المعركة بين حسن إسماعيل ومبارك الفاضل تحت بند “كيدهم في نحرهم”.. إسماعيل يدافع عن حزب يمثله وقاده نحو الإستوزار

الخرطوم ـ الزين عثمان
رويداً رويداً تتشكل معالم معركة جديدة في الأفق؛ طرفاها حسن إسماعيل وزير الحكم المحلي بولاية الخرطوم، ومبارك الفاضل، ومؤداها أن الواجهة الحزبية للأول بصدد مقاضاة الثاني بعدما “انتحل صفة حزبهم”، و”وقع على الوثيقة الوطنية الخاصة بالحوار الوطني”. ومتلفحاً بعباءة (الأمة)، بزعامة الصادق الهادي، يقول حسن إسماعيل إنهم سيسلكون كل السبل القانونية؛ “حتى لو اضطرهم الأمر إلى الوصول إلى المحكمة الدستورية”، معتبراً الأمر قضية حزبية “يجب الدفاع عنها حتى النهاية”. وبحسب إسماعيل فإن الفاضل في حراكه الأخير كان يتحرك تحت لافتتين حزبيتين هما (الأمة القومي) و(الأمة الإصلاح والتجديد)، قبل أن يضع رأسه تحت اللافتة الثالثة ويوقع باسم حزب الأمة..!
وينطلق حسن من غضبته، على اسم الحزب الذي يمثله وقاده نحو الإستوزار. ولا ينسى إسماعيل أن يتهم الفاضل في عملية حصوله على شهادة تسجيل الحزب، قائلاً “إن المسؤول القانوني للحزب شكك فيها”، وقال إنها تحتوي على تناقضات فنية مضحكة وظاهرة للعيان؛ وهي التناقضات التي تشبه لحد كبير معركة أصدقاء الأمس في راهن اليوم.
حسناً، في العام 2002 كان الفاضل يشكل حزب الإصلاح والتجديد ويلج من خلاله إلى القصر الجمهوري، وعبر ذات الحزب كان مبارك يخطو في طريق رئاسة الجمهورية، قبل أن يعلن في مؤتمر صحفي مشهود حله للحزب ورغبته العودة إلى (الأمة القومي)، لكن الصادق المهدي كان يكرر على الدوام أن “مبارك لا علاقة له بحزب الأمة القومي”.
وكان الحزب قد بعث لأمانة الحوار يحذرها من التعامل مع الفاضل باعتباره ممثلاً له، وهو ما حدا بالفاضل بعدما تحدث باسم (الأمة القومي) لأن يعود ويوقع باسم (الأمة)، دون أن تلحق به عبارة القومي.
وبحسب بشارة جمعة أرو، عضو آلية الحوار الوطني، فإن أمانة الحوار تعاملت مع الفاضل وفقاً لأوراقه التي تقدم بها، وعلى هذا الأساس تم قبول توقيعه على الوثيقة الوطنية.
ما لم يقله بشارة ساعتها أن ما جرى مشكلة تخص مكونات حزب الأمة، وعليهم معالجتها في إطار البناء الهيكلي لمنظوماتهم السياسية.
وتجلت المفارقة عندما قال بشارة وهو يتناول الأحزاب الموقعة على الوثيقة الوطنية إن هناك ثمانية أحزاب تحمل اسم الأمة ضمن الموقعين على الوثيقة، وهو ما يعطي الوصف الدقيق لحالة الأمة.
وبحسب الكاتب الصحفي فتحي الضو فإن مبارك الفاضل “يخوض معاركه (الدينكوشتية) بسيوف من العشر”، ويضفي عليه نعوت “صاحب السيرة المرتبطة بالفشل على الدوام، والراغب في تجريب المجرب”.
ولربما كان الضو ينطلق في توصيفاته تلك من الموقف المناوئ للتقارب مع الإنقاذ، وهو الدرب الذي يمضي فيه الفاضل الآن.
بعيداً عن هذه التوصيفات، فإن الوقائع تشير ?حسبما يقول مراقبون- إلى أن الفاضل بدأ يتقلب في المواقف كما لو أنه أضاع سكة الوصول.
وكان السياسي، المعروف وسط مناصريه بـ(البلدوزر)، قد شارك في الحكومة رغم أنف قرار مؤسسات الحزب الرافضة للمبدأ.
وعقابيل مفاصلة شهيرة ومعلنة مع القابضين على السلطة كان مبارك يضع أقدامه خارج القصر، ويخاطب أنصاره بضرورة الخروج، لكن نهار ومسار والزهاوي كان لهم رأي مخالف.
وفي الأثناء كان الإمام يخترع الأوصاف المقللة من شأن أحزاب الأمة المشاركة في السلطة؛ يدمغها تارة بالكيانات الأميبية القابلة للانشقاق، وتارة أخرى بعديمة التأثير وما عداها من نعوت.
وبالنسبة للقيادي الشاب في حزب الأمة القومي القوني إدريس فإن مبارك الفاضل لا يعدو سوى كونه “مخلب قط”، لتحقيق أهداف بعينها؛ وعلى رأسها شق الصف في حزب الأمة القومي، وهو ما عجز عنه.
ويضيف محدثي أن المعركة التي اشتعلت الآن بينه وبين حسن إسماعيل أقرب إلى سيناريوهات “كيدهم في نحرهم”، مشيراً إلى أنه يتوجب عليهم أن يسددوا فاتورة باهظة جراء ما اقترفته أياديهم في حق الأمة وكيان الأنصار.
ويبدو القوني مندهشاً من المعركة الدائرة الآن، باعتبار العلاقة الوطيدة بين الفاضل وإسماعيل، ويعود للوراء حين خرج الفاضل بانشقاقه الأول، وقد كان حسن ساعتها من الكوادر المبشرة بخطوة الإصلاح والتجديد، وأنها يمكن أن تكون الحلول لكل مشكلات الحزب والوطن.
ويكشف القوني أن العلاقة العميقة بين الرجلين وصلت إلى أن حسن إسماعيل كان من أعضاء المكتب الخاص بمبارك الفاضل، وظل فيه إلى أن غادره في نهاية المطاف ملتحقاً بحزب الأمة بزعامة الصادق الهادي، أو في حقيقة الأمر ملتحقاً بالمنصب الوزاري الذي يشغله الآن، وهو ما يعني أن معركة الرجلين “أبعد ما تكون عن معركة الإصلاح الحزبي، أو الالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية”، وإنما “هدفها الرئيس إيجاد موطئ لأقدامهما المتجهة نحو مقاعد السلطة” حسبما يقول

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اقتباس: (قال بشارة وهو يتناول الأحزاب الموقعة على الوثيقة الوطنية إن هناك ثمانية أحزاب تحمل اسم الأمة ضمن الموقعين على الوثيقة)

    علمية الحوار كلها لعبة فكيف يمثل بشارة ارو احزاب المعارضة في لجنة السبعتين وهو مشارك في هذه الحكومة ببعض الوزراء وقد تكرم عليه المؤتمر الوطني بنائب في البرلمان لتمثيل حزبه؟

    على العموم لا يهم ذلك ولكن الصحيح انه لا توجد سبعة احزاب امة وانما حزب امة واحد فقط والبقية ليست احزاب وليست لها قواعد او دستور اونظام اساسي او حتى اهداف معلنة وانما عبارة عن بعض الشخصيات التي حركتها الة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية لضرب حزب الامة القومي برئاسة الصادق المهدي ثم يسهل عليها ابتلاع الشخصيات التي كونها المؤتمر الوطني..

    ولعل ذلك يقودنا الى استفزاز امين حسن عمر لوزير الصحة الاتحاد ابو قردة ويقول له علانية اننا نحن الذي (صنعناكم) ويسكت الوزير الاتحادي برغم ان امين حسن عمر لا يتنسم اي منصب دستوري او سياسي ويبلغها الوزير الاتحادي ابو قردة لأن الحقيقة لا يمكن مغالبتها…

    ولينتظر الوزير حسن اسماعيل ومبارك الفاضل والمهندس/عبدالله مسار وبابكر دقنة .. وغيرهم من الرؤساء(المعينين) والذين يمثلون ما يسمى احزاب الامة دورهم في الاستفزاز فعندما يقضى المؤتمر الوطني منهم وطراً فسيقول لهم حامد ممتاز اذهبوا فإنتم الطلقاء ولا حاجة لنا بكم …. فإنما انتم كنتم صنيعتنا ومن ورضيتم بالذل والمهانة وسعيتم وراء المنصب والرياسة فقد كان .. ولا حاجة لنا لكم اليوم

    وساعتئذ سوف يبلعوها ويخرسوا وينقلبوا خاسرين..ويقول المثل اخوك كان حلقوه انت بل رأسك

    قال الامام علي ابن ابي طالب :
    ما اكثر العبر وأقل المعتبرين

  2. علشان كده قولنا ليكم الحوار ده ومخرجاته عبارة عن لمة بتاعت نصابين وأرزقية وسفهاء ولا يمثلون شعب السودان بل هم الحثالة من شعب السودان ولن ينصلح الحال طالما هذه الذئاب لا تزال تنبش في جسد هذا الوطن المهتر.

  3. مبارك الفاضل اصلو مارق للربا والتلاف .
    ده بفرر مالو ما ياكل عيشو لمن الكيزان يجيبو آخرو فى التعديل الجاى ، ده ويتحرق فى ستين داهيه .

  4. مبروك اخيراً اخيراً لقيت ليك ملف تشتغل عليه احسن بدل القعدة بدون شغلة
    داهية فيكم الاثنين

  5. مبارك الفاضل خدعوه الكيزان ,فهم من اعطوه الضوء الاخضر لتسجيل نفسه فى الحوار باسم حزب الامة وذلك لغرض استغلاله مؤقتا لخدمة اجندتهم ثم التخلص منه لاحقا وابعاده من كيكة قسمة السلطة بافتعال الصراع بينه وبين الصادق الهادى صاحب الحزب الحقيقى بحيث يلجا الطرفان للقضاء ويتم ارجاع الحق لاصاحبه الحقيقين وحينها سيكون مبارك خارج دائرة الحوار الوطنى او يتم تسجيل اسمه ضمن قائمة القيادات الشعبية التى ليس لديها حزب معين وبالتالى يخرج مبارك من المولد بلا حمص .هذه هى كل اللعبة .

  6. الاتنين مافيهم خير يتشاكلو.. ينضربو.. يتن…… بس ياها القلتها دي
    غايتو يا اب ركب الله لا كسبك يا مجنون

  7. الاتنين مافيهم خير يتشاكلو.. ينضربو.. يتن…… بس ياها القلتها دي
    غايتو يا اب ركب الله لا كسبك يا مجنون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..