منوعات

رسالة من فوق الماء ..!

«في وقت الخداع العالمي يصبح قول الحقيقة عملاً ثورياً» .. جورج أورويل ..!
ـ عزيزي الرجل «مثقفاً كنت أو غير ذلك»: يقول بعض الفلاسفة إن المجتمع مثل صندوق كبير مقفل والفرد ثقب صغير، لكنه ثقب يدخل منه الضوء .. والمجتمع في حاجة إلى ضوء وهواء .. وعليه فالمثقف الحر الواعي هو الذي يستطيع أن يلقي بحبل النجاة في الوقت المناسب .. لماذا (يمسخ) عليك حبل النجاة، وقد تفضل عليه مصارعة الغرق، إذا امتدت إليك به يد امرأة ..؟!
ــــ إلى أي (حد) يقلقك أو يعصف بك التفكير بنوع تفهم القارئ الرجل لجموح قلم كاتبة تصادف أنها أنثاك ؟! .. وأين برأيك يمكن أن تصل (حرية) شريكة حياتك في امتهان الكتابة ؟! .. وإن كانت هنالك حدود هل تؤمن بأن تضعانها معاً ? أنت وهي ? أم أنك تؤمن بوجوب قيام الاستفتاءات العاطفية في وقتها المضبوط على ساعتك .. ولا يقلقك غياب اتفاقيات ترسيم الحدود ..؟!
ـــ لظهور المرأة الإعلامي قيود واعتبارات عديدة تجعل من حضورها الشخصي في المحافل العامة ملكية على الشيوع .. من حق كل قارئ أو مشاهد – وإن كان رجلاً – أن يتواصل معها في حدود مضابط العلاقات العامة.. لماذا لا ترضى بترك مقعدك بجوار أنثاك للحظات، كي يجلس عليه رجل يشغله حضورها المهني ؟! .. فيثور سي السيد بداخلك .. لكنك تطلب منها في ذات الوقت أن تتفهم تواصل المعجبات أن كنت ..؟!
ـــ ثم يا عزيزي الرجل .. لماذا ترى أن حالات جنون المبدع ونزق الفنان حلالاً على الرجل وحراماً على المرأة .. لمجرد كونها أنثاك ؟! .. لماذا تصر على أن تعاقب أنثاك على إبداعها الذي ترى فيه تعدياً على قوامتك ؟! .. حتى وإن قبلت هي بأن تخلص لغسيل الأطباق وتربية العيال .. وتزبيط (المفروكة) أكثر من جدتها ؟! .. لماذا حتى وإن رضيت هي بأن تمشي خلفك على الدوام .. متقهقرة مسافة متر على الأقل ..؟!
ـــ ثم .. لماذا تكرم الأنثى الحبيبة في مقالاتك وإطلالاتك الإعلامية ونصوصك الأدبية وتبجلها كحبيبة في حضورك الشعري .. لكن المتأمل في واقعك الشخصي يكاد لا يراها إلى جوارك .. وإن وجدت فوجودها الشخصي الواقعي، لا يشبه – أبداً – وجودها النظري عند حضورك الرسمي المعلن ..؟!
ـــ وددت لو أفهمتنا فلسفة الحوار مع الأنثى عندك ؟! .. هل يتبع صمتك اللا مبالي بمواقفها منهجية بعينها ؟! .. ولماذا تختلف دوماً منهجية حوراك مع المرأة الزميلة عنها مع المرأة الحبيبة ؟! .. هل لأن المثقف الخاضع لأعراف مجتمعه التقليدي يحتاج إلى التشبه بمريض الفصام عندما تصطدم قناعاته الفكرية بمحاذيره التقليدية ..؟!
يقال إن أسوأ ورطة يمكن أن نقع فيها هي أن يستحوذ علينا أي شيء جداً .. جداً .. لماذا ? يا عزيزي المثقف – تصر على أن تستحوذ على أنثاك جداً .. جداً .. ؟! .. لماذا تفعل على الرغم من إدراك عقلك مغبة الاستحواذ على امرأة مثقفة تخضع للرجل لأنه (خيارها) .. وليس لأنه مصيرها الذي لا مناص عنه..؟!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. عراك بلا معترك…

    أين اليوم تلك المرأة التي تمشي خلف زوجها لمسافة متر في إزلال وخضوع..؟؟

    ما أكثر النساء اللاتي كتبن دون قيود عن الدين وعن الجنس حتى نلن الجوائز ولم يكن الرجل لهن بالمرصاد. بل أكل الرجل من عرقهن وتعبهن في الكتابة وتجشأ بكل سرور.

    غسيل الأطباق ، تربية العيال ، تزبيط المفروكة = بيت سعيد

    كاتبة متحررة ، ناجحة ، تعرف الكثير من الرجال غير زوجها = ؟؟؟؟ لا أستطيع الجزم بالأجابة

  2. ينبغي علينا أن نحدد أولاً من هو المثقف؟ بالمناسبة كلمة “مثقف” لا أصل ولا وجود في اللغة الانجليزية، كما لا جود لها في اللغة العربية بالمعنى الشائع والسائد الآن.
    مشكلة تضايق الرجل السوداني المتعلم وغير المتعلم من حشر انف زوجته في كل صغيرة وكبيرة وتأففه من تأبطها كما تفعل بقية الشعوب، لا علاقة له بمقدار تعلمه وتشربه بالثقافات الغربية ولا مدى تمسكه بأهداب الدين، بل العامل الأكبر في كل ذلك هو التقاليد المجتمعية التي تحكمه وتسيطر عليه وتسيره بحبالها كما يسير ” الحاوي” الدمي ويحركها…….. فزوجة الرجل المسلم المتعلم في جنوب السودان قبل الانفصال لها من الحرية والمساواة ما لا يوجد لزوجة الرجل المتعلم من شمال السودان……. فالتقاليد هناك مفتوحة وتسمح بمشاركة المرأة وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة دون أن يشعر الرجل سواء كان مسلماً، أم مسيحياً أم وثنياً بانتقاص حقه وفحولته ورجولته الحاكمة الآمرة بالفطرة….. بالأمس فقط كنت أشاهد قناة (كرايست) وفيها حلقة دار موضوعها حول ضرب المرأة في الإسلام…… اتصل أحدهم واسمه جورج وكان واضحاً أنه قبطي سوداني (لم يذكر اسم السودان صراحة)، أفاد بأنه كان يضرب زوجته أيضاً ولم يكن يمنحها فرصة المشاركة برأيها، وعزا كل ذلك لتأثره بالأجواء المحيطة به، ولأنه كان مسيحياً بالاسم كما ذكر… الخ

    التقاليد المجتمعية هي التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة وليس مدى تعليم الرجل أو كليهما……… في قريتي شارب الخمر مارق وكافر ومنحط اجتماعياً… لكنني لما زرت قرى صغيرة بولاية النيل الأزرق وجدت الأسرة كلها تجتمع مع رب الأسرة الذي يضع زجاجة الخمر أمام منضدة صغيرة وهات يا ضحك ونكات……

    تقاليد أي مجتمع هي الضابط والحاكم….. وليس مدى التعليم… فإن كان التعليم والثقافة هي المحك فلماذا يقدم الباكستنيون والهنود البريطانيون والأمريكيون على قتل بناتهم لمجرد أنهن أقمن علاقات عاطفية مع مواطن ما من تلك البلدان؟ ولماذا تحرص الحكومات الغربية على مسألة (عملية دمج) المهاجرين أكثر من تعليمهم………. فقد يكون المهاجر حاصلاً على الدكتوراة لكنه بحاجة إلى اندماج في المجتمع الجديد لأنه يحمل في رأسه أفكارا محكومة بتقاليد لا تمت إلى ما حصل عليه من علم و “ثقافة”… “ما في حاجة أسمها ثقافة، هناك شيء اسمه العقلية الواسعة القادرة على الاستيعاب والحكم على الأشياء يميزان دقيق اسمه العقل)… ربما يتوفر هذا العقل لأي أحد لم يمر يوماً على مدارج ومدرجات التعليم المعروفة……..

  3. ” ثم يا عزيزي الرجل .. لماذا ترى أن حالات جنون المبدع ونزق الفنان حلالاً على الرجل وحراماً على المرأة .. لمجرد كونها أنثاك ؟! .. لماذا تصر على أن تعاقب أنثاك على إبداعها الذي ترى فيه تعدياً على قوامتك ؟! .. حتى وإن قبلت هي بأن تخلص لغسيل الأطباق وتربية العيال .. وتزبيط (المفروكة) أكثر من جدتها ؟! .. لماذا حتى وإن رضيت هي بأن تمشي خلفك على الدوام .. متقهقرة مسافة متر على الأقل ..؟!”- منى أبو زيد…

    سؤالٌ يتوقف، يا صديقتِي مُنَىْ، على مدى وُسعِ إجابته ورحابتها من قبلنا نحن، من نُسمَّى “رجالاً”، ومن ثَمَّ تغيير ما بأنفسنا وفق ذاك الوُسع بأقصى الممكن من الطاقة النفسية-الرُّوحيَّة يستطيعون، تغييراً كبيراً في نسيج الشعور والوعي الفرديين لكُلٍّ منََا قبل فيضِ ذلك بِرَّاً وخيراً وإنسانيَّةً على نسيج مجتمعنا كُلِّهِ…

  4. عراك بلا معترك…

    أين اليوم تلك المرأة التي تمشي خلف زوجها لمسافة متر في إزلال وخضوع..؟؟

    ما أكثر النساء اللاتي كتبن دون قيود عن الدين وعن الجنس حتى نلن الجوائز ولم يكن الرجل لهن بالمرصاد. بل أكل الرجل من عرقهن وتعبهن في الكتابة وتجشأ بكل سرور.

    غسيل الأطباق ، تربية العيال ، تزبيط المفروكة = بيت سعيد

    كاتبة متحررة ، ناجحة ، تعرف الكثير من الرجال غير زوجها = ؟؟؟؟ لا أستطيع الجزم بالأجابة

  5. ينبغي علينا أن نحدد أولاً من هو المثقف؟ بالمناسبة كلمة “مثقف” لا أصل ولا وجود في اللغة الانجليزية، كما لا جود لها في اللغة العربية بالمعنى الشائع والسائد الآن.
    مشكلة تضايق الرجل السوداني المتعلم وغير المتعلم من حشر انف زوجته في كل صغيرة وكبيرة وتأففه من تأبطها كما تفعل بقية الشعوب، لا علاقة له بمقدار تعلمه وتشربه بالثقافات الغربية ولا مدى تمسكه بأهداب الدين، بل العامل الأكبر في كل ذلك هو التقاليد المجتمعية التي تحكمه وتسيطر عليه وتسيره بحبالها كما يسير ” الحاوي” الدمي ويحركها…….. فزوجة الرجل المسلم المتعلم في جنوب السودان قبل الانفصال لها من الحرية والمساواة ما لا يوجد لزوجة الرجل المتعلم من شمال السودان……. فالتقاليد هناك مفتوحة وتسمح بمشاركة المرأة وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة دون أن يشعر الرجل سواء كان مسلماً، أم مسيحياً أم وثنياً بانتقاص حقه وفحولته ورجولته الحاكمة الآمرة بالفطرة….. بالأمس فقط كنت أشاهد قناة (كرايست) وفيها حلقة دار موضوعها حول ضرب المرأة في الإسلام…… اتصل أحدهم واسمه جورج وكان واضحاً أنه قبطي سوداني (لم يذكر اسم السودان صراحة)، أفاد بأنه كان يضرب زوجته أيضاً ولم يكن يمنحها فرصة المشاركة برأيها، وعزا كل ذلك لتأثره بالأجواء المحيطة به، ولأنه كان مسيحياً بالاسم كما ذكر… الخ

    التقاليد المجتمعية هي التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة وليس مدى تعليم الرجل أو كليهما……… في قريتي شارب الخمر مارق وكافر ومنحط اجتماعياً… لكنني لما زرت قرى صغيرة بولاية النيل الأزرق وجدت الأسرة كلها تجتمع مع رب الأسرة الذي يضع زجاجة الخمر أمام منضدة صغيرة وهات يا ضحك ونكات……

    تقاليد أي مجتمع هي الضابط والحاكم….. وليس مدى التعليم… فإن كان التعليم والثقافة هي المحك فلماذا يقدم الباكستنيون والهنود البريطانيون والأمريكيون على قتل بناتهم لمجرد أنهن أقمن علاقات عاطفية مع مواطن ما من تلك البلدان؟ ولماذا تحرص الحكومات الغربية على مسألة (عملية دمج) المهاجرين أكثر من تعليمهم………. فقد يكون المهاجر حاصلاً على الدكتوراة لكنه بحاجة إلى اندماج في المجتمع الجديد لأنه يحمل في رأسه أفكارا محكومة بتقاليد لا تمت إلى ما حصل عليه من علم و “ثقافة”… “ما في حاجة أسمها ثقافة، هناك شيء اسمه العقلية الواسعة القادرة على الاستيعاب والحكم على الأشياء يميزان دقيق اسمه العقل)… ربما يتوفر هذا العقل لأي أحد لم يمر يوماً على مدارج ومدرجات التعليم المعروفة……..

  6. ” ثم يا عزيزي الرجل .. لماذا ترى أن حالات جنون المبدع ونزق الفنان حلالاً على الرجل وحراماً على المرأة .. لمجرد كونها أنثاك ؟! .. لماذا تصر على أن تعاقب أنثاك على إبداعها الذي ترى فيه تعدياً على قوامتك ؟! .. حتى وإن قبلت هي بأن تخلص لغسيل الأطباق وتربية العيال .. وتزبيط (المفروكة) أكثر من جدتها ؟! .. لماذا حتى وإن رضيت هي بأن تمشي خلفك على الدوام .. متقهقرة مسافة متر على الأقل ..؟!”- منى أبو زيد…

    سؤالٌ يتوقف، يا صديقتِي مُنَىْ، على مدى وُسعِ إجابته ورحابتها من قبلنا نحن، من نُسمَّى “رجالاً”، ومن ثَمَّ تغيير ما بأنفسنا وفق ذاك الوُسع بأقصى الممكن من الطاقة النفسية-الرُّوحيَّة يستطيعون، تغييراً كبيراً في نسيج الشعور والوعي الفرديين لكُلٍّ منََا قبل فيضِ ذلك بِرَّاً وخيراً وإنسانيَّةً على نسيج مجتمعنا كُلِّهِ…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..