مقالات سياسية

ضُيوف المؤتمر الوطني

ضُيوف المؤتمر الوطني

ليس هناك سوداني لا يريد للسُّودان الاستقرار والتطور، ولأهله الرفاهية والرفعة والوحدة وبناء الدولة القومية الديمقراطية، وكل شخص مُستعدٌ لأن يقدم إسهاماته لتحقيق هذا الهدف إن وجد الفُرصة، ولكن حكومة المؤتمر الوطني هي العقبة الوحيدة التي تقف أمام الجميع وتمنعهم من أن يعملوا معاً من أجل ذلك، فقد اتخذت كل السِّياسات التي تجعل السُّودان لا يتقدّم والشعب لا يتّحد، فعلت هذا لأنّ إمكاناتها لا تُؤهِّلها لحكم دولة قوية ديمقراطية، فالمؤتمر الوطني ليس عاجزاً عن حل مشاكل السُّودان، ولكنه لا يريد فيسعى إلى تغذيتها ودعمها لأنها تُساعده على البقاء في السُّلطة، فهو يقوى بضعف الشعب، وهو يعلم أنه إن كان عاجزاً فعلاً وطلب المُساعدة من الآخرين لما قصّر عنه أحدٌ، وبالفعل أعلن الكثيرون استعدادهم لمُساعدته والعمل معه وقدّموا له الأفكار والمُقترحات حتى قبل أن يطلبها؟ ولكنه لم يُبد حُسن النية أبداً، وحين نقول إنّه حزب ميئوس منه، ليس لأننا لا نرى فيه إلاّ الجانب المُظلم، بل لأنّه ليس به جانب مضئ وكل الذين تعاملوا معه وظنّوا فيه الخير خذلهم من أول وهلة، حتى الذين صبروا وقطعوا معه مشواراً طويلاً وصلوا إلى نفس النتيجة.

عندما كتبنا ضد الحوار المُسمّى وطني من بدايته، وقلنا إنه يعتبر أزمة جديدة للسودان وضياع زمن وإهداراً للمال العام، لأنّنا نعلم أنّ النتيجة ستكون خسارة، وحينما قلنا إنّ المُشاركين فيه يبحثون عن مصالح شخصية لم نكن نتّهمهم بُهتاناً، فهم فعلاً كذلك، لأنهم دخلوا الحوار مجموعات صغيرة التقت مصالحها الشخصية أكثر من القومية سواء كانت أحزاب (الفَكّة) أو حركات (الفَتّة)، هؤلاء لا يُمكنهم إحداث تغييرٍ، والدليل أنّهم حتى الآن لم يُحقِّقوا نتيجة إيجابية، وقد ظل المؤتمر الوطني يتعامل معهم وكأنّهم ضيوف، حتى في تشكيل الحكومة منحهم وزارات هامشية وعيّنهم بالبرلمان (تمومة جرتق)، وقد ظلُّوا يحتجون على التهميش والتجاهل منذ جلسات الحوار وحتى هذه اللحظة، بعض يُهدِّد بالمُغادرة وبعضهم ما زال يُفضِّل الاستمرار مع المؤتمر الوطني رغم الإهَانَات، وقد تَجَادلت يوماً مع أحدهم من أحزاب (الفَكّة)، قال لي: ما لا يدرك كله لا يترك كله، ورغم أنني قلت له إن مُشاركة المؤتمر الوطني التي تجعلك مُجرّد منظر من الأفضل تركها كلها، لكن رأي حزبه هو الاستمرار بما يوفر لهم.

الآن هناك صراعاتٌ داخل الأحزاب والحركات التي شاركت في الحوار بعد أن وصلت للنتيجة التي حذروا منها، الآن مضى شهران فقط على تشكيل الحكومة، وقد شعروا بمزيدٍ من الإحباط ومزيدٍ من الإهانة، لأنّ المؤتمر الوطني ما زال يتصرّف وكأنهم غير موجودين.. ولا أذيع سراً إن قلت إنّ الكثيرين منهم أصبحوا يبحثون عن مُخارجة تحفظ لهم ماء وجههم ولكن فات الأوان، فهم إن غادروا أو استمروا، النتيجة واحدة، ولكن من الأفضل لهم المُغادرة مُبكِّراً، فهي قد تنفعهم في الدفاع عن أنفسهم حين يأتي وقت الحساب، لا نقولوا لهم (هارد لك) لأنّ هذه تقال عند الهزيمة في المواقف الشريفة، أما هم فنقول لهم (تستاهلوا)، ونتمنى أن يكونوا عِظةً وعِبرةً لغيرهم، فمُشاركة المؤتمر الوطني ما هي إلاّ دعم له ليبقى في السُّلطة زمنا أطول، فالمُشاركة الحقيقية هي مُشاركة الشعب والوقوف معه ليقوى وينتزع حقوقه.
التيار

تعليق واحد

  1. كلام دغري واضح
    ياريت عثمان ميرغني وحيدر المكاشفي يقدروا يكتب كلام زي ده.
    ويقولوا ليك المرة كان فاس ما بتقطع الراس عجبي

  2. كلام دغري واضح
    ياريت عثمان ميرغني وحيدر المكاشفي يقدروا يكتب كلام زي ده.
    ويقولوا ليك المرة كان فاس ما بتقطع الراس عجبي

  3. كلام دغري واضح
    ياريت عثمان ميرغني وحيدر المكاشفي يقدروا يكتب كلام زي ده.
    ويقولوا ليك المرة كان فاس ما بتقطع الراس عجبي

  4. كلام دغري واضح
    ياريت عثمان ميرغني وحيدر المكاشفي يقدروا يكتب كلام زي ده.
    ويقولوا ليك المرة كان فاس ما بتقطع الراس عجبي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..