(العربات الحكومية).. فساد يومي..!

عثمان شبونة
* واحدة من صور الانحطاط لدولة (جيش الكيزان) داخل جمهورية السودان؛ أن استباحة المال العام فعل يومي؛ أصبح أكثر من معتاد بسكوتنا ولا مبالاتنا.. الجديد في الفِعل هو النسب الاضطرادية المماثلة لمعدلات التضخم والفقر في السودان.. وما الفقر والتضخم سوى حصيلة واقعية للمفسدين المختطفين لحكم البلاد حالياً؛ والمستفيدون من فوضاهم في شتى مجالات (الإجرام).
* عزيزي القارئ: هذه صورة مستفزة للفساد أتابعها مع المجني عليه؛ وهو الزميل كمال عبدالرحمن مراسل موقع (اسكاي نيوز عربية) والذي قاده حسه الوطني ــ الصحفي لكشف الواقعة والإصرار على بلوغ النهايات فيها.. الواقعة محكية بهذه البساطة.. يقول:
— (للأسف تحولت البلد إلى غابة كبيرة.. يستغلون سيارات الحكومة بوقودها ومنصرفاتها في قضاء الاحتياجات الخاصة.. خرجت من بيتي في شارع 39 – العمارات – عند حوالي الرابعة عصراً فوجئت بعربة بوكس حكومية تحمل الرقم 476\13 تحمل حوالى (15) خروفاً مذبوح وتدخل إلى بيت في شارع (37) عبارة عن مطبخ ومخزن لأحد المطاعم اليمنية، فتحدثت مع اليمني الذي فتح الباب للسيارة وقلت له: كيف تستغل سيارات الحكومة في نقل الأغراض التجارية والخاصة؛ بينما البلد تعاني والناس تموت في المستشفيات ولا تجد الدواء؟ فطلب سائق السيارة من اليمني إغلاق الباب.. لكنني انتظرت لأعرف نهاية القصة.. وفكرت في أن يكون أحد بجانبي.. وجدت سائق ركشة “شاهد” وقف معي حتى فتحوا الباب لخروج السيارة، وعندما أردت تصويرها نزل السائق وضربني بشكل مبرح في رأسي وأجزاء أخرى من جسمي، وحاول إدخالي في العربة قائلاً: (إذا أردت أن تشتكي فأنا الحكومة نفسها) وقاومت حتى تخلصت منه بمساعدة سائق الركشة؛ فأسرع خارجاً بعربته.. ذهبت بعدها إلى قسم الدرجة الأولى وفتحت بلاغاً بالواقعة).
— يمضي الزميل كمال بالقول: (لا لاستغلال مال الشعب في الأغراض الخاصة.. سيارات الحكومة ملك للشعب ويصرف عليها من الضرائب التي ارهقت إنسان السودان.. سأتابع هذه القضية حتى نصل لليوم الذي لا نرى فيه سيارة حكومية تتحرك في الشارع إلا لأغراض تخص العمل الذي تتبع له السيارة).
— انتهى.
* مسألة استغلال العربات الحكومية المدفوعة من جيب المواطن بنمط انتهازي لأغراض خاصة؛ من أشكال الفساد المكررة على مدار الساعات (بدءاُ من جيش الكيزان الفاسد المُحتطِب بالشاحنات) مروراً بجميع الثكنات والدور الحكومية؛ وهو أمر لم نرصده اليوم فحسب؛ فزمن الاستباحة ممتد للخلف وسيستمر للأمام بصمت الشعب.. ثم.. لا يحتاج الأمر للتأكيد بأن كافة الوزارات والمؤسسات والهيئات والشركات والدواوين العامة التي تعمل الآن تحت دائرة المجلس الانقلابي قد تحولت إلى (قطاع خاص استثنائي)! أي لخدمة العصابة الحاكمة.
أعوذ بالله.
——–
الحراك السياسي – السبت.
——–
تنويه: شابت العمود بعض أخطاء (التصحيح) في النسخين الورقية والالكترونية؛ وتحولت كلمة (استغلال) إلى (استقلال) أكثر من مرة.
يا شبونة يا جميل
في عربات حكومية بسواقها تمشي تجيب الطلح والشاف والكليت والأغراض الخاصة وتغشى الحنانة وهذا بلد منكوب
يجب فضح هذا الجبان الاحمق والذي من المؤكد انه يحتمي بأحد الفاسدين أو جهة فاسدة. غباء هذا الارعن بدخوله في عراك علني مع هذا الصحفي المحترم والتباهي بانه الحكومة ذاتها اذا اراد ان يشتكي فرصة حقيقية لكشف من وراء هذا المافون الغبي والذي يوفر له الحماية حد التباهي بالادعاء إنه الحكومة ذاتها
لمن تعود ملكية المطعم اليمني ؟
سلامات مصطفى..
آخر معلومة أن الشخص طلع سواق وزير النفط.. وبالتالي الأمور ستتكشف وفق هذه المعلومة (بالنسبة لسؤالك).
اليوم تم التواصل مع جهاز الرقابة وتم حجز العربة.. وفي تفاصيل تانية ح يجي وقتها.