رجوع حاج ماجد حافي حالق

رجوع حاج ماجد حافي حالق

أسامة أحمد خالد
[email protected]

خرج جحا ذات يوم من حفل جامع فلم يجد حذائه فأعتلى مرتفعاً واخذ يهدد بأعلى صوته: يا أيها السارق الوغد إن لم تعد لي حذائي في الحال سأفعل ما فعله أبي، فصعد إليه أحد الحاضرين وهمس في أذنه قائلاً: أنا أعرف كيف أعيد إليك حذائك لكن ليس قبل أن تخبرني ماذا فعل والدك؟ فرد عليه جحا هامساً: رجع البيت حافي القدمين.
العاصفة السياسية الهوجاء التي أثارها الوزير الهائج حاج ماجد سوار في فنجان تأشيرة دخوله إلى أمريكا لم تأت من خوائه السياسي والدبلوماسي فحسب بل استندت بدرجة ما على الجو العام والتوجه العارم الذي ظل كبار صناع السياسة الخارجية في أروقة النظام الحاكم يروجون له ويبشرون به. فمستشار رئيس الجمهورية للشئون الخارجية الذي ظل يسعى جاهداً لإقناع النظام بتبني أطروحته الأكاديمية (مبدأ المعاملة بالمثل في الدبلوماسية: العلاقات السودانية ? الأمريكية نموذجاً) يبدو أنه نجح إلى حد كبير في مسعاه فما توجيه الرئيس الصادر لنائبه ومساعده ووزير خارجيته بعدم مقابلة المبعوث الأمريكي ليمان إلا ثمرة من ثمار تبني هذه الأطروحة المدهشة.
بنفس الطريقة البدائية التي لم تراعي اتخاذ التدابير اللازمة للحصول على إذن عبور لطائرة الرئيس البشير للأجواء التركمانستانية في رحلته الأخيرة إلى الصين مما أضطرها للرجوع إلى طهران بعد أن كانت على غاب قوسين أو أدنى من دخول الأجواء التركمانستانية، قال مصدر بالخارجية إن وزير الشباب والرياضة لم يراعي اشتراطات طلب تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية فتقدم بطلبه قبل أسبوع واحد فقط من موعد المؤتمر بدلاً عن أسبوعين ثم جاء ليثير هذه الزوبعة الإعلا- سياسية لدرجة المطالبة باستدعاء القائم بالأعمال الأمريكي وإعمال مبدأ المعاملة بالمثل (إن كان كلا الروايتين صحيح).
فمسارعة الوزير حاج ماجد لأجهزة الإعلام ومطالبته لوزارة الخارجية للقيام باستدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم واستفساره عن خطوة عدم منحة تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بجانب مطالبته بمعاملة المسئولين الأمريكيين بالمثل وتهديده بمخاطبة الأمم المتحدة بهذا الشأن ما كان لها أن تأتي بهذه الكيفية الصارخة لولا الانفلات الدبلوماسي الذي ولد الإحساس لدى بعض المسئولين بأن الدولة تتجه بكلياتها لهذا المنحى الشيء الذي يشجعهم لنيل قصب السبق في هذا المضمار، ولقد شهدنا كيف شجعت مثل هذه الأجواء في السابق أم ضريوة لتحذير أمريكا للمرة الأخيرة.
ففي الوقت الذي تزن فيه الدول الحديث حول المسائل التي تمس العلاقات الخارجية والدولية بميزان الذهب فإن الأمر لدينا جد مختلف، حيث يعمد المسئولون إلى مهاجمة ما يسمى بدول الاستكبار ليس فقط تقرباً وطاعة لله ولكن أيضاً حفظاً لبضاعة السلطة والجاه فهذا مم يحسب في حسن البلاء الذي يرجح الموازين لدى توزيع الثروة والسلطة بين أفراد التنظيم لذا فإنه ليس بمستغرب أن يخوض كل من هب ودب وأن يفتئت كل هباب ودباب لتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل ولو بوضع السيف في موضع الندى. ولما كان مسئول التعبئة بالتنظيم على رأس الوعول التي أدمت قرونها مناطحة الصخر الأمريكي منذ أن كان يافعاً يردد (الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا…وأمريكا قد دنا عذابها) وكل هذه الأدبيات العنترية التي ما قتلت ذبابة بل ألبت علينا الدنيا والعالمين ولم نجن منها سوى الصغار والانحناء للضغوط التي انتهت بنا إلى انفصال الجنوب وتمليك الاستخبارات الأمريكية كل ما تريده من معلومات وامتلاك الولايات المتحدة الأمريكية أكبر سفارة في المنطقة والله وحده يعلم إلى مساق ستسوقنا في نهاية المطاف، فقد أراد الوزير أن يكون أيضاً سباقاً أيضاً في حقبة التعامل بالمثل في مفتتح الجمهورية الثانية حتى لا يسبق عليه القول فيفوته حسن البلاء ويصيبه الابتلاء.
فإن كان جحا الأب قد هاج وماج وطلق وفلق لدى صدور قرار دخول القوات الأممية إلى السودان ثم أضطر للرجوع حافياً لبيت الطاعة الدولي فإن جحا الإبن سيرجع ليس فقط حافياً بل حافي حالق جزاءً وفاقاً لكسب يده بعدم مراعاته شروط طلب التأشيرة وكسب لسانه لخرق البروتكول والإسراع إلى أجهزة الإعلام وبالطبع لن يكون رجوعه بالطريق الشاقيه الترام ولكن دغري بالدرب المشوبوه كباره.
قفلة:
من حكايات كليلة ودمنة أن امرأة عزمت على التخلص من رجل فأتت بقصبة وملأتها بالسم ثم انتظرته حتى نام فوضعت طرف القصبة في أنفه ووضعت الطرف الآخر في فمها، ولما همت بنفخ السم عاجلتها عطسة من أنف الرجل فأرتد السم في حلقها فماتت…وهكذا حال سوارنا الذي حاول إحراج أمريكا فلم يحرج سوى نفسه وحكومته.

تعليق واحد

  1. يا جماعه الخير المشكله ما الوزير ده براهو …. مش وراهو كمان جوقة مستشارين و حواريين و وكيل وزارة و كمان عصابة ما يسموا باتحاد شباب المرتزقه و على راسهم المدعو بله يوسف هذا….و يقومو يعملوا ليهم جلطة عويره زى دى ما حصلت !!!!! و كمان طوّالى هجوم على امريكا دا مرض متاصل فى الجماعه……….
    الغريبه لو فى اى واحد جاتـو دعوة رسمية لاى مؤتمر…. اوراق الدعوة و موافقة الوزارة المعنية و كل ما يفيد من اغراض المؤتمر و اسباب المشاركه وشروطها لازم تمشى للموافقه و التصديق عبر وزارة الخارجية الى مجلس الوزراء حسب العرف و الاجراات المعمول بها و لا يجوز لاى مسؤول تخطى مجلس الوزراء او الخارجية لاى سبب …….و حتى لا يجوز لاى جهة حكومية الاتصال باى سفارة الا بواسطة وزارة الخارجيه …..
    إذن كيف سمحت وزارة الشباب و الرياضة او الوزير فيها الاتصال بالسفارة الامريكية–كمان!!— بدون الرجوع للخارجية ؟؟؟ دى دايره تحرى و تحقيق و مسالة !!

  2. سؤال و جواب :
    أين تقع أكبر سفارة أمريكية في أفريقيا ؟
    في السودان الذي يحكمه الكيزان أصحاب شعار أمريكا قد دنا عذابها
    أين تقع أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج أراضيها ؟
    في بلد صديق جدا للكيزان و فيه أكبر قناة كيزانية لكنها لا تقول بغم في هذا الأمر .
    أين يتعلم أبناء الكيزان و من أين يحرصون على نيل الشهادات ؟
    بنات و أبناء الكيزان يحجون لباد العم سام لنيل الشهادات و التبريكات و البزنس و اللغف .
    من هو المقصود بالخديعة و الغش حين الهتاف و تلاوة الآيات : لن ترضى عنك اليهود و النصارى … ؟
    طبعا المقصود بالغش هو الشعب المسكين الذي يحسبه الكيزان على بياته .
    هل في رأيك أن الشعب بدأ يدرك الخديعة ؟
    الشعب مما عرف أن الكيزان في الصف الأول و الثاني حريصين على الجنسية الأمريكية التي يحملونها كتعويذة و يجلونها أكثر من الجنسية السودانية ، مما عرف ذلك كشف اللعبة و يضحك على العمبلوك و الماسورة الذي يكتب صباح مساء في جريدة الغفلة أن الأمر أمر شريعة و في المساء يحسب أرباحه من الشركات متعددة الجنسيات و يوزع لياليه بين الزوجات المصونات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..