و ضعيف أمام الحجة وطالب مولانا آدم بضرورة إطلاق سراحها وكل معتقلي الرأي و الضمير في السودان و تناولت الخطبة موجة الغلاء الطاحنة و الأرتفاع الجنوني للأسعار و أثار الخريف .
أدناه نص الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
22 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ
الخطبة الأولى
قال تعالي: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُب…ِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
البر لغة هو عمل الخير جاء في الأثر الديان لا ينسي والبر لا يبلي إعمل ما شئت كما دنت تدان. وفي الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالي أن الشعائر التي يؤديها الإنسان ما هي إلا وسائل لتلك الغايات الساميات، فالغاية لاتنال إلا بالوسيلة إذاً ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب كما في القاعدة الشرعية والعارف لايقف عند تلك الوسيلة قال الإمام المهدي عليه السلام: فلا توقفنا مع رؤية الطاعات والدعوات ولا مع النظر إلي شئ من كافة المخلوقات بل أخرجنا إليك راضيين بك ومؤثرين لك علي كل شئ. وقال : اعلموا وتحققوا فان للدين أغوار وبواطن فلا يصلح الظاهر منها إلا بصلاح تلك البواطن واستقامتها وقال الحكيم :
صم وصلي وطف بمكة زائراً سبعين لا سبعاً لست بناسك
جهل الديانة من اذا عرضت له أطماعه لم يلف بالمتماسك
والآية أنفه الذكر صريحة في معناها وتوضح ماهو البر فالإيمان بالله هو ذروة سنام الأمر كله وهو أي الإيمان بالله يقود إلي معرفة اليوم الآخر ذلك اليوم الذي يشيب له رأس الوليد وتكون القلوب لدي الحناجر وتري الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد, وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها, ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شان يغنيه ذلك هو اليوم الذي مقداره خمسين الف سنة وتحدثت الآية عن الإيمان بالله والملائكة والكتاب والنبيين وتلك هي سلسلة إيمانية مرتبطة وكلها غيبية حتي الكتاب الذي بين أيدينا لا يعني الإيمان بما هو ملموس ولكن الإيمان بما اخبر من غيب وبعد هذا السياق الروحاني يأتي الحديث عن إنفاق المال وهنا الاختبار الحقيقي للمؤمن فالجهاد بالمال يأتي قبل الجهاد بالنفس والولد والقرآن تحدث كثيرا عن أكل المال بالباطل, والنفس البشرية جُبلت علي حب المال حباً جما وعندما اختبر الله سبحانه وتعالي ابني ادم اختبرهما بتقديم القربان المادي فكان المؤمن حقاً هو الذي قدم أطيب واغلي ما عنده لله سبحانه وتعالي فكان القبول من الله أما الآخر فقد بخل وضنه وغل فلم يُتقبل منه. فالله لا يتقبل إلا من المتقين الذين يؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وتذكر الآية ضعفاء المجتمع اليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب أي اؤلئك المعسرين ومن ثم تأتي الصلة الروحية بين العبد وربه بعد تطهير النفس من الشح والبخل وحب الذات والتجافي عن دار الغرور. ثم تكرر الآية الإنفاق وفي هذه المرة يكون واجباً شرعياً علي كل مستطيع فان لم يؤديه يكون اثماً فهو حق معلوم للسائل والمحروم هو الحق الذي يجعل التوازن في المجتمع فالمجتمع الذي يُخرج الزكاة ويُعطيها لمستحقيها هو المجتمع الذي يخلق الاستقرار والاطمئنان والمحبة بين أفراده. قال احد القرشيين ما زال محمد يعطيني وهو ابغض الناس إلي حتي صار أحب الناس إلي.
ونبي الرحمة يقول تهادوا تحابوا ومن البر الوفاء بالعهد ومن البر الصبر علي الشدائد والمشاق فالذين تتوفر فيهم تلك الصفات هم الصديقين حقاً والمتقين يقينا وكل هذا ليعيش المجتمع في أمان واستقرار وعندما يري كل فرد من أفراد المجتمع أن له حق من المال في الدولة المعنية أو رقعة الأرض التي يعيش فيها عندها يحافظ علي الآمن والاستقرار وان لم يجد شيئاً وكان المال دُوله بين أفراد معينين في المجتمع فهنا يحدث عدم الاستقرار وزعزعه المجتمع ولذلك يقول الله سبحانه وتعالي : (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ).
أي يجب تقسيم الثروة بعدالة بين أفراد المجتمع لكن واقع الحال في كثير من المجتمعات هو أن المال دُوله بين أفراد معينين والذي يثير الغضب وعدم الرضي ذلك عندما يتضح لأفراد المجتمع أن ثلة تواطأت علي احتكار السلطة والثروة وتمتعت بكل خيرات البلاد وتركت الأغلبية الساحقة تبحث عن لقمة عيش لسد الرمق وهذا هو الذي يجعل عدم الرضي.
والذي حدث في بلادنا هو ذات الأمر الذي ذكرناه فان الحزب الحاكم ظل لأكثر من عقدين من الزمان محتكر السلطة والثروة مما أثار الغضب وعدم الرضي لشريحة كبيرة من المجتمع السوداني فمنهم من هجر الوطن هجرة لا عودة بعدها ومنهم من حمل السلاح وبقي المستضعفون من الرجال والنساء والولدان الذين لايستطيعون حيلة هائمون علي وجوههم في الأزقة والطرقات ونتج عن ذلك تغيير المجتمع إلي الاسواء وظهرت ظواهر سالبة لم يعرفها المجتمع السوداني من قبل وتفشت الرزيلة وباع الناس دينهم بعرض من الدنيا كل ذلك بسبب السياسات الخاطئة والمتعمدة من قبل النظام الذي ظل يحكم منفرداً زمناً طويلاً لم يقدم فيه للبلاد ابسط مقومات الحياة بل دمر كل ما وجده من مشاريع تنمية وبنيات تحتية للبلاد. والموسم الزراعي مضي أكثر من نصفه ولم نري ولا نسمع عن زراعة, أما المدن فقد دمرتها الأمطار وذلك لعدم وجود مصارف للمياه وخلّف الخريف أمراض فتاكة ولم يجد المواطن ابسط أنواع العلاج والمدارس تعطل جلها ورغم هذا كله لم نسمع من المسئولين إلا الحديث عن انتخابات قادمة في موعدها المحدد. وهذا يدل علي أن النظام يبحث عن شرعية مفقودة وبعضهم يبحث عن ثراء من تلك الأموال التي تُهدر فيما يسمي بالانتخابات وقد ظللنا نسمع ونري أولئك الذين يبحثون عن فرص للاحتفالات والمناسبات التي يقيمها النظام فيتحصلون علي أموال طائلة من الميزانيات التي تُرصد لتلك الاحتفالات أو الانتخابات. وبين سندان الانتهازيين ومطرقة الوصوليين ضاع السودان الحبيب والذي يُؤسف له حقاً أن النظام يعتم علي الأخبار الداخلية للبلاد, فاليوم في غربنا الحبيب تدور حرب دروس بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا راح ضحيتها مئات الأشخاص من الطرفين والحالة الأمنية عموما في دارفور تنذر بخطر يهدد حياة المواطنين. والأمطار خلفت كوارث في جميع مدن وقري السودان وقد فقد الآلاف منازلهم كلياً وهم في العراء حتى في العاصمة. والحالة المعيشية للمواطنين فاقت حد التصور والأسعار بلغت أرقام فلكية لكل السلع الضرورية والمستهلكة يومياً فقد بلغ سعر زيت الطعام رقماً فلكياً وكيلو اللحم إلي 80 الف جنيه والدجاج إلي 41 الف جنيه والبامية الي 40 الف جنيه وهكذا أصبحت الحياة جحيم لايطاق وفوق ذلك مصاريف المدارس التي جعلت كثير من أولياء أمور الطلاب يلجأون إلي حيل وأساليب ربما تجعل المجتمع منحرفاً فقد انحرف الكثير من أفراد المجتمع لا لأنهم يرغبون في ذلك السلوك غير السوي ولكن للضغوط الأسرية والتي لا يقوي عليها الكثيرون, فقد جعلت سياسات النظام المواطن كالذي ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء.
الحديث :
قال صلي الله عليه وسلم : اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه.
أو كما قال صلي الله عليه وسلم.

الخطبة الثانية :
أيها الأحباب مازالت الدكتورة مريم الصادق المهدي خلف القضبان لا لجرم اقترفته ولا لاثم ارتكبته ولكن لانها ضمن الذين وقعوا علي اتفاق باريس ذلك الاتفاق الذي من ابرز سماته وقف اطلاق النار وهذا يعني عودة الحياة الطبيعية لؤلئك البؤساء الذين ظلوا عقوداً من الزمان لا يسمعون الا صوت الرصاص ولا ينعمون بالنوم في بيوتهم وفقد أبناءهم فرصة التعليم واتخذوا من المعسكرات والملاجئ مأواً لهم أولئك الذين يحلمون بالاستقرار والتنمية والحياة الكريمة. اتفاق باريس الذي يضع حداً للحرب التي أكلت الأخضر واليابس وأزهقت أرواح مئات الآلاف من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والعجزة, إتفاق باريس يعني عودة الديمقراطية والسلام الدائم.
مريم قالت: لا للحرب ونعم للحوار الجاد الذي يعطي كل ذي حق حقه, وقالت نعم لعودة الديمقراطية وحقوق الإنسان ونعم لكرامة الإنسان وللعدالة والمساواة بين المواطنين. مريم قالت لا لحكم الحزب الواحد ولا للانتخابات المزورة لذلك ضاق النظام بما قالت وفعلت فلم يتملك أعصابه فقام باعتقالها فور وصولها مطار الخرطوم ولم تزل حتي الآن قيد الحبس دون ان توجه لها تهمه او تحقيق وهذا يؤكد ان النظم الشمولية لاتحتمل الرأي الآخر والشموليون ضعفاء امام الحجة والرأي والرأي الاخر. فهم دائما مايستنجدون بمنطق القوة لا بقوة المنطق وعند المقارنة بين الديمقراطية والديكتاتورية يتبين الإنسان الامر جلياً.
واذكر ان زعيم أمة الإسلام الأمريكي لويس فرخان قد زار إيران نجادي وسودان الإنقاذ وليبيا القذافي وكانت الثلاث تمثل محور الشر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وعند عودته عقد مؤتمراً صحفياً في مطار واشنطون ثم ذهب الي منزله دون ان يتعرض له احد. ونقول ان الدكتورة مريم عادت من لقاء باريس الذي جلب السلام وأوقف إطلاق النار في البلاد ووعد بالديمقراطية والحرية والعدالة وكرامة الإنسان، ولم تعقد مؤتمراً صحفياً تحدت فيه النظام كما فعل زعيم امة الإسلام الذي تحدي الإدارة الأمريكية بزيارة مثلث الشر بالنسبة لها, ورُغم ذلك لم يُعُتقل ولم يُسأل اذاً نعم والف نعم للديمقراطية التي تحترم الإنسان ولا والف لا للشمولية التي تحتقر الإنسان. ومن هذا المنبر نطالب فوراً بإطلاق سراح الدكتورة مريم الصادق وجميع معتقلي الرأي والضمير.

تعليق واحد

  1. حبيب ادم شنو .. انتو كان رجال جد امشو لاخوها الطرطو عبد الرحمن الفي القصر ليفك اخته والدلاهه بتاع الامن بشري ..ديل الكيزان مسحو بيهم الارض زماااااان .. والصادق اكبر عميل للكيزان .. علي المعارضه اخد الحذر الشديد من العميل الصادق .. بالله ياجماعه مشاركة ابنائه في الحكومة اكبر دليل علي انتهازية الرجل ..بعدين ياادم انت كنت وين وهناك مئات المعتقلين قبل القبض علي مريمكم دي..

  2. وياما ناس اتعدمت وناس ما معروف وين رفاتها والحاجة ما أحسن منهم والعقبي لي أبوها وأخو انها والمراغنة والترابي يارب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..