
اولآ-
– الراحل / الطيب صالح:
١-
اليوم الخميس ١٨/ فبراير الجاري، مرت بهدوء شديد الذكري الحادية عشر علي رحيل الطيب صالح ، أديب السودان وأحد أشهر الأدباء العرب أطلق عليه النقاد لقب “عبقري الرواية العربية”.
٢-
سيرتة الذاتية:
(أ)-
اسمه بالكامل هو- الطيب محمد صالح أحمد، من مواليد يوم ١٢/ يوليو عام ١٩٢٩، ولد في اقليم مروي، بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم، وانتقل في شبابه إلى ولاية الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعة الخرطوم على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته في جامعة لندن، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.
(ب)-
حياته المهنية:
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقّى فيها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية موسم الهجرة إلى الشمال.
(ج)-
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، وإلى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار، والمجتمع العربي والعلاقة بينه وبين الغرب. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا تطرّقت كتابته إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ.
(د)-
أدبه:
الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». تعتبر روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” واحدة من أفضل مائة رواية في العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت وتم تتويجه ك” عبقري الأدب العربي”. في عام ٢٠٠١، تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب “الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين. أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. حولت روايته “عرس الزين” إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم “المجلة”. خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. عاش في باريس لمدة عشرة اعوام حيث كان يتنقل بين مهن مختلفة، آخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.
(هـ)-
إنتاجه الأدبي:
موسم الهجرة إلى الشمال عام 1966م./- ضو البيت (بندر شاه): أحدوثة عن كون الأب ضحية لأبيه وإبنه/ ـ عرس الزين عام 1969م/- مريود(الجزء الثاني من بندر شاه)، 1985م./- نخلة على الجدول (قصة قصيرة)/- دومة ود حامد: (مجموعة قصصية)، 1997م./- منسي إنسان نادر على طريقته 2004م./- المضيؤون كالنجوم من اعلام العرب والفرنجة، 2005م./- للمدن تفرد وحديث -الشرق- 2005م./- للمدن تفرد وحديث -الغرب- 2005م./- في صحبة المتنبي ورفاقه 2005م./- في رحاب الجنادرية وأصيلة 2005م./- وطني السودان 2005م./- ذكريات المواسم 2005م./-خواطر الترحال 2005م.
(و)-
توفي في يوم الاربعاء ١٨/ فبراير ٢٠٠٩ عن عمر تجاوز الثمانين من عمره، في يوم وفاته لم يعلن التلفزيون السوداني ولا الاذاعات الحداد على الطيب صالح.
٣-
من ابلغ ما كتب وحفظها الشعب عن ظهر واغاظت نظام البشير، تلك المقولة المعروفة ” هؤلاء؟!!، من هم؟!!، ومن جاءوا؟!!”
٤-
“مــن أيــن يأتى هـــؤلاء ؟!!
https://www.goodreads.com/quotes/570214
ثانيآ-
الراحل/ محمد وردي:
١-
(أ)-
اسمه بالكامل: محمد عثمان حسن وردي، ولد في يوم ١٩/ يوليو١٩٣٢، في قرية “صواردة” الواقعة جنوب مدينة عبري بشمال السودان ونشأ يتيما بعد وفاة والديه وهو في سن مبكرة فتربى في كنف عمه.
(ب)-
تعليمه:
درس وردي تعليمه الأولي في مدارس صواردة ثم انتقل إلى مدينة شندى لإكمال تعليمه بالمرحلة المتوسطة ثم عمل مدرسا في مدارس وادي حلفا والتحق بعد ذلك بمعهد التربية لتأهيل المعلمين، بشندي حيث تخرج فيه معلماً وعمل بمدارس المرحلة المتوسطة ثم المدارس الثانوية العليا في كل من وادي حلفا و شندي و عطبرة و الخرطوم. وكانت مدرسة الديوم الشرقية بالخرطوم آخر مدرسة عمل فيها قبل استقالته من التدريس في عام ١٩٥٩، يقول وردي عن ذلك، «إن التدريس كان بالنسبة إلي الرغبة الثانية بعد الغناء ولكن إذا خُيّرت بين التدريس والغناء لفضلت الغناء وإذا خيرت بين التدريس وأي عمل آخر لفضلت التدريس، واعتقد إن الفن يعتبر أيضاً تدريساً». خاصة وأن موهبة الغناء موروثة في كل الأسرة فوالدة محمد وردي واخوانها وأولاد عمومتها كانوا جميعهم فنانون معروفين بأداء الغناء، وكذلك عرف عن شقيقته فتحية وردي موهبة العزف علي العود.
(ج)-
في عام ١٩٥٣، زار الأستاذ محمد وردي العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمي عقد فيها، ثم انتقل للعمل بها، وبدأ في ممارسة فن الغناءء كهاوي حتى عام ١٩٥٧ عندما تم اختياره من قبل الإذاعة السودانية في أم درمان بعد نجاحه في اختبار أداء الغناء وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في الإذاعة، وبذلك تحقق حلمه في الغناء في الإذاعة بين فنانيين سودانيين كبار أمثال: عبد العزيز محمد داؤود و حسن عطية و أحمد المصطفى و عثمان حسين و إبراهيم عوض وغيرهم. و تمكن وردي خلال عامه الأول في الإذاعة من تسجيل (١٧) أغنية مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلى تشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين كان من ضمن اعضائها إبراهيم الكاشف وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتصدر اللجنة قرارا بضم محمد وردي إلى مجموعة مطربي الدرجة الأولى كمغنِ محترف بعد أن كان من مطربي الدرجة الرابعة بالإذاعة.
(د)-
أهم مميزاته ودوره في تطوير الأغنية السودانية:
تميز وردى بإدخاله القالب الموسيقى النوبي وأدواته الموسيقية في الأغنية السودانية مثل الطمبور، كما عرف عنه أداءالأغنيات باللغتين النوبية و العربية. ويعتبره الكثيرون مطرب أفريقيا الأول لشعبيته الكبيرة في منطقة القرن الأفريقي خاصة في إثيوبيا و إريتريا. كما عرف عن وردي ثراء فنه وتنوع موضوعات أغانيه من الأغنية الرومانسية والعاطفية إلى التراث السوداني خاصة النوبي والأناشيد الوطنية والثورية وأغاني الحماسة، وفي عام ١٩٨٩غادر وردي السودان بعد انقلاب الإنقاذ العسكري ليعود بعد (١٣) عاما قضاها في المنفى الاختياري.كما قام بمنح أغنيات من ألحانه لعدد من الفنانين.
(هـ)-
جوائزه ومكافآته:
مُنح وردي الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام ٢٠٠٥ تقديرا لمسيرته الفنية العامرة بالأغاني الجميلة و المتنوعة، والتي تزيد عن (٣٠٠) أغنية، حيث يعتبر في المجتمع الفني بالسودان أسطورة فنية سودانية وموسوعة موسيقية.
(و)-
الشعراء الذين تغنى لهم:
عمر الطيب الدوش ( أغنية بناديها)/- محمد مفتاح الفيتورى (أصبح الصبح)(عرس السودان)/- إسماعيل حسن (الحنين يا فؤادي، نور العين، حبيناك من قلوبنا، المستحيل، حنية، بعد إيه، الحب والورود، أسفاي، القمر بوبا، صدفة، غلطة)/- صلاح أحمد إبراهيم (الطير المهاجر)/- محمد عثمان كجراي (مافي داعي)/- محجوب شريف (ياشعبا لهبك ثوريتك، مساجينك، جميلة و مستحيلة)/-علي عبد القيوم (بسيماتك)/- السر دوليب (أغنية الخطوبة)/- أبو آمنة حامد (بنحب من بلدنا)/- مرسي صالح سراج (يقظة شعب)/- إبراهيم الرشيد (سليم الذوق)/- إسحاق الحلنقي (أعز الناس، الحنينة السكرة، الصورة، أقابلك, عصافير الخريف، جربت هواكم)/-مبارك البشير/- الصادق عبد الكافى/- محمد المكي إبراهيم/-.
(ز)-
توفي الي رحمة مولاه في يوم السبت ١٨/ فبراير عام ٢٠١٢ الساعة العاشرة والنصف مساء، ودفن في مقابر فاروق بالخرطوم.
ثالثـآ-
الشيء بالشيء يذكر:
فنانين ومشاهرين سودانيين توفوا في شهر فبراير:
١- الراحلة/عائشة الفلاتية – فبراير ١٩٧٤.
٢- الراحل/ بادي محمد الطيب – ١٥/ فبراير ٢٠٠٧.
٣- الراحل/ مبارك حسن بركات – ٢٤/ فبراير ٢٠١٤.
٤- الراحل/ اللواء/ الزبير محمد صالح – ١٢/ فبراير ١٩٩٨.
٥- الراحل/ سامي عزالدين – ٧/ فبراير ٢٠٠٥.
٦- الراحل/ غازي صلاح الدين – ٨/ فبراير ٢٠١٤.
٧- الراحل معلم خشم القربة- احمد خير/ فبراير ٢٠١٩.
وفيات فبراير الجاري ٢٠٢١:
١-
الراحل/ مبارك بشير – ١١/ فبراير ٢٠٢١.
٢-
توفي السوداني إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس، المشتبه بأنه الحارس الشخصي لزعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، الخميس الماضي، في مدينة بورتسودان عن عمر ناهز 60 عاما.
٣-
فبراير ٢٠٢١:- توفي الفنان المعروف كمال خيرالله امس باحدى المستشفيات بالخرطوم وذلك أثر صدمة سكري تعرض لها اثناء مداهمة الشرطة حفل زواج ابنه المقام بمنطقة الحاج يوسف الأمر الذي جعله يشعر والحزن لما حدث لزملائه الذين اتوا لمجاملته بالغناء ما اعتبره اشانة سمعة الأمر الذي اثر عليه.
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
محمد وردي اول غرام – تسجيل حديث –
(ب)-
مقابلة الطيب صالح مع محمد رضا نصرالله في برنامج (هذا هو) عام 1993
رحمهم الله رحمة واسعة، واسكنهم فسيح جناته.
بكري الصائغ
[email protected]
بين الوطن و المواطن:(يتساوى المواطنون و المواطنات في الحقوق و الواجبات ، و لكنهم يتفاوتون في الإنجاز)..فمنهم علامات تجارية متحركة(على قيد الحياة)أو ثابتة(في ذمة مولاها)تعرف العالم ببلدانها ؛ و من هؤلاء الطيب صالح و محمد وردي..فلو سأل سائل:أيهم مدين للآخر ، السودان :بما قدم لهما من حسن رعاية في أول الطلب.أم هذين المبدعين الرائعين بما قدما للسودان من ذكر خالد الى يوم المعاد?ألا يشبه هذا السؤال البيضة و الدجاجة أيهما رأى النور أولا?!لم أتفاجأ بأن مجال الطيب صالح الأول كان حقل العلوم،ففي هذا الحقل من أدوات التحليل ما يمكن صاحبها من صقل كل موهبة كامنة فيه بأفضل شكل و بذا بز كثير من رصفائه الأدباء.ماذا كان سيفقد السودان لو لم يهتدي محمد وردي لحقل الغناء?وصلت أركان الغناء الثلاث مع وردي حدود الزاوية المستقيمة!..و يعجبني فيه إعتداده بنفسه و كونه يحترم حجم موهبته أولا قبل أن يحترمها الآخر و حافظ على ذلك طوال حياته ، و ذلك شأن العظماء .الحقائق من حيث المذاق نوعان:حلوة ؛ كخبر النجاح..و مرة ؛ كخبر الفشل أجاركم الله تعالىمنه .