مقالات سياسية

مظاهرة فلول بقايا الانقاذ بإشراك إسلاميين متطرفين أحرجت الحكومة!!

بكري الصائغ

١-
ما اشبه الليله ببارحة سنوات الخمسينات… ان المظاهرة الهزيلة التي خرجت في يوم الجمعة ٢٤/ يوليو الحالي من بعض الجوامع في الخرطوم وكانت برعاية  أنصار النظام السابق، ورفعت شعارات رافضة للتعديلات القانونية الجديدة، ونادت بإسقاط الحكومة، بل ومن غرائب ماوقع في المظاهرة ظهور رئيس المجلس الوطني في عهد النظام البائد إبراهيم أحمد عمر، كل هذه (الزوبعة في فنجان) ذكرتني مظاهرات حزب الأمة- (ايام كان بحقيق وحقيق حزب عنده الشنة والرنة والقوة في زمن عبدالرحمن المهدي)، وكيف ان هذه المظاهرات الاسلامية ظلت لسنوات طويلة تردد “البلد بلدنا.. ونحنا اسيادها”… و”عبدالرحمن عبدالرحمن..حامي القرأن”!!…واليوم نجد بقايا فلول النظام السابق الذين لم يهربوا بعد من البلاد، راحوا يستعينوا اسلاميين اجانب جاءوا للسودان هربآ من واقع بلادهم المزري لانجاح المظاهرة!!

٢-
هذه المظاهرة الهزيلة رغم حجم صغرها ساعدت في  كشف سبعة سلبيات احرجت الحكومة، وعرت جهاز الأمن ووزارة الداخلية.

٣-
وساقوم في هذا المقال بكشف العيوب والسلبيات التي ظلت مدة طويلة موجودة في الساحة السودانية بعد نجاح الانتفاضة ، وتحت نظر الحكومة الانتقالية، وبدل ان تعمل علي ازالتها سكتت عنها… ومازالت!!

٤-
السلبية الاولي:
(أ)-
منذ ابريل عام ٢٠١٩ وحتي اليوم، ما سمعنا ولا قرأنا في الصحف خبر عن تقديم مجرم او فاسد، او قيادي من الحزب الوطني للمحاكمة!!، انهم يعيشون حياة الرفاهية في سجن كوبر، يصلهم الغذاء والاكل الطيب من الخارج!!، العلاج في احدث المستشفيات!!، وان كانت هناك حالة مرضية مستعصية لسجين، فيمكن ان يتم علاجه في الخارج – “الدكتور/علي الحاج مثالآ”!!-

(ب)-
عدم وجود محاكمات لرموز النظام السابق، شجع الكثير من بقايا الانقاذ في التحرك بحرية وأمان ضد الحكومة ، وتنظيم المظاهرات المعادية للشعب والحكومة، واقامة الندوات واللقاءات الصحفية، وصل تمددهم الي انهم كانوا وراء خمسة محاولات انقلابية فاشلة…ومحاولة قتل حمدوك بقنبلة!!…ورغم كل هذه الانشطة الخطرة مازالوا يعملون بلا خوف او وجل!!

السلبية الثانية:
(أ)-
جاء الصحف المحلية اليوم السبت ٢٥/ يوليو الحالي بنشرخبر محبط للغاية يفيد، ان السلطات القت اليوم القبض على عناصر أجنبية شاركت في احتجاجات نظمها أنصار النظام السابق، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة وأضافت المصادر أن المقبوض عليهم خطيب مسجد الشيخ محمد عبدالكريم بشارع الـ60، ويدعى محمود سليمان الحسنات، وهو فلسطيني الجنسية من غزة، بالإضافة إلى 3 أشخاص من إندونيسيا، وعنصرين من اليمن. – انتهي الخبر-

(ب)-
اقول بكل صراحة، ان “السبهللية” في عمل جهاز الأمن والشرطة، هي التي ساعدت العناصر ألاجنبية علي المشاركة في المظاهرة، ضاربين بعرض الحائط قوانين الدولة واحترام قوانين اللجوء!!

(ج)-
من مهازل ما يحدث في سودان اليوم، ان كل اجنبي في السودان يمكنه ان يصبح شخص مهم في ظل عدم التدقيق الرسمي في هواياتهم؟!!، ومن هم..ولماذا جاءوا للسودان؟!! – تم اكتشاف اكثر من (٦٦) طبيب مزيف خلال الثلاثة سنوات الماضية!!…وهناك من هم مازالوا في الخدمة!!

السلبية الثالثة:
لم تعترض الحكومة الحالية علي وجود حرية اعلامية وصحفية بلا حدود لبقايا الفلول!!، فعلي سبيل المثال مازال حسين خوجلي في حاله القديم “يبرطع” ويثير الاحقاد والفتن، وهو الذي مفروض ان يقدم للمحاكمة بسبب الغموض في ملكيته لصحيفة “الوان” وتلفزيون “امدرمان”!!، وهناك شخصيات صحفية من العهد البائد ـ مكروهين من الشعب والسلطة – يمارسون هواية صب الزيت في النار، ولسان حالهم يردد “انا وبعدي الطوفان”!!

السلبية الرابعة:
من يصدق بالله، ان المؤسسات العسكرية الاربعة (القوات المسلحة، قوات الدعم السريع، جهاز الامن الوطني، وزارة الداخلية) رغم الامكانياتها الضخمة وماعندها من عدة وعتاد، لم تستطع ان تنهي وجود “عصابات النيقرز” المدعومة من شخصيات محسوبة علي النظام القديم؟!!

السلبية الخامسة:
(أ)-
منذ ابريل عام ٢٠١٩ وحتي اليوم – ومرور (١٥) شهر علي التغيير في السودان، وقعت نحو (٤٠) مجزرة في مناطق متفرقة في السودان، واغلبها في ولاية دارفور، التي فشلت الحكومة تمامآ في وقف عمليات القتل بالجملة والقطاعي ، والاغتصابات، والخطف، والحرائق، وجمع السلاح، وحماية معسكرات اللاجئين، وتامين الغذاء والدواء والكساء لغالبية سكان الولاية.
(ب)-
الحكومة تعرف حق المعرفة، ان هناك شخصيات من أهل النظام السابق هم من يسعون بشدة الي ابقاء دارفور في هذا الحال المزري لكي يحرجوا الحكومة علي المستوي الدولي، وان الاوضاع في السودان مازالت سيئة، والحكومة راعية للارهاب!!

السلبية السادسة:
قمة المهزلة، ان السلطات الامنية – بحسب ما نشر في الصحف المحلية ـ، لم تعتقل الا خطيب مسجد الشيخ محمد عبدالكريم ، ويدعى محمود سليمان الحسنات، وهو فلسطيني الجنسية من غزة، بالإضافة إلى  (٣) أشخاص من إندونيسيا، وعنصرين من اليمن!!، لم يجي ذكر اي اسم (كوز) او من هو من بقايا الفلول!!، ونفهم من هذا التصرف الامني، انه اذا خرجت مظاهرة اخوانية مرة اخري، فلن يتم اعتقال احد الا اذا كان اجنبي!!

السلبية السابعة:
مظاهرة فلول بقايا الانقاذ باشراك اسلاميين متطرفين في يوم الجمعة الماضي احرجت الحكومة بشدة ، واظهرت بوضوح ضعف حمدوك في اتخاذ قرارات حاسمة تهدف وقف الفوضي التي تقوم بها جماعة غندور وبعض الجهات الاسلامية، بل واصبح من الواضح، ان المؤسسات العسكرية قد منعت من اداء دورها في حماية البلاد بصورة كاملة، وارغمت ان تكون (حنينة، ولينة) في تعاملها مع من هم يسعون لعودة الانقاذ بقيادة الحركة الاسلامية.

بكري الصائغ
[email protected]

تعليق واحد

  1. يا بكري يا اخوي ديل ناس جلدهم تخين لا بنحرجوا ولا حاجة. ما صدقوا أنهم وصلوا السلطة دون مؤهلات قيادة ودون تعب او إراقة نقطة واحدة من دمائهم فلا تنتظر منهم شيء.
    ديل الجن السكن لقى العيش واللبن، ما خصهم بعد كدا إن شاء الله يحرق السودان طالما الواحد منهم سيكتب في سيرته الذاتية إنه كان رئيس وزراء او وزير او جنرال مغتصب للسلطة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..