حوادث المرور تحصد الأرواح

إستفهامات

حوادث المرور تحصد الأرواح

أحمد المصطفى إبراهيم
.
أشك أن من بين زملائي الصحفيين من كتب عن شرطة المرور أكثر مني لدرجة أنهم ما عادوا يسألونني كما في سابق أيامهم، لا أدري لماذا؟ هل لأني صرت أعرف كل عيوب هذه الإدارة من إدارات وزارة الداخلية من تسويات فورية وفحص غالٍ وتفتيش شهري لا فائدة منه إلا تصيد المخالفين له ليزيدوا من الغرامات وبذلك تزداد النسب المئوية لمسؤولي الحملات بالمناسبة نسبتهم 20% كأغرب معادلة. كم تحدثنا عن عيوب إيصالاتهم غير المبرئة للذمة حسب قوانين ولوائح وزارة المالية التي لا تعرف لجمع المال إلا أورنيك 15 ولا تعترف بالورق الملون.. وكم كم كتبنا عن المادة 67 من قانون 2010 وناشدنا وزير العدل التدخل ولم يبق لنا الا ان نناشد رئيس الجمهورية ليتدخل لإلغاء هذه المادة المعيبة في رأينا ورأي الكثيرين. لكني اليوم مضطر للكتابة بعد العيد على عكس العادة ففي كل عيد كنا ننتهز الفرصة لنقول للمرور أحسنت بالتفويج الذي يحفظ أرواح خلق الله، غير أننا هذه المرة لا نستطيع ان نقول ذلك في ظل مجزرة القطينة 37 نفس بشرية في حادث مروري واحد؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم ارحمهم والزم أهلهم الصبر. هل يُسأل أحد؟ هل هناك لجان تحقيق؟ هؤلاء الشطار الذين لا يعرفون الا التحصيل ما دورهم اليوم؟! ألا تبطل مثل هذه الحوادث كل الحجج التي يقدمونها لوقوفهم في الطريق لتصيد المخالفات من عامة المواطنين؟ هذه الشرطة التي جمعت 18 مليار جنيه على الأقل في 5 سنوات. وذلك بإصدارها 6000000 إيصال في 5 سنوات هل سألها أحد أين صُرفت هذه الأموال وكم منها وُظف لسلامة الطريق؟؟؟ كيف ترتكز هذه النقاط كل 25 كلم وتترك الطريق خاليًا من المراقبة في المسافات ما بين النقطتين حتى المواتر التي كان الهدف منها مراقبة الطريق وُظفت لزيادة التحصيل والمطاردة. لا يمكن أن يقبل عاقل بهذا الدور لشرطة المرور فقط تصيد المخالفات والتسويات الفورية على المنتجين والسلامة المرورية في ذيل قائمة أولوياتها. قطعًا هي ليست المسئول الوحيد عن سلامة المسافرين، فوزارة الطرق والجسور عليها عدة واجبات من توسعة ولوحات إرشادية. عندما نقسو على إدارة المرور نريدها أن تتطور وتطور السلامة المرورية وان لا تقف في محطة ادفع ادفع وملء الشنط بأموال الغلابى غير المباركة. أليس في القوم رجل رشيد ويساوينا بأقل دول العالم تخلفًا في النظم المرورية. لأكون منصفًا المرور داخل العاصمة غاية الروعة ولكن ما ان تخرج من العاصمة إلا وينقلب الأمر لشيء آخر لا أستطيع ان أقول الكلمة التي قفزت في ذهني الآن. رحم الله ضحايا الحادث، ولكن عددًا من اللجان يجب أن يُشكل وبسرعة وتصدر تقريرها في زمن لا يزيد على الأسبوع.

التيار

تعليق واحد

  1. ألاخ أحمد لك الشكر والتقدير لي تناولك قضية الإسبوع الزي كان حديث الشارع ويعتبر طريق االنيل الأبيض في الأعوام الحاليه أكثر الطرق لي التسبب الكوارث البشريه ونطلب من إدارة المرور في السودان العمل علي سلامة الإنسان

  2. هذه من الإبتلاءات التي إبتليت بها الأمة, مثل الأمراض التي إنتشرت حديتاً كالسرطان و الإيدز. جاء في الأثر : يكثر الهرج و المرج في آخر الزمان. و المقصود به كثرة القتل.
    لكن الناس في غفلة. نسأل الله العفو و العافية.

  3. ال 18 مليار جنيه التى ذكرتها و ( العهدة عليك ) كفيلة بأن تشيد كل طرق السودان بأعلى المواصفات العالمية لطرق المرور السريع … لكن مشت وين ؟؟ الله أعلم ..
    و برضو تقول لى فى القوم رجل رشيد ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..