مقالات وآراء

أوقفوا هذا العبث يا سعادة النائب العام و يا وكلاء النيابة!

عثمان محمد حسن

* إن عبث الكيزان و الفلول عبث لا تخطئه العين.. إنهم يتجرأون على الثورة علانية.. و تزداد جرأتهم يوماً بعد يوم لزعزعة الإستقرار في السودان و الدفع بالحكومة الإنتقالية و بالمكتسبات المأمولة إلى الهاوية..

* كانت استراتيجية قحت تتمحور حول قيام فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تكفي لاجتثاث دولة النظام العميقة من جذورها المتجذرة في أعمق أعماق الدولة السودانية بطول ثلاثين عاماً..

* لكن المجلس العسكري حاول العمل، بكل جبروته، على تقليص الفترة إلى عام واحد فقط.. و كانت تسانده في مطالبته تلك جموع الكيزان و الفلول و بعض العناصر من داخل قحت (تطمع) في إجراء إنتخابات مبكرة (تحلم) باكتساحها متى قامت..

* و في الاسبوع الماضي صرَّح الإمام الصادق المهدي بما مفاده أن الحكومة الانتقالية (ضعيفة) و أن التحديات التي تواجهها ستُدْخِلها في نفقٍ مظلم لا يرى السيد الإمام ضوءاً فيه، دعك من أن يرى ضوءاً في نهايته..

* و يقول الإمام أنه و معه (حلفاء الخير) سوف يواجهون إنسداد الأفق (الإنقلاب) إذا وقع.. و أن المواجهة سوف تكون بالعمل من أجل الاحتكام إلى الشعب عبر الانتخابات العامة الحرة..

* لا تسَلْني: من هم (حلفاء الخير) هؤلاء؟!

* و من غرائب الصدف أن هاتفني أخي اليومَ، خصيصاً، و أنا أشرع في كتابة هذا المقال، ليعكس لي سخطه الشديد على (ضعف) الحكومة الانتقالية و (مثاليتها) وعدم تعاملها بحزم مع فلول النظام (المنحل).. مع أن أخي هذا ليس من الذين يهوون الحديث في السياسة..

* إن سخط أخي على ضعف و (مثالية) الحكومة الانتقالية نابع، في تقديره، من الحياة الطويلة التي عاشتها معظم كفاءاتنا السودانية في كنف الغرب و تشربها من مثالياته.. ما جعلها تتعاطى مع ما يجري في السودان بعقلية الغرب دون مراعاة لظروف السودان المؤسسة قوانينه لحماية النظام (المنحل) و الموالين له..

* إن أخي ليس وحده الحانق على الضعف (الظاهر) في تعامل الحكومة (الليِّن) مع فلول النظام (المنحل) و مع ممتلكات الكيزان و الفلول المغتصَبة من الشعب و الموظَفَة حالياً لقمع الثورة.. و الثورة ما تزال في مرحلة الإعداد للتحليق بالسودان الجديد إلى الأعالي..

* أيها الناس، لا تتعجبوا و أنتم تسمعون ضجيجاً و عويلاً  يسدَّان الأفق يسبقهما عواءٌ و نباحٌ داوٍ  يستحث الثوار للخروج إلى الشارع في يوم ٢١ أكتوبر الجاري ضد الغلاء و ندرة السلع و الخدمات و شح السيولة..

* إنهم الكيزان و الفلول يعوون و ينبَحُون و يقرعون طبول الخروج في يوم ٢١ أكتوبر بزعم اللحاق بثورة ديسمبر المجيدة قبل أن يأكلها ( الدودو)؛ و يتبعهم المهرِّجون الذين لا يدرون ما يجري وراء الكواليس و لا يعترفون بأنهم لا يدرون..

* أما ترى الكيزان و الفلول و المهرجون في كل وادٍّ يهيمون.. و على صفحات الصحف الممولة تمويلاً سخياً من النظام البائد  يبرطعون.. و من إذاعات (الإف إم) و التلفزيونات المدعومة من النظام على الهواء مباشرةً يجعجعون..؟

* و ألا تسمع الدعاة و علماء السلطان يستغلون منابر المساجد لضرب الثورة في مقتل.. و ألا تراهم على المساس بالدين الإسلامي الحنيف بدموع التماسيح يتباكون؟

* أَ وَ لم تَنْهَش قلبك غثاثات الهندي عزالدين على الورق و طنطنات حسين خوجلي على الأثير و جعجعات عبد الحي يوسف من على منبر مسجده في جبرة؟

* المؤسف جداً أن عدداً من الثوار  يلَـبُّون (عواء) الذئاب و الثعالب و أبناء آوى، فيصدرون (زئيراً) مخيفاً دعوةً للخروج إلى الساحات و الشوارع ضد الثورة التي لا تزال تخطو ب(بطء) ممِّلٍ، لكن ثابتٌ، نحو تحقيق أهدافها..

* و من تناقضات تأثير الدعوة لتلك التظاهرات في يوم ٢١ أكتوبر أن وعي الشعب السوداني تجاوز بطء و (مثالية) تحرك الحكومة الإنتقالية في الإجهاز على الكيزان.. إذ قفز معظم أفراد الشعب إلى تأكيد أن الكيزان هم سبب الأزمات المتتالية في السودان و ليس أحد سواهم! و حتى الندرة التي لم يكن للكيزان يد فيها، صار إلقاء اللوم على الكيزان بالتسبب فيها هو الشائع.. و تلك محمدة في حد ذاتها..

* أيها الناس، إن المسئولية عن تحقيق أهداف الثورة مسئولية تضامنية بيننا و بين الحكومة الانتقالية.. و أي فشل لهذه الحكومة هو فشلنا إذا ما (رَّبَّعْنا) أيادينا و قعدنا على الرصيف نتفرج على الصراع المحتدم بينها و بين فلول النظام المتربصين بالثورة، و كأننا لسنا جزءاً أصيلاً في ذلك الصراع..

* علينا تكثيف الرقابة الشعبية على مؤامرات الكيزان و الفلول في الأحياء و في مواقع العمل و في كل مكان.. و علينا إخطار المعنيين في الحكومة الإنتقالية بكل كبيرة أو صغيرة تستهدف إعاقة مسار الثورة..

* و على المعنيين في الحكومة الإنتباه و دراسة  الإخطارات التي يتلقونها من الحادبين على الثورة.. كما و أن عليهم التعامل مع الشعب بشفافية تامة تجعل ثقة الشعب في حكومته أقوى و أمتن..

* و يا سعادة النائب العام و يا وكلاء النيابة أوقفوا عبث الكيزان و الفلول بأسرع ما بوسعكم، ففي الوثيقة الدستورية مجالات رحبة تتيح  لكم قطع دابر الكيزان و الفلول و إسكات ترهاتهم و دعواتهم للفتنة..

* و يا سعادة رئيس القضاء إن ظرف السودان الحالي يستدعي إقامة محاكم ثورية خاصة بالفساد، لكثرته و بالفاسدين لكثرتهم و كثرة تطاولهم على الثورة و الثوار..

* عجِّلوا بمحاكمة المجرمين و الفسَدة و المخربين كي يرعوي الذين في قلوبهم نية إجهاض الثورة.. عجِّلوها، حتى يقول الواحد منهم إذا التقى أخاه: إنجُ سعد، فقد هلك سعيد..!

عثمان محمد حسن
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لك التحية والتحية لكل الشرفاء من أبناء هذا البلد…
    ده الكلام الصاح لابد من إيقاف هذا العبث …
    لقد ذكر الأستاذ عبدالرحمن الأمين فى لقائه بقناة سودان بكرة أن نتبنى شعار
    ( If you see something say something)
    فلنبدأ بهذا الشعار ( إذا رأيت شيئا فقل شيئا If you see something, say something ) وبما أنه كثيرالناس ما شافت شئ من تفاصيل جرائم بني كوز وربما القليل منهم شافوا شئ…لكن ممكن نضيف ليها( If you know something , say something )
    وأتمنى أن تتبني حكومة السيد حمدوك هذا الشعار للقبض على كل المجرمين قبل كل شئ بمساعدة لجان الأحياء والنشطاء فى التبليغ عن كل مجرمى النظام السابق فى كل حى …
    وصلتنى رسالة عبر الواتساب أختار منها هذه الجزئية….
    هل نحن شعب معجزة ؟؟؟؟ أم جن
    الكهرباء مقطوعة والنت شغال !!!!
    الماء مقطوع والتلج موجود…!!!
    البترول معدوم والسيارات تمشي..
    رواتب مافيش والشعب يبنى فى البيوت …والأعراس شغالة تش …
    كم أنت كبير ياوطنى ….
    هذا يعنى لنا حاجة مهمة جدا وهى أن الشعب السودانى مكيف حاله مع الوضع الإقتصادى المتردى وليه ثلاثين سنة وهو على هذه الحال يعنى ماحتفرق معاه يصبر ستة شهور تانى أو حتى سنة سنتين ما فارقة …يعنى مافى إستعجال على تحسين الوضع الإقتصادى …
    عشان كده أنا أقترح أن تؤجل حكومة حمدوك حل المشكلة الإقتصادية وقبل كل حاجة يخلصونا من فلول الكيزان ويتم القبض على كل المجارمة من كتائب ظل وخفافيش ظلام ومليشيات ونيقرز وسجم رماد ويكمدوهم لينا فى السجون إن شاء الله يبنوا ليهم سجن كبير زى حق أثيوبيا يسع كل البلاوى دى …
    وتتم محاكمة الرؤؤس الكبيرة الأوباش من قتلة ولصوص…المحكوم إعدام يعدموهوا والباقى فى السجن نعمل معاهم زى ماعمل الرئيس روزفلت نخليهم يزرعوا الغابات القطعوها وباعوها …ونخليهم يبنوا المدارس والمستشفيات الإنهارت بسبب إهمالهم …وزيادة عليها ينظفوا الشوارع من القمامة الردموها ليها ثلاثين سنة
    ما إتنظفت…والله تانى لا تسمعوا عبد الحى قال ولا علان كتب مقال…ولا فلان عايز يهرب من كوبر ولا يحزنون لأنه صغار المجرمين المطلوقين بره ديل هم وسائل التواصل …تكونوا كده قطعتوا عليهم حلقة التواصل …
    وبعدما يستتب الأمن نشوف الإقتصاد وباقى المشاريع وماتنسوا إسترداد مانهبه هؤلاء اللصوص كافى بدفع عجلة الإقتصاد …
    والله ياناس فكروا فى كلامى ده كويس …أنا لوكانت حبوبتي رحمها الله موجودة كنت سألتها وهى إمرأة فطنة وذكية …كنت قلت ليها ياحبوبتي لو مطبخك ده فيه فئران وثعابين بتقدرى تطبخى فيه ولا بتسوى شنو ؟؟؟كانت قالت لى بالأول بنظف المكان من الفئران والثعابين…
    فرجاء نظفوا لينا المكان من المجرمين أول شئ بعدين كل شئ بتيسر ….

  2. أتفق تماما مع صاحب المقال وخاصة عبارة : ” علينا تكثيف الرقابة الشعبية على مؤامرات الكيزان و الفلول في الأحياء و في مواقع العمل و في كل مكان”

    رغم ان جل بني كوز قد تلاشوا وذهبوا ادراج الرياح خاصة بعد ذهاب المال والسلطة منهم.
    لكن
    يجب مراقبة تحركات من بقى منهم ومتابعتهم كظلهم
    فقد كان الخبيث ديدنهم والمكر السيئ شرعتهم.

    معا لسودان خالي من الكيزان
    معا لسودان خالي من الكيزان
    معا لسودان خالي من الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..