
بفضل اللهِ ، وإذْن الكورونا ، شرَعْتُ في كتابة كتاب باللُغة النُوبِيَّة – بأحرف عربية – ، وذلك حتى لا يفهمه أحد ، ولا يكون لهُ من دُونِ اللهِ كاشِفة ..
في نِيَّتِي أن أُخَصِّص ورقات لوَكْد الدرس والمثاقفة حول الأستاذ , محمود محمد طه .. أمَّا إذا كانَ بحق , كما هُوَ شائع , مُفَكِّراً .. أم أنَّهُ , في أفضل أحوالِه , لم يَعْدُ كَوْنَه مُبَشِّرِاً ..والمبدأ هُوَ , أنَّ الطريق إلى الأصالة الفكرية يتَّخذ مسارين,, الالمام بما تَمَّ التفكير فيه والبناء على ما هُوَ مُنْجَز .. أو طرح المُنْجَز جانباً وشق طريق جديد نحو الفرادة ..
إكهارت بنى منظومته الفكرية باستمداد أدواته ومواده الخام من المثلوجيا المسيحية ..لكن نفس هذه المواد والنتائج الفكرية النهائية موجودة في البوذية ..الفرق بينهما هو خُلُو البوذية من المادة المثلوجية.. أتى شوبنهاور ووضعَ فلسفةً منيعة سمَّاها ,, العالَم إرادةً وتَمَثُّلاً ,, .. ولكن ولأنَّه كانَ بسيطاً وواضِحاً ونَقِيَّاً صريحاً ، أعلنَ أنَّه اكتشف أنَّ فلسفته تقوم على مبادئ مسبوقة ، وتعاليم في البوذية ،وقدامى الكلدانيين واليونانيين، والأنيباشيباد، والمسيحية ، وإكهارت ، وكانط ..
الأستاذ محمود قالَ بالقرآن المكي.. وأنَّه يعودُ فينسخ القرآن المدني .. وأنَّ هذا الأخير غير صالح وما ينبغي أن يصلح لإنسانية ما بعد القرن السابع ..وهذا جَيِّد وصحيح .. لكنَّهُ بوقوفه عند هذا الحد ، أضاعَ الخيط..وكانت يدُه امتدَّت في حذر الحيوان الذي يتحَسَّس جُحْره قبل أن يبرحه ..ولامست مكمن السِرِّ ، الخدعة في أن يدعي واحد من الناس أنَّ الله أوحى إليه .. وأنَّ الله بحاجةٍ إلى إرسال رُسُل ..ولكنَّهُ بدلاً من القبض على مكمن السر اكتفى بالبرودة التي سرت إلى عموده الفقري ، ثُمَّ إلى عُنُقِه..في تراجيديا مفجعة كانَ يمكن أن تكتبه في سِجِل الخالدين ، لولا أنَّه انكمش في خوف ، وجذب الغطاء فوق رأسه ،ولم يتبيَّن أنَّه قد عادَ إلى النوم في ذات السرير المنسوج بالخرافة والأوهام والأساطير.. وهكذا تردَّى من مرتبة المُفَكِّر إلى درجة المُبَشِّر .. فلو لم يُضِع الخيط ، وتقَدَّمَ خطوة أُخْرَى لتبيَّن لهُ أنَّ تعاليم القرآن المكي ما هي إلا توليفة من البوذية ، والأنيباشيباد ، والزرادشتية ، والمسيحية ، وديانات الكلدانيين واليونانيين القُدماء.. لو فعلَ ذلك لكان مدعاة للارتقاء به إلى مصاف شوبنهاور ، فيلسوفاً ومفكراً ومُعَلِّماً ومُرَبِّياً.. ولكنَّهُ أخلدَ إلى الأرْض والتمسَ لنفسه لقب الإنسان الكامل ..أو المسيح المحمدي بدلاً من أن يمحو شخصيته ، ويُنْكِر ذاته شأنَ الفلاسفة الكبار ..وهذا ما يجعله , في نظري, قصير النظر ، ناقِصاً مهما اكتمل ..
إنَّ الفيلسوف الحق ، عبقري بعيد النظر ، لا يحفل بالأشياء القريبة ..لدرجة أنَّهُ يرنو ببصره إلى أحد النجوم فيقع في بئر ..ومن هنا جاءَ عدم مَيْل العبقري إلى الاجتماع بالناس ،لأنّهم يفكرون في الأشياء القريبة ، وهو يفكر فيما هو جوهري وأساسي وعام وخالِد.. والقاعدة هي أنَّ الإنسان بصفة عامة اجتماعي بنفس الدرجة التي يكون عليها عقلُه من الضعف.. ومحمود جمعَ لهُ حواريين ، وأنشأ حزباً سياسياً ، وادَّعى الكمال ..
“شُكْرِي”
شكري عبدالقيوم
[email protected]
والله يا ود عبد القيوم انت دا شويعي عدييييل .. هههههههه