مقالات سياسية

آخر كلماتهم قبل الاعدامات : عبدالخالق محجوب .. الشفيع .. جوزيف قرنق

بكري الصائغ

في هدوء شديد وبلا اعلان مسبق او اهتمام من احد ، وتجاهل تام صدر من الاحزاب السياسية والمؤسسات الاعلامية والصحفية ، جاءت الذكرى الثالثة والخمسين علي إنقلاب ١٩/ يوليو ١٩٧١م الذي خلف أحداث مؤلمة ودامية ما زال السودان يعاني من آثارها حتي اليوم رغم مرور السنوات الطويلة ، مرت ذكرى الانقلاب مر الكرام وكانه ما كان هناك إنقلاب فقدنا فيه خيرة الرجال من مدنيين وعسكر. ان الذي يهمني في هذا المقال اليوم ونحن نجتر ذكريات تلك الأيام من يوليو ١٩٧١م تجديد ذكرى مواقف عبدالخالق محجوب .. الشفيع أحمد الشيخ .. جوزيف قرنق المحامي ، واخر كلماتهم قبل ان يفارقوا الدنيا وما فيها.

عبدالخالق محجوب :
١- في صباح نفس يوم الثلاثاء ٢٦ / يوليو ١٩٧١م تم إلقاء القبض على عبدالخالق محجوب في منطقة الهجرة بأمدرمان- تحديدآ في منزل عثمان حسين ، وقد تم الاعتقال بواسطة أحد المواطنين الذي أرشد عن مكان اختباء  عبد الخالق ، وكان عبدالخالق قد تنقل سرا على عدد من البيوت حتى التجأ أخيرا إلى هذا منزل عثمان حسين الذي عثر عليه فيه عند الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ٢٦/ يوليو ، تم تحويله فيما بعد بصورة مهينة وغير لائقة  لى مكاتب الأمن بالخرطوم تحت حراسة مشددة ، من ثم نقل فيما بعد إلى معسكر (المدرعات) بالشجرة حيث تمت محاكمته ميدانيا برئاسة العميد/ أحمد محمد الحسن وعضوية المقدم منير حمد آخرين من الضباط ، وقبل وصول عبدالخالق إلى المحكمة اقتيد إلى مكتب مجاور للقاعة حيث كان يجلس فيه النميري وبجواره خالد حسن عباس ، وتحدث النميري إلي عبدالخالق بحديث فج وسخيف للغاية ملئ بالسباب والشتائم المقذعة صدرت وهو في حالة سكر واضحة ، ترفع عبدالخالق عن الرد عليه ومجاراته في هذا السخف ، ثم اقتادوه بعدها بعنف إلى قاعة المحكمة العسكرية.

٢- عندما أرادوا الذهاب بعبد الخالق من المعتقل إلى قاعة المحكمة رفض الذهاب معهم بهيئته تلك وخاصة إنه كان مرتديا جلبابا متسخا وممزق ومرسل اللحية ، طلب منهم أن يحضروا له ملابس نظيفة ويسمح له بالحمام ثم يذهب معهم بعدها إلى المحكمة بهيئة تليق به كقائد سياسي ،  وبعد أن تأكدوا من إصراره الشديد على ذلك ورفضه الذهاب لقاعة المحكمة اضطروا الي إحضار حقيبة ملابس من منزله.

٣- أقسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى ، وأن لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية.

٤- سأل رئيس المحكمة : المتهم عبدالخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة؟!!، أجاب عبدالخالق محجوب :
“نعم  لي اعتراض لا يتعرض لشخصك  ولكن هذه المحاكمة سياسية ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب ، هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي ، ولي اعتراض على العضوين الآخرين الذين لا اعرفهم ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التأثير عليهما،  ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والأحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي”.

٥- أ ثناء محاكمة عبدالخالق محجوب في معسكر (الشجرة) يوم الثلاثاء ٢٦/ يوليو ١٩٧١م ، قام رئيس المحكمة العسكرية العقيد المصري الجنسية/ احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الي المتهم : (ماذا قدمت لشعبك ؟!!) ..أجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي .. بقدر ما استطعت) …شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الأولى من محاكمته ، أنه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الأولى من محاكمته التي خلت تماما من أبسط مبادئ العدالة.

٦- رفعت الجلسة لمدة نصف ساعة …وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية ، وبعد أقل من ثلاثة ساعات صدر الحكم بالاعدام ، وصادق النميري علي الحكم علي الفور وطلب سرعة التنفيذ.

٧- تم تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء ٢٨/ يوليو بسجن كوبر ، ذهب عبدالخالق إلى المشنقة مرفوع الرأس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي ، وأهدى ساعة يده إلى أحد العساكر كهدية منه ، وطلب من مدير السجن الذي أشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية إلى أسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده ، ولكن لم يتم توصيل (الدبلة) أو الوصية المكتوبة فقد صادرها احد ضباط جهاز الأمن -حسب شهادة إدارة سجن كوبر بعد ذلك- ، وقد أفاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بأن عبدالخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وكان أنيق الثياب ، لامع الحذاء ، متعطرا ، باسما كعريس -هكذا علق مأمور سجن كوبر حينها-.

٨- حيا عبدالخالق محجوب الشناق/ الخير مرسال وهو يعتلي سلم المشنقة باسما ، وبذلك انطوت صفحة أحد أفذاذ المناضلين السودانيين وأبرز قيادات الحركة الوطنية السودانية. ويمكن الرجوع إلى شهادة الأستاذ/ محمد أحمد المحجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) الذي قال فيه:
(باغتيال عبد الخالق محجوب انطوت صفحة من التسامح والسماحة في الحياة السياسية السودانية) … تم حرق شريط تسجيل المحاكمة والصور بيد جعفر نميري شخصيا بعد أن استلمها من عمر الحاج موسى حسب طلبه وأفاد عمر الحاج موسى بذلك فيما بعد).
المصدر أعلاه نقلا من كتاب (دفاع عبدالخالق محجوب أمام المحاكم العسكرية) – صادر عن دار”عزة للنشر والتوزيع”-.

ثانيآ : جوزيف قرنق المحامي :
١- كـان الـمحامي الشـيوعي جوزيف قرنق معروف وقتها بأنـه المحامي الذي لا يتقاضى اي مبالغ مالية جـزاء الاسـتشـارات القانونيـة او دفـاعـه امام المحاكم عـن الـمظلـومين ، كان مـعروف عـنه انه لا يخفي انتماءه للحزب الشيوعي وانه عـضـو عامل فعال فيـه ، ولا يـخفـي أيضـآ عـداءه الشـديد لكـل صـور الـقهـر والظلـم اللتين كانتا تـابع حـكم الأحـزاب الدينيـة ، عـنـد اعتقاله بعد فشـل انقلاب هاشـم العـطا كـان كل النـاس عـلي يـقـيـن تام ان جوزيف سـيخـرج من زنـزانات معسـكر ”الـشجرة” بـريئـآ معـافـي لانـه لـم يكـن وقـت الانـقلاب مـشـارك كما صورتها عنــه وسائل أعــلام النـميري ، وان جـوزيـف – حـسـب تصريحات النميري عنــه – سفـاح استغل أمـوال الحـزب الشيوعي تـجنيـد مجموعة من الجنوبيين بهدف إثارة الاضـطرابات والقلاقل فـي الخرطوم حـال فـشـل انقلاب هاشم العطا.

٢- عـندما تـم اعتقاله قـال لافراد اسرته واصدقاءه انه لن يـبقي طـويـلآ فـي الحـبس ، هناك في المعتقل الذي كان به هــاله ما شاهده من صنوف الـتـعـذيـب والضـرب الـمبـرح عـلي الـمعتقلـيـن الـذيـن شاركوا في الانقلاب ، ابــدي قـرنق وجهـة نظـره القانونيـة فـي الـ ممارسات الخاليـة من أبسـط انـواع الـمعاملات الانســانية ، وتجـاوزات الضـباط علانية فـي شـرق القوانيـن ، فنال هو الاخر صنوف من الضرب المبرح ب(قاشات) الجنود.

٣- مـاهـي الا ايـآم قليـلة من إعـتقـالــه الـتي وجد فيـها العذاب المؤلم ، حـتي وجــد نفســـه فجأة في قاعة محكمة عـسـكرية ، اعتقد جـوزيـف فـي بداية الامــر انهـا حجرة لـراحة الضـباط ، فـلـم يـكـن فيـها ما يـوحـي علي الاطـلاق وأنها محكمة ، فقـد خلت القاعة من المقاعد الأربعة فقط الأعـضـاء رئاسة المحكمة العسكرية ، ما كانت في القاعة حتي مقعد صـغـيـر يجلس عليها المتهـم !!…اكـثـر ما ضـايـق القضـاة العـسكرييـن ، ان قرنق راح يـقـارعهـم الـحجـــه بالحجج القانونيـة .. يفـند بالأدلـة القاطعة عـدم قانونيـة الـ محكمـة وبطلان الادعاءات ضـده.

٤- استمرت محاكمة جـوزيـه نحو (٤٤) دقـيـقـة صـدر بعـدها الـحكـم بالإعدام شنقا في سجن كــوبر ، تم ارسال قرار المحكمة الي النميري فصادق عليها سريعا بالموافقة ، وعندما علم جوزيف بالخبر ، علا صوته متسائلا في استغراب : “نميري ده جن ولا شنو؟!!”.

٥- تـم ارسـال جــوزيـف قـرنق بعـدها الـي سجن كـوبـر ، فـي فـجـر يـوم الاربـعـاء ٢٨/ يـوليـو ، تـم إيـقـاظـه بـواسـطـة ضـابط كـبيـر واخبره ان تنفيذ الحكم سيكون بعد لحظات ، بـكل بـراءة قـال جوزيف لـزمـلاءه في الزنزانة أنه سـيعـود إليهم قـريـبـا فقد كان واثقا ان الحكم سيلغي ، لكنه عرف في النهاية انـها الـ نهايـة عـندما اقتادوه الـي غـرفة الـمشنقة ، كـتب لاسـرتـه رســالة صـغـيـرة قـال فـيها (ارجــو ان تعــتـبروني احـد الـركاب فـي طـائـرة تحطمت) ، تــم دفــنـه في مكـان مجـهول وقتـها ، اكتشـف فيمـا بعـد بـمقابـر بالخرطوم بحري.

ثالثا : الشفيع احمد الشيخ :
١- مساء يوم الأحد ٢٥/ يوليو خرج الشفيع أحمد الشيخ من المكتبة في معسكر “الشجرة” حيث كانت هناك محاكمته ، فوجد جوزيف قرنق ودكتور/ مصطفى خوجلي جالسين على المكتب المخصص للتحقيقات في البرندة ، وقف بضع دقائق مع دكتور/ مصطفى وقال له بصوت واضح “تصور ان شاهد الاتهام ضدي هو معاوية ابراهيم سورج وسمعت انه سيحضر شاهد اتهام ضدك!!!…كانت شهادة معاوية كما ارادها نميري وزمرته تنصب على اثبات ان الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعي وبالتالي فانه يعرف التنظيم العسكري للحزب الشيوعي ومكان اخفاء اسلحة الحزب.

٢- بعد قليل تم استدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة وحوالي الساعة العاشرة الا ربعا خرج من المحكمة وجلس على كرسي أمام البرندة ، حضر أبو القاسم محمد ابراهيم وهو في حالة هياج وقف أمام دكتور مصطفى وسأله “اين مكان عبدالخالق ، لاننا علمنا انه شوهد معك مساء الثلاثاء الماضي؟!!”، نفى الدكتور/ مصطفى تماما مكان عبدالخالق ، هدده ابوالقاسم بقوله “أمامك عشرة دقائق لتخبرنا بمكانه”، ثم اتجه نحو جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال ، نفى جوزيف علمه بمكان عبدالخالق ، هدده أبو القاسم بقوله أمامك خمسة دقايق لتخبرنا بمكانه ، تفاصيل ما حدث بعد ذلك بنشر في مقال للاستاذة/ فاطمة احمد ابراهيم ، أن الشفيع ظل طيلة احاديثه مع الضباط كان يكرر :
“نحن لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه وقفنا مع التقدم ومصالح الناس واذا رحنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع آلاف الناس”.

٣- إنتهت محاكمة الشهيد يوم الإثنين ٢٦/  يوليو وساقوه بعدها الى سجن كوبر ، وفي مساء ذلك اليوم أعدم شنقا.
٤-  تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم ، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته ، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش ، وهي في الإقامة القسرية ، يوم ٢٦/ يوليو  ووجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:
كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره ، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وشعبهم . لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة ، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته. وفي تجريد الشفيع من “وسام النيلين” منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه ، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة. يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي ، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه ، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية. يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً ، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني.

قصاصة قديمة من صحيفة سودانية:
فيما تخص محاكمة الرائد فاروق حمد الله ، فقد حاكمه العميد/ أحمد عبدالحليم ، رغم صداقته لفاروق ، وكان قد أبعد من الجيش معه ، فى أواسط الستينات فى حادثة حجز وزير الدفاع والقائد العام ، فى مدينة جوبا ، وأعيد للخدمة فى صبيحة يوم ٢٥/ مايو. فخف لإنجاز ما كلف به على عجل ، دون إعتذار أو إبداء أي تحفظ بل وامعاناً فى الاستفزاز كان يرتدي بيجامه الجيش المصري التي تحمل رتبة العميد!.

ويشير العقيد حقوقي (م)/ عبدالمنعم أنه ، عندما التقى المقدم/ فاروق حمدالله وبعد أن قرأ عليه حكم الاعدام الصادر بحقه ، قال له فاروق “يا عبدالمنعم لا وصية خاصة ، ولكن يا عبدالمنعم اذهب اليهم وقابلهم وقل لهم أنا الذي جمعتهم وأنا الذي صنعت بهم مايو”، ويواصل العقيد/ عبدالمنعم إفادته ذاكراً بأن فاروقاً وأثناء تقدمه بثبات نحو الدروة ، ظل ينادي بصوت عال الضابط محمد إبراهيم قائلاً له “تعال يا محمد وشوف كيف يموت فاروق حمد الله وأخبر أصحابك!”، ويضيف شاهد العيان بأنه لم يشاهد ذاك الضابط قط ، إلا في لحظة خاطفة عندما كان فاروق ينادي عليه وهو يتوارى خلف العربات ، علماً بأن الضابط محمد إبراهيم الذي كانت له مواقف غريبة الأطوار تجاه كل المتهمين في إنقلاب ١٩/ يوليو وشهد عليه الكثيرون بتلك المواقف المعادية قد شوهد وهو يجهز بمسدسه على الرائد فاروق حمد الله.

واخيرا : اتوجه بكل آيات الشكر الي العديد من المواقع الالكترونية التي اقتبست منها كثير من المعلومات ، ولا يبقي الا ان نسأل : هل حقآ هذا ما عندنا من معلومات عن الشهداء؟!!… ام هناك الكثير المثير الذي لم يظهر بعد؟!!..لماذا سكتوا رفقاء السلاح القدامى الذين عاصروا هذه الأحداث عن كشف ما عندهم من أسرار ووثائق؟!!… ثلاثة وخمسين عام مرت علي انقلاب ١٩/ يوليو وما بعدها من أحداث دامية وما زالت كثير من خفاياها واسرارها مجهولة يكتنفها الغموض والإبهام.

اللهم نسألك ان تشملهم برحمتك وتضعهم في المكان المحمود الذي وعدت به الصديقين والشهداء … انك سميع مجيب الدعاء.

مرفقات :
١- تهريب عبدالخالق محجوب وانقلاب هاشم العطا
اعترافات عثمان الكودة لعادل سيد احمد

٢- يوليويات:
شهادة الأستاذة/ نعمات أحمد مالك زوجة الأستاذ/ عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي
https://www.youtube.com/watch?v=KQK5WIe8A_s
٣- محاكمة عبدالخالق محجوب زعيم الحزب الشيوعى.
https://www.youtube.com/watch?v=JDwAiiJZKrs

 

[email protected]

‫17 تعليقات

  1. عن الصحفية المصرية/ مريم روبين:
     ماذا كتب الراحل/ كمال الجزولي في “روزمانة” يوم ١٠/ نوفمبر ٢٠١٠م، ونشرتها صحيفة “الراكوبة” عن الصحفية المصرية (مريم روبين)، الصحيفة الوحيدة التي سمح لها النميري بالدخول لمعسكر “الشجرة” وسجلت وقائع كل ما دار في المعسكر خلال الفترة من يوم ٢٢/ يوليو وحتى ٢٨/ يوليو ١٩٧١؟!!
     
     مريم روبين:
     بوجودها الغامض قرب النميري، أيَّام مجازر يوليو 1971م، ارتسمت مريم روبين، في أذهاننا، كامرأة مريبة من عجين المخابرات الشَّرقأوسطيَّة، تتآمر، ببطاقة صحفيَّة، على بلادنا وشعبنا، وتخوض في دماء شهدائنا، بنعومة فظة، والتواء خطير، فكرهناها! لكن عندما استنطقتها الأستاذة رفيدة ياسين، أخيراً، بعد صمت دام أربعين عاماً، في حوار جيِّد أجرته معها من القاهرة لصحيفة (السوداني) في 24/10/2010م، استطاعت هذه الصَّحفيَّة المصريَّة المخضرمة أن تهزَّ تلك الصُّورة القديمة شيئاً!

    ومن بين كلِّ هذا الحوار المطوَّل استوقفتني، بوجه خاص، ثلاث وقائع:
    أولاها تتصل بغضبة النميري المُضريَّة عندما عرضوا عليه، لأغراض التصديق، أوراق حكم كانت أصدرته، يومها، إحدى (محاكمه) العسكريَّة، على أحد رموز حركة 19 يوليو، بالسِّجن 15 عاماً، “.. فألقى بالأوراق أرضاً أمامنا، وأصر أن تكون كل الأحكام بالإعدام”!

    وتواصل مريم روايتها قائلة إنها سمعت، لاحقاً، من الضابط رئيس تلك المحكمة، أنه، لمَّا أعاد إليه النميري حكم السِّجن الذي أصدره، مصرَّاً على الإعدام، رفض الاستجابة، وقدَّم استقالته! وتضيف مريم: “إحترمته؛ ولمَّا رأيته في الفندق بعدها حيَّيته، وتناقشنا في الأمر .. لا أذكر، الآن، من هو تحديداً، لكنه معروف في السودان”.

    إستوقفتني هذه الرواية لأنني كنت وقفت، في وقت ما، على جوانب من تفاصيلها. فمن ناحية كان قد قدِّر لي أن استمع إلى المقدَّم (م) تاج السِّر المقبول، وهو الضابط الذي أشارت إليه مريم، يروي نفس هذه الحكاية لهدى، إبنة الشَّهيد المقدَّم بابكر النور، وهو الرمز الذي حاكمه المقبول بالسِّجن، بينما أصرَّ النميري على إعدامه، وكان ذلك حوالي 1985م ـ 1986م، في بيت صديقي المؤرِّخ العسكري الرَّاحل عصمت زلفو. ومن ناحية أخرى كنت قد استمعت إلى ظروف وملابسات تلك المحاكمة من صديقي عبد العظيم سرور، أركان حرب حركة يوليو، قبل ذلك بنحو من عشر سنوات. كنا ضمن مجموعة سجناء سياسيين بسجن كوبر، من بينهم العم المرحوم عبد الرحيم محمد خير شنان/ وصديقي المرحوم عبد العظيم حسنين، بالإضافة إلى أصدقاء أحياء من ضباط يوليو، أطال الله أعمارهم ومتعهم بالصحَّة، من بينهم عثمان عبد القادر، وود الحسين، وصلاح بشير. وقد روى لنا سرور الذي يقيم،الآن، بكندا، كيف جرت مساومته، أيَّام المحاكمات، من جانب الرَّائد مامون عوض ابو زيد، مسئول أمن النظام وقتها، كي يؤمِّن له إطلاق سراحه مقابل أن يشهد بأن المقدم صلاح عبد العال مبروك التحق بالحركة بعد نجاحها. لكن سرور لم يستجب للمساومة عملاً بآخر وصايا الشَّهيد المقدَّم محجوب طلقة للضباط المقبوض عليهم، وهو في طريقه إلى ساحة الإعدام، بألا يأتي أحد منهم على ذكر أحد، أو يدلي بأيَّة معلومة مهما كانت قليلة الأهميَّة. وربَّما تفسِّر هذه الواقعة لماذا تكاد حركة 19 يوليو تكون الوحيدة في تاريخ الانقلابات التي لم تنجح، ولكن قادتها مضوا إلى (الدّروة)، وغرف المشانق، وزنازين السُّجون، دون أن ينبس أحدهم بحرف واحد من أسرارها، أو اسم أيٍّ مِمَّن لم يُقبض عليه من رجالها!

    الشاهد أنه، ولمَّا كان مامون يرغب في إقناع النميري بأن صلاحاً قد شارك في الحركة، فقد اقترح عليه، إزاء رفض المقبول الحكم على بابكر بالإعدام، أن يعيد تشكيل المحكمة لتكون برئاسة صلاح، كنوع من الاختبار له! وقد كان، حيث جرت الأمور على النحو المعروف، وانتهت بإعدام بابكر! ويمكن لمن شاء استفاضة حول هذه المسألة أن يلتمسها ضمن كتاب د. حسن الجزولي (عنف البادية).

    أما الواقعة الثانية فتتصل برد فعل مريم التلقائي إزاء هيجان النميري، وإصراره على أن تكون جميع الأحكام بالإعدام، حيث “تدخَّلت، دون أن أشعر، وقلت له: يا سيادة الرئيس كله إعدام .. كله إعدام؟! فنظر إليَّ وقال لأحد عساكره: خذها لتريها لماذا أنا مصرٌّ على الإعدام! إرتبكت، وتملكني الخوف، لكنني لا أعرف لماذا قلت ذلك! وبالفعل أخذني الرَّجل إلى قصر الضيافة الذي كان الشيوعيون يعتقلون فيه ضباط نميري. عمري ما حانسى هذا المنظر، كان الجو ساخناً وكنت أرتدي صندلاً ، فتصورت أنني أسير على طين، كانت الأرض مثل حقل مليء بالمياه ورجلي تغرس فيه، وثمَّة سرير كبير يتسع لأربعة أفراد، وآخر لاثنين أو ثلاثة، وقطر المرتبة بعرض السرير أسود، والدَّم نازل ناشف للأسفل، وكان النميري قال لي إن الذين أصدر بحقهم حكم الإعدام هم الذين قتلوا هؤلاء بهذه الطريقة البشعة .. كان منظر الدَّم مثل الكبدة، والموكيت في الغرفة امتصَّ هذا الدَّم وأصبح شيئاً صعباً للغاية”!

    رغم ذلك كله لم تقل مريم إن ذلك المنظر كان كافياً وحده لإقناعها بعدالة تلك الأحكام، بل قالت بلباقة: “تأثرت جدَّاً، لكن ما اقتنعت به هو أن تدخُّلي كان خاطئاً لأنني مجرَّد صحفيَّة مهمتي تغطية الحدث إعلاميَّاً”! مع ذلك لا يصعب استنتاج رأيها في تلك الإعدامات من قولها إن “النميري كان كالأسد الجريح، والمحكمة كانت انتقاميَّة .. نميري كان .. فاقداً للتوازن من هول ما جرى”!

    وأما الواقعة الثالثة التي استوقفتني في رواية مريم لذكرياتها فتتصل بإعدام الشَّهيد الشَّفيع أحمد الشيخ، حيث قالت: “الشَّفيع قصة تانية خالص، رأيته من (ضهره) وسألت .. فقالوا لي هذا هو الشَّفيع .. طويل وعريض ويرتدي عمَّة وجلابيَّة. كان واقفاً في الخارج وراء شجرة ينتظر مصيره الذي كان مجهولاً .. وسمعت النميري يتحدث في الهاتف .. ويقول: يا فندم أنا ما أقدر أرفض لك طلب، لكن الحكم اتنفذ وقضي الأمر .. وواصل النميري المكالمة: ياريت، لكن الموضوع انتهى! وبعد أن أنهى المكالمة سألني: عارفة مين اللي بيكلمني؟! وأردف: إنه الرئيس أنور السَّادات بيطلب ألا يُعدم الشَّفيع، وقلت له قضي الأمر .. فتدخلت قائلة: لكن الشَّفيع ما زال في الخارج لم يُعدم بعد! غير أن النميري لم يستجب لطلب السَّادات، وأكد له قائلاً: يشهد الله أنه تمَّ إعدامه! وقال السَّادات للنميري إن القيادة السُّوفيتية اتصلت به، وطلبت منه أن يتصل بالنميري لإيقاف إعدام الشَّفيع، لكن مثلما سمعتم الآن أكدت له أن تنفيذ الإعدام تم منذ دقائق! لقد أصرَّ النميري أن يعدم الشَّفيع رغم كلِّ هذه الضغوط”.
    و .. لا تعليق!

  2. استاذنا الغالي بكري الصايغ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اشكرك على كل ما كتبت في الموضوع والله يديك العافيه

    سوال
    قلت ان الشهيد. عبدالخالق محجوب قبض قي منزل عثمان حسين. هل هو الفنان المعروف. ام تشابه أسماء

    الاحظ ان أسرة الشهيد عبدالخالق الإفصاح عن من بلغ عليه
    وهذا من حق الشعب السوداني ان يعرفه حتى يكون في قايمة العار وهي كبيره

    لك تحياتي.

      1. الحبوب، ابو شنب،
         ألف مرحبا بالطلة السعيدة، اما بخصوص تعقيبك علي الحبوب/ أبوقرجة بخصوص شخصية عثمان حسين الذي أخفي عبدالخالق في منزله، فمازال شخصية مبهمة حتي اليوم، لا نعرف عنه الا معلومة أنه من كان وراء حماية عبدالخالق في منزله، بل حتي السيدة/ نعمات مالك في لقاءتها الصحفية الكثيرة ما ذكرت أي معلومة عنه لا من قريب او بعيد، ولكن – الشيء المعقول منطقيا – انه بالطبع لم يسلم من الاعتقال والتعذيب بعد كشف مكان عبدالخالق. 

    1. الحبوب، أبوقرجة.
      مساكم الله بالعافية والافراح، وسعدت بحضورك أول المعلقين.
      بخصوص سؤالك:
      (الشهيد. عبدالخالق محجوب قبض في منزل عثمان حسين. هل هو الفنان المعروف. أم تشابه أسماء؟!!.).
      يا حبيب،
      الفنان الراحل/ عثمان حسين – بحسب علمي- لم يشارك لا من قريب او بعيد بالسياسة، وعثمان حسين الذي كان عبدالخالق مختبئ ليس هو عثمان الفنان، والغريب في الأمر أنه حتي اليوم ورغم مرور (٥٣) علي الأحداث لا أحد يعرف شيء عن مصير عثمان حسين الذي كان عبد الخالق مختبئ في منزله!!

      اما بخصوص السؤال الثاني:
      (الاحظ ان أسرة الشهيد عبدالخالق الإفصاح عن من بلغ عليه وهذا من حق الشعب السوداني ان يعرفه حتى يكون في قائمة العار وهي كبيره.).

      يا حبيب،
      سبق أن علقت السيدة/ نعمات مالك عندما سالها محرر “الاهرام اليوم” :
      هل احمد سليمان هو الذى وشى بعبد الخالق محجوب لسلطة نميري الاشارة هنا للوشاية التي منها قبض على عبد الخالق واعدم بمحاكمة صورية?!!
      اجابت السيدة نعمات مالك أرملة عبد الخالق قائلة:
      لا.. صاحب الوشاية هو شخص من خارج اسرة عبد الخالق توفى الان ..وسوف اوضح كل الاشياء في مذكراتي المرتقبة , واحمد سليمان اصلا لم يكن يعرف مكان عبد الخالق.
      وفي اغرب سؤال من نوعه سالها المحرر الاستاذ عادل عبده قائلا:
      هل تعتقدين بان احمد سليمان كان سوف يبلغ عن مكان عبد الخالق لو كانت لديه معلومة؟!!
      أجابت السيدة نعمات قائلة:
      لا احبذ الاجابة الافتراضية في الاشياء الاخلاقية والحساسة وفي الذهن رايي السالب في احمد سليمان.
      وحتي اليوم ورغم مرور ثلاثة وخمسين عام علي إعدام عبدالخالق، فما زالت السيدة/ نعمات ترفض الافصاح عن من وشي بزوجها الراحل/ عبد الخالق.

      ولكن هناك روايات كثيرة- غير مؤكدة- ان من وشي عبدالخالق يقيم في نفس الحي الذي كان عبدالخالق يختبئ فيه، وأن اغلب سكان الحي يعرفون تمام المعرفة الشخص الواشي.

  3. الحبوب، أبوقرجة.
    مساكم الله بالعافية والافراح، وسعدت بحضورك أول المعلقين.
    بخصوص سؤالك:
    (الشهيد. عبدالخالق محجوب قبض في منزل عثمان حسين. هل هو الفنان المعروف. أم تشابه أسماء؟!!.).
    يا حبيب،
    الفنان الراحل/ عثمان حسين – بحسب علمي- لم يشارك لا من قريب او بعيد بالسياسة، وعثمان حسين الذي كان عبدالخالق مختبئ ليس هو عثمان الفنان، والغريب في الأمر أنه حتي اليوم ورغم مرور (٥٣) علي الأحداث لا أحد يعرف شيء عن مصير عثمان حسين الذي كان عبد الخالق مختبئ في منزله!!

    اما بخصوص السؤال الثاني:
    (الاحظ ان أسرة الشهيد عبدالخالق الإفصاح عن من بلغ عليه وهذا من حق الشعب السوداني ان يعرفه حتى يكون في قائمة العار وهي كبيره.).
    يا حبيب،
    سبق أن علقت السيدة/ نعمات مالك عندما سالها محرر “الاهرام اليوم” :
    هل احمد سليمان هو الذى وشى بعبد الخالق محجوب لسلطة نميري الاشارة هنا للوشاية التي منها قبض على عبد الخالق واعدم بمحاكمة صورية?!!
    اجابت السيدة نعمات مالك أرملة عبد الخالق قائلة:
    لا.. صاحب الوشاية هو شخص من خارج اسرة عبد الخالق توفى الان ..وسوف اوضح كل الاشياء في مذكراتي المرتقبة , واحمد سليمان اصلا لم يكن يعرف مكان عبد الخالق.
    وفي اغرب سؤال من نوعه سالها المحرر الاستاذ عادل عبده قائلا:
    هل تعتقدين بان احمد سليمان كان سوف يبلغ عن مكان عبد الخالق لو كانت لديه معلومة؟!!
    أجابت السيدة نعمات قائلة:
    لا احبذ الاجابة الافتراضية في الاشياء الاخلاقية والحساسة وفي الذهن رايي السالب في احمد سليمان.
    وحتي اليوم ورغم مرور ثلاثة وخمسين عام علي إعدام عبدالخالق، فما زالت السيدة/ نعمات ترفض الافصاح عن من وشي بزوجها الراحل/ عبد الخالق.

    ولكن هناك روايات كثيرة- غير مؤكدة- ان من وشي عبدالخالق يقيم في نفس الحي الذي كان عبدالخالق يختبئ فيه، وأن اغلب سكان الحي يعرفون تمام المعرفة الشخص الواشي.

  4. – اشرطة فيديو وثقت أحداث ١٩/ يوليو
     بلسان من عاصروا أحداثها لحظة بلحظة –
     ١-
     يوليويات:
     شهادة أفراد من أسرتي/ أحمد جبارة وأحمد الحاردلو
     حول مكان وزمان تواجدهم عصر ٢٢/ يوليو ١٩٧١م.
     https://www.youtube.com/watch?v=e3-Gt3JJn90
     ٢-
     يوليويات:
     شهادة د/ عبدالسلام صالح عيسى عن  
     الشهيد/ بابكر النور – الجزء الأول
     https://www.youtube.com/watch?v=wb7FRFZKq80
     ٣-
     يوليويات:
     شهادة د/ عبدالسلام صالح عيسى عن
     الشهيد بابكر النور – الجزء الثاني-
     https://www.youtube.com/watch?v=PdYpVNelmO8
     ٤-
     يوليويات:
     شهادة اللواء معاش/ محمد أحمد الريح (ود الريح)
    عن بعض وقائع جسيمة في حقبة مايو وما تلاها
     https://www.youtube.com/watch?v=LXDIAPZ6fDo
     ٥-
     بابكر النور في مقابلة تلفزيونية
     https://www.youtube.com/watch?v=NcF4uZvAjyo
     ٦-
     يوليويات:
     شهادة أ. خنساء عمر صالح سوار الدهب عن بابكر النور
     https://www.youtube.com/watch?v=lew7ryAbMXU
     ٧-
     يوليويات:
    إفادة الأستاذة/ سعاد إبراهيم أحمد عن دور
    الحزب الشيوعي في تحرُّك 19/ يوليو 1971
    https://www.youtube.com/watch?v=Y6SrsCQee6U  
     ٨-
      تهريب عبد الخالق محجوب وانقلاب هاشم العطا
     اعترافات عثمان الكودة لعادل سيد احمد
     https://www.youtube.com/watch?v=UipgNh4rugI
     ٩-
     يوليويات:
     إفادة اللواء (م)/ عبد القادر أحمد محمد (جِني) عن
     ١٩/ يوليو ١٩٧١وعودة نميري في ٢٢/ يوليو ١٩٧١
    https://www.youtube.com/watch?v=MoHmx3jkg0s
     ١٠-
     يوليويات:
    إفادة العريف/ عثمان محمد عبد القادر عن دوره
    في تهريب عبد الخالق محجوب مساء ٢٩/ يونيو ١٩٧١م
     https://www.youtube.com/watch?v=kqmNKVW8V0E

  5. أستغرب جدا من تمجيد الانقلابين والقتلة والتاريخ حاضر بيننا والشهود احياء
    غضبة النميرى ورفاقه كانت متوقعه بعد الاهانات التى وجدها من الانقلابيين رفقاء الامس والفعل الجبان من اعدام المعتقلين العزل وبدم بارد فى قصر الضيافة ولم يتعاطف مع الشيوعيين احد لأفعالهم الخسيسة فى التآمر لضرب العزل فى الجزيرة ابا وودنوباوى وهى نسخة كربونية من افعال الكيزان الخسيسة وكانما يقرا الانقلابيون من كتاب واحد عنوانه الجبن والغدر والخيانة
    أحياء كنا وقتها ونرى كاميرات التلفزيون تنقل لنا زجاجات الخمر وملابس النساء الداخلية من منزل الامام الهادي المهدى فى احط منظر على التلفزيون الرسمى منذ انشائه التلفزيون الذى ضن على نعى الزعيم الوطنى الخالد اسماعيل الازهرى ابو الاستقلال
    الحمد والشكر لله ان قيض لهم الجزاء من جنس العمل وسلط عليهم من لا يخاف ولايرحم فاراحنا واراح السودان من شلة من المغامريين الانتهازيين واتمنى من الله ان يقيض له من يخلصنا من صنوهم تجار الدين القذريين حتى يهنا هذا الشعب الطيب بحياة كريمة بعيدا عن هوس الايدولوجيات العقيمة المتعفنة اسلامية كانت ام شيوعية ام بعثية ام قومية عربية فنحن لسنا حقل تجارب لنظريات غامضة وفاشلة

    1. الحبوب، لطفي.
      ألف مرحبا بالزيارة والمشاركة بالتعليق.
      ونواصل السرد والحكي عن أحداث ١٩/ يوليو ١٩٧١:
      مقالات لها علاقة بالمقال الحالي:
       ١-
       الأستاذ المؤرخ/ شوقي:
       19 يوليو وجريمة اغتيال الشفيع
       https://www.alrakoba.net/106452/19-%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%81%D9%8A%D8%B9/

      ٢-
       الأستاذ المؤرخ/ شوقي بدري:
       استشهاد عبد الخالق محجوب ولؤم السفاح
      https://www.alrakoba.net/104292/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8-%D9%88%D9%84%D8%A4%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%AD/

       ٣-
       عبد الخالق محجوب والضابط
      (اللي وراه ) كحارس في المحكمة. https://www.alrakoba.net/722342/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%87-%D9%83%D8%AD/

       ٤-
        – مقال قديم من مكتبتي في “الراكوبة” –
       ٢٨ يوليو ١٩٧١- ٢٠١٣: وفي الليلة الظلماء نفتقد عبدالخالق محجوب
      https://www.alrakoba.net/369982/%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88-%D9%88%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D9%84%D9%85%D8%A7/

        ٥-
       منقول:
       أخطر محادثة هاتفية فى تاريخ السودان
       الحديث أو خطيئة مصر الكبرى تجاه السودان ..!!
       المصدر- صحيفة “الراكوبة”- 12 أكتوبر، 2020-

      من المهم جدا أن نرجع بالذاكرة للسنوات الفائتة ..لأن هناك أحداث خطيرة ..حدثت خلال تلك السنوات ..وما زالت تبعاتها تسيطر على المشهد في زماننا الحالي ..جلبت لكم هذا المقال المهم للكاتب الصحفي / د.اسماعيل حسين نابري – المقيم في فرنسا -وكان قد نشره في 21/ديسمبر /2014م…في ( الراكوبة الالكترونية ) ..بالله تابعوا ما حدث.  وانظروا التبعات والنتائج التي ترتبت على هذا الحدث الخطير.  
       
      بضعة سويعات قضيتها قبل ايام فى مكتبة فرنسا أو مكتبة فرانسوا ميتران  مسماة بإسم الرئيس الاشتراكي الراحل الذى إهتم بنائها وتأسيسها خلال فترة حكمه التي دامت 14 عاما – فى العاصمة الفرنسية باريس وهى مكتبة لعلها من أغنى مكتبات العالم من ناحية المقتنيات وطرق الحفظ…لم أطلب شيئا غير أعداد من  صحيفة لوموند من يوم 19 يوليو 1971 إلى نهاية شهر أغسطس 1971…أعدت فى ذلك اليوم إطلاعى على المقالات المذهلة التى كتبها الصحفى إيريك رولو Eric Rouleau وهو صحفى فرنسي شهير تخصص فى دراسة تنظيم الإخوان المسلمين. ومشهود له بأعمال عديدة من بينها تحقيقا صحفيا مهما له مع جمال عبدالناصر أسر له فيه بقراره بإطلاق سراح الشيوعيين المعتقلين أنذاك.

      ويتمتع إيريك راولو بمعرفة متعمقة بقضايا المنطقة، وترأس ردحا من الزمن الإتحاد الدولي للصحفيين الديمقراطيين، وإختاره فرانسوا ميتران الذي كان معجبا به لحد كبير سفيرا فى الخارجية الفرنسية حيث كان سفيرا لفرنسا فى تونس ـ وقتها كانت تونس مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية ومقر ياسر عرفات ـ وسفيرا أيضا فيما بعد لدى تركيا.

      تمكن الصحفى الفرنسي الشاب إريك رولو من الوصول للخرطوم مباشرة عند قيام إنقلاب هاشم العطا فى 19 أبريل 1971 وكان الصحفى العالمى الوحيد الذى تمكن من اللقاء بهاشم العطا فى الخرطوم وأجرى معه تحقيقا صحفيا فى يوم 20 أبريل 1971 أي بعد يوم واحد من نجاح انقلابه وقبل يوم واحد أيضا من إنهيار إنقلابه مؤديا بجعفر نميرى لاستعادة حكمه بعد 72 ساعة فقط من فقدانه لها.

      وتمت بعد ذلك عمليات قتل وسحل وإعدامات لم يشهد لها السودان مثيلا من قبل.. وأعدم فيمن أعدم قادة الإنقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى وعلى رأسهم سكرتيره العام عبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ.

      كتب إيريك رولو هذا مقالات دقيقة محكمة وموثقة عن تجربة تلك الأيام فى السودان لعلها تظل من أهم المصادر التى يمكن الإطلاع عليها للتعرف على حقيقة ماجرى فى تلك الأيام الحاسمة من تاريخ بلادنا الحديث.
      أنوي إنشاء الله تناول كتاباته ودراساته فى مقالات أخرى فى المستقبل القريب. لكنى اليوم أود هنا فقط ان اتعرض لمحادثة هاتفية كان غيرك راولو هو الجيد الذي قام بسرد تفاصيلها وكان يمكن أن تكون مثل غيرها فقط حديث هاتفى أو أى كلام بين شخصين وانتهى الأمر.

      لكن الحال على غير ذلك، وأعتقد أنا من جانبى أنها أخطر محادثة هاتفية فى تاريخ السودان الحديث، وأسمي فعلتها بخطيئة مصر الكبرى فى حق السودان……لها صفتان مذهلتان: الأولى أن ليس هنالك سودانى كطرف من طرفيها، والثانية أنها لم تحدث فى السودان أو بينه وبلد آخر بل تمت كليا خارجه.

      عجيب أمرها هذه المحادثة، فهى فى تحليل دقيق لها تمثل فى نظرى محادثة أثرت بصورة مباشرة وعميقة فى تطور الحكم فى بلادنا، ويمكننا أن نثبت بالفعل أنها المحادثة التى تسببت فى دعم مباشر لديكتاتورية السودان الثانية التى كان يترأسها جعفر نميرى فى جزئها الثانى، وأدت به لأن يتجه وقتها مباشرة صوب ما سمي حينها بتطبيق الشريعة الإسلامية تلك التى أدت لتجميع وتقوية عود تنظيم الإخوان المسلمين فى السودان بقيادة رجل اسمه حسن الترابي …هذا الرجل الذي ارتقى ليصبح مستشارا أولا لجعفر نميرى لاغنى له عنه…..لا يمكن إلا ان نقول أن حسن الترابي اثر بعمق فى جعفر نميرى وجعلها ألعوبة فى يده يطوعها كما شاء وفى أى اتجاه شاء ووصل هذا التأثير حدا بعيدا جعل نميري ينفذ سياسات أسلمة لنظامه، وشرع فى تبنى الشريعة وتطبيق الحدود مثل قطع أيدى المتهمين بالسرقة حتى لو كانوا فقراء لم يسرقوا سوى قوت يومهم، وتجميع الخمور ليركب جعفر النميرى تركتر زراعى يطحن به زجاجات الويسكي الذى تم تجميعه من تجارة ومنتجيه ومستهلكه.

      وتمادى وتعمق تأثير الترابى وتنظيمه على جعفر نميرى ونظامه لحد بعيد  حيث أقنع نميرى بإعدام الشهيد محمود محمد طه فى 18 يناير 1985  وتحريم النشاط الحزبى ومنع النشاط النقابى وزج بالوطنيين فى السجون…وتوفرت لحسن الترابي فرصته التاريخية، وهى تمكنه فى إطار نظام حكم نميرى من تجميع وتقوية جماعته وتهيئتهم للتنسيق والتحضير العملى خلال بضعة سنوات للسيطرة على السلطة قيامهم بإنقلاب 30 يونيو 1989. هذا الإنقلاب الذى أتى بحكم عمر البشير حكما ظالما فاسدا مستبدا… مازال منذ 25 عاما كاملة يسوم أهل السودان أنواع الذل والمهانة.

      نعود لأمر المحادثة الهاتفية التي نحن بصددها. فقد تمت في ساعة متأخرة من ليلة يوم عشرين يوليو من العام 1971…أى بعد يوم واحد من نجاح إنقلاب هاشم العطا وقبل يوم واحد من الانقضاض عليه وإستعادة جعفر نميرى لسلطته…إنقلاب هاشم العطا لم يدم سوي ثلاثة أيام.
      سمي إنقلاب هاشم العطا بالحركة التصحيحية لانقلاب مايو….تصحيحية لأن المشاركين فى الإنقلاب كانوا فى الأصل مشاركين من قبل فى السلطة مع جعفر نميرى . قام هو بالانقلاب عليهم، وإبعادهم بحجة يساريتهم ليخلو الجو لسلطة يمينية تنفذ برنامجا مختلفا كليا عن ذلك الذى دعت له المجموعة الإنقلابية العسكرية عند وصولها للسلطة فى يوم 25 مايو 1969.
       
      فى تلك الليلة إتصل سفير الإتحاد السوفيتي فى القاهرة والرئيس المصري أنور السادات ..ولأن الأمر عاجل طلب السفير إيقاظه من نومه . الإتحاد السوفيتي الدولة العظمى تريد من مصر أن تفعل شيئا مهما……
      السفير السوفيتي لدى مصر يعتذر للاتصال المتأخر وإصراره على إيقاظ أنور السادات….لم يتأخر السفير السوفيتى فى الدخول مباشرة فى طلبه قائلا: (…يريد منكم بلدى الاتحاد السوفيتي أن تعترفوا فورا بالنظام الذى نجح البارحة فى السودان، ودعمه بما يمكن لتثبيته؟)… لم يبد على أنور السادات أنه تحت تأثير الإيقاظ المفاجئ لهذا الأمر العاجل ، بل أجاب محدثه بوضوح:( نحن فى مصر لن نعترف أبدا بنظام شيوعي جنوب الوادي …ولن نسمح له بالاستمرار).
       
      هذه هي المحادثة الهاتفية ولعلها لم تدر أكثر من دقائق معدودة، لكنها مع ذلك شكلت فيما بعد التطور السياسي للبلاد، وبخاصة شكل وطبيعة الحكم الذى ساد فيما بعد واستمر حتى اليوم . بعد المحادثة لم يعد السادات لمواصلة نومه بل توجه لتنفيذ قرارات ثلاث مهمة:
       القرار الأول: أصدر اوامره بوصفه قائدا أعلى للجيش المصرى بتجهيز مجموعة تدخل خاص من القوات المسلحة المصرية من بينهم ضباط من ذوى التخصص العالى فى تشغيل الدبابة السوفيتية الصنع تى 55 وآخرين متخصصين فى قتال المدن.

      القرار الثانى كان اتصاله الهاتفي مع معمر القذافى…..ليطالبه بالتنسيق معه فى عمل ما يجب عدم السماح لانقلاب 19 يوليو بالاستمرار.

      القرار الثالث طلبه للمخابرات المصرية متابعة أمر قادة الانقلاب شركاء هاشم العطا وهم فى لندن لمعرفة كيفية التعامل معهم تم فى اليوم التالي مع الساعات الأولى للصباح إرسال القوات السودانية المرابطة فى مصر إلى الخرطوم وأرسل معها فى نفس الوقت مجموعات من ضباط الجيش المصري المدربين تدريبا خاصا على قيادة الدبابة تى 55 ، يصطحبون معهم قطع غيار خاصة كان قادة انقلاب هاشم العطا قد قاموا بسحبها لتجنب استخدامها ضدهم، وقاموا بمجرد وصولهم بتركيبها وتحريك عدد من تلك الدبابات من منطقة الشجرة متجهين بسرعة صوب القصر الجمهورى وسط الخرطوم.
       
      اتصل انور السادات بمعمر القذافي ولم يكن بحاجة لإقناعه فالمسألة كانت تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك…وبعدها مباشرة زودت المخابرات المصرية معمر القذافى بكل مالديها عن تحرك زعماء الانقلاب من لندن فى رحلتهم للسودان وذلك على متن طائرة ركاب عادية للخطوط الجوية البريطانية.. ..فاروق حمدالله وبابكر النور…معلومات دقيقة حصلت عليها مصر من جهاز المخابرات البريطانية.

      وفى رحلتها للسودان كانت الطائرة تعبر الركن الشمالى الشرقى من ليبيا حيث واجهتها المقاتلات الليبية وأجبرتها على النزول فى مطار بنغازى فى عملية قرصنة من قوات دولة ضد رحلة مدنية…حيث تم إنزال الراكبين وسمح للطائرة بعد ذلك بمواصلة رحلتها….وماحدث بعد ذلك هو ان قامت ليبيا بتسليم الضابطين الشهيدين بابكر النور وفاروق حمدالله بعد يومين لجعفر نميرى بعد استعادته السلطة فى الخرطوم..وتم إعدامهما فى إطار الإعدامات الواسعة التى جرت بعد محاكمات صورية.

      فى نظرى أن التدخل المصري فى الأحداث يوم 21 يوليو 1971 لم يكن هو العامل الذى أعاد نميرى للسلطة فحسب، بل هو الذى مهد بدوره هذا لأن تنحدر بلادنا تدريجيا فى عهد نميرى ومستشاره الترابى لتسقط بإنقلاب 30 يونيو 1989 فى يد أبشع عصابة عرفها السودان.

      ما أنادي به اليوم هو أن مصر مطالبة تاريخيا وأخلاقيا بتعويض شعب السودان عما أسميه بخطيئة مصر الكبرى: والتعويض لايتم إلا بمساندة حقيقية فاعلة للمعارضة السودانية الجادة التى لا تحاور ولا تساوم بكل قواها لاجتثاث نظام الظلم والفساد والإستبداد.
      د. حسين إسماعيل أمين نابرى

      كاتب سودانى مقيم في باريس

    2. الاخ لطفي… علشان كدا قلت مراراً و تكراراً لا فرق بين الكيزان و بقية الأحزاب السياسية المنكوبة و أسوء حزبين هما الحزب الشيوعي و الأخوان المسلمين لا يعرفون غير لغة الدم.

  6. اجمل تحية لك استاذنا بكري الصائغ وشكرا على مقالك التوثيقي الهام. والله استاذ بكري مافي شىء انا متمنيه غير اشوف قادة الكيزان المجرمين وهم يقادوا الى المشنقة وبشرط تسجيل لحظات حياتهم الاخيرة قبل مغادرتهم الدنيا الى الآخرة تطاردهم اللعنات. ما من شك عندي انهم حيجلقبوا جقلبة ما سبقهم عليها زول وحيتجرسوا جرسة تصدم الصغير قبل الكبير لأنهم منافقين وقتلة ولصوص وناس دنيا ساااااكت وجبناء. اختلف الناس او اتفقوا فقد واجه عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق وبابكر النور وفاروق حمد الله وهاشم العطا والاستاذ محمود محمد طه وايضا محمد نور سعد وشهداء رمضان (عليهم رحمة الله جميعا) وغيرهم ممن تم اعدامهم , شجاعة وبسالة منقطعة النظير في لحظاتهم الاخيرة قبل اعدامهم وبدرجة لا تتوفر الا عند السوداني الشجاع الاصيل. نفسي اشوف ناس البشير وعلي عثمان وابو العفين واللمبي وكرتي وبقية الحثالة ديل وهم يقادوا الى المشانق ونشوف كان بركزوا ولا لا. انا ما عاوز اقول الكلمة الشينة احتراما ليك وللقراء ولكن سامحني اتخيلهم “حيتجلعوا جلع” زي الجلع مع اعتذاري على هذه الكلمة ولك احترامي وتقديري الاكيد.

    1. الحبوب، ابو جاكومة ود كوستي.
      حياكم الله وأسعد أيامكم بالأفراح الدائمة… لكن والله استغربت شديد الاستغراب وكتبت:
      ( مافي شىء انا متمنيه غير اشوف قادة الكيزان المجرمين وهم يقادون الى المشنقة وبشرط تسجيل لحظات حياتهم الاخيرة قبل مغادرتهم الدنيا الى الآخرة تطاردهم اللعنات.)!!
       يا حبيب،
       كيف فات عليك أن أغلب الرؤوس الكبيرة والشخصيات الفاسدة التي ضيعت السودان و أوصلتهم لهذه النهاية المزرية يعيشون في الخارج في رفاهية ويتمتعون بحماية من حكومات دول الاغتراب، وعندك الآلاف منهم يعيشون في دبي وماليزيا وتركيا ومصر وبريطانيا؟!!
      بل حتي البشير وعلي عثمان والنافع وعبدالرحيم حسين وأحمد هارون والطيب “سيخة” والفاتح عز الدين وعوض الجاز واسامة عبدالله وآخرين اصبحوا في حماية نظام البرهان العسكري وعندهم الحصانة ضد الاعتقال والمحاسبة!!

       الاعدامات تجري هذه الايام في السودان بمنتهي السرعة فقط علي من يتهم بأنه متواطئ مع الدعم السريع!!، إعدامات تمت بالفرادي والجملة لمواطنين لم تثبت عليهم التهم واعدموا لا لشيء الا لانهم غرابة!!  

       يا حبيب،
      أسف أن أخذلك واعلق علي تعليقك واقول أن أمنيتك لن تتحقق، فواقع الحال مع الاسف الشديد يؤكد أن الشعب لو فني لن بكرة ابيه فلن يكون من بينهم من تمنيت ان تراهم معلقين في المشانق!!

  7. قدمت لهم الوعى ههههههه
    اى وعى هذا الذى قدمه عبدالخالق؟
    هل وهو وعى الصعلوق شوقى الذى قذف فى اشرف نساء الارض وفى بيت النبوة
    ام هو الوعى الذى قاد قيادات فى الحزب تنتحر ام تفر من الحزب فرار الصحيح من الاجرب
    ام هو الوعى الذى قاد الحزب للاشتراك فى المجلس المركرى لانقلاب نوفمبر
    ام هو الوعى الذى قاد للمغامرة الفاشلة في يوليو 71 وانتهى بهم كالجرذان الحائرة فى محاكم الشجرة
    ام هو الوعى الذى انتهى بالحزب لمقعدين فقط فى سودان المليون ميل مربع وسينضم قريبا الى قائمة الاحزاب الصفرية
    ام هو الوعى الذى ساق قادة الحزب للجلوس فى برلمان الكيزان المعين
    للاسف ليس لدى المقدرة علي اضافة صورة عبدالخالق واقفا منكسرا حاسر الراس حافى القدمين ذليلا امام جلاده النميرى فى استجوابه بالشجرة
    قال وعى قال

  8. What a sheer paradox!!!

    هل انقلاب المنقلب على الانقلاب انقلاب ؟

    نميرى – له من الله ما يستحق- انقلب ومن ورائه الشيوعيون
    و القوميون العرب، انقلب على نظام دستورى تمّ اختياره
    بانتخاب حرّ و نزيه و شفاف معبرٍ حقاً و صدقاً عن إرادةٍ سودانيةٍ
    خالصة أقسم يميناً مغلظةً على حمايتها.
    أي أن ما قام به نميرى ليس له توصيف أو تكييف أو تعريف
    سوى أنه انقلاب و خيانة أمانة بعد قسمٍ مغلظة. هو انقلابُ
    ليس على إرادة فردٍ أو جماعةٍ أو حزب، بل إنقلاب على إرادة
    شعب بأسره. أي ان المنقلب – أي منقلب- يؤسس (نظام) حكمه
    على خيانة شعبه و عدم احترام إرادته وأن البيان الأول لأى انقلاب
    هو مانفستو بخيانة الأمة و عدم احترامها.
    لكن المفارقة و السخرية، أن نميرى حاكم المنقلبين على إنقلابه
    بتهمة (الخيانة العظمى)، أي أن المنقلب يحلل الخيانة على نفسه
    و يحرمها على غيره .
    في الواقع أن محاكمة أي منقلبٍ، و نميرى منهم، لمنقلبٍ آخر
    هي محاكمة لنميرى نفسه، لأنهم ارتكبوا نفس الجرم الذى ارتكبه
    هو، بل إن جرمه أبشع وأضلُّ كثيراً . فهو قد انقلب على نظام
    منتخبٍ انتخاباً حراً و نزيهاً، بينما المنقلبون عليه إنما انقلبوا على نظامٍ
    غير شرعىٍّ سلفاً، بل إن انعقاد المحاكمة أصلاً هو اعتراف من جانبه
    بجرمه و أصدار الحكم على المنقلبين عليه هو إدانة لنفسه بنفسه دون
    أن يدرى.

  9. معلومه متأخره
    عثمان حسين هو المقدم عثمان حسين ابو شيبه قائد سلاح الحرس الجمهورى بالقصر.

  10. الحبوب، النقرزان طرنقع.
    حياكم الله وأسعد أيامكم بالأفراح الدائمة، واشكرك علي التعليق الواعي ملئ بالفهم وكتبت فيه:
    (…- في الواقع أن محاكمة أي منقلبٍ، و نميرى منهم، لمنقلبٍ آخر
    هي محاكمة لنميرى نفسه، لأنهم ارتكبوا نفس الجرم الذى ارتكبه
    هو، بل إن جرمه أبشع وأضلُّ كثيراً . فهو قد انقلب على نظام
    منتخبٍ انتخاباً حراً و نزيهاً، بينما المنقلبون عليه إنما انقلبوا على نظامٍ
    غير شرعىٍّ سلفاً، بل إن انعقاد المحاكمة أصلاً هو اعتراف من جانبه
    بجرمه و أصدار الحكم على المنقلبين عليه هو إدانة لنفسه بنفسه دون
    أن يدرى.).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..