مقالات سياسية

بعد (٣٣) عام من اعدام مجدي محجوب : اين اختفت الاموال المصادرة من خزينة الاسرة ؟!!

بكري الصائغ

١- اليوم الاثنين ١٩/ ديسمبر ٢٠٢٢م ، تمر الذكري الثالثة والثلاثين علي اعدام الطالب/ مجدي محجوب في سجن كوبر ، ولست هنا بصدد الحديث عن قصة اعدامه خصوصآ انها غدت معروفة للقاصي والداني ، وقامت   الصحف والمواقع السودانية خلال هذه السنوات الطوال بنشر الكثير عن خفايا القضية بالتفاصيل الكاملة بدء من لحظة اعتقاله في يوم ٨/ نوفمبر ١٩٨٩م وسجنه في كوبر والتحقيق معه بتهمة عدم ابلاغ بنك السودان عن الاموال التي تخص الاسرة وكانت موجودة في الخزينة بمنزل المرحوم / محجوب محمد احمد ، كتبت الصحف ايضآ عن الغارة التي قاموا بها رجال الامن علي منزل الاسرة وكيف ارهبوا الاسرة ونعتوا افرادها بسلسلة من الكلام البذئ ، وبعدها فتحوا الخزنة عنوة وحملوا معهم كل ماكان بالخزينة من اموال بالعملة الصعبة والمحلية ، وقبل المغادرة قادوا معهم الابن/ مجدي بصورة مهينة للغاية مصحوبة بالضرب المبرح ، واقتادوه عنوة في سيارة عسكرية ، وكانت هذه اخر مرة يغادر فيها منزل الاسرة ولم يعود اليه الا وهو ميت ، وسلمت جثته للاسرة تحت حراسة امنية قوية ، وتم بالقوة منع اقامة العزاء ، واشرف الرائد/ ابراهيم شمس الدين بنفسه علي منع المعزين الحضور للمنزل لتقديم واجب العزاء!! .

٢- لن اكتب عن المحاكمة العسكرية الهزيلة التي قضت باعدامه بعد اقل من ساعتين من انعقادها!! ، وهنا لابد من وقفة لاذكر القراء ، ان القاضي العسكري الذي حكم بالاعدام علي مجدي ، تم القبض عليه فيما بعد بتهمة استلام مال مسروق ، وحكم عليه بالسجن ثلاثة اعوام قضاها في سجن كوبر!! .

٣- اكتب اليوم بمناسبة الذكري الثالثة والثلاثين الاليمة ، ولاسال مجددآ نفس السؤال الذي طرحته من قبل (٣٣) مرة كلما جاءت ذكري المناسبة : اين اختفت الاموال المصادرة من الاسرة في نوفمبر عام ١٩٨٩م والتي لم تدخل خزينة الدولة؟!!، واسال ايضآ ، لماذا لم يتم رد الاعتبار للاسرة الكريمة التي ظلمت في الابن والمال وتعرضت للاساءة الوقحة من شذاذ الآفاق؟!! .

٤- قال الله تعالي : “ادعوني استجب لكم”، لقد ظلت الحاجة/ هانم زوجة الراحل محجوب محمد احمد ، ووالدة الشهيد مجدي تدعوا الله ليل نهار ان يقتص من قتلة ابنها مجدي ، وان ينزل عليهم الوان من عذابه ، لم تكن الحاجة/ هانم وحدها في هذا الدعاء ، وانما كان هناك ايضآ ملايين الناس الذين رفعوا اياديهم للسماء يسالون الله ان ينتقم لارواح مئات الآلاف من الابرياء الذين ماتوا ظلمآ ، وان ينزل جام غضبه علي الطغاة، والمفسدين واللصوص. واستجاب الله تعالي للدعاء وانتقم منهم شر انتقام ، بعضهم يقبع اليوم منذ اكثر من ثلاثة اعوام في سجن كوبر ، وهو (نفس السجن الذي كان فيه مجدي) ينتظرون صدور الاحكام ضدهم بتهم خطيرة : ارتكاب المجازر والاغتيالات ، والفساد السياسي والمالي ، ونهب اموال الدولة والقيام بعمليات غسيل الاموال.

٥- في يوم الثلاثاء ١٩/ ديسمبر ١٩٨٩م وقبل القيام بتنفيذ اجراءات الشنق بدقائق في سجن كوبر ، سال مدير السجن مجدي وان كان يرغب في شيء اخير؟!!، فطلب مجدي كوب من الشاي ، رشفه علي مهل ، وبعدها صعد المنصة ، وما هي الا دقائق قليلة حتي تدلي جسمه الطاهر الي اسفل وسط بكاء مدير السجن وبقية ضباط.

٦- اعتذر للاسرة الكريمة في فتح جراحات لم تندمل بعد ، وعزانا بعد كل ما حصل ، ان الله تعالي لم ينسي مجدي… كما لم ينساه احد من اهل السودان.

٧-
واخيرآ ، اسال العميد بحري/ صلاح كرار الذي شغل بعد انقلاب الجبهة الاسلامية في عام ١٩٨٩م منصب رئيس “اللجنة الاقتصادية” التي كانت تابعة ل”المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ”، وهي اللجنة التي صادرت الاموال من خزينة اسرة الراحل/ محجوب … اين اختفت الاموال المصادرة من خزينة الاسرة قبل ثلاثة وثلاثين عام … يا سعادة العميد؟!! .

 

‫6 تعليقات

  1. استاذنا الغالي/ بكري الصائغ …. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…. وكيف حالك وأحوالك …. لينا مدة طويله لم نراك فيها في الراكوبة….

    قضية الشهيد مجدي …. قضية كل السودان …. هذا الشاب الذي شنق ظلماً ……. جرحه لا زال في قلوبنا مفتوحاً ولم يندمل منذ 1989 إلى يومنا هذا … وسيظل مفتوح إلى أن يقتص له من من ظلمه وأعدمه ……

    لك تحياتي وتقديري واحترامي

  2. الرحمه والمغفره لمجدي انها ذكري اليمه قتل فيها شخص برئ انعدمت فيها الاخلاق والضمير عند الكيزان وتلاشي الدين عندهم تماما وقتلوا نفس بغير حق لكل ظالم يوم

  3. ١-
    اليوم الاثنين ١٩/ ديسمبر ٢٠٢٢، والذكري (٦٧) علي اعلان استقلال السودان من داخل الجمعية التاسيسة في الخرطوم في يوم الاثنين ١٩/ ديسمبر ١٩٥٥.
    ٢-
    ملخص من مقال طويل:
    (…ثم كان الحديث القوى الواضح للسيد اسماعيل الازهرى فقد قال قولته المشهورة التى كانت مفاجأة لكل العالم وخاصة دولتى الحكم الثنائى وحتى المعارضة السودانية حين قال: “اليوم نعلنها داوية ومن داخل هذا البرلمان ان السودان حر مستقل بكل حدوده الجغرافية )، وكانت مبادرة جريئة حيث اعلن الاستقلال من داخل البرلمان وكانت مفاجئة اذهلت الجميع اذ انه لم ينتظر اجابة الحاكم العام او ردهم على خطاب المجلس بخصوص الاقتراح المقدم واعتراف الدولتين بالاستقلال.”.).

    بكري الصائغ
    [email protected]

  4. اعدام الراحل/ مجدي محجوب تم في نفس يوم الاحتفال بالذكري الرابعة والثلاثين علي اعلان استقلال السودان عام ١٩٥٥.

  5. تحياتى استاذى الصايغ ،
    بالجد انت راجل طيب وعلى نياتك ..فى ذمتك ده سؤآل بيسألوه لناس بيتقاسموا الغنائم فيما بينهم حتى ولو كانت ريالين ناهيك عن دولارات ! ياخى ديل تطاولوا فى البنيان فى الوقت الذى كانوا فيه يستأجر غرفتين وصالة فى بيت من طين ، دخلت فيلا لأحدهم من مستجدى النعمة حتى أرضية الحوش من السيراميك وعشان اوريك ان النعمة لم تكن بالتدرج الطبيعى لقيت فى الحوش غنمايتين بيرعوا فى نجيلة الحوش .. طبعا الجماعة ديل بعدها ركبوا الفارهات من النساء والسيارات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..