سفير جوبا من منصة خرطومية ميان دوت.. أحاديث التفاؤل في زمان البؤس

الخرطوم: عاصم اسماعيل
رغم تدفق الآف مواطني دولة جنوب السودان للولايات الحدودية مؤخراً، قال سفير دولة جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت إن السلام عمَّ ربوع بلاده بنسبة 80% مبدياً ثقته في تحقيق مصالحة قريبة بين الأطراف المتنازعة في بلاده.
وقال ميان في مؤتمر صحفى عقده يوم أمس (السبت) بمركز طيبة برس إن جوبا والخرطوم توصلتا الى اتفاقات مهمة بشأن تطوير العلاقات بينهما نحو الافضل منتقداً في ذات الوقت جهات ــ لم يسمها ــ تسعى الى تعكير صفو هذا التقارب، واستشهد بزيارة الوفد الاقتصادى رفيع المستوى الى الخرطوم الذى حقق ــ وفقا لرأيه ــ تقدماً في كافة الملفات والعلاقات “سياسية ــ أمنية ــ اقتصادية”. ما حدا بجوبا الى تنظيم مؤتمر النفط والطاقة يومي الحادي والثاني عشر من أكتوبر المقبل بمشاركة رسمية من الخرطوم ودول الجوار ومختصين في النفط من دولة جنوب السودان.
قراءة متأنية
تحدث السفير بشفافية عالية ولم ينس أن يتطرق الى ما يدور في صحف الخرطوم واهتمامها بتطورات الأوضاع في جوبا بيد أنه رأى أن ذلك يساعد حكومته أيضاً في البحث والتقصى والتحليل وقال بالحرف هنالك صحيفتان في الخرطوم “لم يسمها” نظل نقرأهما من الصفحة الأولى الى الأخيرة تظل تهتم بأخبار دولة الجنوب ولكنه استحسن ذلك الأمر.
تعهدات
عرَّج ميان دوت في حديثه الى ملف النفط الذى قال عنه إنه وجد اهتماماً كبيراً باعتبار أن دولته تعتمد عليه في ايراداتها بنسبة 98% وقال إنه منذ اتفاق التعاون المشترك في العام 2012م وجد النفط حظه بقوة، ولكن أحداث العام 2013م التى نتج عنها ايقاف إنتاج ولاية الوحدة الى الآنبرغم مساعي جوبا الحثيث لاعادة الانتاج ولكنه يرى حالياً أن الأمن استتب واستعدت الشركات لاعادة العمل باعتبار أن نفط الوحدة من أجود الأنواع.
مذكراً بالتزام السودان بتشغيل الآبار المتوقفة بتوفير 3 ميقاواط كهرباء من أصل 11 ميقاواط التزمت بها الشركات الصينية.
وكشف ميان عن استلام الخرطوم من جوبا كل ستين يوماً 600 برميل نفط عبارة عن ديون رغم توقف بعض الآبار وقلة الإنتاج الذى وصل الى 130 ألف برميل يومياً من حقل فلوج. ورغم وجود سؤال حول خط أنابيب مقترح إلا أن السفير رأى أن ذلك جاء وفقاً لدراسات لمناطق نفطية أخرى في دولة الجنوب.
نقاط عبور
دلف دوت مباشرة الى زيارة الوفد الاقتصادى الى السودان قائلاً إنها خطوات لصالح الدولتين ولكنه أرجع الفضل فيها الى الرئيس البشير الذى كلف نائب رئيس مجلس الوزراء مبارك الفاضل بمتابعة الاجتماعات حيث تمت من خلالها التوصل الى فتح عدد من المعابر “ميرم ــ اويل” “هجليج ــ الوحدة” وكوستى ــ ربك ــ الرنك” وقال هذا الاتفاق فتح باباً لدخول 54 سلعة الى الجنوب من أصل 174 سلعة يحتاج اليها الجنوب، ولكن ومع مرور الزمن سوف تزداد تلك السلع ويرى أن ذلك الاتفاق من شأنه اقفال باب تهريب السلع من الدولتين.
تساؤلات الصحيفة
“الصيحة” كانت حاضرة في المؤتمر الصحفى بسؤال من شقين أولهما تدهور أسعار النفط عالمياً وتوقف الإنتاج في الحقول ضغط على الاقتصاد على ماذا تعتمد جوبا في ايراداتها؟
أجاب السفير بقوله لدينا ضرائب وجمارك وننتج خشباً يصدر الى كينيا وأوغندا ومصادر زراعية وعسل نحل وفواكه تصدر الى كينيا وأوغندا وعلاقات جيدة مع كينيا واثيوبيا وأوغندا.
وبشأن السؤال الثانى ما إذا كانت زيارة الوفد الاقتصادى سببها فشل جوبا في تقاربها الاقتصادى مع جوارها؟ رد السفير بقوله إن دولة جنوب السودان لم تفشل اقتصادياً قائلاً لكن بترولنا يمر عبر السودان فنحن ملزمين بتحسين علاقاتنا مع الخرطوم مع الاحتفاظ بعلاقات الجوار الأخرى.
مؤتمر استثنائي
عن مؤتمر النفط والطاقة الأول من نوعه في تاريخ دولة الجنوب ومقرر أن تستضيفه الخرطوم بمشاركة خبراء في الاقليم يقدم فيه مبارك الفاضل نائب رئيس مجلس الوزراء القومى ورقة. علاوة على أوراق متعددة بمشاركة خبراء وطنيين من دولة الجنوب وجهات اقليمية ودولية بجانب أوراق عن الأمن والاستقرار وفرص الاستثمار بدولة الجنوب.
لم ينس السفير أن يقول إن التعاون بين الخرطوم وجوبا ضرورى في إشارة الى الولايات المتاخمة وتأثير الاستقرار عليها ودلل على ذلك بتوقف نشاط كثير من الشباب في المناطق الحدودية لمشكلات تتصل بالحرب وقال هنالك أكثر من 40 قبيلة حدودية تأثروا بالأحداث سلباً مضيفاً أنه حينما ينشط التبادل التجارى تقل حدة التوترات ويحدث استقرار في الشريط الحدودى الرابط بين دولتى السودان ويمتاز ــ الشريط الحدودي ــ بغنى كبير نتيجة لتوافر عدد من المزايا الاقتصادية المشتركة المتمثلة في الثروة الحيوانية واعتدال المناخ طوال فترات العام تقريبا وتوفر المياه لشهور طويلة بالاضافة الى الانهار والجداول والخيران الموسمية والنفط والثروات المعدنية المطمورة فى باطن الأرض.
صراحة كبيرة
وصف كثير من الصحفيين السفير ميان دوت بأنه يفرط في الوضوح ويتحدث بصراحة غير مألوفة عن كل المواضيع ومما قاله في المؤتمر تشكيل لجنة فنية تعمل على دراسة حجم الخسائر الناجمة في بعض الحقول قائلاً كل ذلك تم بعض تفاهمات سياسية وأمنية حدثت بين الدولتين.
ونبه ميان الى أن أبواب جوبا مفتوحة للاستثمار مذكراً بأنه لا توجد شركات استثمارية جديدة دخلت الى الجنوب برغم تهيئة الأجواء حد تعبيره.
قائلاً: كل ما يقال في الإعلام يكذبه الواقع فالوضع الأمنى في الجنوب مستقر بنسبة 80 % ولا يوجد نشاط للتمرد في المناطق الأساسية خاصة آبار النفط ولذلك فإننا عازمون على تنظيم مؤتمر للاستثمار بعد مؤتمر النفط والطاقة ومن لديه الرغبة في الاستثمار فأبواب الجنوب مفتوحة.
الصيحة.