رسالة تذكير للبرهان

ماوراء الكلمات
طه مدثر
(1) كثير مانسمع أو نقرأ، إن الأمين العام للأمم المتحدة، او مبعوثه الخاص، او الرئيس الأمريكي، او حتي الرئيس (الداقستاني)، يشعر بالقلق تجاه مايجري في السودان، بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، فيا هذا ويا ذاك، عليك أن تعلم أن القلق فقط، لن يغير الأوضاع الانقلابية بالسودان، نشكر لكم حسن قلقكم علينا، ورجاء اتركوا الشارع الثوري، فانه قادر على إزالة قلقكم، وازاحة كل من يقف أمام سلطته المدنية، وحكومته الديمقراطية، بالمناسبة، في عهد الرئيس الراحل جعفر النميري، كانوا يسمون السودان، دولة السودان الديمقراطية، وستة عشر عاماً من الحكم الشمولي، ويسمون دولة السودان الديمقراطية، ورئيسها مشير، !!ولا بأس من إعادة التجربة، وان نسمي سودان اليوم، بدولة السودان الديمقراطية، ورئيسها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان..!!
(2) الى السيد رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، عليك أن تتذكر، كل يوم وكل ليلة، وبعد سقوط المخلوع البشير، أنك لم تصل إلى هذا الكرسي، بسبب الدبابير التي على اكتافك، وانما وصلت إليه على أكتاف الشباب الذين قاموا بثورة ديسمبر المباركة، وضحوا بدمائهم وأرواحهم فداء لثورتهم، ومن الجانب الآخر أيها الثائر، لا يهم من احتل مكانك في قطار الثورة، مايهم أن تعمل على العودة إلى قيادة قطار ثورتك، ، برغم إدراكنا ان الثورة كنز، يحرسه لجان المقاومة، وكل الثوار.
(3) معلوم بالضرورة، ان أسوأ الصفات وأقبحها، وأرذل الرذائل، من غدر وخيانة، ومن فساد، ومن ومن، متوفرة بكثرة لدى الكيزان والمتكوزنين، وكثير حاولت البحث عن أفضل الكيزان والمكتوزنين، فوجدت أفضلهم هو الكوز أو المتكوزن الذي فارق الحياة، وليس الذي فارق الحزب البائد، مجبراً على تقديم استقالته، او من تم طرده من الحزب البائد، او حتى تجميد عضويته بالحركة الاسلاموية، ومن أراد مخاطبة الشعب الثائر، عليه أن يترك غباءه وجهله وغروره عند باب مكتبه أو في داخل مزرعته أو مشروعه الزراعي، فقد سئمنا من عنتريات، (اي زول برفع راسو بنقطعو ليهو)، ومن (يترس أو يغلق الشوارع، سنجلده بالسياط)!!.
(4) السودان وعلى مر تاريخه المعاصر، دائماً ملئ بالازمات والمعاناة، وأيضاً ملئ بالصمود والثبات، والتصميم والقدرة على التغلب عليها، نعم السودان يمر بمنعطف خطير (الخايف ينزل) والسودان يمر بفترة عصيبة، من اراد الفرار والهروب، بماله وأسرته، ووطنيته الناقصة، فالباب يفوت جمل وجملين، والسودان في مرحلة أن يكون أو لا يكون، وسيكون باذن الله، اذا توحدت القوى الثورية، وادركت أن من اهم مهامها ازالة وازاحة الطغمة الحاكمة او مايسمونه لجنة الأمنية للمخلوع البشير، او مايسمونه السلطة الانقلابية، انه مثل القط ما أكثر اسمائه، وما أقل نفعه وفائدته، أعني الانقلاب وليس القط.!!.
الجريدة
والله يا اخى طه مدثر ماقصرت تب والخواف نحن منو بنتبرا وقسما تروى دماءنا أرضك يا سودان واخوان الشيطان واعوانهم وقسما لن يحكمنا الا ونحن في المقابر.
الصراع الذي يحدث الان هو صراع نخب حزبية تسعى خلف السلطة ومن الخطأ تصوير الأمر باعتباره صراع بين طرفين أحدهما مدني والآخر عسكرى.. كلهم أصحاب ايدولوجيات مختلفة ومن الصعب أن يتفقوا على برنامج واحد.. اللهم الا علي برنامج تسقط بس.
يا كاااك النخب الحزبية فى كل بلاد العالم وجدت لتتصارع وتسعى للسلطة. طبيعى جدا. ولكن دخول الجيوش فى السياسة فهو مفسدة ومستهجن.