مقالات سياسية

سفه الشيخ لا حلم بعده 

قال الحكيم سقراط ” تكلم حتي أراك”، لقد تكلم إمام مسجد بغرب دارفور فرأيناه عارياَ من كل خلق ودين. فمددنا أرجلنا أسوة بالإمام ابي  حنيفة النعمان، إذ أن (الشيخ) خاوِ من خلق ومن دين. كل يوم تشرق فيه شمس يؤكد  لنا أن نظام  الإنقاذ هو  مدرسة السفه والإنحطاط لا تخطئها أذن السامع. لقد أفرزت ولا تزال تفرز أجيال من الرجرجة والدهماء.  

 ألم يعلم هذا الخطيب الذي لم يتعلم من الدين شيئا، أن عدد أيات القرآن (6236) منها ما بين (110) إلى (130) آية فقط هي آيات العبادات، وأن عدد آيات الأخلاق هي ( 1504) تفوق عددا آيات الأحكام، حال هذا الخطيب الممتلئ جهلاُ هي حالة الإنفصام بين العبادة والسلوك.

هذا المسمى إماماُ يعد  انموذجاُ  حياُ  للتدين الشكلي، فالرجل صور له عقله التالف ان مجرد وضع لحية كثة يعلوها بياض الشيب هو أمر كافِ أن يصنف من أهل التقوى العدول. ألم يعلم هذا الدعي أن العبادات لم تُشرع إلا لكونها وسيلة الوصول للسلوك والخلق الحسن ومكارم الأخلاق؟ وأن رسولنا الأكرم لم يبعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق؟ 

هذا الرجل الذي بلغ من الكبر عتيا لم يتحلّ بأخلاق الإسلام ولا بأخلاق الجاهلية، فقد كان للمجتمع الجاهلي خلقه، فقد أنشد الشاعر الجاهلي قائلا:  

ولكن تبعد الفحشاء عني            ****          كبعد الارض عن جوّ السماء 

هناك قيم لم يتعلموها أبداَ، وذلك ببساطة لأنها لم تكن من ضمن مقررات التربية ومناهجها  لديهم كما أفاد بذلك دكتور الترابي، فقد قال مبرراَ للفساد الذي ساد في عهد الإنقاذ، أن قيم مثل النزاهة ونظافة الأيد وغيرها لم تكن من ضمن مقررات التربية. ما لم يقله الترابي نصاَ لكنه مفهوم ضمناَ، أن من ضمن هذه القيم عفة اللسان والأدب. هذه قيم لم يسمعوا بها، دعك من تبنيها كسلوك شخصي.  أنما كانت تربيتهم تقوم على الجانب الشكلي أو الشكلاني من الدين، مثل إطالة اللحية وعلامة السجود في الجبهة. فما أن يسمع الأذان حتي يتسابق الكل لكي يدركوا الصلاة، فالصلاة عند مثل هذا الإمام هي واجب ما أن يفرغ منه، إلا يسرق هذا، ويظلم ذاك ويسب بلسان بذئ أولئك، يفعلون ذلك وكأن الله تعالى في حاجة إلى صلاتهم التي لم تبارح مكانها. 

  ألم يسمع هذا ( الإمام) أن الدين هو المعاملة أم بأذنه وقر؟ كيف يتجرأ ويلقي بتلك الكلمات الساقطة  أمام جمع من الناس، فيهم الشيخ والصبي والطفل، وربما نساء في المكان المخصص لهن. وكيف له أن يعتلي منبراَ في أشرف الأماكن وهي بيوت الله، أليس ذلك جراءة  على الله وعدم إحترام لأقدس الأماكن، ومن قال له أنه يرضي الله بساقط الكلام؟ ألم يسمع هذا المأفون بوالدة الإمام مالك وهي تحثه أن يذهب الى ربيعة ليأخذ من أدبه قبل علمه؟.  

تحدثنا ا عن التدين الشكلي الذي يقوم على المظهر الخارجي، وهو مظهر خدع به من قبل أبو حنيفة حين ظن أن الرجل الذي يرفل في ثوب  ناصع البياض ولحية كثة أن به علما، فجمع ساقيه إحتراماَ، ولكن الفيلسوف سقراط بادر الرجل قائلا تحدث حتى أراك. ولعلني هنا أخذ الإمام الجاهل تارة أخرى الى شاعر جاهلي تأدب بأدب الجاهلية ففاق الإمام خلقاَ، الا وهو زهير ابن أبي سلمي. 

لسان الفتي نصف ونصف فؤاده                               فلم يبق إلا صورة اللحم والدم 

من قال للشيخ الذي أحوج الدهر سمعه إلى ترجمان، أن دين الله ينشر ببذئ القول وساقط الكلام؟ ألم يعلم ( وأنى له العلم) أن الله سبحانه وتعالى في مخاطبته للكليم موسى واخيه هارون أن أمرهم بأن يقولا لفرعون قولا لينا، إذا الله وهو الذي تسبق رحمته عقابه، يطلب من مرسليه لّين القول لطاغية جبار، فلماذا أنت الذي لا تسوى شيئا بكل مقاييس الدين والعلم،  ترفض إلا أن تفيض علينا من سافل الكلم وتصر أن تستدعي مخزون السفالة والإنحطاط الوفير لديك؟ 

في حقيقة الأمر أن ذلك الخطيب لا يرجو لله وقاراَ، وهو في هذا ليس وحده، فهو وغيره نتاج تربية سيئة، فقد شهدنا آخر لا يقل عنه سفهاَ يسب دين الله في يوم الزحف الأخضر. كما أن اسماعنا قد تآذت من واعظ آخر ملاء الكون سباباَ مصحوباَ بتفاف في قذارة لم تشهدها بيوت الله من قبل. يظن دعاة النار هؤلاء أن هذه الأساليب التي تحاكي لغة اسفل وقاع المدن هي الطريق الأقصر لقلوب الناس. الشتيمة والسباب هي لغة المفلس، والمفلس في حديث المعصوم هو من أتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، وقد شتم هذا، وقذف هذا، واكل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب هذا. 

  هؤلاء الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ لا يضيفون إلى النشيد سوى النشاز، وهم في غيهم هذا لا يرجى منهم خيرا للدين أو لأنفسهم، لكن ما يحزن له أن هذا الرجل لا رجاء في إصلاحه لانه بلغ من الكبر عتيا، وذلك لأن الفتى بعد السفاهة يحلم، وسفاه الشيخ لا حلم بعده. 

 د. عادل العفيف مختار
[email protected]  

  

‫3 تعليقات

  1. ذكر كاتب المقال انه دكتور ، فهل هو دكتور في السفسطة؟ كتب مقالا مطولا ينتقد فيه ذلك الإمام ، ولكنه لم يأتنا بكلمات الإمام التي انتقده فيها . لقد قرات المقال مرتين وثلاث مرات ولم اخرج بمجرد فكرة عن سبب انتقادة لذلك الخطيب ، كل ما خرجت به هو استنكاره لعبارت تفوه بها الخطيب دون ان نعلم مضمونها اضافه لاستشهادة ببعض الائمة وببعض ابيات من الشعر . ونربأ بالراكوبة ، صحيفتنا الالكترونية المفضلة ، ان تنشر مثل هذه المقالات التي تنم عن الجهل بأبسط قواعد الكتابة والتحرير بدلا من السفسطه والجهل . هذا ليس دفاعا عن الامام المذكور لأنني لا صلة لي به ، ولا أطيق الائمة بشكل عام ، ولكنه إستنكار لدكتور يجهل مباديء الكتابة . قال دكتور قال !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..