مقالات وآراء

الثورة المجيدة بدأت في أم درمان . وهذا ما نشرتُه في المواقع يوم 11ديسمبر 2018 :-

شاهدت البشير يسقط في سوق أم درمان !

عثمان محمد حسن
* لا يغرنك الهدوء الذي تراه  أمامك في سيارات فارهة ، مظلل زجاجها ، تتعالى على الواقفين على الأرصفة .. تراها و لا ترى من بداخلها .. وحافلات تتأبى على الزاحفين في الشوارع تمرق مسرعة وأيادي الواقفين مرفوعة تستجدي الحافلات أن تتوقف رحمة بأبناء السبيل ..
* لا تأمن جانب الاستكانة اليومية التي تراها في وجوه الراجلين و الراجلات والزاحفين والزاحفات في الشوارع مع الصباح طلبا للرزق.. وأرزاقهم ليست ضمن أجندة البشير الذي لا يكترث كثيرا  لندرة الخبز .. ولا لتدني نوعيته وتضاؤل حجمه .. و لا لجنية يفقد بريقه .. و لا لعدم حصول المواطن على مبتغاه من وديعة أودعها المصارفة، ويستجدي الصيارفة للحصول على المزيد من وديعته .. لكن كل الصيارفة في ثياب أسرى قرارات البشير ..
* الحياة تطارد الجميع إلى دوائر اليأس والقنوط .. و يرتفع ترمومتر الأسى في المواصلات .. والوقود .. و الزحام .. وارتفاع الأسعار لا مدى له .. و الأزمات تتواتر وتتراكم و يتطاول اليأس يمحق الآمال القديمة القديمة دون رحمة ..
* إنها مشكلة الجميع ، مشكلة لا تقلق البشير بمثلما تقلقه انتخابات عام ٢٠٢٠م ؛  و هو يؤمن سلطانه بالميليشيات … يغدق أموالنا عليهم و على دستوريين مؤلفة قلوبهم للدوران حول سفهه و تغطية سوءات نظامه مقابل رواتب و مخصصات وامتيازات و بذخ  يضاعف ديون السودان ويكسر جناح الجنية..
* و عمال المحلية يركلون أواني ستات الشاي و يطاردون الباعة المتجولين .. و الباعة يتجارون هنا وهناك مبتعدين عن عتاولة الكشات حاملين ما تيسر لهم حمله في هرج ومرج .. حابلهم يختلط بنابلهم ..  ويصطدمون بالمتسوقين في زحمة الأسواق .. والمتسوقون في يأس يحاولون رتق ميزانياتهم المخرومة بتدابير ابتكرها السودانيون .. To make the ends meet.. :- (قدر ظروفك!) .
* و قد تجد في السوق من (يقدر ظروفك).. وغالباً ما لا تسمح ظروف من قد يقدر ظروفك أن يقدرها لأن البشير قد ضيق الخناق على كل من يقدر ظروف الآخرين  .. والغضب يمشي عاريا غير آبه برجال الأمن المنتشرين بكثافة في كل ركن من أركان المدينة .. والنفوس مهيأة للانفجار .. ولم يعد هناك مكان للخوف عند شتم البشير ونظامه أمام الجميع في المنتديات وبيوت الأفراح والأتراح .. وفي أي تجمع للسودانيين ..
* الكل يلعن البشير ! .
* و بالأمس شاهدت شرارة تنطلق في سوق أم درمان ، دفارا ينزل منه عتاولة المحلية .. يطاردون الباعة المتجولين .. وستات الشاي يتجارين هنا و هناك .. و جمهور المتسوقين جماعات جماعات يلتقطون الحجارة ، ويمطرون بها دفار المحلية .. قذائف وراء قذائف .. و الشرطة تطلق الأعيرة النارية في الهواء .. وعتاولة المحلية يهرولون منهزمين إلى الدفار  والدفار يهرب .. والحجارة تهطل محشوة غضبا ساطعا قادما من جميع الاتجاهات .. غضبا لا تخطئه العين ..
* إنه الإحساس بالظلم  العام .. إنها الغبينة يفشها العامة دون سابق اتفاق .. والحجارة ترمز عن كثير .. كانت مقدمة للهيب مكتوم في القلوب ..
* فلماذا اندفع الجميع للدفاع عن ستات الشاي والباعة المتجولين بتلك الصورة العفوية .. ولا علاقة مباشرة تربطهم بالضحايا الهاربين من عتاولة المحلية؟ .
*  لا أحتاج أن أقسم بالله العظيم وكتابه الكريم لأقول لكم إنها الغبينة العامة كان يفشها كل من قذف حجرا على الدفار ..  ولو حدث ودخل البشير ، وقتها ، سوق أم درمان ، و بدون حراسة ، لتلقى من الحجارة ما يدفنه هناك قبل أن يعود إلى  كرسيه المريح في القصر الفخيم ! .
* و يقيني أن كل مواطن مخلص للسودان يصب جام لعناته يوميا على المحليات والجبايات وارتفاع الأسعار والصفوف وحكومة المؤتمر الوطني وعمر حسن أحمد البشير ..
* الكل يلعن البشير .. ويتمنى زوال نظامه ليزول الظلم الكاتم للأنفاس ..
* الكل يلعن البشير ، والبشير منغمس في الإعداد لإنتخابات ٢٠٢٠..! .

‫3 تعليقات

  1. يا المسمي نفسو تخاريف، إتَّ بتتشوبر في التعليقات مالك.. وكيسك فاضي؟! بالمناسبة، تخاريف دي كتيرة عليك.. حقو تسمي نفسك عولاق!

  2. اقتباس:
    (…- الثورة المجيدة بدأت في أم درمان . وهذا ما نشرتُه في المواقع يوم 11ديسمبر 2018.).
    تعليق:
    الثورة المجيدة بدأت في عطبرة من طلاب المدارس بسبب الخبز :
    وجبة إفطار أشعلت الاحتجاجات عطبرة …منجم الثورات
    https://www.alrakoba.net/31654765/%d9%88%d8%ac%d8%a8%d8%a9-%d8%a5%d9%81%d8%b7%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d8%b4%d8%b9%d9%84%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b7%d8%a8%d8%b1%d8%a9%d8%8c-%d9%85%d9%86/

    بكري الصائغ
    [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..