جرة نم 9

بعض الناس لا تستطيع أن تكافئهم إلا بالدعاء لهم أو شكرهم؛ وأحد هؤلاء أبننا التجاني إبراهيم التجاني عمر قش” أزرق”، فهو أحد جنودنا الأشاوس الذين يبذلون جهوداً مقدرة لخدمة الأهل القادمين إلى أم درمان؛ خاصة وأنه قد جعل من بيته “تكية” يستقبل ضيوفه متى حلوا ويجدون عنده القِرى ويمد لهم يد العون والمساعدة ويظل في خدمتهم حتى ينالوا مرادهم. وكل ذلك عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:” أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليْ من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل). ونحسب أن ” أزرق” يلتزم بمضمون هذا الحديث ونحن على ذلكم من الشاهدين ولا نزكي على الله أحداً. فهو رجل واسع البال وعفيف اليد واللسان، لا يقول ما لا يعلم ولكن “فعلو كلو بسويهو البقولو لسانو”. وقد رأينا أن نجازيه ببعض الأبيات التي جادت بها قريحة من يعرفونه عن كثب، فقلت فيه أولاً:
أزرق دابي الطينة دايما مشمّر ساقو
طياع العتوالة البي هينة ما بنساقو
وكت الجبين ينصر والرجال يتلاقو
ما بخاف غير ربو الكريم خلاقو
فرد عليْ الشاعر يوسف الغول بقوله:
أزرق فخر للوطن العزيز ورجالو
ثابت في المحاص شامخ شموخ جبّالو
حاشاك العيوب ما جبت قلنا وقالو
ينفق ويدي لا تعلم يمينو شمالو
أما الشاعر فتح الرحمن خليفة حمد فقد جاد بهذه الأبيات:
أب رسوة البشق وعر الهشيم بي ساقو
عينك حمرة في ساعة الرجال يتلاقو
في الجود والكرم كضب البقول يوم حاقو
أيدك وابل القبلي الشلع براقو
وختام المسك قول شاعرنا الشاب المبدع محمد علي أحمد ناصر “ود كرنو”:
أزرق أخوي صافي النية طيبة أخلاقو
حافظ عرضو لا الجار لا البعيد ما عاقو
برق العينة البشيل قبلي وبسيل دفاقو
ما بلحق أخوي البي الألوف عشاقو
أزرق في واقع الأمر يستحق كل ما قيل وأكثر. ونسأل الله أن يحفظه ويبارك له في رزقه وذريته ويجعل داره عامرة دوماً.