غرائب تطبيق العدالة: موسي هلال يحاكم عسكريآ..والبشير مدنيآ!!

١-
بقدوم شهر نوفمبر القادم ٢٠١٩، يكون الشيخ / موسي هلال زعيم قبيلة “المحاميد” ومؤسس ورئيس مجلس “الصحوة الثورى” قد دخل عامه الثاني في السجن بتهمة ازدراء السلطة والتمرد على النظام الدستورى والاشتراك في مهاجمة قوات حكومية، كما يواجه هلال تهماً تحت المواد 130/139 من القانون الجنائي المتعلقة بالقتل العمد والاذى الجسيم.
٢-
تم اعتقاله هو وثلاثة من اولاده في يوم الاثنين ٢٧- نوفمبر ٢٠١٧، بواسطة قوات “الدعم السريع”، في بادية (مستريحة) بشمال دارفور، بعد معركة شرسة سقط خلالها قتلى وجرحى، وأوقعت الاشتباكات عشرة قتلى من الجنود بينهم ضابط برتبة عميد.
٣-
قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) إن هلال متهم بالتورط مع في مؤامرة بالاشتراك مع أطراف خارجية لخلخلة الأوضاع في دارفور، قائلاً إنه سيقدم إلى محاكمة عسكرية.
٤-
وبالفعل تم تقديمه لمحكمة عسكرية – بحسب توجيهات حميدتي – ابن عم موسي هلال، والعدود اللدود الذي لم يخفي كراهيته لموسي بعد نزاع طويل حول جبل عامر.
٥-
جرت اولي محاكمة هلال عسكرياً داخل أحدى قاعات القيادة العامة للجيش تحت حراسة عسكرية قوية، هيئة الاتهام تتكون من النيابة العسكرية والنائب العام، وقد وجهت له (١١) تهمة جديدة مثل اتلاف (١١) سيارات كبيرة ماركة “مان” و(١٥)سيارة صغيرة تابعة لقوات الاحتياطي المركزي…تاجلت بعدها الجلسات مرة بعد الاخري بدون اسباب مقنعة حتي وصلت الي ثلاثة، واخرمرة نظرت فيها المحكمة العسكرية المختصة بمحاكمة موسى هلال، كانت في يوم الأثنين ٦/أغسطس العام الماضي ٢٠١٨.
٦-
منذ نوفمبر عام ٢٠١٧هلال واولاده يقبعون في السجن تحت حراسة عسكرية صارمة ولا يعرفون متي تبدأ المحاكمات القادمة، بل حتي محامي موسي وهلال واولاده اصبح في حيرة من امر المحكمة العسكرية التي ترفض افادته بمواعيد بدء جلسة المحاكمة القادمة!!
٧-
اعترضت اسرة موسي هلال علي اعتقاله هو واولاده والتي تمت بصورة مهينة وقامت الصحف المحلية بنشر صور لموسي وهو مقيد من الخلف بالحديد وملقي باهمال في احدي العربات التابعة للقوات المسلحة، اعترضت اسرة موسي علي منعها من الزيارة والاطلاع علي احواله.
٨-
ان الشيء الذي لا يخفي علي احد، ان محاكمة موسي جرت في اجواء عسكرية وصالة مغلقة داخل ثكنة عسكرية، خشية ان يقول موسي اثناء دفاعه عن نفسه الكثير المثير الخطرعلي شخصيات في السلطة، ويكشف عن معلومات تمس رئيس الجمهورية شخصيآ وتعاملاته في سوق بيع الذهب، خشيت السلطة من (سلاطة) لسان موسي فقرت ان تكون المحاكمات عسكرية في اجواء بالغة السرية عملآ بالمثل المعروف (الباب البجيب الريح سده واستريح)!!
٩-
هناك حقائق خرجت من قلب الاحداث وافادت، ان السلطة السابقة التي حكمت البلاد عرضت علي موسي هلال الافراح الفوري له ولاولاده مقابل ان يتنازل للسلطة عن مبلغ (٣) مليارات دولار مودوعة في بنوك دبي، والتي هي قيمة مبيعات ذهب جبل عامر منذ اكثر من خمسة اعوام مضت…ولما رفض موسي العرض الحكومي ابقاه حميدتي في السجن حتي اليوم منذ عام ٢٠١٧.
١٠-
شتان ما بين تهم البشير وموسي هلال!!
من مهازل مايجري في سودان اليوم، ان عمر البشير تتم محاكمته امام محكمة مدنية هزيلة بتهم الفساد وغسيل الاموال واستلام اموال مشبوهة من الخارج، وتسقط عنه تهم ابادة (٣٥٠) الف نفس بريئة، تسقط عن البشير تهم خطيرة ادانتها معظم دول العالم، ونددت بها الامم المتحدة، ودخلت التهم الي محكمة الجنايات الدولية وقررت ادانة البشير، وادانتها منظمات حقوق الانسان،… ولكن المجلس العسكري الانتقالي تحدي الجميع واتخذ قرار بحماية (رفيق السلاح) عمر البشير من المقصلة!!
١١-
شتان ما بين زنزانة عمر البشير وموسي هلال!!
(أ)-
موسي هلال سبق ان دخل في اضراب عن الطعام بسبب سوء المعاملة والاهمال المتعمد من قبل ادارة السجن بعد تدهور صحته وحاجته للعلاج ، هو ممنوع من ابسط حقوق السجناء في ان يستقبل اسرته واصدقاءه، ان يكون عنده الحق في معرفة متي ستكون جلسة المحاكمة القادمة.
(ب)-
صحيح ان عمر البشير دخل في حالة نفسية سيئة في كوبر عندما سمع لاول مرة من احد السجناء ويناديه بالرئيس المخلوع!!، ولكن سرعان ماتم علاجه من هذه الحالة بتجهيز الزنزانة بتلفزيون وادخال الصحف …ورش الزنزانة بمبيدات ضد الباعوض!!
(ج)-
البشير عنده (٧١) محامي علي استعداد تام للدفاع عنه،
في يوم السبت ٣١/اغسطس ٢٠١٩، قامت السيد/ عائشة موسى السعيد، عضو مجلس السيادة، ومعها رجاء نيكولا عبد المسيح العضو ايضآ بالمجلس، بزيارة سجن كوبرالمركزي بالخرطوم لتفقد أوضاع المعتقلين من النظام البائد” ، السيدة/ عائشة موسى السعيد طالبت في اجتماع سابق بضرورة زيارة السجن، والتأكد من وجود رموز النظام السابق لتقديمهم لمحاكمات عادلة….وحتي هذه اللحظة لم تتم اي محاكمة عادلة لموسي هلال رغم مطالبة السيدة عائشة موسي!!
(د)-
اهتمت الصحف باخبار زنزانة البشير، ونشرت وصف كامل شامل للسجن، والزنزنانة، واصدقاءه البشيرالمسجونيين معه في كوبر، نوع الطعام والشراب الذي ياتي من الخارج، وخروجه للعزاء في والدته، وزيارته خارج السجن للعلاج…اما موسي، فانه محروم من كل شيء الا القليل النادر حتي اخطار اخر من “حميدتي” الذي هو من بيده مصير موسي واولاده!!
١٢-
ها المقال ليس دفاعآ عن موسي هلال، بقدر ماهو مطروح في وجه الحكومة الانتقالية، لقد تغيير كبير في سودان اليوم…الا في القوانين القديمة التي ما زالت سارية في البلاد وضاربة بجذورها في الدولة.
١٣-
رابط له علاقة بالمقال:
موسي هلال شاهد لحظة اعتقاله موثق بالفيديو
بكري الصائغ
[email protected]
عينات من مهازل تطبيق العدالة في السودان
١-
عندما تم اعتقال الراحل/ مجدي محجوب في شهر نوفمبرعام ١٩٨٩ بتهمة عدم التبليغ عن اموال الاسرة الخاصة، تم علي الفور تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمته برئاسة المقدم طيار/ عثمان الخليفة، وصدر حكم الاعدام علي مجدي في ديسمبر من نفس العام ١٩٨٩ – اي بعد ٣٥ يومآ من صدور الحكم وموافقة البشير علي القرار -.
٢-
تم اعتقال الطالب/ اركانجلو في عام ١٩٩٠ بتهمة عدم التبليغ عن دولارات كانت بحوزته، ورغم انه اوضح لهيئة المحكمة العسكرية بالاوراق الرسمية انها دولارات لدفع الرسوم الدراسية في القاهرة، الا ان المحكمة اصدرت حكمها بالاعدام، وتم التنفيذ في شهر فبراير ١٩٩٠.
٣-
اصدرت المحكمة العسكرية حكمها بالاعدام علي الطيار/بطرس في ابريل عام ١٩٩٠ بتهمة اخفاء دولارات ولم يبلغ عنها لدي ادارة بنك السودان.
٤-
اطلق الرئيس عمر البشير وبقرار جمهوري – بالرقم 206/203 – سراح “الفكي” نور الهادي عباس نور الهادي الذي اغتصب احدي الطالبات بعد تخديرها، ماصدقت الملايين وان يحدث هذا في زمن البشير (المؤمن الذي حج واعتمر اكثر من (١٥) مرة!!، والذي كان دومآ يؤكد ان الشريعة الاسلامية هي التي تحكم البلاد!!…راحت الجماهير وتتسأل: لماذا اطلق البشير سراح هذا المجرم الذي ثبتت عليه الواقعة، واعتقل، وقدم للمحاكمة، وادين تحت المادة (٨٤٩) من القانون الجنائي، وحكمت عليه المحكمة بالسجن (١٠) سنوات والجلد?!!…ماالذي يريد البشير توصيله للناس من خلال اطلاق سراح الفكي المغتصب?!!
٥-
جلد فتاة سودانية في مركز شرطة
في الخرطوم يثير ضجة عالمية
(أثار فيلم فيديو على قناة اليوتيوب تعرض جلد فتاة سودانية في مركز شرطة في الخرطوم هذا الأسبوع موجة من الاستنكار من قبل السودانيين على الانترنت واجمع معظمهم على أن ما حدث يتجاوز العقوبة القانونية بكثير ويرقى للتعذيب البدني الشديد والإهانة البالغة. يظهر الفيلم رجال شرطة ينفذون عقوبة الجلد بالسوط على فتاة سودانية أمام جمهرة من الناس. تلقت الفتاة ضربات السوط على جميع أنحاء جسدها من الأرجل والظهر والأذرع والرأس بصورة عشوائية وبعنف وقسوة ظاهرة، وتظهر الفتاة وهي تتألم وتصرخ مستلقية على الأرض تتلوى من شدة الألم متوسلة الشرطي الكف عن ضربها، قبل أن يهب شرطي آخر لمساعدته بالمشاركة في الضرب. وتقول عينة من الذين استطلعنا آرائهم حول الفيديو أن الحكومة السودانية تستخدم الشريعة الإسلامية وشرطة النظام العام لقمع الشعب وتخويفه بما تملك من أدوات مثل جهاز الأمن العام الذي يمارس الاعتقال والتعذيب لإرهاب المعارضين السياسيين. كما أجمعوا أن الاستفتاء القادم في جنوب السودان واحتمال انفصاله ربما يكون سببا يدفع بالحكومة السودانية محاولة إحكام قبضتها على المجتمع والشارع العام لسد الطريق إمام أي مقاومة لحكومة عمر البشير.).
عينات من مهازل تطبيق العدالة في السودان
٦-
رفض البشير اجراء تحقيقات رسمية او تشكيل لجنة لمساءلة الدكتور/ علي الحاج المتهم باختلاس مبلغ (٥٠) مليون دولار من الاموال التي خصصت لتشييد طريق “الانقاذ الغربي”، وحتي بعد ثبوت فقدان هذا المبلغ، واتهام البشير العلني له بالاختلاس ونشر تصريح البشير في الصحف المحلية لم تقم اي جهة بالتحقيق لاسترداد المبلغ المنهوب !!
٧-
علي النقيض من حالة علي الحاج:
أوقفت الشرطة فتاة في العقد الثاني من عمرها بعد أن قامت بسرقة دجاجة من سوبر ماركت بحي العمارات بالخرطوم وحاولت الفرار إلا أن كاميرات المراقبة المنصوبة داخل المتجر إلتقطت لها عدة صور أثناء تنفيذها السرقة قبل إلقاء القبض عليها وكانت الفتاة قد حضرت إلى السوبر ماركت وبدأت تتجول في الداخل ثم توقفت قرب إحدي الثلاجات وقامت بسرقة دجاجة وأخفتها داخل ملابسها وحاولت الخروج من المتجر إلا أن البائع أوقفها لدفع الحساب ولم تنصت له وحاولت الهروب فتمكن أحد الحاضرين من توقيفها ورفضت إخراج الدجاجة إلى ان حضر احد أفراد الشرطة وإقتادها لقسم دائرة الإختصاص ودون في مواجهتها بلاغاً تحت المادة (174) من القانون الجنائي.
قبل قليل…في صدفة غريبة تزامنت مع نزول المقال!!!
الشرطة تنفي اطلاق سراح موسى هلال وتؤكد محاكمته عسكرياً
المصدر:- الخرطوم – (اليوم التالي) –
الاثنين -١٤/اكتوبر ٢٠١٩ –
(نفت الشرطة خبر اطلاق سراح موسى هلال، زعيم قبيلة المحاميد الذي تم احتجازه من قبل قوات الحكومة في مستريحة في نوفمبر 2017.
واكدت الشرطة في تعميم صحفي أن ما تم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي باطلاق سراح المدعو موسى هلال غير صحيح، وأن المذكور لم يتم اطلاق سراحه ولازال يواجه جلسات المحكمة العسكرية المختصة بمقرها، حيث أن المذكور هلال يتبع للقوات المسلحة ويواجه بلاغات بالرقم (620) بتاريخ 2014/3/2م تحت المواد (21 /51 /130 /168 /182) من القانون الجنائي لسنة1991م بالقسم الأوسط الفاشر، المتعلقة بالاشتراك في القتل والحرابة والاتلاف الجنائي بسبب استيلائه على (18) عربة تتبع لقوات الشرطة، وتدمير واحدة وقتل (15) فردا وجرح (45) من منسوبي الشرطة، وقامت النيابة العامة بإحالة البلاغ للمحكمة العسكرية ليحاكم أمامها بحكم الاختصاص، حيث تكونت هيئة الاتهام من القضاء العسكري والنيابة العامة، وانضمت لها قوات الشرطة في الحق الخاص وفقا نص المادة(4/36) من قانون الاجراءات الجنائية لسنة1991م وذلك بموافقة النيابة العامة.).
حسب ما ورد “اعلاه” في بيان الشرطة (ان موسي هلال يواجه جلسات المحكمة العسكرية المختصة بمقرها، حيث أن المذكور هلال يتبع للقوات المسلحة)… وبما ان عمر البشير يتبع للقوات المسلحة مثل موسي هلال، كان المفروض ومنطقيآ ان تتم محاكمة البشير في محكمة عسكرية مثل موسي والا يحاكم امام محكمة مدنية!! ، لا اعرف كيف فات علي من كتب بيان الشرطة ان ينتبه (للجلـطة) الفظيعة في البيان؟!!، ما جاء في البيان اوضح بشكل صريح ان هناك (خيار وفقوس) في المحاكمات!!
باختصار شديد ،
1- يتكلم مجنون ( صوت الحق فى هذا الوضع ) و يتصنت عاقل .
2- العندو ضهر ما بينضرب على بطن ( سدنة الانقاذ حماة المخلوع ) .