مقالات سياسية

أبوي قال لي حتحكم السودان

أسامة ضي النعيم محمد

هكذا أو مثلها تناقلت الركبان قولا نسب الي معالي رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، ستكون يا ولدي عبد الفتاح رئيسا يحكم أهل السودان ، رؤية الوالد الشيخ امتداد الاماني الطيبة التي يحملها الوالد لابنه ، في تأريخ السودان أخذت أشكالا كثيرة من محمد أحمد المهدي الذي ساعدت فكرة المهدية التي أطلقها في تجميع قبائل السودان حوله وهزيمة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ،  لكن سقطت فكرة المهدية في ادارة الحكم وتناقص عدد سكان السودان بفعل الحروب ومجاعة سنة 1306 هجرية (1888-1889م) 

 تمثل المقال أيضا في مباركة السيدين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني  للأزهري حاكما للسودان ، ثم علي ذات الخطي بارك السيدان المهدي والميرغني انقلاب الفريق عبود في 17 نوفمبر 1958م ، وليواصل النميري  يرؤيته أيضا حكم السودان  ، جاء بقوانين سبتمبر1983م كنموذج فهم مجلسه لتطبيق الشريعة الاسلامية وبايعته  قيادة الجبهة الاسلامية خليفة علي بلاد السودان ، حكم الإخوان وبقيادة البشير سودان الانقاذ لثلاثين عاما بزعم  أن الله مكنهم في سدة الحكم وتناثرت رؤي كثيرة تناقلتها شاشات التلفزة المحلية والعالمية تذهب الي مباركة السماء  لحكم الاخوان ومشروعهم الحضاري ومقال حسبو نائب رئيس الجمهورية  في هذا الخط لا يحتاج مني الي تكرار وما خطرفات بله الغائب ببعيدة عن الاذهان أيضا، كان حكمهم مع بيوت الاشباح وحصار الامم المعاشي والسياسي الخانق على شعب السودان بات هو الاسوأ من بين أنواع الحكم على بلاد ما علي مر التأريخ الحديث للأمم.

اذا افترضنا جدلا أن تلك الرؤي والمباركات ساهمت في دفع الشخص المبروك الي الحكم ، هي قطعا فشلت في تقديم حاكم يتقدم بالسودان ليصبح من الدول المؤثرة في المحيطين المحلي والعالمي ، من تجربة حكم  المهدية في عهد الخليفة عبد الله التعايشي مرورا بحكم مايو وانتهاء بالحكم الاسوأ في عهد البشير، نجد أن المحفز للاستمرار في الحكم عند الحاكم هي رؤي بأنه الافضل ولا أحد سواه والاعتراف بتداول السلطة غير مطروح الا عبر آلية تعيد تثبيت استمراره حاكما.  

الامنيات الطيبة والمباركات من البيوتات الدينية ورضاء الاباء لم يخلق حاكما للسودان يشار اليه بباني نهضة البلاد ، حلقات من الفشل والدائرة الجهنمية بين انقلابات عسكرية وثورات شعبية والبلاد يتراجع فيها إنتاج الفرد والناتج المحلي ، يصنف السودان من الدول الافقر في العالم برغم الثروات الضخمة في الانسان والأنهار وفي باطن الارض وعند زرعها وضرعها   ، مراكب الموت عبر البحر الابيض المتوسط  تحمل الشباب طعما لأسماك البحار هو عنوان الفشل الأكبر لنهج الحكم واختيار الحاكم.

هوس البقاء في الحكم تنفيذا لمباركة شيخ  طائفة أو أمنيات طيبة من والد لابنه ، اشارات لا تعفي من السير في الطريق الذي اختطه السودان بعد ثورة ديسمبر لتقديم الحاكم عبر صناديق الاقتراع والتوافق المجتمعي ، الطرق الاخري تؤدي إلى منازعات في الحكم وفشل في ادارة البلاد ونظرة دونية من حكام الدول الاخري لحاكم السودان الذي لا يتمتع بشعبية ويستمر في الحكم بإجراءات أمنية وعسكرية  ومثالها في منع البشير من حضور مؤتمر عالمي شهده الرئيس الأمريكي ترامب ، يقدم الحاكم السوداني رشاوي للمنتفعين لمساعدته في البقاء وربما حصل بعضهم على جوازات دول أجنبية وتسللوا خارجين من السودان حال تكشفت عمالتهم. 

 متلازمة المباركات  من شيوخ الطرق الصوفية وأحلام الوالد لتقديم حاكم للسودان هي صرعة سودانية بلا نظير ، الطريق للحصول علي حاكم سوي يكون عبر الشورى وصورتها اليوم في صناديق الاقتراع والحق المتساوي للمواطنين ، للحاكم الفائز محاسن وعيوب البشر يحكم بما توافق عليه المجتمع في الدستور والقوانين وينزع عنه الحكم بذات الصحف ، فليحلم ويتمنى الاب ما شاء لكن يجب أن يظل التداول السلمي في السلطة هي ما نسعى اليه جيلا بعد جيل لإرساء دعائم الحرية والسلام والعدل والتخلص من تقديم نموذج الزين المبروك كما في رواية عرس الزين ليكون حاكما على السودان.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

[email protected]

تعليق واحد

  1. كلام ربيب الكيزان البرهان دا حقيقي وقالوا فى لدن لقاء صحفى معه وكان يرتدى زى بلدى عراقى وسروال ابوضرع وتكه…

    والبلد النحس الشؤؤؤؤم دى ياتحكمها بالاحلام الابوية او بمليشيا مسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..